أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القيم ومفهوم الإيمان ح1














المزيد.....

القيم ومفهوم الإيمان ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 22:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


القيم ومفهوم الإيمان ح1

الإنسان الكائن الذي يبحث عن تقييمات في كل ما يمكنه أن يدركه أو يفعله أو يتلمسه أو يطلب منه فيها رأي يعتمد نظاما عقليا بشكل ما يتدرج حسب مفهومه هو للقيم المصنفه وما يملكه من قواعد تصنيف وما تعلمه من منهج قياس , فهو يقيم بناء على مقياس ذهني ذاتي معرف لديه بمرموزات في الذاكرة يعود لها كلما أستوجب أمر تقييمي مهما كان ضئيلا أو ذا أهمية عظيمة , ولكن في الحال الأخر وبناء على التجربة الحسية يبذل جهدا أكبر بالمقايسة ,مثلا الجوع أو العطش وفق للقياسات الذاتية يتحسسه بعوامل قد لا تكون حقيقية أو قد تكون في أحيان أخرى ليست ذات أعتبار لكنه في الأخر يستجيب للتقييم الذاتي بناء أيضا على مقياس واحد ذاتي بالطبع ,أما لو واجه موقفا يحتاج إلى قدر كبير من التركيز والقياس للتقييم فإنه يحتاج أيضا إلى جهد عقلي مضاعف له .
في الحال الآخر المناقض الذي يكون صاحب التقييم الظرفي فيه يستجيب تلقائيا للمؤثر الدافع إنما هو يتعامل مع الإدراك بشكل عام خارج وعيه الأساسي المبني على القياس ثم التقييم والاستجابة والسبب يعود لكونه فاقد العامل الأول وهو الإدراك مما يؤثر بالتالي على أساسيات نظام العمل الذهني التسلسلي , هذه الحالة لا تعد قياسية ولا يمكن البناء عليها ولكنها أيضا من وجهة نظر علمية قياسية تشكل قانون خاص وليس أستثناء من القانون العام الأساسي ,وهو أن التصرفات التي تجري بتلقائية ودون إدراك لا تحتاج إلى وعي بمقاييس خاصة بل تمر كردات فعل تتبع الحال وما يحيطه من عوامل ظرفيه , هذا هو قانون التقييم خارج الإدراك الذهني للمحسوسات والأفعال السلوكية ,هنا أصبحنا أمام حالين من حالات التقييم حال الإدراك الواعي وحال الاستجابة الظرفية التي لا ترتبط بالإدراك ولا تصدر عن وعي مرمز .
إذن التقييم والقياس لا يجريان بدون نظام ولا قاعدة أساسية تفسر وتبرر النتائج بل هي محكومة عقلا ومنطقا بقاعدة ما , من هنا مثلا يمكننا أن نقيم أي تقييم فردي أو جماعي أيضا لنفس القاعدة الفارق الوحيد أن تقييمنا الفردي والجماعي قد يكون متصل بشكل أو بأخر بالاستعداد والإعداد الذي نشأنا عليه , وهذا العامل متبدل متطور متغير تبعا للظروف الحولية وأيضا للقيم الناشئة والمنشئة , ما نريد أن نصل له لا يمكننا كأفراد وكائنات تخص في تقيم ما تواجهه من أحاسيس وانفعالات ومؤثرات ومشاهد وأفكار لطريقة متشابهة ولا واحدة , ولا يمكن البناء مع فرض توحد القيم الحاكمة لأن تكون النتائج متشابهة أو متوافقة في التقييم لأن الإنسان ذاتيا أيضا متغير ومتبدل حتى في قياساته الاعتبارية وتقييماته الأساسية لأنها مرتبطة بحواس ومشاعر سريعة التأثر والتبدل .
نرجع إلى أساس القضية التي نحب بصدد الكتابة عنها وهي علاقة التقييم بمفهوم الإيمان والرابط الذي يجمع بين المفهوم والمقياس سواء الجمعي أو الفردي , الإيمان نتيجة تقييم حاصل أسس لما يسمى بالقناعة التي تقود الفرد إلى جعل النتيجة الواعية للتقييم المدرك بالعوامل والأساليب العقلية محدد ضابط لا يمكن للمؤمن به أن يتراجع في أتخاذه كقاعدة تقييميه لما سيبنى مستقبلا على حدود ما فيه أو في الحدود التي يتدخل فيها سواء أكان هذا التدخل واجب أو مجرد أسترشاد وحتى في هذه النقطتين هناك تقييم خاص , مثلا الإيمان بعامل التعاون بين الناس هو واحد من القواعد الإيمانية التي نتجت عن إيماني بالعقيدة الدينية وهذا واضح , الغير واضح ما هي مقاساتي الخاصة للتعاون مثلا من يجب أن نتعاون معه , الحالات والمظاهر التي تستوجب التعاون وإلى أخره من التفصيلات التي ستعود بشكل أو بأخر إلى مجموع الوعي العقلي المختزن والمتيقن سواء أكان مصدر ذلك ديني أخلاقي علمي معرفي بيئي إلى كل القواعد والاستعدادات المكتسبة لتكون عوامل تقييم وقياس .
المسألة الشعورية والاستشعارية والمبنية على محدد متقلب متغير لا تحكم بالتنبؤ القياسي , نعم يمكن التنبؤ بالصورة العامة لكن في حدود ما هو متعارف بشكل ما يسمى بظاهرة الاستجابة القياسية التي تعني مثلا أن كل شخص يلتقي عزيز أو حبيب فجأة ستظهر عليه علامات ردة فعل لا إرادية , هذه الاستجابة القياسية شكلها قوتها مصدرها نتائجها لا يمكن تحديدها لأن تخضع لعوامل ذاتية متبدلة ومتغيرة بين الأفراد أو وبين الأزمنة والأمكنة والأحوال الموضوعية للشخص ذاته ,الإيمان أيضا يبنى على نفس القاعدة وهي قاعدة التقييم والقياس والاستجابة ولا يوجد هناك إيمان قياسي مطلق يمكن أن يكون قاعدة لتقييم أخر أو جعله مؤشر ما لحالات عامة ,نعم الإيمان له أركان مثلا في العقيدة الدينية الإسلامية المشهور فيها إقرار باللسان ويقين في الوجدان وعمل في الأركان ,هذه شروط تكامل الإيمان كما يراها الدين لكنها ليست قياسات تقييميه لأن فيها عناصر خفية وذاتية وأخرى متعلقة بالزمان والمكان والحال الموضوعي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2
- دين النص ودين التأويل _ ح1
- من حكايات الصباح وتراث الجدة
- هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح2
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح1
- أخبار جدتي الحكيمة والرب
- الدين والدنيا ح3
- الدين والدنيا ح2
- الدين والدنيا ح1
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القيم ومفهوم الإيمان ح1