أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - و مما قيل في الذباب














المزيد.....

و مما قيل في الذباب


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 18:22
المحور: كتابات ساخرة
    


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه و سلم قال : "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه , فإن في أحد جناحيه شفاء و في الآخر داء" رواه البخاري , و لا يعرف إذا كان أكل الذباب أو إضافته إلى الطعام سنة واجبة أم لا , و نقل عن النبي محمد أيضا "عمر الذباب أربعين يوما , و كل الذباب في النار إلا النحلة" , و قد اختلف العلماء في تفسير معنى "الذباب في النار" , فهناك من قال أن كونه في النار ليس بعذاب له بل ليعذب به أهل النار , أما النحل فهي أقل الطيور ضررا للناس و من "أنظفها" و هو لا يقتات كالذباب على الأوساخ و يطيع أميره بينما الذباب يقتات على الأوساخ و لا أمير له , و النحل يعسل و يتخذ من رؤوس الجبال بيتا له , اما الذباب فلا يعسل و لا يسكن بيتا , و الذبابة من ذوات الجناحين , وهذه إحدى رتب الحشرات , و هي تضم قرابة 240 ألف نوع من البعوض و الذباب و الناموس و غيرها , و من عجائب قدرته عز و جل أنه يمكن للذبابة الواحدة أن تخلف مليون و نصف ذبابة في أربعة أجيال فقط , و روى الجاحظ في كتابه الحيوان عن أي يوسف المسرور أنه أقسم ذات يوم "والله الذي لا إله إلا هو إن الخراء لحلو .. يمينا باتة يسألني عنها يوم القيامة" , فسأله الجاحظ كيف عرف ذلك و هو لم يأكل الخراء أو يذقه , فرد أبو يوسف "رأيت الذبان يسقط على النبيذ الحلو و لا يسقط على الحارز و يقع على العسل و لا يقع على الخل و أراه على الخراء أكثر منه على التمر أفتريدون حجة أبين من هذه ؟" , و الله عز و جل تحدى البشر في قرآنه أن يخلقوا ذبابة , و هي أتفه خلقه سبحانه و تعالى , خالق الذباب و البشر و الأفاعي , تعالى علوا كبيرا يليق به عما يزعمون , و في هذا يقول اللعين مارك توين , كم مرة أثارت إعجابنا قدرة الله و أفعاله و مخلوقاته العجيبة , كالذباب مثلا , إن فكرة الذباب تنم عن ذكاء محض , لم يكن أي إنسان , مهما بلغ من ذكاء أو دناءة أو علو أو انحطاط , أن يخترع الذباب , و لم يكن أحدا من البشر ليحمل مثل هذا الإثم على كتفيه حتى الأبد , أو للحظة , لكن هناك من أكد و يؤكد لنا أن الذباب وجد لتلبية حاجة ضرورية , لكن عندما نحاول تحديد هذه الحاجة أو لماذا وجدت الحاجة أصلا للأمراض و الأوساخ يبدأ السباب و يتهم السائل "بالغباء" و "الكفر" لأنه لم يفهم الحكمة وراء خلق هذا المخلوق "العجيب" , الذي خلق لحكمة لا يعلمها إلا سبحانه و تعالى , أما بالنسبة للملعون توين يكشف الذباب عن قصور و عجز هائلين في عقول من يعتبر الذباب معجزة إلهية , فعلى مر العصور لم يوجد أي صديق أو محب أو عاشق للذباب , لم يوجد شخص أو كائن كان سيعترض على محاولات القضاء النهائي عليه , أو اي كائن مستعد لإنقاذه , لكن مع ذلك وجدت و توجد و ستوجد المليارات ممن امتدحوا بإسراف و توتر اليد التي "خلقته" ( زعموا أنها خلقته ) : امتدحوا ذكاءها و قدراتها غير المحدودة , دون أي أدنى تردد , يتساءل توين , هل كانو سيقولون نفس الشيء لو أن إنسانا ما اخترع أو أوجد ذلك المخلوق , أو ارتكب شيئا ما مثل