أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول قرار الجامعة العربية بتجريم حزب الله















المزيد.....

حول قرار الجامعة العربية بتجريم حزب الله


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قالوا الحياء نقطة، وأخيراً فقدت السعودية هذه "النقطة" كما سقطت ورقة التوت عن عورتها، فبانت عارية تماماً ولا يمكن تضليل الرأي العام العالمي بأنها زعيمة العالم الإسلامي، وأن ملكها خادم الحرمين الشريفين، لذللك فأنها سقطت في هاوية الانحطاط، عندما امتلكت مملكة الشر السعودية الجامعة العربية وراحت تملي عليها قرارات أقل ما يقال عنها أنها في خدمة الإرهاب وإسرائيل. إذ بات معروفاً لدى القاصي والداني أن منظمات الإرهاب "الإسلامية"، مثل القاعدة وطالبان، وداعش وجبهة النصرة وأحرار الشام و بكو حرام غيرها، هي من صنع السعودية وحليفاتها، وبعقيدتها الدينية الوهابية التكفيرية لتدمير كل دولة عربية تريد التخلص من تخلفها وتمزقها، مثل العراق وسوريا، ولبنان وليبيا واليمن ومصر وغيرها.

ففي عام 2011 عندما بدأ (الربيع العربي) نجحت السعودية في اختطفت انتفاضات هذه الشعوب العربية وحولتها إلى "خريف عربي" لصالحها عن طريق دعم التنظيمات الإسلامية الإرهابية. ومن هذه الإجراءات أحالت انتفاضة الشعب السوري السلمية في أول الأمر، إلى حرب إرهابية بقيادة القاعدة وجبهة النصرة وداعش، والتي جندت لها ألوف الأجانب، كما ونجحت السعودية في إخراج الحكومة السورية من الجامعة العربية. وهذه سابقة خطيرة جعلت من الجامعة العربية ألعوبة بيد السعودية وقطر تملي عليها ما تشاء. والدول التي عارضت هذا القرار الإجرامي هي العراق ولبنان والجزائر. والجدير بالذكر، أن الجامعة العربية رفضت استقبال أي معارض عراقي في عهد صدام حسين، بذريعة أن الجامعة تضم حكومات وليست المعارضات، أو منظمات المجتمع المدني، ولكن ما أن سقط حكم البعث في العراق حتى وغيرت الجامعة نهجها فراحت تستقبل المعارضين للعراق الجديد من ذوي الخلفيات البعثية وغيرهم.
كما ونجحت السعودية في الضغط على الجامعة العربية في إصدار قرار بإدانة الحكومة الإيرانية لحرق سفارتها في طهران من قبل متطرفين على أثر إعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر. علماً بأن الحكومة الإيرانية أدانت هذه العملية قبل غيرها، ولكن السعودية استغلتها ضد الحكومة إيران لأغراض سياسية.
وأخيراً وليس آخراً، القرار الكارثة، قرار الخزي والعار والشنار، عندما تبني وزراء الداخلية العرب قرار مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب الله اللبناني تنظيم إرهابي. وعلى الأغلب ستكون الخطوة القادمة للسعودية هي التحرك على مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، لتبني ذات القرار السيئ الصيت، وبذلك تكون السعودية قد بسطت نفوذها على العالم كله لتفعل ما تشاء. فالسعودية وشقيقاتها الدول الخليجية ومن وراءها من الدول الغربية، خلقت منظمات الإرهاب لإسقاط الحكومات التي لا تنسجم معها، ولما فشلت هذه المساعي تبنت السعودية سياسة التدخل المباشر لإسقاط هذه الحكومات بذريعة محاربة داعش، وهو كذب صريح. إن تصنيف حزب الله بالإرهاب من قبل السعودية هو شرف لحزب الله، وشهادة له ولزعيمه السيد حسن نصرالله أنه يناضل من أجل حرية شعبه وشعوب المنطقة المبتلية بالإرهاب السعودي - الإسرائيلي. فقبل حزب الله كان غاندي ونهرو و نيلسون مانديلا وياسر عرافات وتنظيماتهم أيضاً صّنِّفت ضمن الإرهاب، وقد أثبت التاريخ فيما بعد أنهم مناضلون من أجل حرية شعوبهم.
فالسعودية وشقيقاتها الخليجية لا تملك سوى المال الذي جاءهم بدون كدح وعلم وثقافة، بل بفضل الدول الغربية، وخاصة أمريكا وبريطانيا، لذلك أصابهم الطيش والغرور، فراحوا يستغلون فقر ومعاناة الدول العربية والإسلامية، ليشتروا حكوماتها، وتوجيه طاقاتها في حروب عبثية في اليمن وسوريا، وتشكيل منظمات الإرهاب لتعطيل التنمية البشرية، ومنعها من اللحاق بالركب الحضاري مع بقية دول العالم، وإبقاء دولهم (الخليجية) مستقرة ومتطورة مادياً. ولكن هذا ناتج عن جهل وغرور صبياني، إذ يؤكد التاريخ أن من يُشعل الحرائق في بلدان الآخرين فلا بد وأن تصله النيران. و كما ذكر الكاتب والصحفي البريطاني المعروف روبرت فيسك في صحيفة الانديبندنت اللندية، أن الحكومات العربية والإسلامية، و بسبب حاجتها للمال السعودي، تؤيد السعودية علناً وعلى مضض ، ولكنها تنتقدها في السر، إذ تعتبر سياساتها مضرة بالعالم الإسلامي.
ونتيجة لمنافستها الشرسة مع إيران (الشيعية) على مناطق النفوذ في المنطقة، وظفت السعودية (السنية الوهابية) الطائفية لتهييج وتجييش الجماهير الإسلامية السنية، وبذلك أمرت مشايخ الوهابية لإطلاق الخطب الدينية النارية البذيئة ضد إيران والشيعة، واستخدام أبشع الصفات ضدهم بنعتهم بالفرس المجوس والروافض وأبناء المتعة، وكفار، ومشركين، وعبدة القبور... إلى آخره من البذاءات، وكذلك اضطهاد مواطنيهم من الشيعة في دولهم مثل جريمة إعدام رجل الدين الشيعي الشيخ النمر، كذلك احتلال قوات السعودية للبحرين لسحق انتفاضة الشعب البحريني. والأبشع من كل ذلك أن السعودية تتهم إيران والشيعة بإثارة الفتن الطائفية، يعني كما يقول المثل:(رمتني بدائها وانسلتّ).

وقد تأكد دعم السعودية للإرهاب بشن حملة إعلامية ضد جميع الحكومات والمنظمات التي تحارب الإرهاب المدعوم منها ومن حليفاتها. ففي العراق يعتبرون الحشد الشعبي إرهابياً، بل أسوأ من داعش، علماً بأن الحشد هو تنظيم قانوني تأسس استجابة لنداء المرجعية الدينية بعد سقوط الموصل بيد داعش وبدون مقاومة الجيش العراقي لها، لذلك تأسس الحشد لحماية الشعب العراقي من الإرهاب الداعشي البعثي السعودي، ونال الحشد اعتراف البرلمان العراقي، وهو تحت قيادة الحكومة العراقية المنتخبة.
لذلك فمحاربة السعودية لحزب الله اللبناني وتصنيفه ضمن الإرهاب، هو لسبب طائفي، ولأن الحزب ساهم مساهمة كبرى مع القوى الأخرى، في إلحاق الهزيمة بداعش وجبهة النصرة وما يسمى بأحرار الشام. فهزيمة الإرهاب في سوريا والعراق أصابت السعودية وحليفاتها بخيبة أمل مريرة، بعد أن كلفهم هذا الإرهاب عشرات المليارات الدولارات، لذلك فالسعودية الآن أشبه بالوحش الجريح، راحت تتخبط خبط عشواء للتعويض عن خسائرها وفشلها، لذلك تحاول التدخل المباشر في العراق وسوريا وباسم محاربة داعش!! بمثل ما تدخلت في اليمن لمحاربة الإرهاب مما سهلت مهمة القاعدة في احتلال معظم مناطق البلاد.

وفيما يخص تجريم حزب الله، فقد جاء في بيان صادر عن الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الدكتور زياد حافظ، "إن قرار دول مجلس التعاون الخليجي وقرار وزراء الداخلية العرب بتصنيف حزب لله منظمة إرهابية قرار خطير للغاية وغير مسؤول وذلك للأسباب التاليه : عدوان على كل لبنان ، دولةً وشعباً. فحزب الله ركن أساسي في الحكومة اللبنانية وفي مجلس النواب. وحلفاء وأنصار حزب الله في لبنان يشكلون أكثرية شعبية يصعب تجاهلها... فتصنيف المقاومة إرهاباً هو خطيئة معنوية وأخلاقية لا يمكن تبريرها".(1)

والجدير بالذكر أن حزب الله هو الذي حرر لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم عام 2000، وهذا دليل على أن السعودية ومعها الدول العربية التي أيدتها في قرارها المشؤوم، هي ضد المقاومة الفلسطينية وكل الجهات التي تحارب الإرهاب وتدافع عن حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة. فالسعودية في حلف غير معلن مع إسرائيل، لذلك فتصنيفها حزب الله ضمن الإرهاب هو خدمة لإسرائيل أيضاً. ولا نستبعد أن يتحول هذا الحلف السري إلى العلن قريباً فهناك تحولات سريعة في المنطقة.

