أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تاجر دمشقي...















المزيد.....

تاجر دمشقي...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عاد صديقي من سوريا, إلى ليون بعد قضاء مدة شهر. عطلة صيفية ســمـاها. صديقي.. صديقي تاجر.. مفكر.. سياسي مخضرم.. محلل.. عاصر الخمسين سنة الأخيرة من تاريخ سوريا.. وكان دوما بقلب الحدث.. عفوا.. أصحح.. كان دوما على أطرافه.. على نافذته.. قرب الحديقة التي تؤدي بهدوء وأمن وبساطة عادية.. إلى أبوب الخروج.. والحياد المتفرج.. أعرفه من سنتين.. ولكنني لا أعرف حتى هذه الساعة.. ماذا يفكر.. ولكنني سوف اسميه التاجر الدمشقي.. رغم أنه من قرية جميلة قريبة من الساحل السوري.. كان لي فيها أيام الفتوة والشباب صديقات وأصدقاء لا يمكن نسيانهم.. وخاصة الصديقات.......
ســألته كيف حال دمشق.. مدينة ذكريات فتوتي وشبابي الحلوة والمرة.. فأجابني بهدوئه المعهود.. تمام.. رائعة.. مطاعم مليئة.. سهرات.. حياة عادية.. وبعض القذائف والمتفجرات من وقت لآخر.. كهرباء ساعة أو ساعتان في اليوم.. الماء تأتي من وقت لآخر.. (مش دائما).. ولكن يمكن الحصول على الماء من آبار بعض الأديرة أو الجوامع (المفتوحة).. حياة عادية طبيعية... كل شيء موجود.. يكفي أن تدفع الثمن...
حياة عادية طبيعية.. يكفي أن تدفع الثمن.. ههذا الروتين المرضي الفاسد الذي اعتاد عليه السوريون, لا سنوات الحرب المريرة هذه.. إنما من سنوات عديدة مريرة حزينة طويلة.. حتى أصبحت مرضا عاديا من العيش (ولا اقول الحياة) الذي يــمــر يوما بعد يوم..
ولكنني لم أســأله إن كانت الحياة طبيعية.. لكل سكان دمشق.. أو لبقية سكان سوريا.. وخاصة الذين ماتوا.. أو الذين يموتون كل يوم.. أو الذين هاجروا.. أو الذين لم يصلوا إلى أي مـرفــأ أمان.. أو غالبية السوريين الذين لا يمكن أن يطبقوا نظرية " يكفي أن تدفع الثمن " حيث أنه لم يستطع إعلامي عن أسعار أبسط الأشياء الضرورية اليومية العادية... ولكنني عرفت منه أن السكان (البسطاء العاديين) يدفعون ثمن التيار الكهربائي الذي يصل إلى بيوتهم ساعة أو ساعتين, باليوم الواحد.. أو من وقت لآخر...
ولكنني تأكدت أن القذائف الصاروخية.. وخاصة من نوع كاتيوشا الروسية.. لا تنقطع عن الوقوع باستمرار على أحياء دمشق المختلفة.. آتية من ضواحيها القريبة.. وإنني أستغرب.. أو ليست الكاتيوشا سلاحا روسيا.. وكيف وصل إلى أيادي الداعشيين والجبتهنصريين؟؟؟... أو ليس الروس حلفاء الجيش النظامي والسلطة النظامية.. عادة؟؟؟... أتساءل.
بالفعل هذا البلد تهيمن عليه حالة "سلطة روسية" السلطة التي تقدم عادة بالمطاعم الراقية الأوروبية « Salade Russe »؟؟؟!!!... بالفعل لم أعد أفهم أي شيء من هذه الأزمة... ومن يبيع ومن يشتري.. ومن يتقاسم مع من ثمن ضياع هذا البلد.. وخاصة ثمن كل هؤلاء الضحايا الأبرياء والذين استشهدوا وقاوموا وصمدوا للدفاع عن كرامة وعزة هذا البلد.. هذا البلد الحزين.. بالرغم من أن مطاعمه وملاهيه.. تبقى مليئة عامرة في دمشق وطرطوس واللاذقية.. وما تبقى من المدن ــ الآمنة جزئيا ــ بهذا البلد الذي اعتاد على صواريخ الكاتيوشا.. أو السيارات المفخخة الانتحارية.. معتبرا أن كل شيء تمام.. يا خــالــة......
أما أنا فإني أرى بهذا التمام الغير طبيعي.. مرضا من نوع السادومازوخية, مزروع مغروس في جيناتنا وحياتنا وتقسيم بلدنا وخرابه ونكباته التاريخية.. بأشكال مرضية مختلفة.. لا يمكن أن تعيد لنا أيا من مبادئ المعيشة أو الحياة الطبيعية.. وخاصة أنني سمعت قصصا مختلفة عن انتشار الخطف لقاء فدية, لأناس عاديين.. عاديين جدا.. حتى أصبحت مهنة عادية وشغلة عادية.. يقوم بها حرفيون عاديون عاطلون عن أعمالهم العادية.. بسبب الأزمة.. ورجال الأمن العاديون النظاميون.. لا يستطيعون أي شـيء أو أي حل لهذه المصيبة الحالية العادية. وأحيانا يقاسمون عصابات الخاطفين بعضا من مكاسبها القميئة.. مهنة رذيلة خلقتها وجلبتها لنا هذه الحرب الغيرعادية.. لهذا البلد الذي كان نائما بغباء كامل.. دون ترقب وحذر من هذه النكبة وفظائعها الداعشية الغيرعادية... وما تحضر لها من مؤامرات وخيانات مزروعة بحاضنات محلية عادية وغير عادية...
