ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟

طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5404 - 2017 / 1 / 16 - 14:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب؟
طلعت رضوان
لماذا لم يتعظ السيىسى من تجربة التفريط فى توشكا؟
ولماذا تنازل لملك البحرين عن خليج نعمه؟
بعد 30يونيو، 3يوليو2013تصوّر السذج من أمثالى أنّ مصر فى عهد السيسى ستختلف عن مصر (مبارك ومصر محمد مرسى) ولكن هاهى الأيام تُـثبتْ أنّ السذاجة المبنية على براءة الطفولة شىء والواقع شىء آخر مختلف تمامـًـا. مبارك فرّط فى أرض توشكا التى منحها للأميرالسعودى (الوليد بن طلال) بسعر الفدان خمسين جنيهًـا (يعنى ثمن الفدان أقل من ثمن الحذاء) ومع مراعاة أنّ المساحة مائتىْ فدان. وأنّ العقد (وفق التفاصيل التى نشرها د. أحمد السيد النجار) شمل توصيل خدمات المرافق، والإعفاء من الضرائب..إلخ ثم تكتمل عناصرالكارثة بالنص على أنّ أى نزاع بين الطرفيْن (الحكومة المصرية والأميرالسعودى) يكون أمام التحكيم الدولى، ولا يحق للقضاء المصرى النظر فى النزاع. لهذه الدرجة كانت مصر كأنها (عزبة) يمتلكها مبارك وبطانته، حتى أنّ العقد يتبيـّـن منه أنّ من كتب الشروط وأملاها على مصرالطرف السعودى. وكأنّ الطرف المصرى لا وجود له. فلماذا كان هذا التفريط المُـزرى؟ وهل كان تفريطــًـا بلا مقابل؟ أم أنّ المسئولين المصريين حصلوا على (أتعابهم) من الأميرالسعودى. وإذا كان التفريط بلا مقابل فهل السبب يرجع إلى (دواعى العروبة)؟ هذا غير بيع شركات القطاع العام التى مُـنتحتْ أغلبها لأمراء عرب وبسعرالقيمة الدفترية وليس بسعرالقيمة السوقية.
أما محمد مرسى فإنه بعد أنْ خطط للتنازل عن سيناء للغزاويين، جاءتْ الاطاحة به فى 30يونيو، وبعصابته لتـُـجهض هذا المخطط . فهل اختلف السيسى عن من سبقوه؟
وبعد أنْ تنازل السيسى عن جزيرتىْ تيران وصنافير، إذا به يـُـصدر القرارالجمهورى رقم432لسنة2016الذى نصّ على ((الموافقة على معاملة الملك حمد بن عيسى آل خليفة (ملك البحرين) المعاملة المقرّرة للمصريين بأحكام القانون رقم14لسنة2012بشأن التنمية المتكاملة فى شبه جزيرة سيناء المُـعـدّل بالقانون رقم95لسنة2015ولائحته التنفيذية بتملك أراضى ومبانى الفيلات B2-70. E2.c بخليج نعمه بمدينة شرم الشيخ جنوب سيناء بغرض الإقامة)) (الجريدة الرسمية- عدد40فى 8أكتوبر2016- توقيع عبدالفتاح السيسى)
ويلاحظ أنّ جملة ((بشأن التنمية المتكاملة فى شبه جزيرة سيناء)) تتشابه مع ما ورد فى عقد توشكا، حيث كانت الحجة- أيضـًـا- بغرض التنمية. فهل حدثتْ تنمية؟ وهل انعكستْ تلك (التنمية) على شعبنا؟ وهل رفعتْ من مستواه المعيشى؟
وهكذا تتوالى الكوارث على رأس شعبنا. وتتلاحق فصول المأساة من تفريط إلى تفريط وكأنّ أراضى مصر وشركاتها ملكٌ للحاكم وليستْ ملكــًـا للشعب، بل إنّ الدلالة الأفدح هى أنه لا اعتراف بوجود الشعب أصلا. فلماذا كانت انتفاضة 30يونيو إذن؟ وهل هناك فرق بين مبارك والسيسى؟ وللعقل الحر أنْ يسأل: هل هناك علاقة بين التنازل عن جزيرتىْ تيران وصنافير للسعودية والتنازل لملك البحرين عن خليج نعمه؟ وهل مسلسل التنازل للعرب سيستمر؟ وألا يعنى ذلك أنّ الغزو العربى على مصر يـُـغيـّـر جلده من غزو مسلح بالجيش إلى غزو مسلح بأدوات أخرى خافية على عقول السذج من أمثالى؟
وسذاجة الأطفال هى التى جعلتْ أمثالى يـُـصـدّقون كل ما قاله ضباط يوليو1952عن (العهد البائد) ولكن بعد أنْ تخلــّـص العقل الحر من براءة الطفولة عرف أنّ (العهد البائد) كانت قوانينه تمنع بيع أراضى الدولة لأى أجنبى، بغض النظرعن جنسيته (عربى أو غير عربى) حيث أنّ رؤساء الحكومات لم يـُـصبهم مرض (مصرالشقيقة الكبرى للعرب) بل أكثر من ذلك فإنّ مشاركة رأس المال الأجنبى (فى العهد البائد) كانت 49% و51% للحكومة المصرية. ولكن بعد الانتصار على (العهد البائد) إذا بحاكم مصر ( عبدالناصر، فى العهد غير البائد) يُـصدر فى عام1954قانون استثمارالمال الأجنبى الذى عكس الوضع فأصبحتْ نسبة الأجنبى51% ونسبة الحكومة المصرية49%.. وذلك قبل قوانين الانفتاح الاقتصادى التى أصدرها أنورالسادات (فخرى لبيب- الشيوعيون وعبدالناصر- شركة الأمل للطباعة والنشر- عام1990- ج1- ص38وج2- ص170) وقد تعمـّـدتُ الاستشهاد بما كتبه د. فخرى لبيب نظرًا لدفاعه عن عبدالناصر، وبالتالى فإنّ شهادته لايمكن الطعن عليها أوالتشكيك فيها.
فهل ما يحدث الآن له علاقة بما حدث من قبل؟ وهل كــُـتب على شعبنا أنْ يحكمه من منحوا ولاءهم للعرب وأعطوا ظهرهم لمصر وشعبها؟ وإذا كانت الإجابة بالنفى، فلماذا أقدم السيسى على تلك الخطوة التى تنازل فيها عن خليج نعمه لملك البحرين؟ ولماذا لايكون حكام مصرمثل الحكام العرب، حيث تحرص قوانين أغلب دول الخليج العربى على عدم بيع أراضيها للأجانب؟
***

#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات