أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - اليسار العراقي، الانغلاق في الماضي ام الانفتاح على الحاضر














المزيد.....

اليسار العراقي، الانغلاق في الماضي ام الانفتاح على الحاضر


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليسار العراقي، الانغلاق في الماضي ام الانفتاح على الحاضر
دكتور جاسم الصفار
بغداد 24/09/2015
المراقب لوضع التيارات اليسارية العراقية التي تنسب شعاراتها السياسية المبالغة في ثوريتها، الى الاشتراكية والشيوعية، لابد وان يلاحظ بانها قد استسلمت لحالها كمجاميع صغيرة مفتتة ومنقسمة على نفسها ومصابة بالتكلس العقائدي الذي يمنعها من رؤية البون الشاسع بين ما تردده من شعارات وبين الواقع المعاش.
وحتى تلك التي تعتبر نفسها وريثا شرعيا للحركة الشيوعية في العراق، تخلت عن جرأتها في النقد والمراجعة الفكرية ولم يعد الفكر الاشتراكي اساسا موحدا لصفوفها او قاعدة تبني عليها نهجها السياسي. واهتمت قيادتها بشعبيتها عند قواعدها التي تجتر وهم الماضي المستمد من التراث السياسي للحركة الشيوعية العراقية والتاريخ السياسي البلشفي في الاتحاد السوفيتي السابق، وأهملت مشروع التجديد الفكري الذي نادت به في مؤتمراتها السابقة، مستكينة لمشروع متواضع بتنظيم أنشطة نخبوية وجماهيرية وتحرير اراء سياسية براغماتية يصعب تمييز دلالاتها الفكرية الاشتراكية.
علينا ان نقر كيساريين عراقيين بشجاعة، ان المنظومة الفكرية التي نتمسك بتفاصيلها وكذلك اساليبنا في ادارة النضال الجماهيري قد هرمت تماما، ولا سبيل الا بإعادة النظر في كل تفاصيلها. واذكُر من اطلع على ادبيات الفكر الماركسي، بالنقد الذاتي الشجاع الذي كتبه فريدريك انجلز عند تقديمه لطبعة جديدة (عام 1895) لكتاب كارل ماركس (الصراع الطبقي في فرنسا بين عامي 1848-1850 ) جاء فيه : " لكن التاريخ بيَّن أننا أيضا لم نكن محقين (المقصودين، هو ورفيقه ماركس- ج. الصفار)، وأن وجهة النظر التي كنا نتسمك بها كانت وهمًا. وقد مضى التاريخ ابعد من ذلك: انه لم يبدد ضلالنا آنذاك وحسب، بل وغير تماما تلك الظروف التي يتعين على البروليتاريا خوض النضال وفقا لها. ان اساليب النضال التي استخدمت في عام 1848 اصبحت قديمة من جميع نواحيها، مما يتطلب اعادة نظر شاملة بشأنها".
لو تجاوزنا الانتهازية السياسية والهلع من امكانية عدم السيطرة على نتائج مفترضة للتغيير، فليس هنالك اي مبرر لوضع فيتو على الخوض في المسائل الفكرية والتاريخية، واطلاق حوار دون محرمات من اجل اعادة الاعتبار الى الفكر الاشتراكي في سياقات الواقع العراقي والتوجه صوب وضع نموذج فكري سياسي اجتماعي واقتصادي صالح لبلدنا الذي يناضل فيه الاشتراكيون ضمن ظروف اقتصادية واجتماعية وتاريخية وسياسية لها خصوصيتها.
وبعد فشل المحاولة التي دعونا لها، وساهمنا فيها شكليا، بان تكون صحيفة الحزب الشيوعي العراقي "طريق الشعب" منبرا يجمع افكار اليسار العراقي الحرة، في واحدة من صفحاتها، لم يعد هنالك منبر اخر غير انشطة التيار الديمقراطي العراقي. والقرار يبقى لقيادة التيار في ان تتبنى موضوع انخراط اكبر قدر من المجموعات والشخصيات اليسارية في منظماته وانشطته. وليكن التيار الديمقراطي منبرا جامعا لطرف هام من اطراف الحركة الوطنية العراقية على قاعدة الاستقلالية في الرأي والتمسك بالمشتركات.
