أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟















المزيد.....

أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 12:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أليس الموقف السعودى ضد مصردليل على أكذوبة العروبة؟

هل تصلح (العاطفة) للسياسة الدولية؟
أليست السعودية وأمريكا تهدفان إلى تركيع مصر؟
منذ عدة سنوات كنتُ أرى أنّ مُـخطط (تعريب مصر) الذى تستر(بالقومية العربية) وتوأمتها (الوحدة العربية) كان هدفه نفى الخصوصية الثقافية القومية لشعوب المنطقة، حتى تنصهرتحت هذا المخطط الذى بدأته بريطانيا وباركته وأيـّــدته أمريكا عندما أنشأتْ المخابرات الأمريكية محطة إذاعة (صوت العرب) فى مصريوم6يوليو1953، وسألتُ العروبيين والماركسيين فى كتابى (العسكرفى جبة الشيوخ) الصادرعام2003عن مركزالقاهرة لحقوق الإنسان: لماذا (صوت العرب) فى مصر، وليس فى السعودية؟ تجاهلوا سؤالى وهاهوالواقع يـُـجـدّده، بعد قرارالسعودية بالتوقف عن إمداد مصربالمواد البترولية مع بداية شهرأكتوبر. وقال حمدى عبدالعزيزالمتحدث باسم وزارة البترول المصرية، أنّ التعاون بين الهيئة العامة للبترول وشركة أرامكوالسعودية، هوعقد تعاون تجارى مدته خمس سنوات، تــُـورّد من خلاله الشركة 700ألف طن مواد بترولية شهريـًـا لمصر، وتــُـسـدّد القيمة خلال فترة السماح المُـتفق عليها. وأشارإلى أنّ العقد لايعطى لمصرأى فرصة لتوقيع جزاءات فى حالة التراجع عن التوريد.
فلماذا فرّط المسئولون المصريون فى حق أصيل متعارف عليه فى كتابة العقود؟ وأليس ذلك يـُـشبه عقود (الإذعان) التى يخضع فيها الطرف الضعيف أمام الطرف الأقوى، مثل علاقة السيد بعبده؟ ومثل علاقة أى حكومة مستبدة بمواطنيها؟ فلماذا هذا الهوان؟ ومامقابل ذلك؟
وهل شركة أرامكوالسعودية (سعودية) بالفعل أم (سعودية/ أمريكية)؟ وهل الإدارة للسعوديين أم للأمريكان؟ ومن الطرف الذى يتحكم فى تحديد كمية البترول المُـستخرجة وسعرالبرميل.. ومن الذى يمتلك الخرائط الجيولوجية إلخ؟ وأليستْ السعودية هى الولاية الأمريكية رقم51؟ وبالتالى يكون قرارمنع البترول عن مصر، صدربالتنسيق بين السعودية والإدارة الأمريكية. ودليلى على ذلك موقف مصرفى مجلس الأمن بتأييد المشروع الروسى (بشأن سوريا) ضد المشروع الفرنسى الذى أيـّـدته أميركا والسعودية وكل الدول العربية. أليس ذلك معناه أنّ مصرلواستقلــّـتْ برأيها ينزل عليها الغضب الأمريكى/ السعودى؟ وأليس أنّ هذا معناه أنّ على مصرأنْ تقبل الخضوع التام للسيادة الأمريكية/ السعودية؟
ورغم أننى لم أفاجأ بالموقف السعودى، فإننى أتمنى أنْ يكون الدرس قد وصل مغزاه إلى العروبيين والماركسيين (وكنتُ أتمنى أنْ أضم إليهم الرئيس السيسى وكل من يتولى مسئولية تنفيذية فى مصر) ومغزى الدرس هو: لابد أنْ تتخلص مصرمن كارثة (العاطفة فى السياسة) فإذا كانت العاطفة مرغوبة ومحببة بين الأفراد الطبيعيين، مثل علاقة الصديق بالصديق..إلخ، فإنها كارثية عندما تكون بين دولة وأخرى، مثلما حدث فى تجربة (الوحدة العربية) حيث تكبـّـدتْ مصرالكثيرمن الخسائرفى الأرواح والأموال بسبب تلك العاطفة (بفرض أنها السبب الوحيد) وكان من بين الأمثلة الأكثردقة، كارثة الوحدة بين سوريا ومصر، وتجربة اليمن حيث تم قتل الجنود والضباط المصريين وقتل اليمنيين، وكان من كوارث الغزوالمصرى لليمن، أنّ اليمنيين (الجمهوريين) كانوا يأخذون المال من السعودية ومن مصرفى وقت واحد، وذلك باعتراف عبدالناصرفى كتاب ضابط المخابرات المصرى فتحى الديب (عبدالناصروتحرير المشرق العربى- مركزالدراسات السياسية بالأهرام- عام2000- ص521، 522) أما الكارثة الثانية فقد تجسّـدتْ فى (شحن) الجنود والضباط المصريين الذين كانوا فى اليمن منذ عام1962، إلى سيناء فى مايو1967. وقد اعترف 12ضابط مصرى أنهم لم يكونوا يعرفون أى شىء عن سيناء ولاعن أنّ إسرائيل كانت تمرمن شرم الشيخ، وأنهم انخدعوا طوال 