أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - مفاجأة من العيار الثقيل!؟ (تجربة أدبية!)














المزيد.....

مفاجأة من العيار الثقيل!؟ (تجربة أدبية!)


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 09:06
المحور: الادب والفن
    


مفاجأة من العيار الثقيل!؟
(قصة قصيرة/تجربة أدبية)
*******************
حينما لمحته هناك في طريقي ، قلت لنفسي : "ها هو الرجل الغامض غريب الأطوار الذي رأيته البارحة وهو يجوب مكان تلك الجريمة البشعة ! ، تراه ماذا يفعل هنا الآن !!؟ "
كان يرتدي معطفا رماديا خريفيا طويلا وقد اعتمر قبعة سوداء ولف حول عنقه شالا أزرق اللون فالطقس كان باردا ، وهي نفس الملابس التي رأيته بها الليلة الماضية حين كان يجوب المكان ويحوم حول البيت الذي وقعت فيه تلك الجريمة التي اقشعرت لذكرها أبدان سكان مدينتنا الصغيرة الهادئة ! ، فقد وجد صاحب ذلك البيت مقتولا في حوض الاستحمام في الحمام ، والغريب أن القاتل لم يسرق شيئا من التحف الثمينة في البيت بل ذكرت الصحيفة المحلية التي سردت تفاصيل الحادثة ان محفظة القتيل وجدت كما هي على مكتبه مع أنها كانت عامرة بالنقود !! ، كل هذه القرائن الاولية تؤكد أن الجريمة لم يكن الغرض منها السرقة بل القتل ! ، فمن ذا يمكن ان يقتل رجلا عجوزا عرف بالطيبة والمسالمة ومساعدة الفقراء !!؟؟.
لهذا ما إن رأيت هذا الرجل الغامض الذي كنت قد لمحته البارحة يحوم حول بيت القتيل حتى استفزني هذا الوضع واثار فضولي وهيج حاسة الاكتشاف لدي بعد أن حامت من حول هذا الرجل المريب الشبهات في عقلي ! ، فقررت أن ألحقه عن بعد دون أن أثير انتباهه ، وبالفعل تبعته كظله خطوة بخطوة ، حتى عندما استقل سيارة أجرة (تاكسي) استوقفت بدوري على عجل سيارة أجرة تمر بالشارع وطلبت من سائقها الاسراع في اللحاق بسيارة الأجرة التي استقلها ذلك الرجل الغامض ونبهته الى ضرورة عدم اشعار السيارة الاخرى بأننا نتبعها ! ، وبالفعل سرنا خلف السيارة التي استقلها ذلك الرجل ذو المعطف الرمادي الطويل شارعا شارعا الى أن توقفت به امام مبنى مركز الشرطة في مديتنا، فترجل منها مهرولا وهو يصعد درجات الفناء الامامي نحو مدخل المركز فاستغربت وسألت نفسي : " ماذا جاء به الى مركز الشرطة!!؟" ولكن حيرتي لم تستغرق طويلا وسرعان ما تبددت حينما رأيت الشرطي الحارس الذي يقف أمام مبنى مركز الشرطة يقوم بتوجيه تحية رسمية لذلك الرجل والذي قام بدوره وبطريقة خاطفة برد التحية بشكل رسمي قبل ان يختفي داخل المبنى! ، فعرفت عندئذ على الفور أنه احد رجال وضباط الشرطة وأنه حين شاهدته البارحة يجوب المنطقة ويدور حول بيت القتيل انما كان يراقب المكان لعله يلاحظ بعض الأمور التي تفيد عملية التحقيق فظنوني اذن لم تكن في محلها !، وخاب أملي في المغامرة البوليسية التي كنت أمني نفسي بالحصول عليها خصوصا عندما اعتقدت أن رجل الشرطة هذا ،قبل أن أعرف حقيقة هويته، أنه الخيط الأول الذي سيقودني الى معلومات مهمة وخطيرة ستساهم في كشف لغز هذه الجريمة ! ، لكن وقعت في فخ هذا الالتباس لأكتشف ان لا مغامرة بوليسية في انتظاري بعد !! .
ثم نسيت هذه الحادثة وانشغلت بأموري الخاصة الا أنني ذات صباح وبعد مرور ثلاثة أشهر على وقوع تلك الجريمة البشعة وحينما كنت اتصفح الصحيفة المحلية للمدينة وجدت مفاجأة من العيار الثقيل في انتظاري في احدى صفحاتها !! ، فقد تم كشف ملابسات تلك الجريمة وتم القبض على الجاني القاتل واعترف بالجرم في خضم التحقيق معه واودع السجن في انتظار محاكمته ، وكان هذا الجاني القاتل هو القريب الوحيد المتبقي لذلك القتيل العجوز وكان يمني نفسه بأنه بالتخلص منه سيكون هو وريثه الوحيد!، الا أن المفاجأة التي كانت بالنسبة لي من العيار الثقيل ليست هذه! ، اقصد ليست في اكتشاف واعتراف الجاني قريب القتيل بارتكاب الجريمة، بل كانت المفاجأة الكبرى والصادمة والتي لم تخطر لي على بال تتمثل ، كما عرفت من صورة القاتل المرفقة مع الخبر ، في أن هذا الجاني لم يكن سوى سائق سيارة الأجرة (التاكسي) الذي استوقفته في ذلك اليوم منذ ثلاثة اشهر وطلبت منه اللحاق بسيارة التاكسي التي استقلها ضابط الشرطة الذي اشتبهت فيه حينها بطريق الخطأ حينما شاهدته بطريقة الصدفة يحوم حول مكان الجريمة وقررت ملاحقته ! ، واليوم يتضح لي أن القاتل ليس سوى سائق التاكسي الذي استخدمته في اللحاق بضابط البوليس ذاك! ، تلك كانت بالنسبة لي هي المفاجأة من العيار الثقيل !!.
***********
سليم الرقعي
(*) هذه القصة القصيرة ليست سوى تجربة قصصية قمت باختلاقها في ذهني بطريق التداعي الحر فقد قررت فجأة أن اكتب قصة قصيرة دون أن تكون لدي أية فكرة مسبقة عن موضوع هذه القصة ، فأنا لم أفكر أولا ثم أكتب ، بل بدأت أكتب دون أي فكرة مسبقة (!!) وتركت الاحداث والخواطر تتوارد تلقائيا على ذهني بشكل تلقائي ، فانا بطريقة واعية وارادية قررت أن اكتب قصة قصيرة تنتمي الى عالم قصص الغموض او القصص البوليسية ، هكذا كانت الرغبة الواعية ، فأرسل الوعي الى اللاوعي اشارة بتنفيذ المهمة ، فكانت نتيجة هذه التجربة هي هذه القصة العفوية !! ، وهو امر يثير دهشتي بالفعل ويشير إلى قدرة الانسان في اختلاق القصص والحكايات الخيالية ليس مع سبق اعداد وتفكر بل بطريقة فتح الطريق أمام اللاوعي ليقود خطى الحكاية من البداية حتى النهاية (!!) كما لو انك تمارس لعبة الكتابة التلقائية التي يستعملها بعض هواة ما يسمى بتحضير الأرواح !! .



