أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - الثورة السورية و البحث عن فتوى














المزيد.....

الثورة السورية و البحث عن فتوى


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5271 - 2016 / 8 / 31 - 14:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الثورة السورية و البحث عن الفتوى

في مجموع فتاوى الثورة السورية الصادر عن رابطة العلماء السوريين عام 2013 تتحدث الفتوى الأولى عن "نص الفقهاء رحمهم الله على أن الخروج على النظام الكافر واجب على القادر و هو جهاد في سبيل الله" , لكن رابطة علماء الشام لم تجد دعما لكلامها هذا من نصوص القرآن و السنة و كتابات الأئمة سوى عالما هنديا عاش في القرن التاسع عشر ( محمد صديق خان ) ... هذا مفاجئ و غريب إذا أخذنا بالاعتبار أن الإسلاميين يعتبرون الثورة السورية ثورة إسلامية .. الحقيقة أن مشكلة الإسلاميين مع الثورة السورية مشكلة عويصة , لأن فكرة الثورة نفسها لا وجود لها في الفكر السياسي لأهل السنة و الجماعة ( و لا حتى في فكر الشيعة الاثني عشرية , الأمر الذي كان بلا شك مشكلة أمام الخميني ) و لا في فكر الإسلام السياسي المعاصر , إلا بصورة سلبية بالقطع .. يمكن الزعم بكل ثقة أن الإسلاميين بكل تلاوينهم لم يراجعوا هذا الموقف المبدئي من فكرة الثورة الشعبية على الظلم و الاستبداد و النهب و لا مشروعية نظام يقوم على كل هذا , كل ما جرى هو أنهم اعتبروا الثورة السورية وسيلة للوصول إلى غايتهم , لا غاية السوريين الذين ثاروا على نظام الأسد , وسيلة فرضتها الظروف , بالتحديد قيام الثورة نفسها , مع الاستمرار في رفض و إدانة فكرة الثورة و تكفيرها و وصم كل من يدعو إليها و يمارسها بالفساد في الأرض بمجرد تحقيق تلك الغاية , أي الوصول إلى كرسي السلطة ... عندما أفتى رأس الجهاز القضائي في السعودية صالح اللحيدان بالخروج على النظام النصيري الكافر في سوريا حتى لو قتل ثلث الشعب السوري ( و لم ينس بعد ذلك أن يدعو لولاة أمره في السعودية و لحفظ الأمن على بلده ) عاد فقال أنه لم يقصد ذلك و أنه برر الخروج على بشار لأنه نصيري بعثي كافر بل و شرط الخروج على الحاكم الكافر بالقدرة عليه .. و عندما اعترض عليه العرعور لم يستشهد بأي حديث أو نص و لا تحدث عن توحيد الحاكمية و لا الولاء و البراء , بل تحدث عن قتل شبيحة بشار للسوريين , السنة تحديدا بالطبع , و من كل أحاديث الجهاد في صحيحي البخاري و مسلم و آيات سورة براءة ضد الكفار و المرتدين , اكتفى بحديث الرسول عن أن المدافع عن ماله شهيد .. هذا كله على الرغم من أنه لا خلاف بين شيوخ هذه الأيام , السلفيين في معظمهم , على كفر النصيرية و أنهم شر من اليهود و النصارى , بل إنهم يحكمون أن من شك في كفرهم فقد كفر و الرأي الأغلب بينهم هو ألا يستتابوا و أن دماءهم و أموالهم مباحة لكفرياتهم , تأليه علي و الإلحاد في صفات الله الخ , فلا يباح أكل طعامهم و تسبى نساؤهم و تؤخذ أموالهم , لكن كل هذا شيء و الخروج على الحاكم شيء آخر ... عندما سئل أبو بصير الطرطوسي , أحد منظري السلفية الجهادية , عن حكام بني أمية و العباس , هل يعتبر ما فعلوه تشريعا بغير ما أنزل الله , رد شيخنا الجهادي أو الثوري أنهم ليسوا كفارا و أن ما فعلوه ليس من الشرك بتوحيد الحاكمية فقد أشار إليهم الرسول و لم يكفرهم بل أمر بطاعتهم بالمعروف و هكذا لم يعرف عن الصحابة و التابعين , أفضل القرون , أنهم كفروا حكام بني أمية أو بني العباس و إنما الثابت عنهم هو العكس : طاعة هؤلاء الخلفاء و موالاتهم , هذا رأي من يقول أنه ينصح السوريين , خاصة الجهاديين منهم , كيف يصنعوا ثورتهم و يكملوها .. عندما استنبط الإسلام السياسي المعاصر , بما في ذلك تياره الثوري أو الجهادي , أفكاره