أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى سابين... عودة إلى اللاجئين السوريين...















المزيد.....

عودة إلى سابين... عودة إلى اللاجئين السوريين...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4835 - 2015 / 6 / 12 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عــودة إلـى ســـابــيــن...
عودة إلى اللاجئين السوريين...

بعد ثمانية وأربعين ساعة من نشر مقالي على صفحات هذا الموقع بعنوان " تحية إلى سـابـيـن"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=471711
هذه الشابة اللبنانية التي تعيش وتعمل في مدينة ليون الفرنسية, بعد إتـمـام دراستها, والتي فتحت صفحة فرنسية على الفيسبوك بعنوان Les Réfugiés à LYON " اللاجئون في ليون".. لتناشد الجالية السورية وسكان البلد.. وتثير انتباههم واهتمامهم بمشكلة اللاجئين السوريين في هذه المدينة وضواحيها المتعددة, من أربعة أيام.. والتي لـم تــثــر, مع الأسف الشديد سوى بضعة (لايـكـات) معدودة, لا تتجاوز مستوى الاعجاب والتأييد السطحي.. ومثلها على مقالي التأييدي... مما دفعني أن أكتب لجاليتنا المريضة بالصمت.. والنظر من بعيد دون الاقتراب من الحدث.. مهما كانت جاذبياته الإنسانية.. لأن الحياد مرض جيناتي لديهم, نتوارثه من سنوات معتمة بعيدة... ولا أستغرب ما أصاب بلد مولدنا, ولماذا تهمل جاليتنا, ولا يهتم بمشاكلها المتعددة اليوم أحد... لأننا كنا, وخاصة هنا, دوما وراء حواجز الحياد متفرجين بسطاء.. دون المبادرة بالأحداث الفرنسية وأطرافها السياسية.. وأكثر أيضا, بكل ما يتعلق بالأحداث العالمية... وحتى الأحداث الاجتماعية المحلية للمدينة التي يعيشون... كأنهم فقط ــ عابرون ــ فيها!!!...
لهذا السبب أريد أن أوجه إليهم, ولآخر مرة بضعة كلمات.. لا لأصحح طريقة معيشتهم.. ولا لأن يتطوعوا ماديا أو إعطاء بعض من وقتهم (الثمين) لصرخة سـابين من أجل اللاجئين السوريين, والذين يبقون شاءوا أم أبوا, أبناء جلدتهم.. رغم تفرنسهم ــ ظاهريا ــ من سنوات طويلة, دون اي مكسب بسيط حضاري أو ثقافي أو سياسي من هذه الفرنسة المظهرية... أو الانخراط بشكل منتج واضح بحسنات وجهها الثقافي والاجتماعي والسياسي والحضاري.. وكعادتي ســوف " أبق الــبــحــصــة " والتي سوف تثير كالعادة همهمات مخنوقة بالصالونات التي سموها اجتماعية ثقافية.. والتي أشــك أنها طورت مليمترا واحدا من عادات وتقاليد موروثة من جذور عربية ـ عثمانية ـ دينية ـ إثنية عتيقة!!!......
لو حدثتنا ســابـيـن عن أفضل طريقة لطبخ " الملوخية ".. لرأيت مئات ومئات (اللايكات) والتعليقات.. ولكنها حدثتنا عن موضوع مأساوي جدي.. موضوع اللاجئين السوريين في مدينة ليون وضواحيها.. لإيقاظ المشاعر والخواطر والضمائر والعزائم النائمة المرتخية, والتي لم تــثــر بـنـدائـهـا ــ الصـرخـة الواضحة المجروحة على الفيسبوك, غير بعض (اللايكات) المعدودة البسيطة الطيبة... كــالــعــادة....
كيف تريدونني بعد هذا يا جماعة ــ ليس بينها أي جمع أو ما يجمع ــ... من واقع جدي ولململة جراح.. أو حقيقة.. أن أنضم لجمعياتكم ونـفـخ مطبخكم.. وأهلنا ولاجئونا هــنــاك و هــنــا... جيـاع.. جـــيــاع.. آمل أن تــجــلــب لآلامهم التي تنزف هناك وهنا.. ســابـيــن.. وأمثال سابين... وأجيال سابين.. ومن تبقى من نفوس طيبة تشارك وتفكر وتشعر وتعمل وتكتب وتصرخ......... بينما أنتم؟؟؟... وألف آه من هرم أنتم.. بهذه الأيام.. وأكثر من أيام أخرى.. غارقون بـوادي الــطــرشـــان.. بانتظار حلول.. لم تأت.. ولن تــأتـي... من ليالي الخدر والقدر...
كتابة سابين ونداؤها على الفيسبوك, أثارت (بعضا) من الاهتمامات الجدية لدى بعض الأصدقاء الفرنسيين فقط.. مع عروض بعض من أوقاتهم, بالإضافة إلى عروض مادية أو مساعدات مباشرة.. بينما لم يردني سوى بعض الاستفهامات من بعض الشخصيات من الجالية السورية المخضرمة, فيها تساؤلات تحمل عشرات لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟... خشية أن نطالبهم ببضعة أورويات.. فكان أن طمأنتهم بأنه لا ســابين ولا أنا, ولا أي من المهتمين الجديين, نطالبهم بأورو واحد... ولن أطلب منهم بأي يوم من الأيام.. كدت أطلب منهم ــ على الأقل ــ مشاعر ووقتا واهتماما بالآخر... عادة إنسانية بسيطة.. لم يتعلمها واحد منا بهذا البلد.. وأنا أفهم أن الحياة اليومية, والركض المتواصل, وديمومة الوقوف بوجه الضروريات المادية اليومية.. واقع غـربي معروف... وكنا كلنا لما جئنا لهذا البلد, احتجنا إلى بعض من الدعم (والدفش) والمساعدة.. قدمها لنا فرنسيون عاديون بسطاء.. من وقتهم.. من حياتهم.. واليوم بيننا العديد الذين يملكون الوقت والمال والامكانيات للمساعدة... ولكنني أراهم, كما رأيتهم من سنوات طويلة بعيدة.. واقفين وراء حواجز الحياد الذي لا يكلف أي شــيء.. أما الكلام... فلكل واحدة من هذه الجالية.. ولكل واحد.. قصص تفيض عن قصص عنترة وأبي زيد الهلالي أو أبي الحاتم الطائي.. حاملين على رؤوسهم هالات مختلف القديسين وموزعي رسائل الآلهة على الأرض...