أما سبب غضب السعودية على لبنان، فالمعروف أنها (السعودية)، صرفت عشرات المليارات على إعمار لبنان، ولكن مع ذلك رفضت الحكومة اللبنانية تأييد السعودية و قرار الجامعة، سواءً في إدانتها لإيران (حول حرق السفارة السعودية في طهران)، أو في قرار تجريم حزب الله، لذلك قررت السعودية معاقبة لبنان بإيقاف دفع أربع مليارات دولار التي وعدت به سابقاً لشراء أسلحة من فرنسا للجيش اللبناني، كما و اصدرت السعودية قراراً لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان، ودعوة السعوديين المتواجدين في لبنان بالمغادرة. إذ كما ذكر روبرت فيسك في مقاله المشار إليه أعلاه، يستخدم السعوديون لبنان لأغراض جنسية!! وسبب آخر لمعاقبة لبنان أن الحكومة اللبنانية اعتقلت أمير سعودي قبل أسابيع بجريمة تجارة المخدرات، ورغم مطالبة السعودية بإطلاق سراحه، فمازال الأمير معتقلاً.

خلاص القول، أن السعودية وحليفاتها هي التي أسست منظمات الإرهاب و دعمتها بالمال والإعلام ، والعقيدة الوهابية التكفيرية، وإثارة الفتن الطائفية للمساهمة في عدم استقرار دول المنطقة، ولإسقاط حكومات لا تنسجم مع سياسة السعودية وإسرائيل. ولما فشلت بفضل المقاومة الصامدة، تبنت سياسة جديدة بتصنيف كل الجهات التي تحارب الإرهاب وتدافع عن حق الشعب الفلسطيني أنها إرهابية. ونجحت السعودية بشراء الحكومات الفقيرة، والبذخ على الإرهاب بما لديها من البترودولار، ولكن هذا المال وبسبب إنهيار أسعار النفط فلابد للسعودية أن تنهار أيضاً. فالنصر في نهاية المطاف للشعوب وليست للحكومات القبلية المتخلفة الجائرة التي لا بد وأن تنتهي إلى مزبلة التاريخ.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــ
روابط ذات صلة
1- الأمين العام للمؤتمر القومي العربي: القرار ضد حزب الله هو عدوان على كل لبنان
http://www.almanar.com.lb/wap/edetails.php?eid=1442285

2-
Robert Fisk : Saudi Arabia turns on Lebanon for its unfaithfulness and lack of gratitude after decades of largesse
http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/saudi-arabia-turns-on-lebanon-for-its-unfaithfulness-and-lack-of-gratitude-after-decades-of-largesse-a6907961.html

3- عبد الباري عطوان : إنضمام إسرائيل الى الجامعة العربية بات وشيكاً جداً
http://www.non14.net/69587/

4- عبدالخالق حسين: السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=440



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحل في حكومة التكنوقراط؟
- بضاعة أردوغان تُرد إليه
- رشيد الخيون باع نفسه للسفاح السعودي
- اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس!
- عبثية الترحم على عهد صدام!
- العراق والمؤتمرات الدولية
- تجيير العلم للتضليل والتسقيط السياسي
- رفع العقوبات عن إيران انتصار للحكمة والاعتدال
- هل اقتربت نهاية آل سعود؟
- لماذا ارتكبت السعودية جريمة إعدام الشيخ النمر؟
- تحية للجيش الذي أسقط (أسطورة) داعش
- إما فيدرالية حقيقية، أو ثلاث دول مستقلة
- الصندوق الأسود يسوِّد وجه أردوغان
- في مواجهة العدوان التركي على العراق
- نكتة الموسم: تحالف سعودي لمحاربة الإرهاب
- العراق والتدمير الذاتي
- مخطط لسرقة النصر من العراقيين
- أردوغان يلعب بالنار
- هل حزب البعث فاشي؟
- الغرب يدفع ثمن تغاضيه عن جرائم السعودية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول قرار الجامعة العربية بتجريم حزب الله