|
ما بعد العيد
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 00:51
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
ثمة كلام يُقال عن الأمن وعن السياسة وعن النظام وشكل ونوع الدولة الموعودة ، يكون هذا بعدما تمكن الإرهاب من سرقة فرحة - يوم العيد - من عيون وشفاه الرجال والنساء الأطفال والشباب وجعله غصةً في كل النفوس القريبة والبعيدة ، في ذلك اليوم المشهود يوم - الكرادة الدامي – حدث أن تمكن الإرهاب وبمعاونة بعض المزيفين والمنافقين الجبناء من تنفيذ جريمة بشعة تفوق كل وصف ، وفي هذا الصدد بعض الكلام نوجهه إلى سدنة العراق ونقول أين أنتم أيتها الجهابذة من هذه العدوانية التي تُحاك كل يوم على شعبكم ؟ ، وكيف لكم أن تغمض عيونكم على كل ما يحدث ؟ وأنتم تتفرجون ببلادة مثلنا على تلك الأشلاء التي مزقها الحقد واللؤم والكراهية ، نعم إن شعبنا صابر معطاء لا يكل ولا يمل من كفاحه ليحقق أهدافه في العدل والحرية والسلام ، وبنفس الدرجة سيظل يدفع الثمن جراء عقم وفشل من يتصدون بأسمه للحكم والسياسة . ما بعد العيد وقبله كنا نراهن على إنتصارنا في الفلوجة وكنا نعد العدة لهزيمة الإرهاب في كل أرضنا المحتلة ، إن إنتصارنا كان له ثمن ندفعه بدمائنا وكان له إستحقاق في كسر شوكة الطائفية والعهر والفضاعة الفئوية ، وفي ذلك كنا نراهن على رجال من بيننا أكفاء يتولون شؤون الأمن غير منحازين وغير مسييسين ووطنيين شرفاء ، كنا نراهن على إنتمائهم الوطني الغالب على كل شيء ، لكن سياسيي الفتنة وقُطاع الطرق والمرتزقة والنعاج أفسدوا عليهم رأيهم بالعصيان فخططوا لجريمتهم البشعة لسفك الدم الحرام في الشهر الفضيل ، أولئك السياسيين هم الذين سهلوا وأمدوا عناصر الإرهاب بكل ما يحتاجون من ملاذات وخرائط عمل وتوصيات لكي ينالوا من جبهة العراق ، ظانيين إنهم بذلك يمكنهم سرقت روح النصر في عيون الأطفال والنساء وفي عيون الرجال الشباب والشابات . ولذلك إني لا أعزي أهل الشهداء لا أواسي أهالي المجروحين ، فمعركتنا طويلة طويلة وهي تحتاج منا لصبر ومكابدة ووعي وإستقلالية قرار ، ومن هنا كان واجباً على رئيس الوزراء الضرب بيد من حديد على كل هؤلاء المفسدين الذين يسهلون للإرهابيين سبيل عملهم ، وأُصارحكم القول : إن من أرتكب الجرم الحرام ليس بعيداً عن أسوار المنطقة الخضراء ، هم فيها متنفذين وأصحاب سعادة وسمو من السُراق والمفسدين وبائعي الشرف والضمير ، وهذا الكلام أشار إليه رئيس الوزراء وكأني به يعلم من هم هؤلاء الذين أمدوا داعش بما يفعلون ، ولهذا لا نعفيه من المسؤولية هذا مع علمنا بنزاهته ووطنيته ، إننا نريده حاسماً في المواقف العظام بما يتفق وواقع الحال ، نريده أكثر حزماً وقوة ونريده يتذكر مسؤوليته عن الأمن الوطني التي هي في ذمته ولن يستطيع التنصل لا هنا ولا في الأخرة ، ومن ذلك المنطلق ندعوه ليكون خصماً عنيفاً للإرهاب وداعميه ومموليه في الداخل والخارج ، وهو يعلم ما نقصده ونبغيه ، فالعدل حين ينتصب يسوق المجرمين إلى حتفهم وفدا ، وفي ذلك تقر العيون التي خنقتها العبرة والإنكسار ، فالحاكم القوي عندي هو المطلوب في هذا الواقع المرير ، وليس المطلوب أنصاف رجال في كل المواقع ولا السماعين لقول الأخرين ، ولعل - دونالد ترامب - الرئيس المرتقب أشار إلى هذا المعنى وهو يوجه بشكل خفي وغير مباشر إلى ذلك ، حين تسود الفوضى ويعم اللانظام ، ولقد سئمنا انصاف الحلول وأرباعها ، هو حل واحد ان أظهرناه للناس عندها فقط وفقط يعرف الإرهاب حجمه الحقيقي ، وهي فرصة أرجوا أن لا تضييع إن كان لنا قلب ونحن شهود على ذلك . ما بعد العيد ننتظر الزحف هناك نحو الموصل نرفع عنها إصرها والأغلال التي تطوقها ، وهاهو الجيش والحشد ومعهما الشعب في الطريق ، فمقولة هيهات منا الذلة هي سر وجود كل مناضل حر شريف ، ولنضمد جراح ونجبر خواطر من فقدوا الأعزاء في ذلك اليوم المهيب ، ورحم الله تلك الأرواح التي أناخت في ثرى العراق ، ورحم الله تلك الجباه الشم التي عززت فينا سبل السلام والإنتصار ، ورحم الله صبر وشكيمة كل عراقي وهو يرفع الصوت عالياً ضد كل مفسد وإرهابي ، وقل هذه سبيلي وسبيل من يريد العدل والحرية والسلام ..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان صادر عن الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي بمناسبة الإن
...
-
تحرير الفلوجة
-
قبح الله إسلامكم
-
رسالة مفتوحة للأخ رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي
-
أوهام المصطلحات
-
بين إسلام مكة وإسلام المدينة
-
سلاماً شهداء الناصرية
-
تدمر حرة
-
هي آمال
-
عن التغيير والإصلاح
-
سوريا الفدرالية
-
الفدرالية في مواجهة التقسيم
-
في الطريق لليبرالية الديمقراطية ومفهوم الإيمان
-
يا غريب كٌن أديب
-
الشيرازية وداعش وجهان لعملة واحدة
-
العراق والمستقبل المجهول
-
في وداع 2015
-
إنتصارنا في الرمادي
-
في أعياد الميلاد المجيدة
-
التحالف الإسلامي مع الإرهاب
المزيد.....
-
الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط
...
-
وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير
...
-
“الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم
...
-
مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من
...
-
م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
-
م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في
...
-
ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
-
التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
-
شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
-
بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|