أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - حوار مع صديقي المؤمن (1)















المزيد.....

حوار مع صديقي المؤمن (1)


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 06:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حوار مع صديقي المؤمن (1)
.
في هذا المقال و سلسلة مقالات تالية سأناقش فساد إستدلالات مصطفي محمود و مغالطاته المنطقية التي ضمنها كتابه ( حوار مع صديقي الملحد ) أو مع نفسه التي إحتال عليها في هذا الكتاب و كان قاسيا معها حد السخرية منها كي يرتاح الضمير الذي عذبه التمرد علي دين الأجداد و جلدته العاطفة الدينية التي إنتصرت في النهاية علي العقل .
هذا العقل الذي تصور أن الوضع الإجتماعي الذي تزلزل أو كاد و النبذ المجتمعي الذي يلوح في الأفق لابد و أن يكونا عقابا إلاهيا و جزاءً وفاقاً علي إجترائه علي إله الإسلام الذي لم ينجح في إثبات ألوهيته حصرا من بين كل الألهه ، فإثبات وجود خالق أو قوة ذكية مهيمنة لا يعني بالضرورة إثبات ألوهية رب الرمال .
.
يقول مصطفي محمود :
صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها.. وصديقي بهذه
المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه.. وعاش مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء .
.
يبدأ مصطفي محمود بتعريفنا بصديقه الذي يحب الجدل و يهوي الكلام و يبدو أنه يري أن حب الجدل و الكلام صفة مذمومة و سفسطة فارغة تدل علي طيش و نزق يترفع عنهما المسلمون الواثقون التُقاة ثم يعود في نهاية رده علي صديقه الملحد و يستشهد بأقوال الفلاسفة متناسيا أن الفلسفة قائمة في الأساس علي الجدل و الكلام و لولاهما ما كانت فلسفة و لا كانت أقوال عمانويل و لا أرسطو اللذان يستشهد بأقوالهما لاحقا لإثبات وجود خالق .
و لا عجب في كراهية الأديان للجدل و الكلام أليس الله يقول ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوئكم ؟ ) فأغلق الباب علي العقول !
و بالطبع و لكي تكتمل و تترسخ صورة الشاب النزق المستهتر في أذهان القراء كان لابد و أن يكون صديقه الملحد من عشاق الهيبز الكفرة و قد درس في فرنسا و اختلط بالكفار و الملحدين مما يُفسر إلحاده الذي يتبناه تقليدا للغرب و ليس عن قناعة شخصية وصل إليها بعد بحث و قراءة و تفكير و ليالِ طوال أمضاها في دراسة دينه حتي قاده دينه نفسه و بمنتهي السلاسة إلي الإحاد .
.
ثم يقول :
قال لي ساخراً
أنتم تقولون: أن الله موجود.. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق خالقاً.. ولكل وجود موجدا.. النسيج يدل على النسّاج.. والرسم يدل على الرسّام.. والنقش يدل على النقّاش.. والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه
صدّقنا وآمنّا بهذا الخالق.. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل.. ومن خلق الخالق.. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه.. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا.. وتبعاً لنفس قانون السببية.. ما
رأيكم في هذا المطب دام فضلكم؟
ونحن نقول له
سؤالك فاسد.. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا في نفس الجملة وهذا تناقض
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته.. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان.. ولا بقوانين الزمان والمكان
والله هو الذي خلق قانون السببية.. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك.. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك
فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه.. قالت: مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه.. إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد.. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد، وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوّاً كبيراً .
.
و أقول له أنا : إذا فرضنا جدلا أن للكون خالقاً ، فما الذي يمنع أن يكون لخالق الكون خالقاً ؟
و هل منع خلق الرسام لرسمه أن يكون للرسام نفسه خالق ؟
هل منع خلق النحات لتمثاله أن يكون للنحات خالقاً ؟
و هل يمنع خلق إلهك للكون أن يكون لإلهك نفسه خالقا ؟
لقد إستدللت أنت نفسك علي فساد عقل صديقك الملحد بالعروسة التي تتحرك بالزمبلك و التي تتصور خطأً أن خالقها أو صانعها يتحرك هو أيضا بذات الكيفية و لكنك أنت من تفكر بعقل العروسة الزمبلك هنا فعوضا عن الحركة بالزمبلك أنت تخلق / تصنع أشياء و عليه يُصَور لك عقلك أنك أنت نفسك مخلوق ، فإن قلنا لك بل أنت لست مخلوقاً ...قلت : مستحيل أن أكون موجودا من تلقاء نفسي إني أري كل شيئ في عالمي له موجِد أو صانع , فالسيارة لها صانع و البيت له بناء و اللوحة لها رسام و النقش له نقاش فلابد أن يكون خالقا ما قد أوجدني .
