غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 15:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لنتذكر هيفاء عواد و دارين هانسن
أعود هنا مرة ثانية إلى مقال الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم المنشور البارحة بهذا الموقع , والتي حاولت بـه أن تــهــز ضمائرنا الجامدة, لتذكرنا بنشاط طبيبة دانماركية من أصل سوري, تدعى هيفاء عواد التي وصلت من سوريا إلى الدانمارك مهاجرة مع أهلها وهي في السابعة من العمر. حيث عاشت وتابعت دراستها بتفوق, حتى حصلت على شهادة الطب من جامعة كوبنهاغن.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=473428
وكانت هذه كلمات تعليقي على مقال الزميلة مكارم ابراهيم, بعد أن قرأت وعرفت ما قامت به هذه الطبيبة الشجاعة الرائعة من أجل المنكوبين والمرضى السوريين, أطفالا ونساء وشيوخا, حتى بأخطر المناطق الداعشية, متحدية جميع الممنوعات والحواجز الشرائعية والحربجية, حتى تؤدي واجبها كطبيبة غير مبالية بأي خطر, سوى مساعدة الآخر, دون أن تعرف اسمه أو مذهبه أو أي من اختياراته العقائدية وغيرها... همها الوحيد معالجة ألم الآخر.. والحرب من أجل حياة الإنسان بهذه الظروف الأليمة الصعبة.. وخاصة رغم تهديدات الحرس الداعشيين بألا تكشف النقاب عن وجهها عندما تضطرها عناية حالة صعبة لطفل مريض أو جريح.. حتى تقوم بعملها الإنساني على أكمل وجه.. إن صح التعبير.. وتصوروا صعوبة عملها بهذه الحالات, بحضور حرس من العصور الحجرية.. لا هم لهم سوى تطبيق الشريعة الإسلامية, حسب عقولهم اليابسة...
"أحي معك السيدة هيفاء عواد التي تتحدى الأخطار والغباء والجهل, لتدافع عن الإنسان وحياة الإنسان, في بلد مزقته جحافل الجهل والتعصب وجميع الأحقاد ورفض الآخـر وكره الأخر.. باسم الآلهة... أحي هذه الفدائية الحقيقية والتي تقدم لأخيها الإنسان كل المساعدة دون أن تعرف اسمه أو إثنيته أو مذهبه.. وهذا باعتقادي أقدس المقدسات.. وعملها وتضحيتها وشجاعتها أقدس من كل المقدســات.. وأنا أنحني أمامها بكل احترام.. وأسجل لها كل شكري كإنسان يحترم ألـــم ألآخر... وعلينا أن نطالب للطبيبة هيفاء عواد, بأعلى جوائز التقدير لدى المؤسسات الأممية التي تحترم الإنسان وقدسية الإنسان.. وخاصة كرامة وقدسية الإنسان.. ومساواة المرأة والرجل بكل المجالات.. دون أي استثناء... آملا لها ديمومة القوة لمواجهة أعداء الإنسانية, بكل مكان.. بهذه الظروف الصعبة التي عاشتها و تعيشها بين السوريين.. ومن أجل السوريين, كل يوم وكل دقيقة."
وكان جواب الزميلة مكارم ابراهيم أن هناك دانماركية أخرى, من أصل سوري, تدعى السيدة دارين هانسن.. خصصت كل اهتماماتها الاعتناء باللاجئين السوريين المهجرين, بالدول المجاورة لسوريا.. وأن اهتماماتها مثل زميلتها الدكتورة عــواد مليئة بالجرأة والإنسانية والإخلاص من أجل الآخر.. رغم الصعوبات وضعف وسائل العناية بهذه المخيمات التي يتكدس فيها ملايين المهجرين السوريين المنكوبين بهذه الحرب الآثمة الرهيبة المجنونة ضد ســوريـا, والتي لا يــعــرف أي إنسان حيادي عاقل, متى وكيف سوف تتوقف أو تنتهي............"
إني أحي هاتين السيدتين هــيــفــاء عـــواد و داريــن هـــانــســن, على جهودهما وشجاعتهما وتفانيهما الإنساني الرائع, والذي يفوق جرأة وإنسانية, ألف مرة أكثر مما نسمع من جميع زعماء وجنرالات وزعماء وسياسيي هذه الحرب الغبية وهذا " الربيع العربي " الذي اجتاح بلدان مولدنا ومشرقنا الذي كان عبر التاريخ, وقبل ابتداع هذه الأديان التي أنتجت هذه الخلافات التي تحولت إلى سلاح دمار شامل, بحرب حضارات موهومة, أو بحثا عن حقائق وجنات موهومة... لأن العنف يبقى خلال جميع العصور.. ســـلاح الأغبياء...
