لماذا يروّج الأزهرلأفكارسيد قطب؟

طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 13:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لماذا يـُـروّج الأزهرلأفكارسيد قطب؟
طلعت رضوان
أليس كتاب (معالم فى الطريق) أحد مرجعيات الإرهابيين؟
ما الهدف من نفى الانتماء للوطن؟
تعتبرجماعات القتل والتكفيرأنّ سيد قطب أحد (الأئمة) المُباركين ويستشهدون بكتبه خاصة (معالم فى الطريق) الذى كفــّـرفيه مجتمع العصرالحديث، واعتبره (جاهلية عصرية) ورغم ذلك فإنّ الأزهريُـواصل تضليل شعبنا بتمجيد سيد قطب، حيث وزّعتْ مجلة الأزهركتاب (التراث والتجديد) مع المجلة. وفى هذا الكتاب ورد أنّ سيد قطب ((هوعالم النور)) فلماذا يرتكب الأزهرهذه الجريمة ضد شعبنا؟
ركــّـزسيد قطب على أنّ الانتماء يكون للدين وليس للوطن، كما هاجم الأنظمة الحديثة والقوانين الوضعية فكتب ((يجب ألاّندع الناس حتى يـُـدركوا أنّ الإسلام ليس هوأى مذهب من المذاهب الاجتماعية الوضعية. كما أنه ليس أى نظام من أنظمة الحكم الوضعية بشتى أسمائها)) وشنّ الهجوم على مسلمى العصرالحديث فقال لهم ((هذه الجاهلية التى أنتم فيها نجس والله يريد أنْ يـُـطهركم.. وأنّ الانتقال من هذه الجاهلية التى تعم وجه الأرض، إلى الإسلام نقلة واسعة جدًا)) (معالم فى الطريق- أكثرمن طبعة- من ص167- 169)
وعن أنظمة الحكم العصرية كتب أنّ الإسلام يراها نظم جاهلية وتصرفات نكدة ((وهذه الحضارات التى تــُـبهرالكثيرين وتهزم أرواحهم ليست سوى نظم جاهلية فى صميمها. إنه الوحل الذى يبدوفى ثوب الحضارة.. والحرية التى ينادون بها.. حرية الاختلاط وحرية المرأة هى حرية البهائم)) (من ص172- 175)
وكتب قطب أنّ الذى يـُــدرك طبيعة الدين الإسلامى، عليه أنْ يـُـدرك حتمية الانطلاق الحركى للإسلام فى صورة الجهاد بالسيف، بجانب الجهاد بالبيان (ص72) وكذلك فإنّ ((جدية النصوص القرآنية الواردة فى الجهاد، وجدية الأحاديث النبوية التى تحض عليه، وجدية الوقائع الجهادية فى صدرالإسلام، وعلى مدى طويل من تاريخه، إنّ هذه الجدية الواضحة تمنع أنْ يجول فى النفس ذلك التفسيرالذى يـُـحاول المهزومون أمام ضغط الواقع الحاضروأمام الهجوم الاستشراقى الماكرعلى الجهاد الإسلامى) (ص75، 76) وترجمة كلام قطب أنّ البشرالذين يبغون حياة (مسالمة) خالية من العنف وقتل الأبرياء وتكفيركل مختلف مع رؤية الجماعات الإسلامية (الحركية) هم من (المهزومين) وفق كلام قطب.
