أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى أن يختلف الأزهريون















المزيد.....

مغزى أن يختلف الأزهريون


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مغزى أنْ يختلف الأزهريون
طلعت رضوان
هل يمكن كسر الجمود الفقهى؟
وهل النطق بالشهادتيْن يـُـبرّر جرائم الإرهابيين؟
يقول المأثورالشعبى (الاختلاف رحمة) وأعتقد أنّ تفسيرهذا المأثورهوأنّ الاختلاف يعنى قبول الآخرالمُـختلف، وأنّ من حق أى إنسان أنْ يختلف مع غيره، فى إطارمن الاحترام المُـتبادل بين الطرفيْن. وأعتقد أنّ سرتقدم أوروبا، وكيف تخلــّـصتْ شعوبها من سيطرة أعضاء الكهنوت المسيحى طوال عدة قرون، هونضال المفكرين والعلماء الذين نجحوا فى ترسيخ أهم حقيْن من حقوق الإنسان: حق الاختلاف وحق الخطأ، وأنّ الأخيرأكثرأهمية من الأول، تأسيسًـا على مبدأ: إنّ خطأ اليوم (قد) يكون هوالصواب فى الغد، والعكس صحيح.
تذكــّـرتُ ذلك عندما قرأتُ عن (الصراع) الذى داربين د. سعد الدين الهلالى (رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر، والسبب أنّ د. الهلالى قال ((إنّ المسلم هومن سالم وليس من نطق الشهادتيْن، وأنّ دخول الجنة لايشترط الإيمان بالنبى صلى الله عليه وسلم))
أعضاء الكهنوت الدينى بالأزهرلم يحتملوا هذا الكلام، فأعلنوا غضبهم على الرجل، رغم تخصصه فى الفقه الإسلامى، وعندما أرادوا تفنيد رأيه أخرجوا بضاعتهم التى لايملكون غيرها، فنقلوا عن كتب التراث العربى/ الإسلامى، مايعرفه أى (أمى) سمع خطباء المساجد كل يوم جمعة، عن أنّ المسلم هومن شهد بأنّ ((لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا رسول الله)) وآمن بالأنبياء والجنة والنار، والصلاة والصيام والحج لمن استطاع إليه سبيلا. أى أنّ أعضاء الكهنوت الإسلامى لم يـُـضيفوا جديدًا، وتناسوا (والأدق أغفلوا) أنّ د. الهلالى قرأ ماقالوه وحفظه، وبالتالى فهوليس فى حاجة لمن يـُـذكــّـره بالبديهيات. ولكنه (اجتهد) وركــّـزعلى أنّ ((المسلم هومن سالم)) وليس ((من نطق الشهادتيْن))
وأعتقد أنّ ما أثارغضب الأزهريين، هوأنهم أخذوا كلامه على أنه (اسقاط) على كلام شيخ الأزهرالذى رفض تكفيرأعضاء التنظيم الإرهابى (داعش) طالما أنهم ينطقون شهادة أنّ لا إله الله وأنّ محمدًا رسول الله، حتى ولوكانوا يقتلون الأبرياء، ويـُـخرّبون المدن. لذلك أرى أنّ هذا الصراع بين الإسلاميين والعاملين فى مؤسسة رسمية واحدة، فيه أكثرمن عبرة:
أولا: رفض الاختلاف، أى رفض (الاجتهاد) والخطيرفى الأمرأنّ رفض الإجتهاد هوالسمة السائدة طوال عدة قرون من التاريخ العربى الإسلامى، وخاصة بعد المذاهب الأربعة الشهيرة (الحنفى، المالكى، الشافعى والحنبلى) فكأنّ الأزهريين الذين اعترضوا على (اجتهاد) د. الهلالى (وهوأزهرى مثلهم) اعتبروا أنفسهم هم (فقط) أصحاب الرأى الصواب، وأنهم هم من امتلكوا مفتاح (الإسلام الصحيح) أو(صحيح الإسلام) بينما الواقع أثبت أنّ المسلمين يختلفون فى فهمهم للإسلام، وهوماعبـّـرعنه طه حسين عندما كتب أنّ المسلمين لم يفهموا الإسلام على وجه واحد (مجلة الحديث- فبراير1927)
ثانيـًـا: جمود الأزهروتمسكه بالنصوص حتى ولوكانت ضد الإنسانية، واستخدام تلك النصوص لتبريرأفعال القتلة أمثال أعضاء داعش، لمجرد أنهم ينطقون الشهادتيْن. لذلك أعتقد أنّ الأزهرفى الألفية الثالثة لايختلف عن المسلمين فى القرن السابع الميلادى، حيث لم يختلفوا فى وحدانية الله، والشهادتيْن، وأنّ القرآن مُـنزل من عند الله، ولكنهم- كما كتب الراحل الجليل سليمان فياض- اختلفوا فيما عدا ذلك ((واختلافهم شرٌكله: حول بعض العقائد وحول السياسة، فكانوا فرقــًـا متناحرة بالرأى والسيف، وبالتكفيروتحريم التفكيرعلى من سواهم. ومن أسباب الخلاف بين المسلمين، ورود آيات مُـتشابهات فى