أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - فشل النظام والفشل الكلوى















المزيد.....

فشل النظام والفشل الكلوى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5432 - 2017 / 2 / 14 - 22:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل الإنفاق على (جيش) المستشارين أهم من علاج الفقراء؟
هل يوجد نظام (محترم) يسمح لمواطنيه بتسول العلاج؟
دأب الإعلام والثقافة السائدة على ترديد تعبير(فشل الحكومة) عند أى كارثة تحط على رؤوس شعبنا. ومغزى هذا التعبيرورسالته أنّ (الحكومة) شىء و(النظام الحاكم) شىء آخر. أى أنّ الحكومة هى المسئولة عن أية أخطاء حتى ولوكانت بحجم الكوارس. وهذا التعبيرمن اختراعات نظام يوليو1952، وإذا تحجـّـج البعض وقال أنه كان سائدًا قبل هذا التاريخ، فإنّ حجته يسهل الرد عليها، لأنّ القاعدة فى أى نظام (ملكى) أنّ الملك (يسود ولايحكم) بالاضافة إلى ذلك فإنّ البرلمان هوالذى يـُـعين الحكومة التى تكون مسئولة أمامه. ولكن هذا لاينفى توجيه الاتهامات إلى الملك كما حدث من هجوم على فؤاد وابنه فاروق، سواء فى البرلمان أوعلى صفحات الصحف والمجلات. ومع مراعاة أنّ مصركانت فى قبضة الاستعمارالبريطانى، بينما ضباط يوليومن (المصريين)
وقد استمرأ حكام مصرمنذ يوليو52حتى الآن هذا التعبير، الذى يستخدمه كثيرمن الإعلاميين (من خريجى مدرسة النفاق) بهدف إبعاد أية مسئولية عن رئيس الدولة. والمُـحصلة أنّ مصرفى عهد السيسى كأنها لم تبرح عهود من سبقوه.
رأيتُ أهمية تلك المقدمة بعد كارثة عجزالنظام عن حماية مرضى الفشل الكلوى المُـرغمين على (غسيل الكلى) مرتيْن وأحيانـًـا ثلاث مرات أسبوعيـًـا. وإذا كان الأثرياء تــُـمكــّــنهم مواردهم من العلاج، فإنّ (الفقراء) ليس لديهم إلاّمستشفيات الحكومة. وبعد (تعويم الجنيه) وقرارات ارتفاع الأسعار، عجزتْ المستشفيات الحكومية عن علاج مرضى الفشل الكلوى، ويطلب الأطباء من المرضى شراء المحاليل اللازمة وهم من ذوى الدخول المـُـتدنية التى لاتفى بمتطلبات الأكل ومصاريف المدارس لأولادهم..إلخ، فكيف ومن أين يشترون المحاليل، التى ارتفعتْ أسعارها بنسبة100%؟ كما أنّ بعض المراكزالطبية الحكومية المتخصصة فى علاج الفشل الكلوى تمّ إغلاقها.
ورغم البرامج التليفزيونية العديدة، بل والتحقيقات الصحفية حول هذه الكارثة، يظهرمسئولو وزارة الصحة فى الميديا المصرية (مقروءة ومسموعة ومرئية) لكى يـُـردّدوا (نشيد النظام) الذى توارثوه عن أجيال سابقة، وهونشيد النفى، وأنه لاتوجد أزمة، وإنْ وُجدتْ مشلكة فهى فى سبيلها إلى الحل..إلخ. ولذلك لجأتْ بعض القنوات التليفزيونية (نظرًا للتعاطف مع المرضى) إلى أسلوب (التسول) من (محبى الخير) وإذا كان البعض قد تطوّع بعلاج بعض المرضى، فهل أسلوب (التسول) كفيل بعلاج (كل) المرضى وهم بالآلاف؟ يحدث كل ذلك ونظام الحكم يـُـطبق على نفسه المأثورالاستبدادى: لا أسمع، لا أرى، ولكنه (ينطق) بالباطل. بينما- كما أعتقد- أنّ النظام فى أية دولة تحترم مواطنيها هى المسئولة عن علاج الفقراء، خاصة أنّ أغلبهم (مثل الموظفين وعمال الشركات) يدفعون الضرائب (من المنبع) بينما كثيرمن الأثرياء يتهرّبون من دفع ماعليهم لمصلحة الضرائب.
وأعتقد أنّ حجة النظام (والأدق شماعته) بحكاية (عجزالموارد) و(عجزالموازنة العامة للدولة) يسهل الرد عليها، بأنّ مصرليست فقيرة فى مواردها الطبيعية كما يـدّعى النظام، ومن جهة أخرى فإنّ نظام الحكم الذى ينزل بسوطه على أجساد الفقراء، هو- نفس النظام- الذى يمنح الأثرياء المزيد من المزايا، فكيف يـدّعى النظام (عجزالموازنة العامة للدولة) وفى نفس الوقت يسمح (بجيش) من المستشارين، الذين يحصلون على مكافآت بجانب رواتبهم الأصلية، وبعد يناير2011قرأتُ أنّ بند المستشارين يـُـكلف ميزانية الدولة24مليارجنيه سنويـًـا. فكم بلغ الرقم فى2016؟ كما أنّ (الحد الأقصى للأجور) كان شكليـًـا حيث المادة التى سمحتْ بالتجاوزفى شكل لجان وتنقلات..إلخ. فلماذا هذا البند المنحازلمن لايستحقون؟ ولمذا يعجزالنظام عن القضاء على التهرب الضريبى؟ والأمثلة عديدة من بينها مظاهرالبذخ والاسراف لدرجة السفه على مخصصات الوزراء.
