أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق ومجتمع الصدمة














المزيد.....

العراق ومجتمع الصدمة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4918 - 2015 / 9 / 7 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق ومجتمع الصدمة

كثيرا من الأصوات الشعبية التي تنتشر في صفحات التواصل الاجتماعي تنادي بوجوب تحول مسار المظاهرات المدنية والشعبية الجارية في الشارع العراقي اسبوعيا إلى فعل ثوري صادم يزحزح أركان النظام السياسي ويساهم في بلورة ثورة شعبيه تطيح بكل العملية السياسية ورموزها وتصحح المسار التأريخي للشعب العراقي, بأعتباره الحل المناسب الذي يعيد للعراقي كفرد ومجتمع وعيه الجماعي ويتحمل بذلك مسئوليته التاريخية عن تصحيح وتصليح الواقع المهيمن في ضل شبه تجاهل ولا مبالات من الكثير من مؤسسات الدولة والجهات المعنية بالأصلاح , سواء من القوى المنظمة أو الفاعليات المحركة بشقيها الديني والاجتماعي .
وكثيرا من الأصدقاء يتناقل الرأي وكأنه الخيار الأوحد الذي لا بديل عنه ولم يجهد البعض حتى في البحث عن بدائل أو ترقية لمستوى الممارسة الديمقراطية التي نتبناها كعناصر مدنية تبشر بمجتمع يسوده القانون وينظمة السلام تحت مفهوم أن الفعل الإيجابي أجتماعيا هو الأقل ضررا وخسارة على مستوى النتائج المتحصلة مما يعزز من أمن المجتمع وسلامه الداخلي ,بل والبعض يحرض عليه ويتبناه بكل أريحية متناسيا أن الوضع العراقي الهش أجتماعيا وسياسيا لا يتحمل صدمة كهذه تحيله لمجموعة ركام لا يمكن أعادته للوضع الطبيعي تحت وابل من الأهداف المحلية والخارجية التي تسعى لهذه النتيجة وتعمل لها والكل يدرك هذه المساعي ويعلم بها.
صحيح أن من جلب هذا الوضع وخلقه ومهد له هو عين النظام السياسي عذا ومن لعبته ونتائج وجوده المرسومة أو المفترضة أصلا, ونتاج والعملية السياسية الحالية بغبائها وقلة إدراكها لمعاني أن تكون حاكما في وطن متعدد ومتلون وكثير التقلبات عانى كثيرا من العواصف السياسية والتقلبات الأجتماعية وسلسلة من الحروب والصراعات العبثية التي مزقت كل أسباب البقاء إلا ما بقى منها تحت عنوان الحدود والهوية التي بات الكثير يشكك في وجودها أصلا , ولكن أيضا لا ننسى أن هذا الوضع ليس وليد الداخل العراقي فقط ولا نتاج ذاتي خالي من عوامل التفجير الواردة والمزروعة في داخله أيضا .
فهو أي الوضع السياسي العراقي اليوم عبارة عن مزيج من إرادات وتفاعل صراعات أقليمية ودولية ومصالح دول عظمى وشبه عظمى وتنافس محموم بين الكثير من اللاعبين الذين يملكون سطوة المال والقوة للدرجة التي جعلت مشيخة بحجم قضاء عراقي تلعب دورا مهما وتخريبيا في تقرير مصيره ,مثل مشيخة قطر التي كانت وإلى سنوات مضت ترتعب من أسم العراق وكأنه كابوس قادم يقتلعها من جذورها, الذي أوصل الحال العراقي لهذه الدرجة من الضعف والتفكك هو غياب الوعي الجمعي الوعي الصانع للهوية والذي بدأ يتجلى حقيقة من خلال تمسك الكثير من المكونات بالعويات الفرعية والعمل على إظهارها عناوين كبرى بدل العمل على تعريق وتمجيد الهوية الجامعة والتي تضم مختلف الهويات وتحترمها وتعطيها الأعتبار القانوني في ضل دولمة مدنية حقيقية .
إذن الموضوع ليس في طريقة الأداء بقدر ما هو في صنع الوعي وتنمية الإحساس الوطني وتغليب مفاهبم العمل الجمعي الجامع بدل الأستجابة والأنخراط في فاعليات وفعاليات تجسد دور الفئة والمكون على حساب العراق وهذا ما يناقض مفهو تمدن الدولة وحضارية الممارسة الديمقراطية التي نسعى لأعادة تصحيح مسيرتها وضبط الحركة الجمعية داخلها ,القضية ليست بهذا الأتجاه العنفي الذي يؤدي إلى نتائج نعرف سلفا فداحة الثمن وعظم الضرر الذي يجب أن ندفعه في كل مرة ,والنتيجة أننا في الأخر نسلم الحاصل وما حصل لخيارات تأت من الخارج ووفق متطلبات اللعبة الدولة والأقليمية وقد خدعنا أكثر من مرة بهذه النتيجة الكارثية, إن كنا حريصين فعلا وحقيقة على العراق وجودا ومستقبلا وشعبا وتاريخ وأجيال أولا علينا أن نكون أكثر حصافة وذكاء في البحث عن نقاط القوة في داخلنا ونقاط الضعف في الخصم وأن نسخر ما نجده في تنازع تحت سيادة القانون وحماية الدستولا لأنجاز عملية التغيير والتبديل المدني لأ أن ننجر إلى تفجير البلد تحت سيل العواطف والأمنيات الصبيانية .
اليوم نحن مطالبون بأن نعيد الأمن الأجتماعي ونرمم العمل السياسي ونصحح الأطر التي تجمعنا ونوحد الخطاب الجماعي ونفعل الوعي السلمي بأتجاه التسامح والمشاركة والعيش الواحد, ونحمي المجتمع من التعرض لهزات دموية مكلفة تزلزل وتنسف أخر ما تبقى من روابط وحدة المجتمع وتزيد من حالة التشرذم المجتمعي والديني والحضاري , وبذلك نخسر أخر ما تبقى لنا من أسس يمكن أن نعيد عليها بناء أطلال وطن كان أول من بادر ليكون وطن حضاري وقانوني وأجتماعي في التأريخ .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 5
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 4
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 3
- فرصة الأصلاح وأمل التغيير
- أنا وأنت والقدر
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 2
- مذكرة قانونية ومناشدة , مدحت المحمود غاصب للسلطة ومنتحل صفة
- العراقي ودائرة القدر.
- ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.
- لماذا لم يحسم أمر داعش في العراق.
- ماذا بعد العراق ح2
- ماذا بعد العراق ح1
- شذرات من كتاب الحياة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار
- العراق بين مطرقة الإسلام الأصولي وسندان الإرهاب الفكري.
- ((مكابدات عاشق مهزوم))
- الحورية التي تعشق الجبال
- الشعب هو صاحب حق تقرير المصير
- الخروج من عباءة البخاري والكافي
- من إشكاليات العقل الديني


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق ومجتمع الصدمة