أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طوني سماحة - إنها الحياة-10- كل عام وانت بخير يا صغيري














المزيد.....

إنها الحياة-10- كل عام وانت بخير يا صغيري


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 5342 - 2016 / 11 / 13 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


استيقظ غلين ( Glen)، ابن السنوات الستة، قبل طلوع الفجر. سأل والدته "كم يتبقى من الوقت حتى الاحتفال بعيد ميلادي؟" تبسمت والدته وقالت له ثماني ساعات. عاد الطفل الذي يعاني من مرض الصرع والتوحد بعد ربع ساعة ليسألها مجددا عن الوقت المتبقي. كانت آشلي (Ashley)، والدة غلين، قلقة بعض الشيء. أرسلت ستة عشرة دعوة لرفاق غلين الستة عشرة في المدرسة لتدعوهم لحضور الاحتفال بميلاد ابنها، لكن أحدا من أولياء أمور الأطفال لم يتصل ليثبت الدعوة أو يلغيها. أسرّت آشلي لوالدتها بقلقها من احتمال عدم حضور أحد، لكن الجدة خففت من قلق ابنتها بالقول "لا بد وأن يحأتي بعضهم". حان وقت الاحتفال. جلس الطفل وأمه ينتظرون أن يطرق أحد الباب. مرت الدقائق ثقيلة بطيئة وبقي الباب صامتا. بكى الطفل وانشطر قلب الأم. أرادت آشلي التعبير عن حزنها وغضبها. لم تجد أمامها سوى مواقع التواصل الاجتماعي. كانت آشلي تدرك أنها لن تستفيد شيئا، لكنها وبغصة شديدة خطت رسالة غضب وأرسلتها على أمواج الهواء.

انتشرت رسالة آشلي على سرعة البرق. ابتدأ الهاتف يرن. غرباء على الطرف الآخر من الهاتف كانوا يسألون إن كان بإمكانهم اصطحاب أبنائهم الى بيتها للمشاركة بالاحتفال. أتى البعض حاملين ألعابا. ثمة امرأة اشترت دراجة هوائية لغلين. علت البسمة شفتي الطفل الصغير. أحد رجال المدينة قدم، أخذ صورا للمناسبة وقدمها للعائلة. كان مجموع الأطفال الذين حضروا الحفل خمسة عشرة والكبار خمسة وعشرين. وصل الخبر الى قسم الشرطة في ولاية فلوريدا. اتصل رئيس الشرطة وطلب من الأم تزويده بعنوان المنزل. خلال وقت قصير، كانت طائرة هليكوبتر تحلق في سماء المدينة فوق منزل غلين. انخفضت الطائرة الى حد سمح للطفل برؤية الطيار الذي ألقى التحية عليه.

نام غلين ليل الأحد سعيدا. ظن أن احتفال العمر انتهى. لكن وخلال عودته من المدرسة نهار الأربعاء، وجد فرقة رجال الإطفاء ورجال الشرطة بانتطاره على مدخل البيت. أركب رجال الأمن غلين في سياراتهم. أروه كيفية استخدامها، سمحوا له باللعب فيها، أكلوا الحلوى معه وانصرفوا.

كل عام وأنت بخير يا صغيري.
بعضنا، نحن الكبار، أجسامنا كبيرة لكن لا قلب لنا، وبعضنا مثلك، يحمل قلبا كبيرا بغض النظر عن حجم أجسامنا.
سامحنا يا بنيّ. قد ننظر الى اختلافك عنا على أنه إعاقة، لكن الحقيقة أنه لكل منا إعاقة أكبر وأخطر كثيرا من إعاقتك، نخفيها عن بعض البعض ونتظاهر بأننا طبيعيين.
سامحنا يا ولدي. أنت أقرب الى الله منا. البعض منا يهزأ أو يستخف بك وبأمثالك. نحن، يا ولدي، من يجب الاستخفاف به لكثرة ما أسأنا الى أنفسنا والى غيرنا، فيما رؤوسنا مخبأة في الرمال ونظن أن كل شيء على ما يرام.
سامحنا يا صغيري. إنها الحياة. حياة كبار لم يدركوا أنهم في الحقيقة صغار النفوس، مهما كثرت أموالهم أو عظمت درجاتهم العلمية والمهنية، وحياة صغار مثلك هم في الحقيقة أكبر من الكثيرين بيننا، لا لشيء إلا لأنهم امتلكوا قلبا كبيرا.

كل عام وانت بخير يا صديقي.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهد القديم والعهد الجديد-20- الخاتمة
- عهد قديم وعهد جديد-19- لا يكن لك آلهة غيري
- لا لزواج القاصرات
- أترانا شعبا أصيب بالانفصام الثقافي والديني؟
- عهد قديم وعهد جديد-18- أنطق ايها التمثال
- إنها الحياة-9- الجدّ والجدّة والحفيد
- عهد قديم وعهد جديد-17- لماذا العهد القديم؟
- إنها الحياة-8- ومن قال ان الاغتصاب رذيلة؟
- عهد قديم وعهد جديد-16- أنا الدولة والدولة أنا
- أصحاب الفخامة والجلالة والمعالي
- حكاية إيمان
- عهد قديم وعهد جديد-15- فجر جديد
- عهد قديم وعهد جديد-14- أصنامهم فضة وذهب
- عهد قديم وعهد جديد-13- إيل تحت المجهر
- عهد قديم وعهد جديد-12- إيل العبري وإيل الكنعاني
- أما يكفي أيها السيف دماء؟
- شبهة وردود-2- ما لي ولك يا امرأة؟
- هل مسموح أن يتعرض أبو سليم للإذلال؟
- شبهة وردود-1- يسوع سارق الحمير
- عهد قديم وعهد جديد-11- حمورابي وموسى


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طوني سماحة - إنها الحياة-10- كل عام وانت بخير يا صغيري