بالنصائح والأمثال والنوادر والقصص.. هم الأوائل كالعادة... وهم دوما, بكل عرس لهم قرص... ولكن إن طلبت منهم بعضا من وقتهم, لحدث إنساني, أو اجتماعي, أو سياسي, يمكن أن يغير بعضا من نكبات البلد.. فهم أما خارج المدينة بدعوة تجارية, او بسفرة استجمام على ظهر باخرة سياحية اربعة نجوم... أو ينتظرون ظهور الهلال مرة.. حتى ظهور البدر كاملا بالسماء... وينتظرون.. وينتظرون.. وبعد سنوات طويلة بهذا البلد.. لم أفهم على الإطلاق ماذا ينتظرون............
أنا لا أعترض على ركضكم وراء ملذات الحياة والغنى والترف.. وحساباتكم في البنوك.. ولكن تذكروا... أنكم بدأتم كلكم من الصفر أيضا بهذا البلد... حتى من وصل منكم بحقائب مليئة بالدولارات أو الأورويات.. ولكن هنا بدأتم من الصفر رغم فيللاتكم وسياراتكم وخدمكم... وواجهاتكم اللامعة.. لأنكم حتى اليوم لم تتعلموا الحياة الحقيقية, ولا الحضارة الحقيقية, ولا الجمال ولا الفنون الحقيقية, ولا اللذات الحقيقية بهذا البلد... لأن هذا يوجد أو لا يوجد بــشــكــل طبيعي في جيناتنا... ووقوفكم دوما وراء حاجز الحياد, بالطوابير المنتظرة الطويلة... يثبت ما أبدي...
واليوم.. اليوم اللاجئون السوريون في ليون, ليسوا بحاجة لكم.. وحتى المرضى والمعاقين منهم.. وحتى المتعبين الضائعين... لأن هناك جمعيات فرنسية خيرية إنسانية, ونساء ورجال متطوعون فرنسيون.. متطوعون مجانا.. يكفي للاجئين السوريين معرفة عناوين هذه الجمعيات الخيرية, بالإضافة إلى المساعدات الحكومية من تأمين صحي ورواتب وتعويضات سكن... يكفي أن تشرح لهم هذه الأمور ومساعدتهم للوصول إليها.. وهذا عمل يحتاج لعدة أيام لكل إضبارة.. ولكن بقليل من الصبر وشرح القوانين لهؤلاء اللاجئين ومساعدتهم بالترجمة وتوصيلهم لهذه الجمعيات.. وفرق بسيطة من المتطوعات والمتطوعين مثل الصديقة الطيبة سابين.. وكما يفعل بعض من الأصدقاء السوريين والفرنسيين بباقي المدن الفرنسية.. يمكننا أن نخفف عبء الغربة والألم.. بهذه المدينة..... فرق صغيرة من الشابات والشبان وغيرهم.. سوف نبدأ.. ونتابع.. ونعطي وقتنا.. وبعضا من حياتنا وأيامنا.. من يدري؟.. من يدري.. يمكننا أن نداوي بعض ألـم الآخر.. ونداوي آلام أفكارنا العتيقة...
انتهى بــق البحصة..........
***********
عـلـى الــهــامــش :
ــ ميشيل أونفري Michel Onfray فيلسوف فرنسي يساري أناركي علماني ملحد, غير ملتزم, لامع, معروف مؤلف لأكثر من خمسين كتاب فلسفي سياسي, وصاحب جامعة مجانية مفتوحة للجميع... صرح هذا الصباح على راديو RMC Info بأن مسؤولية تكاثر الهجرات التي تنهال على الشواطئ الأوروبية... سببها معيشي وأمني... والمسؤول الأول هي الحروب التدميرية التي خلقتها ودفعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون, بكل من العراق وليبيا, بحجة الديمقراطية.. فأدت إلى الفوضى والخراب الكامل, والاضطرابات الكاملة بأقطار كاملة من الأرض وغيرت مصيرها... وهذه الدول التي أثارت كل هذه الاضطرابات, هي التي أدت إلى إنتاج ما يسمونه الإرهاب الذي يتشاكون من أفعاله اليوم... وهم باعتداءاتهم المتكررة على هذه الشعوب, لامتصاص ما تبقى من بترولها وغازها وخيراتها, هي التي أدت بشكل مدروس مخطط لهذه الهيجانات الطائفية والإثنية والحروب, وكل ما نرى من فظائع هذا الإرهاب في المشرق ومناطق عديدة من العالم... والتي تابعت و بقيت هذه الدول المسببة له, تتاجر معه وتغذيه...وعلى حد قول السيد أونفري, يحتاج إلى نظرة مغايرة لما يقال في الإعلام الغربي, عن الأسباب والمسببين.. وخاصة محاكمة نزيهة للمسببين الذين ضحوا بحياة الملايين من الشعب العراقي والليبي وعديد من شعوب الشرق الأوسط...
وأنا أضيف من ملايين الشعب السوري خاصة خلال السنوات الأربعة الأخيرة... للتذكير والتاريخ... حتى لا ننسى...
ــ آخــر خـــبـــر :
أعلنت الخلافية الإسلامية بقرية تابعة لمنطقة الحسكة السورية (تنظيم داعش) أنها نفذت حكم الإعدام بخمسة عشر أسير مسيحي هذا اليوم. وهي تتحضر لتنفيذ إعدام مئات الأسرى المسيحيين الذين اختطفتهم من مناطق الحسكة شمالي شرقي الحدود العراقية. وسوف تنفذ هذه العملية يوميا بمسجد باب الفرج بنفس المنطقة...
هل سوف تتحرك الدول التي تدعي محاربة هذا التنظيم الإرهابي؟؟؟...
هل سيتحرك ما تبقى من الضمير الــعــربــي والــغــربــي... أم سيتعامى كما يفعل منذ سنوات عن جرائم هذا البعبع الذي خلقته مخابرات أمريكا وأوروبا وإسرائيل منذ سنوات... وما زالت تسلحه وتطعمه وتغذيه, خدمة لمصالحها ومـآربـها الإجرامية في العالم؟؟؟...

بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هــنــاك و هــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى سابين
- G7 والاضطرابات الاقتصادية والمناخية والصحية في العالم
- رسالة ثانية إلى البابا فرانسوا
- كارشر Karcher
- بعض الأجوبة.. وعن محاضرة وكتاب... ومؤتمر.
- شعوب الغباء والنكسات...
- وهل ما زال - الحياد - فضيلة؟؟؟... وبعض الهوامش الضرورية...
- هل ما زال الصمت.. فضيلة؟؟؟...
- ما بين شارلي وتدمر... Entre Charlie et Palmyre
- قورطولموش... وعن تدمر السورية والغربان...
- عائلة قمر الدين..دي ميستورا.. وآخر نداء...
- عودة إلى تدمر... نداء...
- مدينة تدمر السورية Palmyre
- مرة أخرى... عن سفينة -الحوار -...
- عودة ماكيافيل...
- رثاء وطن وشعب...
- مظاهرات... وتظاهرات... وديمومة الغباء...
- موطني... موطني... وحنين لا يداوى...
- يوم بعد يوم... مشاعر قلقة...
- غيمة على فرنسا... وخريف عربي لا ينتهي...


المزيد.....




- طبيب أمريكي عمل بمستشفيات غزة يفصّل ما حدث ليلة استهداف -الأ ...
- ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ويضيف منصبه لوزير الخارجية مؤ ...
- وزير النقل التركي يجدد تأكيده على مشروع -قناة إسطنبول- رغم ا ...
- برلماني روسي يدعو لإدخال برنامج محو الأمية إلى البيت الأبيض ...
- ليبيا: الوصول إلى المعلومة أشبه بالمغامرة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: منظومة الدفاعات الجوية تعمل على اعت ...
- أوروبا تسعى لبناء مجمع عسكري بحثا عن الاستقلال الدفاعي
- رسالة تحدٍّ من ناشطة بعد قصف سفينة كسر الحصار على غزة
- لبنان يحذّر حماس من تنفيذ أعمال -تمس بسيادته وأمنه-
- إحالة آبل للتحقيق لانتهاك أمر قضائي يخص شركة -إيبك غيمز-


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى سابين... عودة إلى اللاجئين السوريين...