11سنة من عام1956إلى عام67، وهذا الخداع أكد لهم أكذوبة العروبة (ضباط يونيو1967يتكلمون- حوارات أجراها عصام دراز- المنارالجديد للصحافة والنشر- عام1989) ومن يود التأكد من تبديد أموال شعبنا المصرى على (وهم العروبة) عليه قراءة كتاب ضابط المخابرات المصرى المنوه عنه عاليه. ومع ملاحظة أنه شديد الولع بالعروبة والناصرية، أى أنّ المعلومات التى رصدها (وبعضها على لسان عبدالناصر) لايمكن الطعن عليها أوالتشكيك فيها مثلما ورد فى الصفحات: 109، 116، 142، 161، 189، 203، 225، 240، 243، 522على سبيل المثال فقط)
ولكن بعد الغزوالعراقى لاحتلال الكويت، فإنّ الكويت لم تلجأ لأشقائها (العرب) وإنما استنجدتْ بالأمريكان الذين قادوا حلف الأطـلنتى لانقاذ الكويت (العربية) من العراق (العربى) وبعد تحريرالكويت من الغزوالعراقى، كان الفصل التالى هوغزوالأمريكان لاحتلال العراق، هذا الغزوالذى باركته أنظمة عربية كثيرة وباركه سياسيون عراقيون، لذلك كان أحد الكتاب العراقيين على حق عندما كتب ((إنّ ما حلّ بنا نكبات ونكسات يعود لمن ضللونا بشعارات الوحدة العربية والقومية العربية، ولكنهم الآن يتدخلون فى الشأن العراقى يدقون آخرمسمارفى نعشها.. وكانت النتيجة أنّ الكثيرين بدأوا يتبرّأون من العروبة، ومن انتسابهم للعرب.. وأنّ الشعب العراقى غيرغربى أساسًـا)) (نقلاعن مصطفى عبدالغنى- أهرام5/7/2004) ولكن عبدالغنى (بسبب عروبته المتأججة) كتب ((ماعلاقة ماحدث من احتلال وغزوبالتبرؤمن العرب؟))
وبينما عبدالغنى (المصرى/ العروبى) لايرى أية علاقة (بعد كل تلك الكوارث) فإنّ الكاتب الليبى أبوالقاسم صميده كان على وعى بجذورآفة العروبة حيث كتب ((...إن الكارثة هى أنّ العرب لم يتخلصوا بعد من ثقافة داحس والغبراء.. ولم ينسوا تقاليد حرب البسوس وسلوكيات الثأر، والسلب والنهب والعراك البدائى بين القبائل، حيث تملكتهم ثقافة ملكية الحقيقة)) (أهرام16/11/2003) أما الشاعرنزارالقبانى فكتب ((أنعى إليكم يا أصدقائى اللغة القديمة.. والكتب القديمة.. أنعى كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة.. ومفردات العهروالهجاء والشتيمة.. أنعى نهاية الفكرالذى قاد إلى الهزيمة)) (مقطع من قصيدته (هوامش على دفترالنكسة) وقال أيضًـا ((جلودنا ميتة الإحساس.. أرواحنا تشكومن الإفلاس.. هل نحن خيرأمة (قد) أخرجتْ للناس؟)) وقد لخـّـص الراحل الجليل فيلسوف السخرية المصرية (جلال عامر) رؤيته الثاقبة فقال ((احترس من فضلك.. العرب ترجع إلى الخلف)) (صحيفة القاهرة- 1نوفمبر2005) وبعد الغدرالسعودى بهدف تركيع مصر، هل تعلــّـم العروبيون والمسئولون المصريون الدرس؟ أم سيظل إيمانهم بالعروبة له صلابة الاسمنت الذى يختلط بالطوب؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟
- هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟
- أليست تخاريف الحاضر امتدادًا لتخاريف الماضى؟
- لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟
- لماذا لم يحتج الأصوليون على إلغاء التقويم الهجرى ؟
- قراءة فى أعمال الشاعرطاهرالبرنبالى
- هل يستطيع العرب تحدى الكونجرس الأمريكى ؟
- الميديا المصرية والغزل فى الأصوليين الإسلاميين
- فخرى لبيب : شيوعى محترم كسرته الناصرية
- الوعى بقانون التغير وتقدم الشعوب
- البروفة الأولى للغزوات العربية
- العلاقة العضوية بين المؤسسات الدينية وأنظمة الاستبداد
- لماذا بدأت الديانة العبرية بالقتل ؟
- لماذا يقول الإسلاميون (فتح) ولايقولون (غزو)؟
- أليست الآيات المتعلقة بالواقع تؤكد أنها ليست سابقة التجهيز؟
- لماذا تحتفى الميديا المصرية بالإسلاميين ؟
- الاعتداء على الكاتدرائية المصرية والسجل الإجرامى للإسلاميين
- الاقتصاد واختلاف الأنظمة
- أحادية أخناتون التى انتقلتْ للديانة العبرية
- هل يستطيع اليسارالمصرى التخلص من كابوس العروبة؟


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