أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - لحكمة لا يعلمها حتي الله














المزيد.....

لحكمة لا يعلمها حتي الله


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 01:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن البشر نلتزم في علومنا و معارفنا و حتي في تقاليدنا المنحدرة من الموروث الشعبي المنهجية في التعليل و المنطقية في التفسير أكثر من الله , بل لا أبالغ إن أنا قلت أن الله بأوامره و تفاصيل أديانه أبعد ما يكون عن مخاطبة العقل الذي يُخضِع الممارسات الحياتية المختلفة لأسباب عقلية تتفاوت في وجاهتها من شخص لأخر و من ثم يكون الإقتناع من عدمه و العمل بها أو تركها ..
و كمثال للمنهجية البشرية و عشوائية الله , نجد أن الطبيب يصف لمريض يُخشي اصابته بالجلطات دواء الهيبارين و قدد حدد الجرعة ب 4800 وحدة يوميا .
لماذا اختار الطبيب هذا الرقم ؟ هل لأنه يعجبه مثلا ؟
بالطبع لا بل لأن وزن المريض 60 كجم و الجرعة المناسبة لذاك الشخص تبعا لحالته هي 80 وحدة لكل كجم و بالتالي فنحن نعي السبب و نجد في الجرعة المذكورة معني يخاطب العقل .
.
و علي النقيض تماما نجد أن الله قد إختار أن يكون عدد الصلوات يوميا خمسة ,فهل من تفسير يخاطب العقل و يُلزمه بالفعل عن فهم و بالتالي إقتناع و حرص عليه ؟ و الإجابة أنه لا يوجد شيئ من هذا القبيل
بل إن إختلاف عدد الركعات من صلاة لأخري ليس له ما يبرره أيضا و بالتالي و تبعا لمنهجية التفسير و عقلانية التبرير فإن الله قد اختار عدد الصلوات اليومية و عدد ركعاتها بعشوائية مربكة
.
إختار الله أيضا الرقم أربعة ليكون الحد الأقصي لعدد زوجات المسلم , فهل من مبرر يحترم العقل ؟
لماذا لسن ثلاثة أو خمسة ؟
لماذا لسن أربعة بحجة عقلية نقبلها فلا نشكك بالتالي في بشرية و عشوائية إختيار الرقم ؟
لماذا اختار ان تكون عدد الجمرات سبعة و الطواف سبعة ؟
ما الضرر من عدم كونهم ثمانية ؟
.
بل إن بعض القرارات الإلهية ليست عشوائية فقط و إنما ضارة أيضا كالختان الذي يزيد من فرص إقتحام البكتريا و الفيروسات للجسم حيث تشكل القلفة حاجزا طبيعيا يعمل ضد غزو الميكروبات و لا يوجد أي سببا يدعونا للإعتقاد في أن الله قد بالغ في تقدير الجلد المحيط بالعضو الذكري للرجل و لذا أمره بتصحيح هذا الخطأ أو العيب الخلقي بالختان !
.
و الحقيقة أن المطلع علي دراسات نشأة الأديان يعلم أن الختان هو اللشكل المتطور و النهائي للقربان البشري حيث كان القدماء يذبحون أحد أبنائهم الذكور طلبا لرضا الإله أو الألهه ثم حدث أن أصبحت تلك الممارسات غير مستساغة و لا مقبولة نتيجة تطور المجتمعات الإنسانية فكان قطع جزء من الجلد الذي لا يسبب تشوه و لا إعاقة حلا لتفادي ذبح الأطفال .
.
و كما نري فإن العقل - بعد إخضاعه للمنطق و بعيدا عن القدسية الدينية المعطله له - يقبل بتفسير عادة الختان علي خلفية دراسة نشأة الأديان بينما يجد في الأمر الإلهي بالإختتان - دون أي سند أو مبرر عقلي ضربا من الفانتازيا الإلهية و ما أكثرها .
.
أما عن موقفنا من فنتازيا الله و لأننا نميل لإخضاع ممارساتنا و موروثاتنا للتحليل العقلي و الإستنتاج الذي يحترم قواعد التفسير العلمي في التحليل و الإستنتاج و الفهم فقد كانت أو امر الإله العشوائية التي تخالف أبسط قواعد الإستقراء و الإدراك و التي نصيغها في شكل حكمة تقول ( إذا عُرِف السبب بطُل العجب ) بمثابة منغصات تقلل من شأن العقل و تتحداه بقدسيتها الدينية في مقابل تطوره نضجه عبر ملايين السنين و هو ما إضطر كهنة الله لاختراع رادع مقدس قادر علي بتر التفكير من جذوره إن هو اقترب من مناطق الله العشوائية و من ذلك قولهم ( لحكمة لا يعلمها إلا الله ) و مثلها ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) أو ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) و من هنا كان العداء الأبدي بين سدنة الأديان و العلماء و بين الدين و العلم و كانت محاولة التوفيق بينهما من خلال مسوخ الإعجاز العلمي في القرأن !





#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في دولة المسلم و المسيحي تعالي يا وكسة هنا في ريحي
- تشريعات إلهية أم إمتيازات محمدية
- في بيتنا علماني
- شريعة الصحراء .... هذا الميراث الثقيل ! 1/3
- ديوك الله 1/4
- ديوك الله 1/2
- شفرة الله التي لم يفطر الناس عليها .
- الإسلام لا يصلح للإستخدام الأدمي


المزيد.....




- شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا
- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - لحكمة لا يعلمها حتي الله