القرآن، إلى جانب الآيات المُحكمات، والآيات المحكمات صريحة وقاطعة ولاتحتاج إلى تأويل، والآيات المُـتشابهات تحتاج إلى التسليم بها دون تأويل، لكن بعض الفقهاء تصدوا لتأويلها، وعندئذ يحدث الاختلاف فى التأويل اختلافــًـا مُبينا، فنشأتْ الفرق الإسلامية فى الإسلام وانقسم (العامة) بين هذه الفرق. وإذا كان الاختلاف (رحمة) فهو(شر) فى الوقت نفسه، فبوسع البعض أنْ يختارفتوى هذا أوذاك، ليحكم بتكفيرخصمه، ويهاجم حريته فى التفكير، ويقطع رقبته ويستحل دمه وعرضه وماله)) (الوجه الآخرللخلافة الإسلامية- ميرت للنشر- عام 1999- من ص20- 22)
وبسبب الجمود الذى سيطرعلى عقلية الفقهاء، فإنّ الانبهاربأى شخص تكفيرى يرفعه لمرتبة (النبوة) مثل الفقيه الذى قال ((لوكان بعد النبى نبى لكان الإمام الغزالى)) (أمين الخولى- المجدون فى الإسلام- هيئة الكتاب المصرية- عام 2001- ص18) فلماذا ارتفعتْ مرتبة الغزالى إلى درجة النبوة، رغم أنه كفــّـرالفلاسفة؟
وذكرالخولى واقعة تتشابه مع مايحدث حاليـًـا من عدم عقاب المجرمين أمثال أعضاء داعش، فكتب ((وإنك لتــُـدهش حيث تقرأ مثلا غريبـًـا من تلك المُساندة المُجرمة، حين تولى يزيد بن عبدالملك بن مروان الخلافة، حيث أحضرأربعين شيخـًـا، فشهدوا له: ما على الخلفاء حساب ولاعذاب)) (نقلاعن السيوطى- تاريخ الخلفاء- ص163) ومثل أعضاء داعش فإنّ الميرزا غلام أحمد (هندى، زعيم حركة القاديانة) أخذ حديث الرسول ((إنّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يـُـجـدّد لها دينها)) فقال ((بعثنى الله على رأس المائة أجدد الدين، وأنوروجه الملة، وأكسّـرالصليب وأطفىء نارالنصرانية، وأقيم سنة خيرالبرية. أنا المسيح الموعود والمهدى المعهود، منّ الله علىّ بالوحى والإلهام، وكلــّـمنى كما كلــّـم رسله الكرام)) وكما احتضنتْ بريطانيا وأمريكا الجماعات الإسلامية فى القرن العشرين، فقد سبق لبريطانيا أنْ احتضنتْ غلام أحمد (1835- 1908) لأنه جعل من نفسه المُجدد الدينى فى العصرالحديث، فاعتبرحماية بريطانيا له نعمة إلهية. وكان سرإعجاب بريطانيا به أنه كان يـُـكفــّـرالمختلفين معه من أبناء وطنه. (الخولى- ص28، 29) وذكرالخولى (مواليد1859وتوفى1966) أنه حضرندوة عن (تطورالإسلام) فكانت النتيجة أنّ ((الإسلام ليس فى حاجة إلى تطور. ولوتطوّرلم يكن إسلامًـا)) (ص35) ولعلّ هذا الجمود العقائدى هوسبب (ثورة) الأزهريين (فى الألفية الثالثة) على أزهرى مثلهم، لمجرد أنه اختلف معهم.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسة الكهنوت العروبى والغيبوبة عن الواقع
- لماذا يحلم الحمساويون بالاستيلاء على سيناء؟
- خالد عبدالمنعم : شاعر ابن موت
- مغزى التحالف السعودى / الإسرائيلى
- كيف تستمر العقوبات البدنية فى الألفية الثالثة؟
- هل ألزم الشرع الزوجة أن تستجيب بزوجها فى أى وقت.؟
- هل غير الإسلام من عقلية العرب ؟
- هل تعيش مصر أجواء ما قبل يناير2011؟
- قراءة فى أعمال الشاعرعبدالرحيم منصور
- ماذا يحدث لو أنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة ؟
- هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟
- خانة الديانة والتعصب للدين
- كيف غاب عن مؤرخى الإسلام أنّ السيسى من أصحاب الرسلات؟
- أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟
- ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟
- هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟
- أليست تخاريف الحاضر امتدادًا لتخاريف الماضى؟
- لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟
- لماذا لم يحتج الأصوليون على إلغاء التقويم الهجرى ؟
- قراءة فى أعمال الشاعرطاهرالبرنبالى


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى أن يختلف الأزهريون