و مشروعه , انتقى الولاء و البراء و توحيد الحاكمية لا مفاهيم الحرية أو العدالة أو دفع الظلم أو إحقاق الحق , الظلم كما يفهمونه هو ألا تحكم بشرع الله و الحق هو ما شرع الله , لا يوجد أي تعريف آخر للظلم أو الحق , هناك فقط الشريعة لا حرية و لا عدالة , و هذا ينطبق على داعش أيضا , بل أساسا على داعش .. يمكننا هنا أيضا أن نذكر بعض أوائل الفتاوى التي صدرت بحق الربيع العربي بما في ذلك الثورة السورية محرمة المظاهرات و الدعوات إلى الحرية على أنها تشبها بالغرب و ديمقراطيته و تشكل بالتالي مخالفة صريحة للولاء و البراء الخ ... إن معارضة الإسلاميين لنظام الأسد لا علاقة لها باستبداده أو نهبه للسوريين و لا جرائمه بحقهم , إنها تنطلق أساسا من أن رأس النظام ينتمي إلى طائفة كفرية , أو بالنسبة لداعش : أن بشار لا يحكم بما شرع الله و هذا يصح عندهم على آل سعود و إردوغان و محمد مرسي , أما النهب و الاستبداد الخ , فهي أمور لا حكم لها عندهم بل يقولون صراحة أنها إذا صدرت عن حاكم مسلم فيحرم الخروج عليه , و خلافهم هنا هو على تحديد من هو هذا الحاكم المسلم , فهو كل من يقيم الصلاة عن علماء آل سعود و كل من يحكم بشرع الله عند داعش ... دولة شيوخنا السلفيين الأمثل ليست إلا دولة آل سعود , أما دولة داعش الأمثل فليست إلا دولة شمولية تسيطر فيها أقلية محدودة جدا على عقول و أجساد و حياة الغالبية العظمى محددة لهم كل شيء من ملابسهم و طول ذقونهم و شواربهم و طريقة ممارستهم الجنس حتى كيفية التبرز و الاستحمام ... عندما تحدث سيد قطب عن الجاهلية المعاصرة عرفها بأنها اعتداء على سلطان الله على الأرض , على أخص خصائص الألوهية : الحاكمية , الجاهلية هي إسناد الحاكمية إلى البشر , التي تشمل فيما تشمل أي شكل من أشكال حكم الناس أنفسهم بأنفسهم , أو ما يمكننا أن نسميه بالحرية ... قد يحكمون عليك أو على غيرك , على كل علوي و درزي و اسماعيلي و شيوعي أو فوضوي أو علماني , بالموت و أخذ مالك و سبي نسائك إن "ألحدت" في صفة من صفات الله كالسميع أو البصير أو كيفية استوائه على العرش , لكنهم سيصرون عليك أن تصمت و إن ضرب ظهرك بالسياط و سرق مالك إن كان حاكمك واحدا منهم أو شخصا يدفع لهم ثمن سياراتهم الفارهة أو إذا كان يصلي كصلاتهم , و سيطالبون بتقطيع أوصالك و صلبك إذا خرجت معترضا و ثائرا و سيصمونك بالكفر إذا تشبهت بالكفار في التظاهر ضد مثل هذا الحاكم و بالدعوة إلى "الجاهلية" إذا طالبت بأن يحكم الناس أنفسهم بأنفسهم ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -دين أناركي- ؟ لبيتر لامبورن ويلسون
- في بيان استحالة أن تكون الثورة السورية ثورة إسلامية , سنية
- هل نحن جيدون بما يكفي لبيتر كروبوتكين
- معاداة الأسدية كممانعة
- نحو إلحاد تحرري - نقاش مع نقد محسن المحمد للإلحاد السائد عرب ...
- ابراهيم اليوسف .... حقا ؟
- عندما تحدث برهان غليون عن الولاء و البراء
- من مقدمة كتاب السيكولوجيا الجماهيرية للفاشية لفيلهلم رايتش
- عندما برأ ابن تيمية بشار الأسد
- إلى الأخت عبير النحاس : الأخت التي قدمت أول شهيد من أجل سوري ...
- الزحف المقدس
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : سورية في العالم , العالم ف ...
- الشتيمة في الثورة السورية
- انتصار الثورة المضادة
- إسلامية إسلامية لا شرقية و لا غربية
- حوار مع مقال أسعد أبو خليل الأخير , عن إسرائيل الأخرى , و ال ...
- تعقيب مهم على تعقيب الرفيق الماركسي يوسف الحبال
- عندما خطب نصر الله
- مواطنون لا أقليات
- عشرة نقاط عن المقاومة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأورو ...


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - الثورة السورية و البحث عن فتوى