أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - ظاهرة تغيير الاسماء .. مصفى بيجي مثالاً















المزيد.....

ظاهرة تغيير الاسماء .. مصفى بيجي مثالاً


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظاهرة تغيير الأسماء .. مصفى بيجي مثالاً
استعادة القوات العراقية والحشد الشعبي المساند لها مدينة بيجي ومصفاتها العملاقة من عصابات داعش بعد خمسة أشهر من الأحتلال ، في معارك ضارية تمثل صفحة جديدة من الأنتصارات الباهرة على فلول الارهاب ، باتجاه تحرير كامل المدن العراقية المغتصبة منذُ العاشر من حزيران الماضي ، بعد صمود بطولي للمدافعين عن المصفى ، في ظروف غاية بالصعوبة والقسوة لم تفت في عزيمتهم الوطنية وشجاعتهم النادرة ، التي تمثل واحدة من الصور الباهرة للعسكرية العراقية المغايرة لماتروج له وسائل الاعلام المعادية والمأجورة ، والمكشوفة الأهداف والنوايا منذُ سقوط الدكتاتورية .
قام وزير النفط الدكتور عادل عبد المهدي رفقة محافظ صلاح الدين رائد الجبوري ، بزيارة المصفاة بعد ساعات من فك الحصار عنها , في ثاني زيارة لها بعد تسنمه لمنصبه ، بعد زيارته الاولى التي جاءت بعد ايام من استيزاره ، رغم الحصار الذي كان مفروضاً عليها ، ليعلن عن بدء الكوادر الهندسية للوزارة جهد اعادة تأهيل المصفاة التي هي الأكبر في البلاد ، وهو أمر طبيعي ومهم يجب أن تضطلع به وزارة النفط في هذا الوقت بالذات ، أضافة الى ( استجابته ) لطلب محافظ صلاح الدين ( تغيير اسم المصفاة الى مصفى الصمود ) ، وهو موضوع لابد من مناقشته لفحص مشروعيته وضروراته والنتائج المترتبة على تنفيذه .
ان قرار تغيير أسماء المؤسسات والمدن في الأنظمة ( الديمقراطية ) لايجوز أن يتخذه أفراد مهما كانت مواقعهم السياسية أو الرسمية في أجهزة الدولة بغض النظرعن الضرورات الموجبة ، خلافاً للأنظمة الدكتاتورية التي تعتمد ذلك بناءاً على قرارات فردية يتخذها الحاكم المستبد ، كما خبر الشعب العراقي ذلك طوال أربعة عقود من تسلط النظام البعثي على مقاليد الحكم قبل سقوطه ، أنما هناك سياقات وضوابط يجب أن تُقرضمن قوانين ، وتُشكل وفقها مؤسسة حكومية تختص بمهمة تغييرالأسماء ، لتصفية آثار الأختيارات القسرية التي كانت فرضتها الدكتاتورية لتمجيد رموزها .
لقد أمضى الدكتور عادل عبد المهدي عقوداً من عمره في فرنسا ، أحدى البلدان التي تعتمد ( المؤسساتية ) منهجاً في الادارة ، ونزعم أن قرار استقالته من منصبه الرسمي ( نائباً لرئيس الجمهورية ) قبل سنوات ، كان يصب في سعيه لبناء مؤسسات عراقية جديرة بأدارة دولة ناهضة وليس دولة مراوحة في مكانها منذ اكثر من عقد من السنين على سقوط دولة الفرد وقراراته التي دمرت العراق ، وهو قرار يحسب له بنفس المستوى ( المعنوي ) الذي يحسب عليه قراره الفردي في ( موافقته ) تغيير أسم مصفى بيجي الى مصفى الصمود !.
نحن نعتز بصمود المدافعين من أبنائنا البواسل عن مصفى بيجي طوال الخمسة أشهر القاسية من الحصار الذي فرضته عصابات الأرهاب الدموية ، ونطالب بتكريمهم ( نوعياً ) ليكونوا نموذجاً للوطنية الحقيقية ، لكننا نعتقد أن تغيير اسماء المناطق والمدن والمؤسسات الحكومية بعد تحريرها ، وبأوامر أو قرارات فردية ، سيتحول الى ظاهرة جديدة وثقيلة تساهم في تجذير الفرقة والتناحر بين مكونات الشعب ، لانها لاتخضع الى ضوابط قانونية يُفترض أن يحددها الدستور العراقي ، وستواجه أعتراضات وتقاطعات سياسية جديدة ومضافة الى الكم الكبير منها الذي أنتجه السياسيون ، والسؤال المطروح في هذا الأمر، هل يوافق المواطن في بيجي أن يرفع اسم مدينته من المصفى المسمى بها بعد أربعة عقود من ذلك ؟ ، وهل هناك ضرورة الى تغيير التسمية الذي يتطلب تغييرها في كل الوثائق الخاصة بالمصفى تخصيصات مالية اضافية في هذا الوقت الذي يفرض اجراءات نوعية لضغط النفقات على ميزانية الدولة ؟ .
