|
انجاز جديد لمجلس النواب العراقي ..!
علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 18:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في هذا الوقت العصيب الذي يواجه فيه العراقيون أشرس موجات الارهاب في تأريخهم الحديث ، ينكفئ مجلس نوابهم ، المنتخب بضرائب دم من خيرة ابنائهم ، على اداء هزيل لايرتقي لحجم وخطورة التهديدات التي تستهدف كيان الدولة ومستقبلها واروح العراقيين وممتلكاتهم ، ويخوض المجلس في مناكفات وصراعات لاتخدم وظيفته ودوره المنتخب على اساسهما ، ليقر قوانين لاتنفع ولاتضر ولاتقدم خدمة للشعب الذي ينتظر الكثير مما جاء في لوائح وبرامج الاحزاب المعتمدة في الانتخابات ، والمفروض انها ملزمة بالعمل على تفعيلها وتطويرها لصالح المواطنين ، بدلاً من ( لفها ) والقائها في صناديق القمامة . أحدث الامثلة على هذه القوانين التي أقرها ( مجلس نواب الاحزاب ) ، هو ( قانون التعديل الأول لقانون مجلس الخدمة الاتحادي رقم (4 ) لسنة 2009 ) الذي اقره المجلس في الثامن والعشرين من آذار الماضي ، والمؤكد أن هذا التعديل كان قبل اقراره خضع لقراءة أولى وثانية ، وهو اسلوب اعتاد عليه المجلس في قراءة القوانين دون مبرر ، بدلاً من ان توزع الرئاسة نسخه من القانون على النواب قبل التصويت عليه بوقت مناسب ، يسمح بقراءته وصياغة مواقفهم منه . قانون التعديل المشار اليه والمنشور على موقع مجلس النواب كأحد انجازاته يتضمن أضافة عضوين للمجلس ليصبح العدد ( 9 ) بدلاً من ( 7 ) ! ، علماً أن مجلس الخدمة المقر قانونه منذ ( 6 ) سنوات لم يباشر أعماله ، وأستمرت أحزاب السلطة بآلية التعيينات التي تخدم مصالحها منذ سقوط الدكتاتورية ، وفق أساليب أضرت بالمؤسسات العراقية وساهمت في تكريس المحسوبية والولاء على حساب الكفاءة وحقوق المواطنيين من غير المنتمين لها ، ناهيك عن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة المترتبة على هذا المنهج العقيم . أن هذه الاختيارات المعتمدة من مجلس النواب لـ ( قوانين ) غير مهمة ولانافعة لعموم الشعب ، واستبعاد قوانين لها مساس بحقوق المواطنين وبناء المؤسسات وترسيخ النظام الديمقراطي ، كقانون الاحزاب والنفط والغاز والمحكمة الاتحادية والاحصاء والمناطق المتنازع عليها ، يشير بوضوح الى سوء اداء مستند الى توافقات غير معلنة لاطراف السلطة ، تخدم مصالحها الذاتية على حساب المصلحة العامة ، وهي بهذا الاسلوب تكون مسؤولة عن جميع التداعيات التي عصفت بالعراق منذ تصدرها المشهد السياسي ، خاصة تنامي وشراسة الارهاب الذي بات مهدداً لكيان الدولة ومستقبل مواطنيها ، ومسؤولة عن التضحيات الكبيرة والمتصاعدة التي يدفعها العراقيون دماءاً غالية في مواقع المواجهة ، وفي مدنهم المستهدفة بالتفجيرات والاغتيالات وعصابات الفساد المنتشرة في جميع مؤسسات الدولة واركانها . لقد أثبتت السنوات الماضية اتساع الهوة بين طواقم السلطات ومنها مجلس النواب وبين عموم الشعب ، ولم تعد الامثلة بحاجة الى شواهد على حسن اداء الشعب لواجباته ، مقابل التقصير الفادح للسلطات في تنفيذ مسؤولياتها ، وما الخراب العام الذي يقترب من الفوضى الا دليل ادانة وتقصير للكبار الماسكين بسلطة القرار من قادة الكتل والاحزاب وبطاناتهم المستفيدة من منافع المناصب طوال العقد الماضي ، وصولاً الى مايسمى بـ ( بورصة الكراسي ) ، التي وصلت اسعارها الى ارقام فلكية ، لا لشيئ غير مكاسبها المادية بعد التنصيب !. البرلمان العراقي الذي يفترض انه يتصدى لمهمتي التشريع والمراقبة ، يكاد يفقدهما معاً بالارقام والوقائع ، وهو أمر يرتقي الى مستوى خرق الدستور ، ففي الوقت الذي تخوض فيه البلاد حرباً ضروس ضد اخطر اعدائها ، لازال اعضاء البرلمان ورئاسته موزعين بين الغياب عن جلساته والانشغال بمناقشة واقرار قوانين ليس لها اي تأثير على الواقع البائس الذي يعيشه المواطن ، ومكتفين باستعراضات امام القنوات الفضائية لتبرئة ذممهم ، متناسين أن ذاكرة الشعب تحتفظ بسجلات مبوبة ومفصلة عن الجميع ، وسيكون لكل حادث حديث في وقته ومكانه .!
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احنه صف الأول أحسن الصفوف ..!!
-
تعيينات الوزير
-
أحترمك .. لكنني لا أثق بك ..!!
-
وأخيراً .. ثبت أن الأمين العام لم يكن أميناً ..!
-
الدماء غالية والكلام رخيص ..!!
-
أطباء في العراق ..( اذا ماصرت زين ارجعلي ) ..!!
-
الأمانة لاتحتاج الى صراع ..!
-
مدنهم نظيفة لأنهم يشترون ال ( زبالة ) .. !
-
مسلسل قراءة القوانين في مجلس النواب ..!
-
قرار الوزارة
-
تأجير المدارس .. تأجير الضمائر ..!!
-
اغلاق الملفات
-
خطورة ( اللعب ) الاعلامي
-
يوم الموازنة عطلة رسمية ..!!
-
أوقفوهم .. أنهم يفسدون أفراحنا ..!
-
نداء الى السادة المستشارين في العراق
-
من يحاسب الكاتب اذا اخطأ ..؟
-
موازنة 2015 وكفاءة المسؤولين
-
مسيرة باريس لاتنظف تأريخ نتنياهو الملطخ بدماء الابرياء
-
خطورة الخبر الذي يفضل ناقله عدم ذكر اسمه ..!
المزيد.....
-
بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة
...
-
أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية
...
-
الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2
...
-
صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير
...
-
الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط
...
-
تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2
...
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
-
-بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
-
بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|