ولذلك فنحن (وفق نص كلامه) اليوم ((فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أوأظلم. كل ماحولنا جاهلية. تصورات الناس وعقائدهم. عاداتهم وتقاليدهم. موارد ثقافتهم. فنونهم وآدابهم. شرائعهم وقوانينهم. حتى الكثيرمما نحسبه ثقافة إسلامية. ومراجع إسلامية. وفلسفية إسلامية. وتفكيرًا إسلاميـًـا. هوكذلك من صنع هذه الجاهلية. فلابد إذن من منهج الحركة الإسلامية، وأن نتجرّد فى فترة الحضانة والتكوين من كل مؤثرات الجاهلية التى نعيش فيها))
وبناءً على ذلك فإنّ ((مهمتنا الأولى هى تغييرواقع هذا المجتمع. مهمتنا هى تغييرهذا الواقع الجاهلى من أساسه. هذا الواقع الذى يصطدم اصطدامًـا أساسيـًـا بالمنهج الإسلامى، فيـُـحرمنا من أنْ نعيش كما يريد لنا المنهج الإلهى)) (ص21، 22) كما أدان المجتمعات التى تزعم لنفسها أنها (مسلمة) (ص101)
وقطب مثله مثل جمال الدين الإيرانى الشهيربالأفغانى الذى كتب ((لاجنسية للمسلمين إلاّفى دينهم)) (العروة الوثقى26/7/1884) ورشيد رضا وحسن البنا الذى قال ((إننا نعتبرحدود الوطنية بالعقيدة وليس بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية)) (محمد عبدالسلام فرج- الفريضة الغائبة) كل هؤلاء رفضوا الاعتراف بجنسية (الوطن) واعتبروا أنّ (الإسلام وطن) فردّد قطب كلامهم ولكن بصياغته الخاصة (ص120) كما خصـّـص قطب فصلا كاملا بعنوان (جنسية المسلم وعقيدته) نصّ فيه على أنّ الدين الإسلامى ((هوجنسية المسلم ليرفع الإنسان ويـُـخلــّـصه من وشائج الأرض والطين...فلاوطن للمسلم إلاّ الذى تــُـقام فيه شريعة الله)) وأضاف ((وحين قاتل المهاجرون أهلهم وأقرباءهم وقتلوهم يوم بدر، حينئذ اتصلتْ وشيجة العقيدة بين المهاجرين والأنصار... فاختفتْ عصبية الجنس وعصبية الأرض وقال لهم الرسول ((دعوها فإنها منتنة)) وكان تعقيب قطب ((فانتهى أمرهذا النتن، نتن عصبية النسب. وماتتْ نعرة الجنس ولوثة الطين والأرض، وأصبح الوطن هو(دارالإسلام) والأرض التى لايـُـهيمن فيها الإسلام ولاتحكم فيها شريعته هى (دارالحرب) بالقياس إلى المسلم وإلى (الذمى المعاهد) يـُـحاربها المسلم ولوكان فيها مولده وفيها قرابته من النسب وصهره، وفيها أمواله ومنافعه.. وكذلك حارب محمد مكة وهى مسقط رأسه وفيها عشيرته وأهله، وفيها داره ودورأصحابه.. هذا هوالإسلام. فالإسلام ليس كلمة تــُـقال باللسان، ولاميلادًا فى أرض عليها لافتة إسلامية وعنوان إسلامى، ولاوراثة مولد فى بيت أبواه مسلمان. هذا وحده هوالإسلام. وهذه هى وحدها (دارالإسلام) لا الأرض ولا الجنس ولا النسب ولا الصهر. ولا القبيلة ولا العشيرة. لقد أطلق الإسلام البشرمن اللصوق بالطين ليتطلعوا إلى السماء. وأطلقهم من قيد الدم.. قيد البهيمة، ليرتفعوا فى عليين. وكل أرض تحارب المسلم فى عقيدته وتصده عن دينه وتعطل عمل شريعته فهى (دارحرب) ولوكان فيها أهله وعشيرته وقومه وماله وتجارته. وكل أرض تقوم فيها عقيدته وتعمل فيها شريعته فهى (دارإسلام) ولولم يكن فيها أهل ولاعشيرة ولاقوم ولاتجارة)) (من ص149- 161)
أليس ماذكره قطب هومايفعله أبناء الدواعش؟ فلماذا يحرص الأزهرعلى ترويج تلك الأفكار؟ وهل أعضاء الكهنوت الأزهرى لم يقرأوا كتاب قطب (معالم فى الطريق)؟ الذى طـُـبع أربع طبعات بأمرعبدالناصر، أم قرأوه وحفظوه وقـدّسوه كما لوكان قرآنــًـا ثانيـًـا؟
000
وهكذا كان كتاب سيد قطب هو (ميثاق) الجماعات الإسلامية، التى استباح أعضاؤها القتل والتخريب من شتى التيارات الإسلامية المسلحة، مثل جماعة (شباب محمد) و(التكفيروالهجرة) إلى أنْ وصلنا إلى التنظيمات الحديثة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش..إلخ.
***

#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات