أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - سيادة الرئيس: إعادة هندسة الدولة أو الكارثة















المزيد.....

سيادة الرئيس: إعادة هندسة الدولة أو الكارثة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5153 - 2016 / 5 / 5 - 23:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا كلام فى العلم والفكر والسياسة فاحتملوه، ذلك أنه لامخرج لدولة مأزومة: شعباً وسلطة وحكومة ومؤسسات إلا بالأخذ بأسباب العلم ومناهجه وآفاق الفكر ورحابته وتجربة السياسة وإنفتاح مجالها العام، كما فعلت دول سبقتنا فى الحداثة والتقدم والنهوض. ولن نسمح لأى من كان أن يعتبر إلتفاف الناس حول الرئيس ودعمهم له هو من قبيل الرضا، ففارق كبير بين إيمان الناس بالرئيس وصبرهم وإنتظارهم مالايجئ وبين الرضا، فليس لدينا جميعاً رفاهية التنازل عن دعم تجربة الرئيس والثقة فى وطنيته، رغم مايصدمنا كل يوم من ممارسات تزيد عذابات الناس وتدفعهم للشك والحيرة واليأس، ولاتخلوا شوارعنا ومنتدياتنا وأسواقنا ومواصلاتنا العامة وجرائدنا من نقد حاد لأداء الدولة ومؤسساتها وحكومتها ورجالها لسوء إنحيازاتهم وتدنى أدائهم وركاكة معالجاتهم وضعف كفاءاتهم. ولايمر يوم دون أن تطالع أو تشاهد هنا أو هناك مقالات وتصريحات من مؤيديه قبل معارضيه تنعى على الرئيس إصراره على أن يبقى حوله من يعملون على فشل تجربتنا الوطنية ويخصمون من رصيده ويؤخرون من إنطلاقنا نحو دولة عصرية ديمقراطية حديثة بازغة وناهضة. ولايمكن لضميرنا الجمعى أن يجتمع على ضلال، ولايمكن أن يصاب شعب بأكمله بضعف الرؤية وسوء التقدير بينما حكومته وحدها هى المبصرة والعارفة والواعية والصادقة. ولقد سبق أن قلنا هنا وأكدنا أن الرئيس الذى استدعيناه للمسئولية وصنعناه على أعيننا، لو لم يكن موجوداً لاخترعناه حفاظاً على الدولة وأملاً فى المستقبل، لكن حصيلة التجربة حتى اليوم جاءت على خلاف ماتوقعه الشعب وما تأمله الأمة. نعم هناك إنجازات هنا وهناك لايمكن أن ينكرها إلا أعمى أو حاقد، لكنها جميعاً لاتزال رتوشاً على الهامش لتجميل الصورة وسد الثغرات ولاتعبر عن الأولويات العاجلة والواجبة، ولايمكنها أن تقوم بديلاً لما ارتجاه الشعب وحلمت به جماهير الثورة. إنها مبادرات فردية للرئيس تتغيا طويل الأمد لتعطى ثمارها، وهى متناثرة هنا وهناك، بينما مانريده عملاً مؤسسياً فاعلاً يغير من واقعنا ويرفع معاناتنا ويعطينا دليل صحة على التوجهات والسياسات والإنحيازات، الأمر الذى لايزال غائباً ولاتعطى مؤشراته العامة على قرب وجوده، غاية مانراه أن جبهتنا التى كانت صلبة فى 30 يونيو تتصدع وتتآكل كل يوم، حلمنا بالمشاركة فى الغنم كما فى الغرم فقدمت لنا حكوماتنا المتعاقبة قرارات وتوجهات فوقية وتركتنا ندفع وحدنا الثمن ليزداد الناس فقراً وتنتفخ كروش التجار والسماسرة والمضاربين من رأسماليتنا المتوحشة التى لاتكف عن الصياح تعطينا ليل نهار من خلال أبواقها وفضائياتها المشبوهة دروساً فى الوطنية وترمي بالخيانة كل من خرج برأى مختلف أو دافع عن أرض حسبها بالتاريخ والجغرافيا وحق الدم ملكاً لنا وجزء من