فهل يمكن- لوأننا فى نظام حكم يعمل على تطبيق قواعد العدالة التى لاتــُـفرّق بين الفقراء والأغنياء- تخصيص مبالغ مظاهرالبذخ للإنفاق على البحث العلمى (الطبى)؟ وعلى سبيل المثال فإنّ علماء الهندسة الوراثية توصلوا إلى (تخليق) بعض البروتينات منها البروتين الذى نجح فى تقوية الجهازالمناعى والتصدى للأجسام التى تعمل على تدميرخلايا البنكرياس. وأنتجوا بطاطس تحمل مستويات عالية من بروتين، يـُـعتبرنموذجـًـا ممتازًا لمرضى السكر. وله نفس تركيب البنكرياس. وأنتجوا بعض الخضراوات والفواكه المُطعمة جينيـًـا، مثل (اللفت) الذى يـُـنتج مادة (الإنكفالين) الذى يفرزه المخ لمنع الألم. وبفضل الهندسة الوراثية أمكن تطويرأرز(مُطعم جينيـًـا) فى بذرة إنزيم لعلاج مرض التليف الكيسى. وموز(مُـطعم جينيـًـا) تحتوى ثماره على (فاكسين الالتهاب الكبدى) (د. أحمد مستجير: قراءة فى كتابنا الوراثى- هيئة الكتاب المصرية- عام2013- ص124، 144، 145) وفى الكتاب أمثلة عديدة عن أهمية (علم الهندسة الوراثية) سواء فى انتاج المحاصيل الزراعية أوفى توفير(الأعضاء البشرية) أوفى مجال الطب وعلاج الكثيرمن الأمراض، بفضل البروتينات (المُـخلقة) والمُـحقــّـنة فى المحاصيل الزراعية، تم إنتاج عقاقيرلعلاج بعض الأمراض مثل الالتهاب الكبدى الوبائى B ورشح الماء على صدرالمريض، والسعال الديكى، وأمراض الاسهال والتيتانوس والدفتريا بل وأجسامًـا مضادة لبكتريا تسوس الأسنان.
الهندسة الوراثية فتحتْ آفاقــًـا جديدة للبشرية، فلماذا تتخلف مصرعن اللحاق بهذا العلم؟ وهل تخصيص مبالغ طائلة ل (جيش) المستشارين ومخصصات مكاتب الوزراء..إلخ أهم من تخصيص (بعض) المبالغ للبحث العلمى؟ وبمراعاة أنّ ميزانية البحث العلمى فى مصر، بالكاد تفى أجورالعاملين، وأقل من10% للأبحاث، وأدق دليل على ذلك أنّ الأبحاث التى يتقدم بها شباب العلماء يكون مصيرها الاهمال. فلماذا لاتدخل مصرمجال الهندسة الوراثية، التى ستــُـوفــّـرالغذاء من الخضروات والفاكهة، وملايين الدجاج والأرانب؟ علمًـا بأنّ المحاصيل الزراعية والحيوانية الناتجة عن الهندسة الوراثية ((آمنة)) تمامًـا كما ذكرد.مستجير، وهوعالم محترم وموضع ثقة فى الأوساط العلمية العالمية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداروينية فى مصرمنذ أوائل القرن العشرين
- هل كرسى الوزارة أهم من احترام الذات ؟
- هل المغربى يقبل سيادة التركى ؟
- كيف مزج شعبنا بين إيزيس/ مريم/ زينب
- صابر نايل وكتابه عن العلمانية فى مصر
- الأحاديث التى قننت الغزو
- ماذا بعد هدوء العاصفة ؟
- القضاء المصرى وصفعته القوية على وجه النظام
- مغزى تجريح السيدة زينب
- التوافق بين الواقع والقرآن
- لماذا يروّج الأزهرلأفكارسيد قطب؟
- ما الذى يجعل (المسلم) ضد وطنه ؟
- أكذوبة (الإسرائيليات) والتشابه بين اليهودية والإسلام
- لماذا تطابق القرآن مع (الشعر الجاهلى) ؟
- كيف كانت حياة ماريه القبطيه ؟
- لماذا تعددت المصاحف ؟
- مغزى أن يختلف الأزهريون
- مؤسسة الكهنوت العروبى والغيبوبة عن الواقع
- لماذا يحلم الحمساويون بالاستيلاء على سيناء؟
- خالد عبدالمنعم : شاعر ابن موت


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - فشل النظام والفشل الكلوى