فإن كانت عروسة الزمبلك لا تري أبعد من الزمبلك خاصتها و الذي يُحركها فأنت أيضا لا تري أبعد من يديك اللتين تصنعان / تخلقان أشياءً ، ثم كان أن رأيت نفسك شيئا مثل الأشياء في عالمك فتسائلت عمن يكون صانعك / خالقك .
.
و من الكوميديا الإلهية في حُجة مصطفي محمود قوله : فتجعل منه خالقاً ومخلوقا في نفس الجملة وهذا تناقض.
متناسيا تماما أنه هو نفسه يعتبر نفسه خالقاً و مخلوقاً في نفس الوقت ، فقد خلقه / صنعه ربه و خلق هو / صنع عروسة بالزمبلك !
فإذا كان الحال كذلك - و لا أستشهد سوي بأمثلة ساقها هو - فما الذي يمنع أن يكون الله خالقا و مخلوقا في نفس الوقت طالما أن المبدأ يسمح ؟
بدليل مصطفي محمود نفسه خالق العروسة الزمبلك رغم أنه هو نفسه مخلوق بواسطة خالقه !
الحقيقة أن المغالطة التي يقع فيها الخلقيون تنبع من البداية من طرح السؤال الخطأ ( من الذي أوجدنا ؟ ) و ليس ( كيف وُجِدنا ) و لذا فهم يدورون في حلقة مغلقة و يضربون الأمثال التي تصلح لأن تكون حجة عليهم لا لهم .
يقول مصطفي محمود علي لسان صديقه :
قال صديقي في شماتة وقد تصوّر أنه أمسكني من عنقي وأنه لا
مهرب لي هذه المرة:
أنتم تقولون إن الله يُجري كل شيء في مملكته بقضاء وقدر، وإن
الله قدَّر علينا أفعالنا ، فإذا كان هذا هو حالي ، وأن أفعالي كلها
مقدّرة عنده فلماذا يحاسبني عليها ؟
لا تقل لي كعادتك .. أنا مخيـَّر .. فليس هناك فرية أكبر من هذه
الفرية ودعني أسألك:
هل خُـيّرتُ في ميلادي وجنسي وطولي وعرضي ولوني ووطني
؟
هل باختياري تشرق الشمس ويغرب القمر ؟
هل باختياري ينزل عليَّ القضاء ويفاجئني الموت وأقع في
المأساة فلا أجد مخرجاً إلا الجريمة..
لماذا يُكرهني الله على فعل ثم يؤاخذني عليه ؟
وإذا قلت إنك حر ، وإن لك مشيئة إلى جوار مشيئة االله ألا تشرك
بهذا الكلام وتقع في القول بتعدد المشيئات ؟
ثم ما قولك في حكم البيئة والظروف ، وفي الحتميات التي يقول
بها الماديون التاريخيون ؟
أطلق صاحبي هذه الرصاصات ثم راح يتنفس الصعداء في راحة
وقد تصوَّر أني توفيت وانتهيت ، ولم يبق أمامه إلا استحضار
الكفن..
قلت له في هدوء:
أنت واقع في عدة مغالطات .. فأفعالك معلومة عند االله في كتابه
، ولكنها ليست مقدورة عليك بالإكراه .. إنها مقدَّرة في علمه فقط
.. آما تقدِّر أنت بعلمك أن ابنك سوف يزني .. ثم يحدث أن يزني
بالفعل .. فهل أكرهته .. أو آن هذا تقديراً في العلم وقد أصاب
علمك..
.
و ردا علي مصطفي محمود أقول :
لقد إلتففت علي القدر أو بمعني أدق المشيئة و الأرادة الإلهية التي يعنيها الملحد بأن وضعت أمثلة خاطئة و تعجيزية للإرادة و الإختيار علي لسان صديقك .
فالملحد ليس أحمقا لكي ينتقد قوانين الكون و سننه و لكنه يتعجب لربك الذي قبض قبضتين من الطين بعشوائية طفولية و قال هذه في الجنة و هذه في النار و لا أبالي .
فمصائرنا و ما هو مدون بصحفنا مقدر علينا بحسب ربك حتي من قبل ميلادنا .
.
يقول ربك في قرأنه : و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله ، فمشيئة ربك سابقة علي مشيئة الإنسان بحسب كتابه و يقول أيضا : و لو شاء ربك لأمن من في الأرض جميعا .
إذن فمشيئة ربك و بنص قرأنه غالبة علي مشيئة الإنسان !
إنها مشيئة المنبع أو المصب الذي سبق فحكم بالكفر أو بالإيمان ،أما تفاصيل الوصول إلي جهنم أو الجنة فليس لها كبير أثر .
و قد إستدل مصطفي محمود بمثال متهافت عن الأب الذي ( يُقدِر) أن إبنه سوف يزني ثم يحدث و يزني إبنه بالفعل رغم أن الأب لم يُكرهه فلما اللوم علي الأب هنا رغم أنه لم يتدخل في زني إبنه و أن هذا تقديرا في العلم فقط ( قد ) أصاب .
.
و أقول أنا له :
بئس التدليس و المثال ، فالأب الذي يخمن أن إبنه سيزني قد يصح تخمينه و قد يخيب ، فهل ينطبق المثال علي ربك الذي يعلم السر و أخفي ؟
لا أظنك تعني ما قلت فأردت لربك أن يكون من متبعي الظن !
ثم إن الأب الذي توقع زني إبنه مُلام لتقصيره في تربية إبنه و لو كان يعلم قبل أن ينجبه أن إبنه سيرتكب جريمة قد تدفعه لإحراقه بالنار لكان من السفه و الغباء أن ينجبه فقط ليرتكب الإبن الجريمة فيحرقه هو !



#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمات النفسية للملحدين 1/2
- التكنولوجيا علي وشك الإنتهاء من نعش الله
- في عيد الحب ... رسالة حب لعزيزي المسلم .
- الله الذي سكت دهرا ثم نطق سخفا
- الله الرجل (2 )
- الله المحدود
- الله الرجل (ّ1)
- الله السميع ذو الأذنين !
- الله ذو الحاجة
- نوال السعداوي يا هويتي
- أحتاج إليك يا ......
- أحتاج إليك
- الله البدائي !
- فاطمة ناعوت و ازدراء العلمانية ( بالشفا )
- المرأة المسلمة هي الأقذر بلا فخر
- بين قذارة العقل و طهارة الفرج المزعومة
- دعوة علي مائدة الجسد ... ماذا يضيرك يا الله !!!
- بالتوك الله و مجاهديه
- لحكمة لا يعلمها حتي الله
- في دولة المسلم و المسيحي تعالي يا وكسة هنا في ريحي


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - حوار مع صديقي المؤمن (1)