أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الأمل... أو انتظار ليلة القدر...















المزيد.....

الأمل... أو انتظار ليلة القدر...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمل... أو انتظار ليلة القدر...
كتب قريب لي يدعى أمين صـابـور, من مدينة اللاذقية السورية على صفحته الفيسبوكية الشعار التالي :
"إننا محكومون بالأمل.. وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ"
وهذا جوابي له :
يا صديقي الصامد الطيب
أنت تعرفني من كتاباتي ومن تصريحاتي ومن صراخاتي المعروفة والمنشورة, بأنني لا أؤمن بالأمل.. لأنه نوع من المخدرات ذات المنشأ الديني الموروث, والتي لا تؤدي دائما إلى أية نتيجة جدية لحل أية مشكلة اجتماعية أو معيشية أو سياسية جدية... ومن أمثالها المعروفة هذه العادة الجماعية الدينية التي تسمى.. انتظار ليلة القدر...
يا صديقي.. من سنوات ونحن نأمل وننتظر... وها هي داعش.. وأبناء داعش, وأخوة داعش, وأبناء عـم داعش, وحاضنات داعش, على صدورنا وفي أســرتنا, وفي أحيائنا ومدننا وقرانا.. توزع الموت والخراب, ولا شيء سوى الخراب والموت.. وأنت وأهلنا.. هــنــاك و هــنــا.. ما زلتم تنظرون وتأملون.. وأحيانا تحلمون.. بغد طيب أفضل... بينما الواقع جورة معتمة.. ومقابر بلا حدود.. وغد واضح ظاهر.. يحمل مزيدا من الموت والخراب.. والخراب والموت... وما زلتم تؤمنون بالحلم والصبر وانتظار ليلة القدر...
ألا تتذكر.. ألا تتذكرون صرخاتي من سنين بعيدة.. بأن الواقع خــلاف ما تنتظرون.. وان ليلة القدر ــ رغم أنها وهم ديني عربي ــ لن تجلب معها سوى وهما دينيا عربيا وما تزرعون.. وكل ما زرعتم بلا جهد ولا وعي ولا عناية ولا اهتمام.. لن يثمر سوى الجفاف واليباس والفاكهة المرة... وما تطلبون من الآلهة, لا ينتج ثمرا.. إنما أوهام تثمر أوهاما... وواقع نومكم وخدركم وانتظاركم.. وكل ابتهالاتكم وأحلامكم جلبت لكم داعش, وأبناء داعش, وأخوة داعش, وأبناء عـم داعش.. وكل ســرطانات داعش.. دون أن أنسى حاضنات داعش المحلية.. والتي كانت وما زالت تنخر من سنين وسنين بجسم هذا الوطن السوري المريض...
لهذا بـح صــوتي.. وماتت صرخاتي.. من ألمي وحزني على هذا الوطن الذي تاه بغيوم خدرات الدين.. سابحا بأوهام جناته وحورياته...........
اســـــتــيــقــظــوا... استيقظوا... استيقظوا... يا مؤمنين.. يا نائمين... واليوم أكثر من أي يوم آخر أتذكر جــدنــا الشاعر المهجري الحكيم الواقعي الرائع ميخائيل نعيمة بقصيدته التنبؤية " أخي من نحن؟... لا وطن ولا أهل ولا جار... إذا نمنا.. إذا قمنا.. ردانا الخزي والعار "... الخ...الخ!!!...
