أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - مقارنة بين حارس الوطن وحارس الرئيس ..!














المزيد.....

مقارنة بين حارس الوطن وحارس الرئيس ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في كل مرة يصل فيها الى مسامع العراقيين فعلاً مشرفاً لأحد أبنائهم النجباء ، تستدعي ذواكرهم قوائم طويله من أسماء الفاسدين الذين يخوضون في برك الوحل التي تحولت الى بحيرات ، بفعل حماتهم من العناوين العريضة التي تصدرت أحزابها وكتلها المشهد السياسي بعد سقوط الدكتاتورية البغيضة ، في مقارنة واجبة لكفتي ميزان الوطنية الذي لايقبل الخطأ على مدى التأريخ .
فقد أعلن وزير السياحة والآثار العراقي السيد ( عادل فهد الشرشاب ) في مؤتمر صحفي في مدينة الناصرية يوم الأحد الماضي ( 24.11. 2014 ) ، على هامش افتتاحه معهد السياحة والفندقة في المحافظة ، أن الحارس في موقع أور الأثري ( ضايف محسن ) , أبلغ الجهات المختصة قبل أيام عن عثوره على ( لوح أثري من الرخام الأبيض يجسد اله الشمس في الحضارة السومرية ، ويعود الى العام 212 قبل الميلاد ) ، وعلى اثره قامت مفتشية آثار ذي قار بانتشال اللوح ونقله الى متحف الناصرية .
اذا كان هذا الفعل الذي قام به السيد ( ضايف محسن ) طبيعياً في البلدان الأُخرى ، فأنه في عراق اليوم يمثل صورة مضيئة أمام لوحة عريضة من أفعال ( نهب الآثار ) التي بدءتها القوات الأمريكية منذُ اليوم الأول لاحتلالها العراق ، ولازالت تُديرها عصابات مافية منظمة تمتد أصابعها على كامل خارطة العراق ، تسندها في نشاطها دوائر عالمية وذيول محلية باعت ضمائرها وأنتمائها الوطني ، وفضلت عليها مكاسب مادية لاتمثل نسبةً تُذكر من قيمة تلك الآثار وأهميتها في التأريخ الأنساني .
لقد سبق المحتل الأمريكي الى هذا الفعل المشين المتمثل في سرقة الآثار العراقية أشخاص فاعلون في نظام البعث المقبور خلال سنوات الحصار في مطلع التسعينات ، وفي هذا المجال يبرز الى الصدارة أسم المجرم ( أرشد ياسين ) المرافق الأقدم للجلاد المقبور ( صدام حسين ) , الذي كان العنوان الأكبر للمتاجرة بالآثار العراقية في ذلك الوقت ، في مفارقة صارخة وفاضحة بين ( مبادئ !) قائده ورئيسه ، التي يُفترض أنها مؤسسة على تمجيد التأريخ والتراث ، وبين السلوك المخزي في ( بيع رموزه ) لأعدائهم المفترضين ! , وهو فعل يمثل نموذجاً للقياس يفضح الادعاءات الفارغة للنظام وفلسفته ، في وقت لم يكن فيه المجرم ( أرشد ياسين ) بحاجة الى أي نشاط تجاري لتحقيق الثروات ، ناهيك عن المتاجرة بالآثار تحديداً .
الآن يحق لكل عراقي ( لم تتلوث سيرته بفعل مضاد لوطنيه ) أن يُقارن بين سلوك حارس الآثار في موقع ( أُور ) السيد ( ضايف محسن ) وبين حارس الرئيس المقبور ( أرشد ياسين ) ، ( علماً أن عنوان ( مرافق الرئيس ) في ذلك العهد كان أعلى درجة يصل لها أحد المرافقين المختارين بأمر من صدام ، وقد تناوب على هذا العنوان ثلاثة من حراسه الشخصيين أصلاً ، هم ( صباح مرزا وأرشد ياسين وعبد احميد الذي رافقه الى تأريخ سقوط نظامه ) ، ليصل الى نتيجة مفادها ، أن الوطنية لاتُباع ولاتُشترى ، وهي ليست رقماً في البورصة ولامكسباً في التجارة ، وفرسانها نوعيون وأشراف وأصحاب ذمم نظيفه ، بغض النظر عن عناوينهم الفرعية في تكوين النسيج العراقي ، وليست مرهونة لتواريخ ومواقع جغرافية ، ولا مقتصرة على أعمار وأجناس وعناوين وظيفية ، ولاتعترف بألوان أعلام وأصول عشائرية ولا يفرضها فقر أوغنى ولا يحكمها تحصيل دراسي ومناصب ورتب عسكرية ، بل هي فعل انساني تحكمه الضمائر الحية .
للمفارقة نقول ، أن هذا الفارس الوطني الجميل ( حارس الآثار ) في موقع أُور ، الذي تناوب على ( وظيفته ) مُنذ عام ( 1922 ) جده ووالده وجاء هو بعدهم مخلصاً ومجتهداً ونظيف الذمه ، هو يحمل شهادة اعداية الصناعة وشهادة الاعدادية بفرعها الأدبي عن طريق الامتحان الخارجي ، وهو قادر على ( التفاهم ) مع السائحين الذين يزورون الموقع بأربعة لغات هي ( الانكليزية والالمانية والفرنسية واليابانية ) بفعل عصاميته وحبه لمهنته ومهنة أسلافه ، وهو بخزين المعلومات التي يكتنزها يستحق لقب ( دليل سياحي ) بأعتراف كل من يعرفه ، كل ذلك ولازال أجيراً بعقد دون تثبيت بعنوان وظيفي يستحقه مُنذ أحد عشر عاما ً ، ولم تبادر مفتشية آثار المحافظة ولاالوزارة الى تقييم قدراته وجهده سعياً الى انصافه !.
تأسيساً على ماتقدم ، ولأننا على يقين من أن هناك الكثير ممافاتنا دون قصد من جهد هذا الانسان الوطني النبيل ، يكون من حقنا وواجبنا أن ندعو السيد وزير السياحة والآثار الاستاذ ( عادل فهد الشرشاب ) للمبادرة بتكريمه نوعياً ، اضافة الى اعتماد صلاحياته الدستورية لتثبيته وظيفياً بعنوان يتوافق مع مؤهلاته المهنية بعيداً عن السياقات العقيمة التي تحول دون ذلك ، اضافة الى السعي مع القائمين على شؤون معهد السياحة والآثار الذي افتتحه الوزير في الناصرية ، نحو ايجاد صيغة مقبولة لاعتماده ( استاذاً محاضراً ) في المعهد ، ليكون ذلك حافزاً جديداً له للاجتهاد ، اضافة لماسيقدمه من مساهمة نوعية للجيل الجديد من طلاب المعهد ، خاصة والجميع على يقين بأن تكاليف كل ذلك لاتساوي قطرةً في بحر ماقدمه الرجل الى وطنه على مدى تأريخه وتأريخ عائلته الكريمة ، وسننتظر مبادرةً للوزير يستحقها الحارس الأجير الى الآن السيد ( ضايف محسن ) .
علي فهد ياسين