لنحي إذن إنسانية وذكاء وطيب ونضال هيفاء عواد و دارين هانسن... وألا ننسى ما تعملان من أجل السوريين.. ومن أجل ديمومة الإنسانية.. قبل اختفائها و زوالها بهذا المشرق.......
آمل من السوريات والسوريين.. وخاصة من يعيشون خارج البلد.. دون أي هــم أو مـرض أو نكبة أو حــاجــة... أن يضيفوا إلى نشاطاتهم (الثقافية) والاجتماعية وغيرها.. في صالوناتهم واجتماعاتهم... أن يتذكروا ويطلعوا على ما تقوم بــه هاتين السيدتين الرائعتين, واللتين نوهت عنهما الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم, والتلفزيون الدانماركي. لأنهما بنشاطهما الإنساني والأخطار التي واجهتها, يعادل ألف مرة ما سموه هنا "نشاط ثقافي لجمع الشمل" مجمد حاليا بسبب العطلة الصيفية الطويلة على شواطئ الريفييرا الفرنسية أو الإيطالية.. أو بأمكنة غالية أخرى في العالم... وأنا شخصيا أفضل النشاط الفردي الشخصي الذي لا ول يتعطل, لكل من هاتين السيدتين هيفاء عواد ودارين هانسن.. والزميلة الرائعة مكارم ابراهيم التي لفتت انتباهنا على صفحات هذا الموقع لنشاطهما الإنساني الحقيقي... عن كل نشاطات جمع الشمل الصالونية, للعديد من الجاليات السورية في مدينة ليون... أو بأية مدينة أخرى بفرنسا أو غيرها.......
وكعادتي.. وبكل مناسبة أسمي القطة.. قــطــة... حتى لا تموت الحقيقة...
***********
على الـــهـــامـــش :
هذا الصديق الكبير حامي العالم
ــ نشر موقع Médiapart الفرنسي هذا الصباح نقلا عن Wikileaks المعروف بفضح الوثائق السرية, معلومات ثابتة أن المخابرات الأمريكية كانت تتجسس وما زالت على جميع افراد الحكومات الأوروبية الحليفة لها ورؤسائها, حتى على هواتفهم المشفرة.. وفي العام الماضي لما تأكدت السيدة ميركل رئيسة الحكومة الألمانية من هذت الأمر. صمتت وصمتت, وكان اعتراضها عتابا عاديا وغير رسمي. وهذا الأسبوع انفجرت الفضيحة بوسائل الإعلام الفرنسية, أنه من سنين بعيدة إلى الوراء, كل الرؤساء الفرنسيين وأفراد حكوماتهم ومسؤوليهم السياسيين, كانوا " مسموعين " بجميع مكالماتهم الهاتفية الشخصية والرسمية من المخابرات الأمريكية (الصديقة)!!!...
ماذا ستكون ردة فعل الجهات الرسمية الفرنسية, وبقية حكومات الاتحاد الأوروبي ومؤسساته السياسية؟؟؟.. هل ستكون كردة فعل السيدة ميركل؟؟؟... تابعوا... تابعوا...
تصوروا صديقكم.. حليفكم.. شريككم.. أو أخوكم الكبير يتجسس عليكم 24 ساعة على 24 ساعة... إذن لا تستغرب أن شــركاته ومؤسساته التجارية هي التي تنافس شركاتك ومؤسساتك, وتزيد وتدفع لانتشار البطالة في بلدك.. وهذا الأخ الكبير هو الذي يوجه ويدفع هجرات الشعوب المنكوبة والفقيرة باتجاه بلدك, حتى تستمر المشاكل والفوضى والفقر ببلاد العالم كله... حتى يبقى لوحده سيد العالم...
هل تفهم حكومات أوروبا, وحكومات العالم بأسره, خداع هذا الصديق الذي تبنى سياسته الرأسمالية القميئة على خداع البشرية كلها, وتفقيرها والاستيلاء على مواردها الإنسانية؟؟؟!!!...
وهل نفهم أخيرا أن كل " الثورات " و " الربيع العربي " التي انفجرت في المشرق أو العالم العربي والحروب بين العرب والعرب التي تدوم من سنوات.. كانت من فعل هذا " الصديق " الذي يتجسس علينا.. وكل مبادئه قائمة على التجسس, حتى على أصدقائه؟؟؟... وما زلتم تتبعونه يا عــرب مثل الــغــنــم باتجاه المسلخ... راضين.. مخدرين.. مــؤمــنــيــن؟؟؟!!!...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هــنــاك و هــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