أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - ديوك الله 1/4














المزيد.....

ديوك الله 1/4


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 10 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحتاج الله دائما لمساعدين يتممون أحكامه الناقصة و يعدلونها و يجتهدون لتفسير طلاسمه و هم في ذلك يختلفون كل منهم حسب رؤيته الشخصية و تكوينه النفسي و مقدار ثقافته و سعة افقه و مصلحته الفردية .
فالله لم يُرسي حكما واحدا كاملا و لم يُشرع قانونا محترما بلغة القانون , فلم يُعرف الجريمة و لا ظروفها و تجاهل تماما استثاءات تطبيق الحد او العقاب .
و تتفوق عليه بلا شك جميع القوانين الوضعية لأي دولة محترمة في كونها واضحة صريحة لا تحتمل التأويل فليس من الوارد أن يفهما قاضي علي خلاف ما يفهما به أخر .
.
و النص القرأني نصا جامدا في ذاته و من هنا تنبع عدم جودته بل و قصوره إذا تم الاستغناء عن التفاسير التي حاولت ان تجعل منه نصا قابل إلي حد ما للتطبيق العملي و لكن و كما ذكرت أن الاختلاف في الرؤية و في التفسير يخلق هوة بين كيفية تطبيق النص يتراوح طرفيها بين اقصي اليسار المتطرف ( و انظر اراء و احكام ابن حنبل الفقهية ) و اقصي اليمين ( ابي حنيفة ) علي سيبل المثال
ففي جريمة السرقة يقول القرأن : والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم .
و كما نري فلم يُعرف القرأن جريمة السرقة و لا شروطها و لا حالات الاستثناء من العقاب كما فعل القانون الفرنسي الوضعي و الذي لا يحتاج لمفسرين يفسرونه فيجتهدون و يختلفون , فيقول معرفا السرقة : كل من اختلس شيئا غير مملوك له فهو سارق".
فالقانون الفرنسي قد وضع تعريفا لفعل السرقة بحيازة السارق لما هو ليس ملكا له بلا استثناء و ايا كانت صلة السارق بمن سرقه و لا اظن ان قاضيا إسلاميا سيقطع يد اب سرق ابنه في وجود حديث مثل ( أنت و مالك لابيك ) و هو حديث صحيح يقول فيه الشوكاني : أن الرجل مشارك لولده في ماله، فيجوز له الأكل منه، سواء أذن الولد أو لم يأذن. ويجوز له أيضا أن يتصرف به كما يتصرف بماله ما دام محتاجاً ولم يكن ذلك على وجه السرف والسفه،
اذن فالمسألة عائمة هنا و كل قاضي سيحكم فيها بفهمه الخاص و درجة اطلاعه علي الأحاديث و عمله بها و هو ليس مُلزما بنص بعينه بل تتحكم فيه العاطفة التي تجعله يطوع النص ليتناسب مع هواه أو رؤيته , اما القانون الفرنسي السابق ذكره فسوف يُعاقب الأب السارق بجريمة السرقة لأنه لا يري في الإبن المسروق و فيما يملك ملكية خاصة للاب .
و لست بصدد مناقشة الروابط الاسرية هنا فالأب الذي يسرق إبنه لا يستحق أن يحمل ذلك اللقب و قد يحدث أن يسرق الأب أحد ابناءه لينفق علي نزواته او كي يُعطي إبنا اخر و المتضرر هنا هو الابن المسروق وحده و الذي لن تنصفه الاأة ( و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما ) لأن جريمة السرقة لم تتم من الاساس .
.
أما عن شروط تنفيذ حد السرقة في الإسلام فلم يذكر القرأن أي شروط تقيد هذا التنفيذ مما يكرس لقطع يد السارق علي وجه العموم و بلا أي ضوابط , بل قال نبي الإسلام في ذلك ( تقطع اليد في ربع دينار فصاعداً) .
.
و كقاعدة قانونية فإن العقاب لابد و ان يتناسب مع الجرم و يالها من مهزلة أن يجتمع رجلان في ساحة قطع الأيدي و قد سرق أحدهما عشرة الاف دينار بينما سرق الاخر ربع دينار !!!
و قد يكون السارق مريضا بداء السرقة و في هذا يقول القانون الفرنسي مستثنيا حالات بعينها من العقاب :
أن السرقة لا يعاقب عليها إذا وجد عذر مُحل فلا عقاب إذا كان السارق مريضا نفسيا بشهادة طبيبه العالج .
و كما هو واضح فإن القرأن لم يستثني أي حالة سرقة من العقاب و ترك البت في المسألة مرة اخري للمفسرين و ارائهم و عواطفهم و اهوائهم الشخصية مما يُكرس لوقوع ظلم , فقد يأخذ قاضي في الشام بالأية ( ليس علي المريض حرج ) و يترك عقاب السارق معتمدا في ذلك علي كونه لم يكن مدركا لجريمته وقت ارتكابها في حين قد يعمل قاضي أخر في اليمن بالرواية التي تقول : أن امرأة مخزومية شريفة سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فأراد أسامة بن زيد أن يشفع فيها فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال : أتشفع في حد من حدود الله ، إنما أهلك الذين من قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الغني تركوه وإذا سرق فيهم الوضيع أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) البخاري (أحاديث الأنبياء/3216)
و من الواضح أن الشريفة لن تسرق لحاجة و إنما لكونها مريضة بداء السرقة و مما يُعزز أن الاسلام لم يلقي بالا لاستثناء المريض بداء السرقة من العقاب أن المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت لم يكون يعرف ما يُسمي بمرض داء السرقة بل إن المريض النفسي عندهم هو المجنون الفاقد لعقله بالكلية و الغير مدرك لما حوله و إلا لكنا رأينا تشخيصا لنبي الإسلام نفسه يقول بمعاناته الهلاوس السمعية و البصرية .
.
سقول قائل : بل كان هناك إستثناءات و عمر كان قد ألغي تطبيق حد السرقة في عام إشتدت فيه الفاقه علي الناس , و هنا أسأل : هل كان إلغاء عمر لتطبيق حد السرقة في ذالك العام بنص قرأني أم محض إجتهاد منه ؟
ماذا لو انه لم يفعل ؟
اليس ما قام به عمر لخير دليل علي أن الله في حاجة لمعاونين له ؟
أليس في هذا دليلا علي أن النص القرأني ليس كاملا في ذاته و أن به خللا يستوجب التدخل البشري لرأبه ؟
كم من النصوص الإلهية الجامدة و التي تحتاج لكثير تأويل و بها ما بها من غموض يوقع في اللبس و لم يتدخل عمر في الفصل فيها ؟
ألم يكن عمر رجلا مثلكم أم كان شريكا لله في الحكم ؟
أم تراه كان يوحي إليه كنبي الإسلام فلا ينطق عن الهوي !!!



#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوك الله 1/2
- شفرة الله التي لم يفطر الناس عليها .
- الإسلام لا يصلح للإستخدام الأدمي


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - ديوك الله 1/4