|
مقارنة بين مدرستين في الناصرية وبغداد
علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 17:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقارنة بين مدرستين في الناصرية وبغداد نعرض هذه المقارنة بين مدرستين أبتدائيتين في الناصرية وبغداد ، أمام وزارة التربية و مجلس النواب العراقي المحددة وظائفه في التشريع والرقابة ، وأمام جميع الكتل والأحزاب التي تقود البلاد منذُ سقوط الدكتاتورية وأمام الشعب العراقي ، لبيان الرأي والتفسير واتخاذ خطوات وقرارات لمعالجة الغبن المرتقي الى مستوى الفضيحة ، مع علمنا أن هذا الحال لاتنفرد به مدارس الناصرية وباقي مدنها عن باقي المحافظات الأخرى . مدرسة ( الشروق ) في ناحية ( كرمة بني سعيد ) التابعة الى قضاء ( سوق الشيوخ ) الذي يبعد ( 29 ) كم عن الناصرية ، كانت شُيدت في العام ( 1937 ) ، وعدد طلابها الآن ( 300 ) ، وقد تم هدمها في العام ( 2011 ) لأعادة البناء ضمن مايسمى بـ ( تنمية الأقاليم ) ، وأستبدلت بـ ( 5 ) خمسة كرفانات فقط منذُ ذلك التأريخ ، مما أضطر أدارتها لتعليم طلبة مرحلة ( الرابع والخامس ) في العراء ، نتيجة لتلكأ الشركات التي رست عليها مقاولات البناء ( شركات خاصة أو تابعة لوزارة الصناعة ) في عموم المحافظات وليس في الناصرية فقط ، ولم يُنجز منها في الناصرية سوى ( 2 ) مدرستين فقط من أصل ( 106 ) مائة وستة مدارس ، رغم أنها لاتشكل سوى أقل من ( 20 % ) بالمائة من حاجة المحافظة التي تربو على ( 600 ) مدرسة جديدة ، بالاضافة الى الارباك الكبير في توفيركتب المناهج الجديدة وتوقيت تجهيزها ونقص أعدادها ، الذي أضطر الأدارات الى أسلوب ( الكتاب المشترك ) بين أكثر من طالب ، الذي شكل سابقة لم تعتدها المدارس العراقية من قبل ، ناهيك عن مشكلة ( المرافق الصحية ) غير اللائقة التي تعاني منها أغلب المؤسسات التربوية في عموم البلاد . على الجانب الآخر ، تقدم لنا وزارة التربية نموذجاً جديداً لمدرسة ( الوادي الأخضر) الابتدائية في بغداد ، من خلال تقرير تلفزيوني على ( قناة السومرية ) ، يتم فيه أعتماد التعليم الألكتروني باستخدام الحاسوب ، لجعل المدرسة ( مكاناً محبباً لدى الطالب ) على حد قول المتحدث الرسمي للوزارة ، وسيساهم في ( اكمال المناهج في الوقت المحدد ) ، ويتيح لأولياء الأمور ( مشاهدة أبنائهم أثناء الدراسة ) دون الحاجة الى مراجعة المدرسة ! ، ناهيك عن مستوى تجهيز الصف الدراسي الذي تم تصويره في التقرير ، من أجهزة كومبيوترومقاعد دراسية حديثة وستائر جميلة وجهاز تكييف وشاشة تعليم ( سبورة ذكية ) ، لاتتوفر بهذا المستوى في الكثير من الدول المتقدمة !. في هذه المقارنة لايمكن أن نستوعب فكرة ، أن النموذجين مسؤولةً عنهما وزارة واحدة في حكومة صادق عليها البرلمان العراقي ومُلزماً بمراقبة أدائها ، لتحقيق العدالة لعموم العراقيين في كل مناحي الحياة . اذا كان للبعض رأي آخر في نتائج هذه المقارنة ( الفضيحة ) لتبرير الفروق تحت عناوين ربما يكون الهاجس الأمني في صدارتها ، فأن تبريرهم لايستقيم أمام الواقع الأمني للناصرية ومدنها ، التي توصف بالمستقرة ، وهي ليست وحدها في هذا التوصيف ، انما هناك الكثير من المحافظات تنعم بالأستقرار، لكن مايحدث هو في الأصل نتيجة لغياب ( المنهج الوطني ) في الأدارة ، الذي يتوائم مع أهداف العناوين التي تصدرت المشهد السياسي في مواقع السلطة منذ سقوط الدكتاتورية ، وتبنت مافياتها أساليب ملتوية توفر لها الغنائم على حساب النفع العام ، وأذا كان هناك أستثناءات في تلك المواقع ، فأن سعيهم لخدمة الشعب أصطدم ولازال ب اجندات تلك المافيات التي تجاوزت عناوينها الخارطة الوطنية . المفترض أن وزارة التربية تعمل بعدالة ومهنية لتوصل خدماتها للمستفيدين منها في عموم المدن العراقية ، كي لايبقى هناك تلميذعراقي يتلقى تعليمه في العراء ، بل يجب أن تتساوى فرصته مع زميله في مدرسة ( الوادي الأخضر ) الذي يستحق كل الخدمات التي وفرتها الوزارة ، لأن الوزارة هي لعموم العراقيين ، ومن وقع على كشوفات الصرف لتجهيز مدرسة عراقية بأجهزة الحاسوب بمافيهم وزير التربية ، كان عليه أن يوقع كشوفات الصرف قبل ذلك ، لمدارس لازالت بلا مرافق صحية ولاجدران ولامقاعد دراسية ، أما أن تختار الوزارة مدارس بعينها لتجعلها نموذجية ، فأن ذلك لايحقق انجازاً يُحسب للوزارة تحت اية ظروف . علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المنطقة الخضراء عاصمة الفضائيين
-
خطاب القصر .. الرئيس يفضح نفسه ..!
-
جيوش العراق .. !
-
مقارنة بين حارس الوطن وحارس الرئيس ..!
-
بطالة خمس نجوم ..!
-
ظاهرة تغيير الاسماء .. مصفى بيجي مثالاً
-
خطة ( غزوان حامد ) لتحرير الموصل ..!!
-
علاج الرؤساء العرب في الخارج يفضح أنظمتهم ..!!
-
أوراق على رصيفِ عراقي ( 10 )
-
النازحون الى المنطقة الخضراء ..!
-
متضامنون ضدنا ..!!
-
قراءة في مرسوم جمهوري
-
الفشل أمام داعش سيطيح بالجميع ..!!
-
خطأُ فادح نزعم أنه غير مقصود ..!!
-
من منصة الاعدام السوداء الى منصة التتويج الباهرة ..!!
-
العراقيون يُقتلون في الشوارع والبرلمان مهتم بقانون تبليط الش
...
-
الاغتصاب .. من أمير الشعراء الى أُمراء داعش ..!!
-
كوباني .. طاولة قمار القرن ..!!
-
سقطة الرئيس الذي كان شاطراً ..!!
-
الطابور السادس ..!!
المزيد.....
-
اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
-
وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
-
مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم
...
-
البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ
...
-
كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري
...
-
بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض
...
-
السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم
...
-
وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
-
مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس
...
-
-حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|