بعد كل هذا.. كل غير عادي.. أصبح عاديا بهذا البلد الذي كان زهرة المشرق, وصار اليوم معبر الغزاة والمغامرين والداعشيين والباحثين عن الثروات الغير مشروعة.. وأقصر الطرق إلى الجنة وحورياتها وغلمانها ومائها وخمرها...
*********
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ الــنــووي الإيــرانــي
مفاوضات.. لقاءات.. مباحثات.. ليال طويلة متعبة.. اتفاقات.. اعتراضات.. مقايضات.. مبايعات.. من فوق الطاولة.. من تحت الطاولة.. تعويضات.. مليارات... دولارات... وأخيرا تــم الــتــوقــيــع...
من الرابح.. من الخاسر؟؟؟!!!...
في إيران مهرجانات وأعياد.. وفي إسرائيل قلق وعبسات وتساؤلات.....
البارحة انهى المفاوضون خمسة زائد واحد بالوصول إلى اتفاق.. مدته من سبعة إلى عشرة سنوات.. عن أجزاء وأجزاء مقبولة.. عن شروط وقيود مفهومة وغير مفهومة.. وأمبارغو يرفع تدريجيا سنة بعد سنة.. وتنازلات جزئية عن الأموال الإيرانية ومئات المليارات المحجوزة بأمريكا... غضب ناتياناهو ثم صمت.. بماذا أسكتوه.. وماذا سوف يعطونه حتى يصمت...
هل سوف تتراجع إيران ــ جزئيا ــ عن دعمها المالي والاستراتيجي والعسكري لسوريا... من المنطقي أن كل هذه الأمور قد طرحت واتفق عليها.. وسوف نرى ثمنها على أرض الواقع وتغيير الاستراتيجيات على الآرض.. ببطء السلحفاة وسرعة الفهد, بالأيام القادمة.. وفي المفاوضات السياسية.. لا يوجد شيء مجاني أو حقوقي طبيعي.. والذئاب وحدها تفرض شروطها وديكتاتها... وكل الباقي كتابات شاعرية ومنفخات طبولية...
على كل الأحوال كلنا نعرف أن دولة إسرائيل تملك ترســانـة نــووية كاملة... ولماذا لا تملك إيران بعض البويضات النووية.. ولا التقنيات المستقبلية؟؟؟...
هل هناك مراضاة ومبايعات على حساب شعوب وشعوب؟؟؟... ومن سيدفع ثمن الخسائر والمرابح التي لم نفهم أي شيء من كل اتفاقاتها التي تــمــت كلها بــســريـة تامة... سادت فيها كل هذه السنوات.. رغم الاعتراضات الناتانياهوية.. ومجلس الشيوخ الأمريكي الذي هــمــه الأول وحرصه الكامل مصلحة إسرائيل وتوسعها الدائم وأمنها الأبدي السرمدي.
الخــاســرون, كما تعودنا خلال كل القرن الماضي.. وسنين هذا القرن.. هم دوما العربان المتعربشين بانتظار ليلة القدر.. لحل أزماتهم ومشاكلهم وغيابهم الكلي عن كل واقعية سياسية وحضارية...
وســوريا؟؟؟... وســوريـانـا بكل هذا؟؟؟... ما نصيبها من هذه المتاجرة السياسية البشرية الجديدة؟؟؟!!!...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك وهـــنـــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيد حسن نصرالله... ودعوة إلى العلمانية...
- ميريام أنطاكيMyriam Antaki... صورة سورية...
- مرة أخرى... غضب مشروع...
- هولوكوست Holaucoste الشعب السوري
- ورقة الألف ليرة... والتماسيح...واللاجئون السوريون.. أيضا وأي ...
- محاورة بين الفنان سامي عشي وبيني... وبيني وبين أصدقلئي الغرب ...
- لمتى يهيمن الغباء على سانا... وفي أمكنة أخرى من العالم؟؟؟...
- لنتذكر هيفاء عواد و دارين هانسن
- هذه المدينة.. هل ستصبح يوما داعشية؟...
- غسيل دماغ مسلسل -باب الحارة-... وهامش عن وزيري الثقافة والإع ...
- وبعدين؟؟؟!!!...
- وعن اللاجئين السوريين... مرة أخرى أحدثكم...
- عودة إلى سابين... عودة إلى اللاجئين السوريين...
- تحية إلى سابين
- G7 والاضطرابات الاقتصادية والمناخية والصحية في العالم
- رسالة ثانية إلى البابا فرانسوا
- كارشر Karcher
- بعض الأجوبة.. وعن محاضرة وكتاب... ومؤتمر.
- شعوب الغباء والنكسات...
- وهل ما زال - الحياد - فضيلة؟؟؟... وبعض الهوامش الضرورية...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تاجر دمشقي...