أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - خطورة الخبر الذي يفضل ناقله عدم ذكر اسمه ..!














المزيد.....

خطورة الخبر الذي يفضل ناقله عدم ذكر اسمه ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 19:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطورة الخبر الذي يفضل ناقله عدم ذكر اسمه ..!
وفر سقوط الدكتاتورية في العراق فضاءاً واسعاً لحرية الاعلام باعتباره السلطة الرابعة في الأنظمة الديمقراطية ، وقد كفل الدستور العراقي ( على علاته ) حماية تلك الحرية من خطورة التعسف السياسي والاداري ضدها ، لكن منظومة الحكم التي خضعت للتقاسم الطائفي للسلطات ، فشلت في الحد من استخدام الاعلام كسلاح للهدم من قبل أطراف سياسية باتت معروفة لاسباب عديدة ، لعل أبرزها أختيار أحزاب السلطة كوادر حزبية لأدارة مؤسسة الاعلام الرسمية التي يفترض أنها مستقلة استناداً للدستور العراقي ولعنوانها الذي يؤكد استقلاليتها الوظيفية ، ناهيك عن تجاوز الكفاءة المهنية في أختيار هؤلاء ، لصالح الولاءات الشخصية على حساب المصلحة العامة التي يفترض وضعها فوق كل اعتبارفي هذه المواقع المهمة في اعادة البناءالفكري والثقافي للمواطن العراقي ، بعد عقود من القمع والواحدية الاعلامية البغيضة .
لقد أعتمدت أحزاب السلطة مجتمعة منهج التسويف في عرقلة أقرار قوانين مهمة تضمنها الدستور العراقي ، خدمةً لمصالحها الضيقة على حساب المصلحة العامة ، لعل من أهمها قانون الأحزاب الذي لازال مركوناً على رفوف التوافق ، رغم أهميته في تنظيم الحياة السياسية في البلاد من خلال كشف مصادر تمويل الأحزاب التي تدير من خلالها وسائلها الاعلامية الموجهة للشعب ، والتي يساهم الكثير منها في أرباك الوضع السياسي بشكل عام والأمني على وجه الخصوص ، والذي كان مصدراً فاعلاً في أكثر من مناسبة أجج فيها الصراع السياسي وزحف به الى مواجهات دموية شرسة ، دفع الشعب ضرائبها دماءاً زكية من خيرة أبنائه ومايزال .
لم تكن الديمقراطية على مدى تأريخها وفي جميع البلدان التي أعتمدتها منهجاً لأدارة الدولة ، مصدراً للفوضى المفضية لاراقة الدماء وسرقة المال العام وتعطيل مشاريع البناء والمحسوبية والفشل العام على جميع المستويات ، ولم تكن كذلك في كل تجارب الشعوب فضاءاً للصراعات السياسية العقيمة وتعطيل القوانين وحماية المجرمين ، لكنها في العراق كانت ولازالت كل تلك العناوين السوداء ، نتيجة الاداء السياسي الهزيل للنخب الحاكمة التي أثبتت عدم اهليتها لمواقعها الوظيفية الخطيرة في مرحلة اعادة بناء البلد بعد سقوط الدكتاتورية .
لقد حول الساسة في العراق مفهوم الأعلام الى ثرثرة واستعراضات شخصية أمام كاميرات التصوير التابعة لوسائل اعلام مدفوعة أثمانها من قوى داخلية وخارجية تتلاعب بالشأن العراقي وصولاً لمصالحها الخاصة ، ولم يفهم الثرثارون أمامها دورها المدمر للعراق طوال السنوات الماضية ، حتى أنقسمت الساحة العراقية التي قسمها التحاصص أصلاً ، الى معسكرين متحاربين لايمكن بناء البلاد وفق اسلوبهما العدائي المتنابزكأنهم في بلدين متحاربين .
لكن أخطر مافي فوضى الاعلام في العراق هو اسلوب اطلاق خبر مهم دون الاعلان عن مصدره ، تحت ذريعة مايسمى بـ ( حماية الجهة الاعلامية لمصادر معلوماتها ) ، وهو حق يراد به باطل ، لأنه لايتوافق مع أوضاع العراق الاستثنائية نتيجة ماتتعرض له البلاد من هجمة شرسة للارهاب ، خاصة الاخبار التي تتسبب في تأزيم الوضع السياسي والامني المتدهور أصلاً ، حتى وصل الامر الى كشف خطط عسكرية وتعليمات أمنية تتعلق بحماية حياة المواطنين ، من قبل بعض وسائل الاعلام المعروفة بعدائها للعراقيين واصطفافها مع الارهاب ، دون أن تحرك السلطات العراقية السياسية والقانونية ساكناً ضدها ، بحجج واهية ترتبط بقراءات خاطئة لمفهوم الحرية الاعلامية ومفهوم الحريات بشكل عام ، وكلما حاولت جهة حكومية التصدي لهذه القنوات والجهات الاعلامية السوداء ، كان الاتهام جاهز بانها تضييق على الاعلام وتخرق الدستور .
لقد بنت قنوات اعلامية بعينها جيوشاً من المنتفعين من سياساتها داخل العراق باسلوب شراء الذمم نتيجة لضعف المؤسسات القانونية والادارية التي يفترض أنها تراقب الاداء الاعلامي في الساحة العراقي المشتعلة بالصراعات ، وهي تساهم في ارباك الاوضاع الامنية بشكل واضح للعيان ولايحتاج الى المزيد من الشواهد والوثائق والبينات ، اضافة الى أن لها رجالاتها في مفاصل الدولة وفي اعلى المستويات ، وملفاتها موجودة في مدارج الوثائق الخطيرة في المكاتب الحكومية الامنية والقضائية منذ سنين ، فهل يتحرك القضاء العراقي لحماية الشعب من انشطتها المدمرة ، خاصة مايتعلق بـ ( المصدر الذي يفضل عدم ذكراسمه ) ليوقف أحد أخطر اساليبها في اللعب الاعلامي الموظف لاجنداتها السياسية ؟ أم أن سطوتها وأذرعها الفاعلة أقوى سلطةً من القوانين النافذة وأكثر أهميةً من الدستور؟ !.

علي فهد ياسين




#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيداً عن السياسة .. قريباً من الألم ..!
- حذاري من أستهداف الارهاب للقنصليات العراقية في الخارج
- لماذا استغنى الرئيس عن جواز سفره البريطاني ؟
- الوزير يوقع على شروط تركيا ..!
- موازنة عام 2015 وتوازن اللصوص ..!
- فاصل كوميدي في الكونغرس الامريكي ..!
- وداعاً زارع الورد .. وداعاً ياصديقي صادق حسن ..!
- محاكمة الوزير
- مقارنة بين مدرستين في الناصرية وبغداد
- المنطقة الخضراء عاصمة الفضائيين
- خطاب القصر .. الرئيس يفضح نفسه ..!
- جيوش العراق .. !
- مقارنة بين حارس الوطن وحارس الرئيس ..!
- بطالة خمس نجوم ..!
- ظاهرة تغيير الاسماء .. مصفى بيجي مثالاً
- خطة ( غزوان حامد ) لتحرير الموصل ..!!
- علاج الرؤساء العرب في الخارج يفضح أنظمتهم ..!!
- أوراق على رصيفِ عراقي ( 10 )
- النازحون الى المنطقة الخضراء ..!
- متضامنون ضدنا ..!!


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - خطورة الخبر الذي يفضل ناقله عدم ذكر اسمه ..!