أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ماذا يحدث لو أنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة ؟














المزيد.....

ماذا يحدث لو أنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 11:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا يحدث لوأنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة؟
طلعت رضوان
هل يمكن علاج الهوس الدينى؟
لماذا لايتعلم المتعلمون من الأميين؟
يـُـقـدّرالاقتصاديون أنّ المبالغ التى يدفعها شعبنا للسعودية لأداء العمرة (فقط) بعدة مليارات من الجنيهات. وعندما قرأتُ اقتراح البعض المنشورفى الصحف المصرية، بالتوقف عن أداء العمرة لمدة سنة، تساءلتُ: ولماذا لايكون فى كل الأعوام، إلى أنْ يتم القضاء على البؤس الاجتماعى، وارتفاع عدد المحرومين من أبسط متطلبات الحياة؟
أعتقد أنّ مصيدة الولع بتكرارأداء الحج والعمرة، التى دخلها شعبنا سببها سيطرة طغيان اللغة الدينية التى غزتْ عقول شعبنا، خاصة بعد حرب أكتوبر1973. والكارثة أنّ ذلك الولع بالحج والعمرة شمل البسطاء ومحدوى الدخل، كما شمل الأثرياء. وقد شاهدتُ أقاربى وجيرانى الذين يبيعون الجاموسة الوحيدة أوالبيت الوحيد أوبضعة قراريط صغيرة أويقترضون، لتلبية نداء ذلك الولع الذى فصلهم عن دنيا الواقع. وبسبب ذلك الولع تناسوا (والأدق تجاهلوا) ماورد فى الإسلام من أنّ (العمرة) من النوافل أى ليست فريضة. وأنّ الحج لايجوزإلاّبعد توفرشرط الاستطاعة (آل عمران/97) والمعنى الصريح والمباشرفى هذه الآية، أنّ من لاتــُـمكنه مقدرته المالية، تسقط عنه تلك الفريضة. وذهب فقهاء عديدون أنّ تعليم الأبناء وعلاجهم وزواجهم أهم من الحج، حتى ولوكان الأب ميسورالحال، وله أنْ يذهب إلى الحج بعد أداء واجبه الإنسانى نحوأولاده. وذهب آخرون إلى أنّ المُـقتدرماليـًـا عليه الحج مرة واحدة، وعليه بعد ذلك أداء واجبه نحوأبناء وطنه، فيـُـساهم فى بناء المستشفيات أوالمدارس أوالإنفاق على البحث العلمى.
ولأنّ طغيان اللغة الدينية لم يجد من يـُـقاومه المقاومة الجادة، بحيث تكون هى السياسة العامة للدولة، وتتبناها كل مؤسساتها، وبصفة خاصة التعليم والإعلام، لذلك انهزم شعبنا واستسلم لخرافة الأصوليين التابعين للسعودية، من أنه كلــّـما ازداد عدد الحج والعمرة، كلــّـما ارتفع (الرصيد) فى (الآخرة)
كان هذا هوالخطاب السائد الذى صوّبه الأصوليون على شعبنا، وركبتْ مؤسسات الدولة (الموجة) ودخلتْ فى منافسة مع الأصوليين حتى بلغ الولع بالحج والعمرة الذروة وأصبح هوالهدف الأول والأخيرالذى سيطرعلى عقل المواطن.
وبينما كان هذا هوالخطاب الذى تبنــّـته الدولة وروّج له (المتعلمون) فإنّ (الأميين) من شعبنا (قبل الغزوالوهابى) كانت لهم وجهة نظرأخرى عبـّـروا عنها فى أمثالهم الشعبية ومنها (يحجـّـج الجمل والبردعه..يروح بذنب وييجى بأربعه)) هنا نجد قمة السخرية من الذين يـدّعون التقوى بعد أنْ حصلوا على (الصك) السعودى وحازلقب (حاج) وهذا المثل انعكاس لأمثلة عديدة سخرتْ من الشطط والغلوفى مظاهرالتدين الكاذب، مثل ((اللى عاوزه البيت يحرم على الجامع)) و((لقمه فى بطن جعان أحسن من بناية جامع)) لذلك شنّ الأصوليون (وكذلك العاملون بمؤسسة الكهنوت الأزهرى) الهجوم الضارى على شعبنا الأمى، وقالوا إنّ هذه الأمثال الشعبية (حرام) وفقــًـا للشريعة الإسلامية. وغاظهم أكثرالمثل الذى سخرمن شيوخ الإسلام ((عمايم على روس بهايم)) كما سخرالأمى المصرى من فكرة (القدرية) فقال ((يعرى مؤخرته للدبان ويقول دا قضا الرحمن)) مع ملاحظة أننى كتبتُ (مؤخرة) ولم أكتب الاسم الشعبى الأصلى الذى ورد فى المثل. وعبـّـرالأمى عن موقفه من المحرومين من أداء (الشهادة) فقال ((الفقيرمالوش فى الشرع شهادة)) وعن التناقض بين مظاهرالتدين والفعل على أرض الواقع قال ((بق بيسبح وإيد بتدبح)) و((قالوالصلا أحسن من النوم.. قلنا جرّبنا الاتنين.. ومين يستغنى عن النوم؟)) بل إنّ الأمى فلسف نظرته عن الجنة فقال ((جنه من غيرناس ماتنداس))
