أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - خنادق مسعود والدولة الكردية














المزيد.....

خنادق مسعود والدولة الكردية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 5041 - 2016 / 1 / 11 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حفر خندق بطول 400 كم حاول البعض تصويره على إنه حدود دولة كردستان القادمة وإنه في أكثر من مناسبة هدد رئيس إقليم كردستان السيد مسعود بارزاني بإجراء استفتاء شعبي لإعلان تقرير المصير لكردستان ، ولم نجد عبر الكثير من وسائل الإعلام وحتى من السياسيين من يحلل ويناقش هذه التصريحات ، والجميع تعامل معها على إنها خبر تناقلته وسائل الإعلام العراقية، وحتى بعض التحليلات لهذا كانت خجله ومتحسسة من الطرق العميق لها وغابت عنها مشاهد كثيرة وافتقدت للجرأة.
وبالرجوع لعام 2005 نجد بأن الشعب الكردي أستفتي في مصيره وصوت على دستور العراق التي تنص مادته الأولى (جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة، ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي، وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق).وكانت نسبة المصوتين للدستور في محافظات إقليم كردستان ما نسبته 99 بالمئة (محافظة اربيل 99.36% ،محافظة دهوك 99.13%، محافظة السليمانية 98.96% )،وهذا يعني بأن الشعب الكردي مع وحدة العراق في إطاره الإتحادي الفدرالي وهو بالتأكيد لو كانت لديه قناعات كالتي يتحدث عنها البعض من انفصال لصوت بالضد من الدستور وأفشله قبل أم يولد.
وهنا يأتي السؤال المهم جدا:لماذا العزف على وتر الانفصال ؟ وهل هنالك رغبة بالانفصال أم التهديد فقط؟
أجد بأن السيد مسعود بارزاني أستخدم تهديدات الاستفتاء كثيرا لدرجة أفقدها جديتها، وباتت عبارات مستهلكة جدا، والمواطن في كردستان يسأل قبل غيره،ما الذي يمنع مسعود بارزاني من تنفيذ ما يريده؟ هل هنالك عوائق سياسية أم اقتصادية أم أمنية أم شعبية ؟ سياسيا ولادة دولة كردية في كردستان العراق غير ممكن على ألأقل في المرحلة الحالية لعدة أسباب أولها: التزام أمريكا بوحدة العراق وهو التزام عبرت عنه الإدارة الأمريكية لمسعود بارزاني مباشرة وأكدته لرئيس الوزراء العراقي في أكثر من مناسبة وأوصلت للشعب العراقي رسالة صريحة بأن وحدة العراق لا مجال لمناقشتها أو المساومة عليها ، وهنا علينا أن نشير بأنه كان بإمكان أمريكا أن تقسم العراق فور احتلاله أو على أقل تقدير تعطي الضوء الأخضر للأكراد لإعلان دولتهم المستقلة.
السبب الثاني بأن وجود قوتين كبيرتين مجاورتين للعراق تحولان دون ولادة هذه الدولة الكردية ونقصد بهما إيران وتركيا، وإن كانت الأخيرة قد جاملت مسعود بارزاني في الفترة الماضية في قضايا لا تخص استقلال كردستان فإنها لن تسمح له بإقامة دولة كردية خاصة في ظل سعيه المحموم للتمدد إلى أكراد سوريا بما يتيح له (زعامة قومية) هي بكل تأكيد ستكون مرفوضة من قبل الأتراك الآن وفي المستقبل ، خاصة وإن في إيران وتركيا أكراد لم يتحقق لهم ربع ما تحقق لأكراد العراق سواء عبر الإدارة الذاتية للإقليم أم الحقوق الثقافية والاقتصادية.
اقتصاديا لا يمكن لمسعود بارزاني ولا حتى لغيره من أن يغامر ويفرط بالمكاسب الاقتصادية الكبيرة التي تحققت لكردستان بعد 2003 خاصة وإن 17بالمئة من الموازنة الاتحادية تخصص للإقليم وهي نسبة تعادل موازنة دول في منطقة الشرق الأوسط ، وإن إعلان استقلال كردستان كدولة لن يجعلها قادرة اقتصاديا على توفير موارد تعادل ما يمنح لها، والجانب الثاني المهم هو العدد الكبير جدا من المناصب والوظائف الاتحادية التي يشغلها الأكراد في بغداد سواء في مجلس النواب أو مجلس الوزراء أو مجلس الرئاسة و الهيئات المستقلة ووزارتي الداخلية والدفاع وغيرها من المناصب الأخرى .
أما ألأسباب الأمنية فهي ترتبط بالموقف السياسي بشكل عام، وتحديات أمنية كبيرة تواجه الإقليم في حال الانفصال أبرزها بالتأكيد ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها خاصة في سهل نينوى الذي من الممكن أن يتحول لتحدي كبير يصل لحد النزاع المسلح بين أطراف عديدة .
أما شعبيا وهي مسألة في غاية الأهمية فإن ولادة دولة كردية ديمقراطية من شأنه أن يقوض السيطرة المطلقة لمسعود برزاني وعائلته التي تتحكم بالكثير من المناصب الأمنية والاستثمارات في كافة المجالات، إذ ستكون الأبواب مفتوحة أمام خيارات عديدة لكافة الأحزاب في كردستان،خاصة وإن مرحلة النضال ضد ( الاستعمار العراقي) كما يروج البعض ستنتهي بإعلان الدولة الكردية وبالتالي فإن الإرث النضالي لن يكون في هذه الحالة سببا لبقاء المناضلين في سدة الحكم الديمقراطي الذي يؤول في نهاية المطاف لمن يأخذ الحصة الأكبر من الأصوات ، والجانب الآخر المهم يتمثل بماذا لو رفض الأكراد الاستقلال عن العراق؟ وهذه النقطة بالذات تقف الآن عائقا مهما أمام المنادين بالانفصال في ظل وجود رؤى كردية أخرى تجد بأن مصلحة الأكراد في البقاء ضمن العراق الاتحادي، وهذا بالتأكيد أحد أبرز العوامل التي تدفع رئيس الإقليم لإبقاء لغة التهديد دون الانتقال للتنفيذ.
لهذا فإنني أجد بأن ترديد عبارات التهديد باللجوء للانفصال لها غايات أبرزها الضغط على الحكومة الاتحادية لكسب المزيد من الامتيازات، لكن ما موجود الآن في العقل السياسي العراقي في بغداد يشير بأن إعلان الدولة الكردية ليست مشكلة أو أزمة بقدر ما إنها قد تكون الحل للكثير من مشاكل العراق السياسية والتي تترك تداعيات اقتصادية وأمنية على البلد.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فسادهم وفسادنا
- العراق ..حروب ومصالح
- أوهام القوة السعودية
- اعدام الشيخ النمر السياسي
- طهران والرياض الحوار الغائب
- تحرير الأنبار
- المدارس المزدوجة
- كش ملك
- سقوط الموصل عسكري أم سياسي؟
- حل البرلمان هو الحل
- تصويت الخائف
- تفكيك المنطقة الخضراء
- توسنامي العبادي
- دواعش الكهرباء
- كردستان الدكتاتوية أو الفوضى
- ويكيليكس ... رائحة البترول السعودي
- من أجل نظام رئاسي
- سلم الزواج الوظيفي
- اسئلة خارجية
- قانون شبكة الإعلام حرية أم تقييد؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - خنادق مسعود والدولة الكردية