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبابة!؟ شعر
- ظاهرة انتقال امراض النظام الشمولي لمعارضيه!؟
- صعود القبلية والطائفية وجمود الدولة الوطنية المدنية!؟
- لماذا سأم الغربيون من الهجرة لبلدانهم!؟
- الشخص الآخر ذو الوجه المألوف !؟
- هل للسوق تأثير على الحاكم العربي!؟
- هل هي ثورة،وهل هي فاشلة!؟
- الوجودية كما فهمتها !؟
- نظرية المؤامرة ونظرية الانتقام الالهي!؟
- فلسطين للفلسطينيين،كيف ولماذا !؟
- العرب وشماعة وعد بلفور !؟
- تأثير كمية المعرفة والقدرة في كمية الحرية!؟
- بين مفهوم (النخبة) و مفهوم (الأئمة)!؟
- مشكلة نخب أولا لا مشكلة شعب !؟
- العرب وسن المراهقة والمهدي المنتظر!؟
- هل الديموقراطية أسيرة للرأسمالية!؟
- عن شميت ، لوحة سينمائية رائعة!؟
- بين عاشوراء المسلمين وعاشوراء اليهود!؟
- أمريكا والتوحش المقنع بالديموقراطية!؟
- الفرق بين مفهوم الهوية ومفهوم الشخصية!؟


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - مفاجأة من العيار الثقيل!؟ (تجربة أدبية!)