أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - تكفير داعش مسألة أمن قومي














المزيد.....

تكفير داعش مسألة أمن قومي


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 13:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


================

أين يختفي مسوخُ داعش ولماذا عسيرٌ على رجال أمننا العثور عليهم وسط أحراش العريش وكهوف الجبال؟ ليست الصخورُ ظهيرَهم، إنما ظهيرهم بشريٌّ، بكل أسف.
هذه لحظةٌ من أعسر اللحظات التي تمرُّ بها مصرُ عبر تاريخها. ما يحدث في العريش الآن للأقباط المسيحيين على يد مسخ داعش الدميم، شيءٌ فوق قدرة العقل على استيعابه. يريد ذلك المسخُ الشيطانيّ الوغد أن يُكرّس في الذهن الجمعيّ للعالم تلك الصورة الوحشية التي لا يملك غيرها ليعلن بها عن وجوده. “نحن ندمّر الحضارة الإنسانية، وننحر العُزَّل الأبرياء، ونغتصب الأسيرات، إذن نحن موجودون.” لكن الأزهر الشريف لا يُقرُّ بكفرهم، ولا برِدّتهم وخروجهم من تحت مظلّة الإسلام! كيف ولماذا؟! لأن الأزهر لا يُكفّر كلَّ من نطق بالشهادتين؛ مهما قتل أو حرق أو اغتصب أو استلب أو سرق أو شوَّه صورةَ الله، حاشاه. إنهم يشوّهون صورة الله حين يُكبِّرونه وهم يذبحون البشر ويحرقون قلوب الثكالى ويغتصبون العذراوات. لهذا يجدُ مسوخُ داعش مَن يساندهم ويأويهم ويُخفيهم عن عيون جنود جيشنا ورجال شرطتنا، من أبناء سيناء وعائلاتها وقبائلها. كيف يساعدهم أبناءُ سيناء وعوائلها على التخفّي والاحتماء داخل أركان دورهم؟ لأنهم يرون مسوخَ داعش "مسلمين"، بقرار رسمي من الأزهر الشريف؛ صاحب الكلمة العليا، والوحيدة، في إيمان المسلمين، أو كُفرهم ورِدّتهم. ألم يحن الحينُ بعد حتى يُصدّق الأزهرُ الشريف أن في يده "وحده" الآن العصا السحرية التي تئد الإرهاب في مصر، وتدحر داعش في العالم، وتحقن دماء المسيحيين في العريش؟ فتوى واحدة مُعلنة وقاطعة وصريحة بتكفير داعش، سوف ترفع عنهم الغطاء الاحتمائي البشريّ الذي يُخفي مسوخ داعش عن عيون رجال الأمن من الجيش والشرطة في العريش، وفي سيناء وفي كل بقعة من بقاع العالم.
يا أزهرنا الشريف، اِعلمْ، إن لم تكن تعلم، أن بسطاءَ المسلمين يفهمون الحديث الشريف "انصرْ أخاك ظالما أو مظلومًا"، على نحو مغلوط ومنقوص. لأنهم في غالب الأمر لا يعرفون بقية الحديث: “بأن تأخذ فوق يديه" أو "بأن تردّه عن ظلمه". فحين أنت أيها الأزهر الشريف، لا تريد أن تُكفّر داعش، فإنك بذلك تجعله "أخًا" لكل مسلم في سيناء، ورعيةً لكل شيخ قبيلة، وابنًا لكل امرأة في دارها. أنت، دون أن تقصد يا أزهرنا الشريف، جعلت الداعشيَّ "مسلمًا أخًا" وجبت نُصرته ظالمًا، دون قيد أو شرط، مادام هو مسلمًا، ومادام شِطرُ الحديث الشريف غائبًا عن الوعي الدارج العام لدى معظم البسطاء. وأهلنا في سيناء، ما أبسطهم!
أما تهجير الأقباط الاضطراري من دورهم في العريش إلى بور سعيد والإسماعيلية، لتأويهم الكنائس هناك، فهو أمرٌ لا يليق بدولة هائلة مثل مصر. فدور العبادة جُعلت للصلاة والتعبّد، وليس لإيواء المُهددين والمُطاردين. حماية المواطن المصري هو واجب الدولة، وحق المواطن الأصيل بموجب الدستور والقانون. فإن تعذرت الحماية ومنع الأخطار لأسباب قهرية مثل ما يحدث في العريش الآن من حرب عصابات خسيس مع مسوخ داعش الذين يختبئون في الكهوف والجبال مثل اللصوص والخفافيش، فلا بديل عن أن تُخصص القوات المسلحة والدولة المصرية فنادق محترمة، أو وحدات سكنية لائقة لأبناء العريش الأقباط، حتى تنتهي المحنة، بإذن الله، ويعودوا إلى ديارهم معززين مكرمين.
ونما إلى علمي الآن، أثناء كتابة المقال مساء السبت، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد كلّف وزير الإسكان، مهندس مصطفى مدبولي، بتخصيص وحدات سكنية للمُهجّرين من مسيحيي العريش، فشكرًا للقرار الواجب.
كذلك أرفعُ إلى وزير التعليم العالي رجاء أهالينا في العريش بنقل أبنائهم من جامعة سيناء إلى جامعات مصرية موازية في مدن مصر الآمنة، مثل جامعة 6 أكتوبر، خصوصًا لطلاب الكليات العملية الصعبة كالهندسة والطب. ذاك أن تأخيرهم عن محاضراتهم وسكاشنهم ومَعاملهم من شأنه أن يهدد مستقبلهم الدراسي والعملي، وهم النشء/ الثروة الذي نراهن عليه من أجل غد مصر. وقد أرسل أولياء الأمور في العريش بالفعل مطالب رسمية إلى رئيس جامعة 6 أكتوبر، ورئيس جامعة سيناء بهذا الشأن، نرجو سرعة التصديق عليه.
اللهم ارفع عن مصر الطيبة التي ذكرتها في كتبك السماوية، هذا البلاء الصعب.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (4)
- طارق شوقي … نراهن عليك في رحلة -النكوص-
- ابسطوا قلوبكم مرمى للسهام
- احنا فقرا قوي!
- كاميرا خفية لضبط المعلّم الطائفي
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (3)
- زغاريدُ وحزامٌ ناسف
- دميانة … الزهرة رقم 29
- اتركْ طرفَ الخيط يا مُتطرّف!
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (2)
- سيد حجاب ... مُت ما شاء لك الموت
- بالأمس تعلمت شيئًا: مبروك عليكم السما
- وإن أصابتك ركلةٌ في أسنانك
- فرسان الإمارات … شهداء الإنسانية
- أُقبِّلُ قلبَك … رسالة شريهان
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (1)
- حلم مريم
- رسالةُ الإرهاب| نذبحكم في كل مكان!
- صديقي معتز الدمرداش
- شريهان … قطعة البهجة والعذوبة


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - تكفير داعش مسألة أمن قومي