#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطالة خمس نجوم ..!
- ظاهرة تغيير الاسماء .. مصفى بيجي مثالاً
- خطة ( غزوان حامد ) لتحرير الموصل ..!!
- علاج الرؤساء العرب في الخارج يفضح أنظمتهم ..!!
- أوراق على رصيفِ عراقي ( 10 )
- النازحون الى المنطقة الخضراء ..!
- متضامنون ضدنا ..!!
- قراءة في مرسوم جمهوري
- الفشل أمام داعش سيطيح بالجميع ..!!
- خطأُ فادح نزعم أنه غير مقصود ..!!
- من منصة الاعدام السوداء الى منصة التتويج الباهرة ..!!
- العراقيون يُقتلون في الشوارع والبرلمان مهتم بقانون تبليط الش ...
- الاغتصاب .. من أمير الشعراء الى أُمراء داعش ..!!
- كوباني .. طاولة قمار القرن ..!!
- سقطة الرئيس الذي كان شاطراً ..!!
- الطابور السادس ..!!
- معرض بغداد الدولي .. دورة ( داعش ) ..!!
- غادر محسن الخفاجي دون ان يؤذي أحداً ..!
- لاجديد في حقيبة الوزير ..!
- سقوط أقنعة المستشارين وأصحاب الدرجات الخاصة ..!


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - مقارنة بين حارس الوطن وحارس الرئيس ..!