*********
بينما العالم العربي بإجماله يتمرمر ويتمرغ بنكباته وهزاته وانكساراته وتمزقه وخلافاته وانفجاراته.. حديث الصحافة الغربية كلها اليوم.. وخاصة الفرنسية.. عن زيارة الملك سـلـيـمـان, ملك المملكة العربية السعودية, لقصره على الريفييرا الفرنسية بمنطقة Vallauris قرب مدينة نيس Nice يرافقه حوالي ألف شخص, حجزت لهم ثمانمئة غرفة بأفخم الفنادق الخمسة نجوم بالمنطقة المحيطة كلها.. خدم.. حشم.. نساء.. حرس.. كوادر.. نساء.. أولاد.. وذلك لمدة أسابيع... قصر جلالته سيحاط بحراسة وحواجز غير عادية.. بدأت من مدة شهر قبل وصوله.. سوف تمنع البحر والشاطئ الموازي للقصر عن المواطنين المحليين والسواح والمصطافين العاديين... كأيام السلطنات والخلافات... وسوف تصبح المنطقة كلها مستعمرة ملكية سعودية وهابية.. خاضعة لرغبات وعادات وعجائب وغرائب هؤلاء (الغزاة) وملايين دولاراتهم...
مما لا شــك أن التجار وأصحـاب الفنادق المحليين يفتحون صدورهم (وأجزاء أخرى) لهذه التلال من الدولارات النفطية التي سوف تنهار عليهم... ولكن مواطن البلد العادي... لا يمكنه السباحة والتمتع كالمعتاد على مسافة اكثر من كيلومترين من الشاطئ المقابل لقصر جلالته...
أذكركم بأن ملك السويد... يذهب إلى الشاطئ في بلده مع أولاده على دراجة عادية.. ولا يزعج ولا يضايق أحدا من جيرانه ومواطنيه...مندمجا بينهم كأي مواطن بسيط عادي...
من لم يــعــد يــؤمــن بــعــد بـــحــرب الــحــضــارات؟؟؟!!!...
لذلك وكما كتبت لكم بمقالي السابق, أن فــرنــســا, رغم عشقي وولهي لها, أصبحت مومسا عتيقة طفرانة.. مع مزيد من النكسة الحزينة والتأخر وقبول الاعوجاجات.. بمقابل حفنة من الدولارات!!!.............
***********
عــلــى الــهــامــش :
ــ مرة أخرى.. صدق أو لا تصدق
من كان يصدق أن هذا البلد الصامت أمنيا, والذي تهيمن على أربعة أطرافه, وحتى على أوكار دبابيره, سبعة عشر أجهزة مخابرات مخيفة مرعبة مسيطرة مختلفة ( لا بمعنى الاختلاف, إنما بمعنى التعدد) بمكن له أن يجتاح بهذا الشكل بجحافل وعصابات من ثمانين دولة أجنبية ومن حاضنات داخلية متشددة متعصبة دينية, لا تقبل الآخر.. حسب تفسيرات شرائعية.. ضمن دولة تعلن في كل دعاياتها أنها علمانية.. رغم أنها بنت جوامع ومدارس دينية وقبيسيات وجمعيات إسلامية, أكثر مما بني من أول سنة اعتنقت بها بلاد الشام الإسلام حتى سنة 2011 الماضية وبداية الأحداث... ومن يومها لم يــعــد يــعــمــر أو يبنى أو يرتجى بهذا البلد المنكوب أي شــيء. كما أصبحت شوارعها وأحياؤها وما ندر من بقايا جنائنها مقابر. وغابت كل آثار جمالها وفكرها وحضارتها.. ولم يسمع أهلها كل يوم سوى عن تفجيرات داعش, وأبناء داعش, وأخوة داعش, وأبناء عم داعش.. وأعداد الضحايا الذين قتلتهم, بلا أي ذنب قتلة داعش, وأبناء عم داعش ,وابناء داعش, وأخوة داعش, وخاصة أتباع داعش من حاضنات محلية...
لهذا أنا لا أصدق.. أن هذه هي ســوريــا التي عرفتها, وعشت فيها أيام فتوتي وشبابي الحلوة والمــرة.. ورغم مرارة العديد من التجارب.. لـم نكن نــعرف فظاعة وبشاعة هذه التجارب اليوم المليئة بالحقد والفظاعات الحيوانية البعيدة كل البعد عن عادات البشر والإنسانية, بأية بقعة من العالم اليوم...