وطنه، وتتمادى أجهزة الأمن فى ممارساتها القمعية لتكمم أفواه الناس دون موائمة سياسية، وتلقى فى السجن بأعز أبنائنا ساخرة من مواقفهم وتضحياتهم وتخاصم المستقبل فيهم وتعود إلى سابق عهدها بأسوأ مما كانت ونصبر ونحتسب ونتغاضى عن الكثير من أجل تثبيت قواعد الدولة والوقوف معها فى ترصد الخارج وتآمره ونزق الداخل وتجاوزه، وأخيراً تصادر الشرطة مجالنا العام وتخالف الدستور والقانون وتمنع التظاهر وتقتحم نقابة الصحفيين وتحرج الرئيس بفضائحها وتجاوزاتها كل يوم بحجة أنها تجاوزات فردية أصبحت بالتكرار يومأ بعد يوم سياسة قائمة وأسلوب عمل عاد بنا لألعن من أيام حبيب العادلى، ولامن حسيب ولا من رقيب، ولم يبقى لنا إلا رئيس الجمهورية نطالبة بإقالة وزير الداخلية وتقديمه وكبار رجاله لمحاكمة عاجلة. كنا نأمل أن يحاسبه مجلس النواب على معالجته البدائية الركيكة لموضوع ريجينى، واليوم نطالبهم بسحب الثقة منه وإراحتنا وإعفاء الرئيس من عدم كفاءة سياساته التى نخسر بسببها العالم ونعطى أعداء الداخل والخارج مبرراً جديداً كل يوم ليدسوا أنوفهم فى شأننا الداخلى ويحرجون الرئيس، على غرار ماتردد من أن سفراء دول الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا في القاهرة في الأسبوع الثاني من مايو لإصدار بيان بشأن تدهور حقوق الإنسان في مصر وعمليات الاعتقالات المتزايدة التي تشهدها البلاد منذ اندلاع التظاهرات المعارضة لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. ولقد سبق أن طالبنا الرئيس أن يغير قواعد اللعبة وأن يقوم بحركة إلتفاف ذكية نعيد بها مصداقية النظام لدى الناس ونخرس ألسنة المتقولين علينا بشأن حقوق الإنسان، وقناعتنا أنه قادر على ذلك ومستطيع، لكن كثيرين من المتنفذين لايعجبهم كلامنا ولا يوصلوه لعنايته، لكأنهم يعملون ضده، ولصالحهم وليس لصالح الوطن. وليعلم سيادته أنه بمثل هذه السياسات هو لايدفع وحده الثمن، ندفعه جميعاً من مستقبلنا ومصالحنا وأعصابنا المهدرة وصبرنا الذى نفد، ويدفعه الوطن من استقلال قراره الوطنى وتأخر التنمية، ناهيك عن صورة مصر فى الخارج. إن شعباً محبطاً لايمكن له أن يعمل وينتج وينهض باقتصاده المرهق ويؤمن حياة كريمة لأبناءه وذويه. إن مايحدث مدعاة للقلق على مصيرنا وأيضاً على رئيسنا الذى نراه سنداً للدولة واستقرارها فى عالم يموج بالمتغيرات والتحولات التى لايمكن أن نواكبها أو نواجهها بمثل هذه القيادات الفاشلة الضعيفة.
الدولة لابد أن تديرها السياسة لا الأمن والأجهزة مهما وصلت من قوة وتمكن، وأن يتصدر واجهاتها رجال أكفاء مؤهلين وليس أولئك الباهتين المدجنين الذين يختارهم بعض المتنفذين بعناية بالغة حتى يضمنوا سيطرتهم على مفاصل الدولة تحت زعم أن مصر عقمت من الكفاءات وأن نظام مبارك جرف الطبقة الوسطى، وهانحن نرى المحصلة غير المرضية ولا المشجعة. نحتاج إعادة هندسة الدولة على الأسس العلمية كما أوضحتها فى مقالنا السابق، هذا أو الكارثة والعودة إلى المربع صفر كما فى السنوات الخمس العجاف الماضية، ويقيناً هذا لايرضى الرئيس ولايريح ضميره الوطنى ولا هذا مايعمل له بكل جد وإخلاص.