ومايؤكد أنّ الولع/ الهوس بالحج والعمرة شىء مُـستحدث ولم يكن من سمات المصريين، أنهم كانوا قبل الغزوالوهابى يذهبون إلى مولد عبدالرحيم القناوى (فى محافظة قنا) ويطوفون سبع مرات حول ضريحه. وكانوا يعتقدون أنّ هذا الطواف فيه غناء عن أداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام (على فهمى- دين الحرافيش فى مصرالمحروسة- دارميريت للنشر- عام99- ص18) وذكرالمؤلف أنه حضرتجربة شخصية فى شهرأغسطس1985فى الأسبوع السابق على عيد الأضحى، حيث زارضريح الولى الشهير(الحسن الشاذلى) فى منطقة حـُـميثرة بصحراء عيذاب فى أقصى الجنوب الشرقى من الحدود المصرية السودانية ((وقد أسفرتْ ملاحظتنا فى الموقع عشية عيد الأضحى أنّ عدة آلاف من المصريين ومن السودانيين ومن المغرب الأقصى، قد سعوا إلى هذه المنطقة للاحتفال بمولد الولى. وأنهم يمارسون طقوسًـا شبيهة بطقوس الحج مثل الطواف حول الضريح والتكبيرعلى التلال المحيطة)) وأجرى الباحث عدة لقاءات مع (حجاج) ضريح الشاذلى فقالوا له: إنّ الطواف حول ضريح الولى الشاذلى هوبديل أكيد عن الحج تمامًـا (ص19، 62)
أى أنه رغم الغزوالوهابى فإنّ مصريين وسودانيين ومغاربة استمروا حتى عام1985فى ممارسة معتقداتهم الشعبية والذهاب إلى ضريح عبدالرحيم القناوى وأبى الحسن الشاذلى والطواف حول هذيْن الضريحيْن كبدل للذهاب إلى مكة. وأنا أتمنى- بل أرجو- الباحثين العاملين فى مجال الفلكلورالذهاب إلى موقع هذيْن الضريحيْن، لرصد مظاهرالاحتفال، وهل ماذكره الراحل الجليل على فهمى مازال ساريـًـا أم لا.
أعلم أنّ الدولة مسئولة عن توفيرالمستوى المعيشى اللائق لمواطنيها. وأعلم- يقينـًـا- أنّ مصرليست فقيرة فى الموارد كما يـدّعى النظام وأتباعه، لوتمّ القضاء على جذورالفساد الذى يتسبب فى نهب الأموال العامة. وأعلم أنّ الحج والعمرة من حقوق الإنسان، ولكن أين (ضمير) من يـُـدعمون الخزانة السعودية بالمليارات سنويـًـا، وهم يرون مستشفيات بلا علاج، ومدارس بلا تعليم وبلا مقاعد..إلخ؟ وإذا كان الحج فريضة، فلماذا لايمتنعون عن أداء العمرة وهى من النوافل؟ وهل تملك الثقافة السائدة (العلاج) الذى يقضى على سرطان هذا الولع الهستيرى لزيارة المملكة المُـعادية لمصر؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟
- خانة الديانة والتعصب للدين
- كيف غاب عن مؤرخى الإسلام أنّ السيسى من أصحاب الرسلات؟
- أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟
- ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟
- هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟
- أليست تخاريف الحاضر امتدادًا لتخاريف الماضى؟
- لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟
- لماذا لم يحتج الأصوليون على إلغاء التقويم الهجرى ؟
- قراءة فى أعمال الشاعرطاهرالبرنبالى
- هل يستطيع العرب تحدى الكونجرس الأمريكى ؟
- الميديا المصرية والغزل فى الأصوليين الإسلاميين
- فخرى لبيب : شيوعى محترم كسرته الناصرية
- الوعى بقانون التغير وتقدم الشعوب
- البروفة الأولى للغزوات العربية
- العلاقة العضوية بين المؤسسات الدينية وأنظمة الاستبداد
- لماذا بدأت الديانة العبرية بالقتل ؟
- لماذا يقول الإسلاميون (فتح) ولايقولون (غزو)؟
- أليست الآيات المتعلقة بالواقع تؤكد أنها ليست سابقة التجهيز؟
- لماذا تحتفى الميديا المصرية بالإسلاميين ؟


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ماذا يحدث لو أنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة ؟