أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - ذاكرة القلب














المزيد.....

ذاكرة القلب


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 19:34
المحور: الادب والفن
    


ذاكرة القلب
في العمارة السكنية التي كنت اسكن بها والمشيدة من ثلاثة طوابق كانت توجد في الطابق الارضي حديقة صغيرة تقع امام شقتي وكنت عادة ما ازرع فيها بعض الخضار وشتلات الورود.. وقبل سنتين زرعت في الحديقة بذور الجرجير .. وبعد ستة اسابيع اخذت اوراق الجرجير تبزغ بعد عناية وسقي منتظم. لكن في احد الايام حين تفقدت الحديقة شاهدت ان جميع اوراق الجرجير مقطوعة من جذورها ومبعثرة فوق التربة. استغربت لما حصل من عبث في الحديقة .. فحزنت لذلك وتسائلت مع نفسي من فعل ذلك!!
لاسيما اني اسكن في بناية جميع سكانها مؤدبين ولايتدخلون بشؤون الاخرين.
وإذا بالجار العجوز الصربي "دانكو" يصيح بصوتٍ عالي من وراء النافذة.
مرحبا أيها الجار الطيب -
لقد اردت مساعدتك في ترتيب الحديقة وازلة الأعشاب الضارة منها كي تبدو بشكل أجمل!!
وكان دانكو يتوقع ان ابدي له الشكر لما فعل.
-ويحك يارجل ماذا فعلت إنها ليست أعشاب ضارة انها نباتات الجرجير التي كنت انتظر ظهورها كل هذة الاسابيع : أجبت الشيخ الصربي فشعر العجوز بالاحراج وإعتذر ضحكت في سري عما فعله وشعرت ايضا
بمواساة لعزلة الشيخ الذي تخلت عنه عائلته.. والتي يبدو إنها كانت تنتظر موته لتستولي على شقته.
كان العجوز الصربي "دانكو" والذي بدأت عليه اعراض الاصابة بمرض الزهمايمر يسكن في الطابق الثاني من العمارة بعد ان فقد زوجته منذ اكثر من ثلاثين سنة لكنه لم يفكر بعد رحليها بالارتباط باي امرأة اخرى وقد حافظ على خاتم الزواج في بنصره طيلة فترة زواجه وفاءاً للعلاقة الزوجية.
احياناً التقي الشيخ الصربي وهو عائدا من تسوقه يدفع بعربته ويسير ببطيء.
وفي الايام الاخيرة وقبل نقله الى مستشفى دور العجزة .. اضمحلت قوى دانكو ولم يعد كعادته يذهب للتسوق.
لم يعد الشيخ يتذكر اي شيء من حياته السابقة غير اسم زوجته "بوجانا" وكان يتسائل مع نفسه لم تأخرت في تسوقها هذا اليوم!!؟؟
وقد ذكرني العجوز الصربي بحكاية الممثل عمر الشريف ايضا وهو في ايامه الاخيرة حين نسى كل حياته ومغامراته وافلامه وبقي يردد باسم حبيبته السابقة وزوجته فاتن حمامة من دون كل النساء اللواتي مررن بحياته.
يبدو ان للانسان ذاكرة اخرى ابدية تبقى الى اخر لحظة في وجوده وان فقدت ذاكرة الذهن تبقى ذاكرة خفية في سويداء القلب لم تندثر ابداً لاسيما لدى العشاق تسمى ذاكرة القلب.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عابر في قطار
- تمرد ضد الاقفاص
- غزلان البراري واحلام الطفولة
- مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس
- ابوذية الغناء وصوفية العشق
- ذاكرة الامكنة
- انهم يقتلون الابل
- الحب ليس له وطن او دين
- رثاء لتماثيل مهشمة .. وهاربة من معابدها
- فجيعة الغابة القتيلة
- الحائك والمدينة
- حوار السلحفاة مع الفراشة
- ترانيم المساءات الاخيرة
- عراب الارصفة
- ترنيمة في تضاريس ذاكرة
- حوار مع ظل
- كوابيس تتعقب احلام هاربة
- حكاية معتقل ومحاكمة حلم
- ثلاث حكايات قصيرة عن الحرب
- حكاية اخرى من يوميات جندي معاقب


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - ذاكرة القلب