أنا لا أفهم ولا أصدق ولا أقبل هذا التطور الذي يحمل أعلام الدين والشريعة.. ولا أقبل كل تفسيرات هذا الدين وهذه الشريعة التي تحلل أو تصمت عن هذه الفظائع.. ولا أقبل أن يصمت عالم الحريات وعالم الحضارة والفكر والأنوار والتطور عن كل هذا.. ولا أقبل صمت عالم البورجوازيات السورية المصطنعة المفتعلة المنتفخة التي تــغــذت من كل هذه الحقبة وقبلها.. وما زالت تعيش على تلال خرابها وأمواتها... ولن أصمت عنها.. كلما حركت منفخاتها ومظاهر غناها الغير مشروع, بأي مكان في العالم... لأنها كانت أولى الشركاء, وأولى ماسحي الأحذية, لهذه السلطة الحاكمة في سوريا منذ ستين سنة... سأصرخ في وجوههم اينما كانوا اليوم, لأذكرهم و,ادينهم لمشاركاتهم بأسباب بمصيبة هذا البلد.. وأنهم بفسادهم ومشاركاتهم وإهمالهم وخدرهم وصلواتهم وتأملاتهم ونومهم.. هم من فتحوا الأبواب والنوافذ والخنادق والمزاريب لداعش, وأبناء داعش, وأخوة داعش, وأبناء عم داعش, وكل مـا تفرع منها خلال سنوات النكبة والموات هذه...
ــ تركيا.. والسحر والسحرة...
تركيا وحكوماتها الأردوغانية والأوغلوية ومخابراتها التي فتحت جميع أبوابها ونوافذها وخنادقها ومعابرها ومزاريبها وحدودها مع سوريا, لتسهيل عبور جميع المقاتلين الإسلامويين والمتطرفين والمرتزقة من دول العالم.. كما ساعدت بتدريبهم وتسليحهم ومرور الأموال السعودية والقطرية بالمليارات إليهم.. وبعد خمسة سنوات.. هــا قـد انقلب سحر داعش ضدها على الحدود السورية التركية.. وبدأت تلمس مؤخرتها خشية وصول الداعشيين إليها.. ونشر شريعتهم ضد شــريـعـتـهـا...
البعبع.. على أبوابها.. على صدرها.. وبداخل بلدانها... ــ ومع الاعتذار ـ يطبطب مــؤخــرتــهــا... بلا عجب ولا تعجب...........
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.. حـــزيـــنـــة.
غـسـان صــابــور ــ لــيــون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي بكار.. وسياف داعش... وأحداث واقعية مضحكة أو مبكية حزينة ...
- عودة... وردات فعل... ومعايدة...
- تاجر دمشقي...
- رسالة إلى السيد حسن نصرالله... ودعوة إلى العلمانية...
- ميريام أنطاكيMyriam Antaki... صورة سورية...
- مرة أخرى... غضب مشروع...
- هولوكوست Holaucoste الشعب السوري
- ورقة الألف ليرة... والتماسيح...واللاجئون السوريون.. أيضا وأي ...
- محاورة بين الفنان سامي عشي وبيني... وبيني وبين أصدقلئي الغرب ...
- لمتى يهيمن الغباء على سانا... وفي أمكنة أخرى من العالم؟؟؟...
- لنتذكر هيفاء عواد و دارين هانسن
- هذه المدينة.. هل ستصبح يوما داعشية؟...
- غسيل دماغ مسلسل -باب الحارة-... وهامش عن وزيري الثقافة والإع ...
- وبعدين؟؟؟!!!...
- وعن اللاجئين السوريين... مرة أخرى أحدثكم...
- عودة إلى سابين... عودة إلى اللاجئين السوريين...
- تحية إلى سابين
- G7 والاضطرابات الاقتصادية والمناخية والصحية في العالم
- رسالة ثانية إلى البابا فرانسوا
- كارشر Karcher


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الأمل... أو انتظار ليلة القدر...