أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسعد عبدالله عبدعلي - أعوذ بالله من المحللين السياسيين المهلوسين














المزيد.....

أعوذ بالله من المحللين السياسيين المهلوسين


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 14:47
المحور: كتابات ساخرة
    


أعوذ بالله من المحللين السياسيين المهلوسين


كعادته يوميا في شهر رمضان, يخرج أبو نجم بعد ساعة من الإفطار, فيسرع نحو مقهى أبو علي, لقضاء ساعة هناك للقاء الأصدقاء, فبدل ملابسه وعدل شعره, ووضع في يده (مسبحة زرقاء), وتعطر بعطر الورد الذي يفضله, لكن في الشارع صادف أبو مفيد, جاره الموظف في وزارة الزراعة, وهو دوما كثير الشكوى والتشاؤم, فعندما لمح أبو نجم صاح:
- أبو نجم هل سمعت بالكارثة التي ستحل علينا؟
- أهلا أبو مفيد, ما هذا الكلام, أي كارثة تتحدث عنها؟
- يبدو انك لا تتابع الأحداث, ليلة أمس شاهدت على قناة عراقية, محلل سياسي أنيق جدا, وهو يتحدث عن قرب انهيار سد الموصل, وينصح الناس بالتهيؤ من ألان, قبل حصول الفاجعة, وتحدث عن أن الماء سيكون ارتفاعه في بغداد أربع أمتار! فانصحني يا حاج ماذا افعل؟
فانفجر أبو نجم بالضحك, وسط استغراب المسكين أبو مفيد, وبعد فاصل من الضحك قال أبو نجم:
- يا جاري العزيز هذه هلوسات , لا تصدق كل ما تسمع, العتب على القنوات التي تستقبل هكذا محللين, أنصحك بان لا تتابع هكذا برامج ليرتاح قلبك.
- يعني لن ينهار سد الموصل, ولن تغرق بيوتنا؟
- اطمئن مجرد إشاعات وخرافات أطلقها الأعلام الغربي, لإثارة الهلع وخلط الأوراق, ويرددها السذج ممن يدعون أنهم "محللين سياسيين".
تأخرت في الوصول للمقهى, حيث وجدت أن الشلة متجمعة في مكانها المعهود, في طرف المقهى, لكن يبدو ان الحلوى ( البقلاوة) قد تم اكلها تماما.
- أين حصتي من "البقلاوة", هل آكلها أحدكم؟
فالتفت إلي الكاتب المتقاعد سعدون, وهو يضحك , وقال:
- أهلا أبو نجم لقد تم مصادرة البقلاوة لأنك تأخرت, من يتأخر تصادر حصته.
- المهم الشاي, أرجو أن لا يكون قد ضاع علي؟
- تدلل سيأتي ألان شاي بنكهة الهيل.
كانت لعبة الدومنيو على أشدها بين الاصدقاء, لكن كان أبو سارة ( وهو ضابط امني), منزعجا من شيء ما, فسألته عن علته فقال:
- يا أخي مصيبتنا بالمحللين السياسيين الذين يهلون علينا عبر الفضائيات, لينعقوا بهلوسات بعيدة عن العقل والمنطق, نهار الأمس خرج علينا محلل (أخر زمان), ليصرح أن بغداد ستشهد أزمة في المواد الغذائية, بل وصفها بالمجاعة, ودعم كلامه بان الاجتماعات الأخيرة للساسة, هي لمحاولة حل الأزمة التي ستحصل, وكان صوت المحلل الجهبذ جهوريا, مما ساعده بالتأثير بالمشاهدين, بالإضافة إلى أن مقدم البرنامج سمح له وبخبث أن ينشر سمومه عبر الفضائية.
- الفضائيات اليوم هي من تنشر الإشاعات, وتسفه وعي المواطن.
- هل تعلم أنه صباح اليوم ارتفعت الأسعار, وزاد الطلب على السلع الغذائية.
- كيف لا تحصل فوضى في البلد وهؤلاء المحللين السياسيين يخبرون الناس عن سد سينهد وتغرق بغداد, وأخر يخبرهم عن مجاعة قادمة لهم, أن المصيبة بالخبثاء الذين يشجعون ويدعمون بعض محدودي الأفق, ويهبونهم عنوان ( محلل سياسي), كي ينشروا سمومهم وهلوساتهم في المجتمع, عبر فضائيات لا تهتم بما يقال.
جاء الشاي وانتهى حديث المحللين المهلوسين, وضحكنا كثيرا لخسارة سعدون, ومع قرب مغادرتي جاء رحيم البرشلوني وهو حزين جدا.
- ما بك يا رحيم, تبدو حزينا على غير عادتك؟
- سمعت محلل رياضي قبل قليل, وهو يتكلم في الفضائية, بأنه إذا اعتزل يونس محمود فان ألفيفا ستعلن قرار حضر اللعب على منتخبنا الوطني.
ضحكنا جميعا بصخب كبير, فيبدو أن المحللين المهلوسين ليس في السياسة فحسب, بل تمدد وجودهم ليصل إلى الرياضة, خرجت من المقهى وأنا اردد جملة (أعوذ بالله من المحللين السياسيين المهلوسين ).













#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة بدر وانقلاب القوى
- قصة قصيرة/ أزمة ثقة
- توسع الاتجار بالبشر في العراق
- أهالي حي النصر: ارحمونا, فقط نريد ماء للشرب
- قصة قصيرة...... الشهوة والنجاح
- اثيل النجيفي يغازل تنظيم داعش
- الأهداف الخمسة للمنافقين المحليين, من حرب الفلوجة
- نحن نشعر بالسعادة
- بعد سنوات من الإرهاب والجريمة, هل يستفيق رجال الفلوجة؟
- -القدس العربي- ومساعي خبيثة لدعم داعش
- فلسفة سائق أجرة
- هل ستكون الفلوجة مدينة للسلام ؟
- قصة قصيرة... ( الباص )
- الفتيات, ما بين رغبة التدخين وموقف المجتمع
- مات العدل
- شارع المتنبي يتكلم سياسة
- دون كيخوته يظهر من جديد
- قناة الشرقية وإثارة الفتنة بين فصائل الحشد الشعبي
- من مزايدات صدام إلى مزايدات 2016
- العمال في العراق, واستمرار ضياع الحقوق


المزيد.....




- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسعد عبدالله عبدعلي - أعوذ بالله من المحللين السياسيين المهلوسين