أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3














المزيد.....

أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 05:32
المحور: المجتمع المدني
    


بغض النظر عن موضوعية الأنبياء والرسل وحقيقة التواصل بين المعلوم الواعي المدرك النخبوي المستشرق وبين عالم المجهول العظيم والكيفية ومقدار الجد من عدم القدرة على منح البعض لهذه الموضوعية صفة الواقع المتحصل تبقى الدين والديانات هي صورة وعي للإنسان قد تكون في أحيان قادرة على تطمين الإنسان على مستقبله وقد تنجح في جعله مستعدا للبقاء في حدود ما هو موجود من قواعد وقيم وقوانين لكنها أيضا فشلت في جوانب كثيرة منها أن الدين عجز أن يعط أجابة واحدة ولو تقديرية على حدود المجهول العظيم أو تلمس حتى على بيان أنه سيتمكن في النهاية من الألتقاء الوجودي في العالم المادي في ألتحام جزئي أو كلي ليشكلا معا منظومة كمال الوعي بين المادة وبين قدرتها على الفعل .
إذن الدين كان إنسانيا إذا أردنا أن نضيف الصفة على الموصوف وأيضا التدين كان مؤنسنا ولا مجال لزيادة أنسنتهما لأننا نحتاج هتا إلى تعريف جديد ومبتكر للإنسان في ظل عدم حاجة التعريف الأول للتطوير أو تبدل في مؤديات فهمنا له , الحقيقة المطلوب اليوم لتصحيح بعض مسيرة الإنسان ليس الزيادة في منح الموضوع الخارجي الذي أقصد به الدين والتدين والأخلاق والعلم والمعرفة ما في الإنسان من نقوصية طبيعية بقدر ما نحتاج إلى تنمية الوعي الإدراكي الأكتشافي الذي توصل الإنسان به لهذا العالم الذي نشهده , تطوير الوعي هو الذي يقود لتطوير الدين والأخلاق والعلم والمعرفة .
الدعوة الحقيقية والجادة اليوم هي أكتشاف الطرق المجهولة التي تحير الوعي في إدراك المسارب والمنحنيات والنوافذ التي تكشف لنا ليس في إشكالية الدين وما يتبعه من سلسلة العلاقات ولكن أيضا في تتبع ما فشل فيه الإنسان أزليا حينما أسند للمجهول والغيب أساس العلاقة التي تبرر وجوده في الوجود والمتمثلة بالسؤال التقليدي لماذا هذا العالم وكيف يمكن أن نديره نحن بما يتلائم مع تطور الوعي والقدرة على الإدراك , بمقابل أن لا نترك للغيب والمجهول مساحة للتفرد بنا بعقلنا بما يدور في مخيلة العلم الذي طلق المجهول وضرب به عرضا لمصلحة قواعده ,وهي المسألة التي فشل في إدراكها الدين والأخلاق معاكما فشلا في تبرير هذا العجز.
المطلوب اليوم وبإلحاح جديد قبل المباشرة بتفعيل حركة الوعي أن نفهم حقيقة الدين الكلية والتي لا تتعدى بكل الأحوال كونها قواعد أخلاقية مثالية أعتقد الإنسان أنها قريبا من النموذج الكامل الذي يؤمن له حرية الحركة وتنمية الوعي وتجنب حاله التناقضات التي تحطم مثالية الحلم الذاتي له بالحصول على بيئة الأحسنية والأخيرية وأمتلاك الحيز الحيوي لممارسة وجوده ووظيفته المنبثقة عنه دون أن تتقاطع هذه القواعد مع إدراكه العجز التام أمام المجهول المغيب , وبالتالي فهي أي قواعد الدين وضعت ليس لقهر الإنسان وتحديد وعيه لأنها منتج وعي وبالتالي عندما نجد تعارض بين مفهومنا الذاتي للدين وبين الحقائق أو التي أقرب لها في مجالي الدين والمعرفة أن يتراجع الفهم الديني عن تبني كمالية المحتوى وأن يضعه أمام جدلية النقد وأمتحان وجودي ليتخلص من تراكم الفشل المؤدي إلى تحديد قواعد التدين وموتها عند نقطة الشروع الأولى .
هذه الثورة الفكرية ليست أعتداء على الإرث الديني والأخلاقي الإنساني ولا هي أنتقاص من الدور الذي لعبه الدين تأريخيا في قضية الوعي ومساهمته في تطوير أسسه , ولكنه عودة حقيقة لذات الأسس التي تغلب بها الإنسان أولا على مجموعة الكم والكيف والأين والمتى وما ترافق في حياته الماضية التي أنتجت الدين وبنت كل أسس العقيدة والعادة والإيمان به , هذه النظرية لا تتعارض مع غايات الدين بل تفتح له الأفق التي أغلقها الإنسان على نفسه في مرحلة من مراحل الزمن الوعيوي نتيجة تفرد وتبطر البعض لدوافع الأنا المتضخمة لديه ليفصل الإنسان إلى محددين (إنسان بالضرورة وإنسان بالأفتراض), عودة الوعي للوعي هي محاولة إعادة الإنسان للواقع الأول الذي صنع الأخلاق وخلق الدين والرب والغيب والمجهول والمعلوم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 3
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح15
- أحتضان
- أفتراضات
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح12
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح13
- مناجاة حائرة
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح11
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح9
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح8
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح6
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح7
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح5
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح4
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح3


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3