هذا , حتى لو كان أقل فداحة و خطرا , ها نحن نعتبر أن كائنا ما , راق , سام , ذكي , قادر , أكثر الكائنات ذكاءا و قدرة و شعورا بالحب و العدالة , اخترع هذا الشيء بتصميم و وعي كاملين , ليس كغلطة , بل نتيجة تفكير و تمحيص دقيقين , بكل دم بارد , لنتخيل الآن هذا الخالق , كائن اخترع شيئا يعذب و يطارد و يسبب آلاما لا حد لها لآلاف مؤلفة من الكائنات التي لم تؤذه يوما , خاصة الأطفال و المرضى , كائنات لم تفكر حتى بإيذائه ربما لأنها لم تعرفه , و التي لا تستطيع أن تفعل ذلك حتى إذا أرادت , و هذا يفترض من كل من يعتقد أن اختراع هذه الذبابة كان عملا ذكيا و جيدا أن يعتقد أنه من العدل إنزال كل هذا العذاب و الألم بكل هذه المليارات من الكائنات البريئة بشكل اعتباطي و دون الحاجة لأي مبرر , دون أي ذنب , الأجمل كما يرى توين هو أن نسمع من يتحدث عن الذبابة كأحد أذكى اختراعات إلهه يسهب في الحديث عن طيبته و عدله اللامحدودين , و في نفس الوقت عن جحودنا و نكدنا و ميلنا الدائم للخطيئة و للشر , لكن المرعب حقا هو ما قد يحدث إذا بدأنا نتصرف مثل هذا الإله , بلا مبالاته و وحشيته و عنجهيته , التي ينسبها إليه تحديدا أشد المؤمنين به و الذين يؤكدون وجوده , إذا أخذنا نتجاهل صراخ من يصرخ طالبا المساعدة , من يصرخ من الجوع أو الألم , إذا حكمنا على آلاف و ملايين البشر الأبرياء بكل أنواع الأهوال و الفظائع دون أي سبب , و أن نطالبهم بعد ذلك بأن يمتدحونا على كل ذلك , عندما يخرق واضع القانون قانونه و يلقي واضع الأخلاق بالأخلاق التي اخترعها تحت قدميه و عندما يرتكب القاضي جرائم أشد و أفظع من تلك التي يحكم على مرتبكيها بأشنع العقوبات , هكذا يصل توين إلى طريق مسدود , كحالنا اليوم , و حال آبائنا و أجدادنا من قبل , و أحفادنا من بعدنا على الأغلب : من السهل جدا في هذا العالم ان تردد أي شيء كالببغاوات دون ان تحاول حتى أن تفهم ما تقول , أن نبكي و نحن نردد كلاما يميت من الضحك , دون ان يجرؤ احد حتى على الابتسام ... أخيرا , قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن بعض الناس لا تراه إلا منتقدا ينسى حسنات الطوائف و الأجناس و يذكر مثالبهم مثل الذباب الذي يترك موضع البرء و السلامة و يقع على الجرح و الأذى و هذا من رداءة النفوس و فساد المزاج - اللهم اجعلنا من هؤلاء و احشرنا معهم في جحيمك الموعودة بعد جحيمك الأصغر التي يسميها شيوخك و قساوستك بالأرض الدنيا , قادر يا كريم



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية
- حفلة سمر من أجل مضايا
- عن إيلان الكردي أو المسلم أو السوري
- اعترافات غير ثورية
- رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض
- -هم- و -نحن- , -تاريخهم- و -تاريخنا-
- فلسطين , سجننا المزدوج
- و الثورة السورية
- في ظاهرة المستبد أو الطاغية
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : داعش و العالم
- دفاعا عن العدمية
- في البحث عن حسني مبارك فلسطيني أو كردي
- مجرمون أم ضحايا ؟
- الدكتور فيصل القاسم
- لماذا يحب السياسيون و المثقفون العرب الحروب الباردة ؟
- تحويل السوريين إلى شعب من الشبيحة
- هذا البحر لي
- حكاية أجدادي الطيبين


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - و مما قيل في الذباب