سيادة الرئيس دعنى أؤكد اليوم ماسبق أن كتبته هنا "من خندق النظام أنتقد وأعارض" وأحسب أننى لست وحدى فكثيرين غيرى يرون أن من مسئولينا من يفتقد الكفاءة والخبرة، والبعض غير مؤهل لتبعات كبرى فى إدارة الدولة، والبعض صاحب غرض وهوى، وربما يعمل ضد سياساتك سواء عن وعى وإصرار وسوء نية أو حسنها، لكن المحصلة واحدة.
سيادة الرئيس لقد علمنى منهج العلم الذى أنا أحد أساتذته أن المقدمات تؤدى إلى نتائجها، وأنك لايمكن أن تقوم بتجربة ناجحة مادامت مقدماتها لاتؤدى للنجاح أو تبشر به أو تمتلك مقوماته وتنهض بتبعاته. فكيف نخرج بإقتصادنا الريعى التقليدى غير المنتج القائم على المنح والقروض إلى رحابات إقتصاد المعرفة المبنى على العلوم والتكنولوجيا ورأس المال الفكرى وإعادة الهندسة والجودة الشاملة وزيادة معدلات الأداء وفائض القيمة المهول بمثل هذه الوسائل والقيادات؟
سيادة الرئيس أكتب هذا وكلى ثقة أنك رجل تحترم الصراحة والنقد من خندق الوطن لا الطعن فى الظهر، طمأننى أيضاً ماصرح به رئيس تحرير الأخبار أ. ياسر رزق أن ماحدث يوم 25 أبريل لم يرضيك ولم توافق عليه، وأعد أن أكتب الأسبوع القادم إن يسر لى ذلك عن منهج العلم والسياسة فى إعادة هندسة الدولة ومؤسساتها لتحقق طموحك وتخرجنا من عنق الأزمة إلى طريق التقدم والحداثة، نحمى الدولة والنظام العربى المستهدف، ونستعيد تجربتنا الوطنية معك، لأن الشعب ليس وحده من يؤمن بك، فالعروبة أيضاً "محوشاك" لآمال كبيرة.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى عمق الأزمة: فارق كبير بين التسويق والتسوئ
- متى تحلق الصقور فى سمائنا ياسيادة الرئيس؟
- تيران وصنافير: توقيت خاطئ وممارسات مخجلة
- كلاب الحراسة الجدد
- بشأن قواعد اللعبة: كلام للرئيس
- العم سيد حجاب: إلّاك
- مصر بين مراهقة الداخل وترصد الخارج
- لاهوت القوة وصناعة الفوضى
- مصر وإفريقيا: الصورة والإطار
- مهام الرئيس وتوجهاته لايحددها الفاشيون
- الشباب والدولة: الفيل والعميان
- د. حسين مؤنس وإدارة عموم الزير
- مجلس النواب وبيان الحكومة
- مصر فى حرب وجود فانتبهوا: كلام للشعب ونوابه
- السعودية - إيران: فخ أمريكى
- هؤلاء الإعلاميون الجهلة: أولى بهم أن يكملوا تعليمهم
- شيزوفرينيا الحرب على داعش: لعل السيسى لا يستجيب لعبدالمنعم س ...
- كارثة إختيار الأقل كفاءة
- أزمة حقيقية أم تمثيلية محكمة؟ من يلعب بالنواب والحكومة؟
- مصر والسعودية والمشهد الدولى المرتبك


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - سيادة الرئيس: إعادة هندسة الدولة أو الكارثة