وليس من ضير في مواقف نقدية، جريئة في نقدها لكل التراث السياسي والفكري للحركة الاشتراكية العالمية والمحلية، "فالقانع بحاله، كما يقول الكاتب الروسي الكبير مكسيم غوركي، ما هو الا خراج قاتل في جسم المجتمع". ان الجرأة في النقد والانفتاح على كل الافكار التي يمكن ان ينثرها الاشتراكيون في منابر وانشطة التيار الديمقراطي المختلفة، هي الاساس للوصول الى نموذج فكري سياسي صالح لاستيعاب تكتيكات الاشتراكيين في نضالهم اليومي والمرحلي.
ولكي ما تكون البداية الصحيحة اليوم لانطلاق فكر يساري حر في اطار التيار الديمقراطي العراقي، يجب ان تكون لهذه الافكار اهداف مشتركة تشخص المشروع الاستراتيجي لحركة اليسار الديمقراطي العراقي. والهدف الجامع، في رأينا، لاغلب الاشتراكيين والشيوعيين، هو بلوغ صيغة امثل لمفهوم العدالة الاجتماعية والاقتصادية. فان توحد الهدف، يصبح على الاشتراكيين والشيوعيين العراقيين مهمة وضع تصور واقعي لأساليب النضال من اجل بلوغه.
والواقعية في الرؤيا تفترض ان نعترف بانه لم يعد هنالك نموذج واحد لبناء الاشتراكية، يعمم على كل بلدان الكون. وانه لم يعد عند الاشتراكيون والشيوعيون الا خيار واحد، وهو الانتقال التدريجي بالمجتمع والاقتصاد في سلسلة من الحلقات التطورية صوب هدفهم بتشييد نظام يقوم على صيغة امثل من العدالة الاجتماعية التي تضمن لفئات المجتمع الدنيا، حياة كريمة مستقرة مدعومة بحزمة من الضمانات الاجتماعية والصحية المتطورة، اضافة الى ضمان تطور القاعدة الاقتصادية للمجتمع سواء في مجال الضوابط الحقوقية التي تحكم علاقات ووسائل الانتاج او في مجال دعم وتنشيط القاعدة التقنية والعلمية للاقتصاد، بشقيه المالي والانتاجي.
اضافة الى ذلك، فان الواقعية تعني كذلك، ان اي تغيير سيبقى محض خيال دون ان يكون معبرا عن حاجات المجتمع، ودون ان تكون القوة الطبقية التي تقع على عاتقها مهمة التغيير، قادرة على فهم اغراضه وتبنيها. فلم يعد هنالك جدوى من الشعارات والطروحات الثورية الانعزالية المفصلة على مقاس النخب الثورية، "فقد ولى، كما يقول فريدريك انجلز، عهد الانقلابات والثورات التي تقوم بها اقليات واعية صغيرة على رأس جماهير غير واعية. فحيثما يقتضي احداث تغيير للنظام الاجتماعي، يجب على الجماهير نفسها ان تشارك وان تكون قد فهمت بنفسها ماهية الامر، والسبب الذي من اجله تساهم في التغيير".
لم تهزم الاشتراكية والمنهج الفكري الديالكتيكي بسقوط التجربة السوفيتية، بل هزمت المشاريع البونابارتيه الطامحة لبناء نظام اشتراكي تشتق لبنته من بطون الكتب والافتراضات المتهالكة في قدمها عن السلطة ودكتاتورية البروليتاريا وحرق المراحل والمصادرة العامة والشاملة للملكية الخاصة.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاريع الاصلاح وافاقه
- نحو رؤيا واقعية للتغيير
- محاور المؤامرة على الارادة الشعبية
- رسالة من بعيد لابطال يصنعون التغيير
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثالث)
- الاشتراكية وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثاني)
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الاول)
- الرقيب في -طريق الشعب-
- وجهة نظر في الازمة الاوكرانية
- بعد ان سكنت العاصفة
- خواطر في العلمانية والدين
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- من زاوية اخرى (الجزء الثاني)
- من زاوية اخرى (الجزء الاول)
- صناعة الكذب
- هزيمة المهزوم
- المبدأ اولا


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - اليسار العراقي، الانغلاق في الماضي ام الانفتاح على الحاضر