أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - وكما كان في الميلاد الأول كذلك يكون في الميلاد الثاني














المزيد.....

وكما كان في الميلاد الأول كذلك يكون في الميلاد الثاني


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 5381 - 2016 / 12 / 24 - 23:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وكما كان في الميلاد الأول كذلك يكون في الميلاد الثاني والثالث والألف.
في الميلاد الأول رجل وامرأة يشقان لنفسهما طريقا في بيت لحم ولا يجدان لهما مأوى، وآخرون يغطون في نوم عميق في منازلهم وقراهم.
في الميلاد الأول طفل يولد في مذود وليس من يدري أنه أتى ليغير التاريخ ويصحح الفكر ويجدد الدين ويكتب المستقبل ويبني الإنسان.
في الميلاد الأول نور، وملائكة، ورعاة ومجوس وفيه أيضا ظلمة وشياطين ورؤساء كهنة هز وليد كيانهم فجأة ودون إنذار.
في الميلاد الأول امرأة تحضن طفلا حماية له من البرد والمرض وملك يسفك دماء رضّع خوفا منهم أن يختلس واحدهم الحكم ذات يوم.
في الميلاد الأول إمبراطور يحصي رعاياه كيما يؤسس لملك قوي وطفل يرمي جمرة في حضن الإمبراطورية فيحرقها دون أن يحمل سيفا أو يقود جيشا.
في الميلاد الأول تسقط مقولة "العين بالعين والسن بالسن" لترتفع مقولة "من ضربك على خدك الأيمن حوّل له الآخر... وإن جاع عدوك فأطعمه".
في الميلاد الأول يفقد تمثال الخشب والحديد هيبته ليصبح قطعة فنية تعبر عن إبداع الإنسان.
الميلاد الأول يعطي الانسان قيمة ومعنى، فهو، أي الإنسان، ليس خطأ كونيا أو صدفة عبثية أو ارتقاء أعمى على سلم الحياة، بل هو يحمل مشروع حياة وأمل وسلام.
الميلاد الأول يحمل مشروع حياة للأموات وشفاء للمرضى وأملا لليائس وحبا للمكروه والمرذول.
الميلاد الأول يغلق أبواب الجحيم للخاطئ ويفتح له أبواب السماء على مصراعيها.

لكن كما في الميلاد الأول كذلك في ميلاد الألفية الأولى والثانية.
ما زال طفل المذود يبحث عن بيت يولد فيه، فتفتح له بعض القلوب وتغلق في وجهه الكثير منها.
ما زال رئيس السلام يبشر بالسلام وما زال هيرودس يعطي الأوامر لجنوده بذبح الأطفال.
ما زال ابن الجليل يحمل كلمة الحياة لليهودية وأورشليم وما زالت أورشليم تغلق أبوابها في وجهه.
ما زال الفريسيون والرؤساء يقاومونه وما زال العشارون والزناة والسارقون والقتلة يتوافدون أفواجا للقائه.
ما زال ملك اليهود يبحث عن مملكته وما زال والي الرومان ورؤساء اليهود يعملون في حفر الخشب كي يصنعوا له صليبا.
ما زال الزارع يزرع بذار القمح وما زالت طيور السماء تخطفها كما أن الأرض لا زالت تخرج الشوك كي يصنعون له منه تاجا.
ما زال ملك الحياة يغلب الموت بالموت وما زال الموت يحاول أن يقضم الحياة.
ما زالت الرياح في بحيرة الجليل تثور غاضبة وما زال رئيس الكون يأمرها أن تصمت فتصمت.
ما زال الجياع يجوعون وما زالت يداه تكسر الخبز وتشبع الآلاف.
ما زالت الملائكة تترنم "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" وما زال ملكوت الانسان يرفض ان يعطي الله مجدا أو أن يؤسس لعصر السلام أو أن يمنح الناس مسرة".

"اليوم يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا رئيس السلام"
"ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل الذي معناه الله معنا"
"لأنه ولد لكم اليوم في مدينة داوود مخلص هو المسيح الرب"
" وها انا اتي سريعا واجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله...
من يظلم فليظلم بعد ومن هو نجس فليتنجس بعد ومن هو بار فليتبرر بعد ومن هو مقدس فليتقدس بعد"



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطى يسوع 2- موعظة على الجبل
- على خطى يسوع 1- في البدء كان الكلمة
- إنها الحياة-12- شكر في عيد الشكر
- إنها الحياة-11- لا، لا ترحل يا والدي
- إنها الحياة-10- كل عام وانت بخير يا صغيري
- العهد القديم والعهد الجديد-20- الخاتمة
- عهد قديم وعهد جديد-19- لا يكن لك آلهة غيري
- لا لزواج القاصرات
- أترانا شعبا أصيب بالانفصام الثقافي والديني؟
- عهد قديم وعهد جديد-18- أنطق ايها التمثال
- إنها الحياة-9- الجدّ والجدّة والحفيد
- عهد قديم وعهد جديد-17- لماذا العهد القديم؟
- إنها الحياة-8- ومن قال ان الاغتصاب رذيلة؟
- عهد قديم وعهد جديد-16- أنا الدولة والدولة أنا
- أصحاب الفخامة والجلالة والمعالي
- حكاية إيمان
- عهد قديم وعهد جديد-15- فجر جديد
- عهد قديم وعهد جديد-14- أصنامهم فضة وذهب
- عهد قديم وعهد جديد-13- إيل تحت المجهر
- عهد قديم وعهد جديد-12- إيل العبري وإيل الكنعاني


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - وكما كان في الميلاد الأول كذلك يكون في الميلاد الثاني