أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - ادوار الخراط .. الروائي الذي لن يتمكنه الموت














المزيد.....

ادوار الخراط .. الروائي الذي لن يتمكنه الموت


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 22:08
المحور: الادب والفن
    


ادوار الخراط .. لا يمكن ان يموت
1926-2015م
محمد الأحمد
سوف نبقى ابداً؛ كلما شرعنا في قراءة نصًّ روائيّ ممهور بتوقيع "أدوار الخراط".. يكون ذلك النص ممتعاً، وبليغاً، وثرياً بلغته الذهبية المتلألئة.. ذلك الكاتب المصري الذي ولد بالإسكندرية في 16-5- 1926م من عائلة قبطية أصلها من الصعيد الجواني، موسوعة ثرية بالصور من الغيط المصري، تفوح منه رائحة اصيلة.. اجادها بفطنة الكاتب المقتدر العظيم.. طفولته حيوية.. كتبها في سيرته عن الاسكندرية المدينة التي عاش بها، وعشقها.. (يا بنات اسكندرية)، و(اسكندريتي).. ولم يهمل تفصيلاً من تفاصيلها المثيرة، كما لم يفارقها حتى موته.. مدينة سحرها البحر والنساء، ضاجّة بالذكريات، ولجج السواحل الطيبة..
حيث دخلها طالبا وحصل على "ليسانس" الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1946م، وبقي بعد التخرج مسكونا بعوالمها التي جعل كتبه السردية تنفس من مسامتها كمدينة رائعة ممتلئة، ومتمثلة بإخلاصه لها، وكانه لم يغادرها الا من اجل ان يعود لها..
حيث عمل في مطلع حياته أمينا لمخازن البحرية البريطانية ضمن هيئة الجسور بالإسكندرية، ثم موظفا في البنك الأهلي، وبعدها موظفا بشركة التأمين الأهلية المصرية عام 1955م، واخيرا عمل مترجما بالسفارة الرومانية بالقاهرة.
وتخبرنا رواياته التي بقي يسميها سيَّراً روائية.. انه شارك في الحركة الوطنية الثورية في الإسكندرية عام 1946 واعتقل في 15 مايو 1948م في معتقلي "أبو قير" و"الطور". كما ترجم باقتدار الاعمال الكاملة لتولستوي الى العربية..
كما ظهرت له العديد من المختارات القصصية جمعها في عدة كتب، والاهم انه استطاع بحكم ثراء لغته ان ينقل الكتاب المقدس" بعهديه القديم والجديد الى العربية عبر لغة ثرية، وما زالت نسخته معتمدة لدى اغلب الكنائس على الرغم من اختلافها العقائدي حول بعض الجزئيات الطفيفة.. ثم عمل في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية في منظمة الكتّاب الإفريقيين والآسيويين من 1959 إلى 1983م.
يعرف ادوار الخراط مرجعاً مهماً في مدرسة نقدية سميت باسم كتابه "الحساسية الجديدة"، اذ بقي يمثل تيارًا يرفض الواقعية الاجتماعية كالتي جسّدها "نجيب محفوظ" بعد هزيمة عام 1967م.
بقي منتجا لمدة التسعين عاما، بثراء، مجموعة من الروايات المهمة "رامة والتنين" عام 1980م بعد ان حققت مبيعا ملفتا بين ابرز قائمة الرواية العربية التي ذاعت شهرتها. ثم الحقها برواية "الزمن الآخر 1985م، وكان قبلها فائزا بجائزة الدولة عن قصصه (ساعات الكبرياء) في 1972م.. مثلما سبقتها أول مجموعة (الحيطان العالية) 1959 التي عدت منعطفًا حاسمًا في القصة العربية إذ ابتعد عن الواقعية السائدة آنذاك، ووصف خفايا الخيبة واليأس.
تواترت اغلب كتبه لتبرز نزعة رسم دقيق لشخوص متعثرة لم تكن الا ضحية الظلم والاضطهاد والفساد، فـ"ترابها زعفران"، قد تواصلت بـ"اختراقات الهوى والتهلكة"، عبر "أضلاع الصحراء"، الى "يقين العطش"..
تزيد اعماله عن (50) كتابًا قصصيًا أو شعريًا أو نقديًا، واغلبها نصوص يصعب تجنيسها متسمة بأجواء معرفية لها طابع التشويق، واللغة الرصينة المليئة بالأرت القاموسي العربي البليغ، معظم نصوصه اوصافا دقيقة لعناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية...
يعد "ادوار الخراط" اديبا كبيراً متحرراً من اية ايدلوجية سابقة، حيث لم يبقَ نصه، الا معافىً بالثقافة، مطلع، وعارف.
لا يمكنه الموت ان يأخذ منا كاتبا بحجم "ادوار الخراط" بعد ان ترك ارثا هائلا، فادخله بوابة الخلود، وعلى قبره الف باقة ورد الذي سكنه صباح هذا اليوم الثلاثاء 1-12-2015م..

1 December 2015



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق عن نصر حامد ابو زيد
- فيما بعد الكتابة
- المشهد الشعري البعقوبي
- كازانتزاكيس انشودة نهر عظيم
- المعرفة غاية النص
- تحية الى بوكر الرواية العربية للعام 2014م
- الحسناءُ في البلاد القصية
- الأشوقَ مني اليك قلبي
- كابوس ليلة في بغداد
- أصابع من السر المثير
- كتاب الحندل وابوابه
- غايات اخرى لوردة المحب
- ما قاله الغاوي للرواي
- حكاية النظرية اليعفورية في الاستبدال
- براءة
- مهرجان الجثث المعلقة
- السحر الاباحي
- حاجتنا الى برنامج صريح
- زياد رحباني
- سايمون الممثلة الجميلة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - ادوار الخراط .. الروائي الذي لن يتمكنه الموت