أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - لماذا تسمونها: معركة انتخابية؟














المزيد.....

لماذا تسمونها: معركة انتخابية؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 22:41
المحور: المجتمع المدني
    


قال المذيع: "معركة انتخابية"، واستنكرتُ التعبيرَ. فاستنكرَ استنكاري. واستنكرتُ استنكارَه لاستنكاري.
لماذا يُنذروننا في وسائل الإعلام بويلات "المعركة" الانتخابية؟ لماذا معركة؟! لماذا يتصارعون على مقاعد البرلمان؟ المنطقي أن يهرب الناسُ من مسؤوليات شاقّة في دولة مثقلة بالفقر والمرض والأميّة والفساد. الأصلُ أن "فردًا" باسلاً، "يتطوّع" من أجل "الجمع"؛ لاسترداد حقوقهم. فهل "يُقاتِل" شخصٌ لكي يشقى؟! المفترض أن يناشد الناسُ هذا الباسل؛ حتى يقتصَّ من وقته وجهده وأعصابهفيكون الصوتَ الذي يسعى لحلَّ مشاكلَهم. لماذا يتقاتل المرشحون ويشوهون بعضهم البعض وينفقون الأموال الطائلة لشراء أصوات الناخبين؟ لابد أن في الأمر "إنَّ"! فالأموال التي يُنفقها مرشحٌ دليلٌ على نيته استرداد أضعاف ما أنفق بمجرد جلوسه على الكرسي. فمتى وكيف بل ولماذا يأتي بحقوق الفقراء؛ بينما هو يتمنى دوام فقرهم لكي يشتري أصواتهم في الدورات المقبلة؟!
اسألْ نفسك كما سألتُ نفسي: لماذا يتناحر الناسُ على التعب ووجع القلب؟ لماذا يدفعُ مُرشّحٌ برلمانيّ مالاً ضخمًا، ثم يتعارك حتى يصل إلى مقعد، سيقدّم من خلاله خدمات لوطنه بمراقبة الحكومة وضبط التشريع وحل مشاكل المواطنين! هل يُقاتل الإنسانُ من أجل أن ينالَ إنسانٌ آخر مغانمَ ومكاسبَ وحقوقًا؟ لو أرجعنا الأمور إلى أصولها وجرّدناها من المعرفة والخبرات، سوف نقول إن المواطنين هم الذين عليهم أن يتعاركوا من أجل أن ينال هذا المرشّحُ الشريف، أو ذاك، مقعدًا في البرلمان، ليكون صوتهم الجسور أمام الحكومة! لكن المعرفة والخبرات تعلّمنا شيئًا آخر. للأسف. المرشحون يَعِدون الناخبين بالرغد والغد المشرق، ثم لا يلبثون أن ينسوا وعودَهم بمجرد الاسترخاء على الكرسي! ينسون الفقراء في فقرهم، والمرضى في مرضهم، والمُجهّلين في جهلهم، والمظلومين في قبضة ظالميهم!
أحبُّ أن أعيد الأمورَ إلى صورتها المجرّدة الأولى لكي أستوعبها. أقشّرُ عنها التراكمات والخبرات التي قد تشوّه معناها الأوليَّ. لهذا أؤمن أنَّ مَن يشتري صوتَك بزجاجة زيت أو بمائة جنيه وكيلو لحم أو بعقد شقة، سوف يحرص كلَّ الحرص، بعدما يدخل البرلمان، على أن تظلَّ فقيرًا مُعوزًا، لكي يشتري صوتك مرّةً بعد مرّة. بديهةٌ.
سأحكي لأطفالي وأطفال أطفالي ما أفخر به في تجربتي الماضية بالترشّح لمجلس الشورى أيام حكم الإخوان الضال. لم أصرف "جنيهًا" على دعايا ولم أعلّق بوسترًا واحدًا ولا هنأتُ المواطنين على يفط القماش بالمولد النبوي وعيد الجلاء وانتصار أكتوبر على عادة ما يفعل المرشحون بفجاجة مضحكة. لم أقطع الشوارع والميادين أقدّم الهدايا وأقبّل الأطفال وأنثرُ الوعود للناخبين بالرغد والرفاه والخير الوفير لو منحوني أصواتهم. ولما ذهبتُ مع صديقتي، يوم الانتخابات، إلى مدرسة "هدى شعراوي” بالتجمع الأول حيث أضع صوتي، علّمتُ على قائمة "الكتلة المصرية" ولم أضع علامة أمام اسمي في المقعد الفردي. ولما اندهشتْ صديقتي مما فعلتُ، قلتُ لها باستنكار: “هل ينتخبُ الإنسانُ نفسَه؟! ياللسخف!” ووصلتُ للإعادة أمام مرشح الإخوان بالرغم من كل ما سبق ورغمًا عن سيوف التشويه الكذوب التي طعنني بها الإخوان والمتطرفون ولجانهم الإلكترونية الضالة في فيس بوك وتويتر. ونجح المنافس الإخواني بفارق أصوات ضئيل بسبب حشد حزب النور ضدي وتأليب الرأي العام عليّ جراء معاركي الفكرية الطويلة ضد تدليسهم وأكاذيبهم منذ عام 2005. وبعد الانتخابات كنتُ أصادف في كل مكان مَن يقول لي: “أعطيتك صوتي؛ خسارة أنك لم تنجحي!" وكنتُ أبتسمُ قائلة: “بل نجحتُ.” نجحتُ في إثبات فكرتي أن "الفلوس لا تأتي بالمقاعد الشريفة، بل الصدق.”
اليوم أعيدُ التجربةَ ومازالت قناعاتي هي هي لم تتبدل. مَن يتهافت على مقعد في البرلمان، لا تصدقوا أنه سيأتي بحقوقكم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُغنّي والزعيم... وشعبٌ مثقف
- عسل أسود
- المال مقابل الكرسي
- جمال الغيطاني... خذلتني
- قانون مكافحة التجهيل العمدي
- هكذا الحُسنُ قد أمر
- ما العلمانية؟
- سجينة طهران
- السلطان قابوس والاستنارة
- حزب النور سنة 1919
- السيف والرمح والقرطاس والقلم
- المراجعات على نهج ناجح إبراهيم
- أرجوحةُ الخَدَر ودولةُ الحاجة
- الأوغاد لا يسمعون الموسيقى
- حوار شامل مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت حول التيارات المتطر ...
- صباحُ الخير يا زينب
- الكارت الخائب
- أنا أغنى امرأة في العالم
- مسيحيو حزب النور
- بيان إلى السلفي ناجح إبراهيم من فاطمة ناعوت


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - لماذا تسمونها: معركة انتخابية؟