ان صفة الصمود المنسوبة الى الابطال البواسل الذين دافعوا عن مصفاة بيجي لاتحتاج الى تغيير أسم المصفاة للاشارة لها وتمجيدها رسمياً بالقدر الذي سوف تُمجد به في الادب والفن والخطاب السياسي والتأريخ الوطني العراقي ، لأنها حفرت مآثرها في ذاكرة العراقيين كفعل ايجابي لايمكن التغاضي عن تفاصيله وايجابياته في هذا الظرف العصيب من تأريخنا الوطني ، وبقائها بهذا التأثير أفضل بكثير من تجييرها لصالح أفراد أو أحزاب أو مكونات ، مهما خلُصت النوايا وتجردت الافعال من الخصوصيات !.
لقد شهدنا فوضى عارمة في تغيير الاسماء والمسميات بعد سقوط الدكتاتورية ، قد يكون الكثير منها ساهم بقصد أو بدونه في تعميق الفرقة والشقاق بين أبناء الشعب ، لأنها خضعت لاجتهادات وقناعات ضيقة ومنغلقة وضارة ، كأنها مقصودة للتشتيت وليس للتجميع الذي نحن بأشد الحاجة اليه ، مع أن بعضها لاخلاف على قيمته الانسانية والفكرية ، لكن ذلك ضاع وسط الكم الهائل من العناويين غير الجامعة ولاالأكثر استحقاقاً من غيرها ، حتى بين جمهورها الخاص ، لالسبب الا لأن الذين فرضوها في وقتها لم يكونوا الأكثر تأهيلاً ( وطنياً ) من غيرهم في نفس الحزب أو الفصيل السياسي الذي يمثلونه !.
تأسيساً على ذلك ، ندعو السيد وزير النفط الدكتور عادل عبد المهدي الى الغاء ( موافقته ) تغيير أسم مصفاة بيجي ، كي لايتحول الأمر الى ظاهرة غير محمودة العواقب ، خاصة وأن قواتنا المسلحة والحشد الشعبي ماضون في تحرير المدن العراقية من قبضة عصابات داعش ، لتعود الى واقعها الاداري والرسمي دون تغيير ، ودون اجتهادات تتسبب في عقد سياسية مضافة الى الكم الكبير من مثيلاتها التي تنتظر الحلول منذ سنوات ، فهل سنغيير أسم نينوى أوتكريت والشرقاط والقيارة بعد تحريرها ؟ وهل نعود لنغير اسم بامرني التي صمد أهلها الأبطال في ظروف مشابهة لصمود أبطال مصفاة بيجي ؟ وهل سنختار أسماً جديداً لجبل سنجار الصامد بمقاتليه في وده الأرهاب الآن ؟ .
أن معركة الشعب العراقي مع الأرهاب مستمرة ، وتضحياته تجاوزت حدود الخطابات السياسية والاجندات الحزبية الضيقة ، وهي لاتحتمل أجتهادات ضارة بعد تحقيق انتصارات مهمة في بعض مواقعها ، لأنها معركة مصير وحياة ومستقبل أجيال ، لذلك على السياسيين أن يكونوا بمستوى أحداثها ولايغامروا بأضعاف زخمها المتصاعد في مواجهة الارهاب بأخطاء وهفوات لاتخدم مسارها العام .

علي فهد ياسين







#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة ( غزوان حامد ) لتحرير الموصل ..!!
- علاج الرؤساء العرب في الخارج يفضح أنظمتهم ..!!
- أوراق على رصيفِ عراقي ( 10 )
- النازحون الى المنطقة الخضراء ..!
- متضامنون ضدنا ..!!
- قراءة في مرسوم جمهوري
- الفشل أمام داعش سيطيح بالجميع ..!!
- خطأُ فادح نزعم أنه غير مقصود ..!!
- من منصة الاعدام السوداء الى منصة التتويج الباهرة ..!!
- العراقيون يُقتلون في الشوارع والبرلمان مهتم بقانون تبليط الش ...
- الاغتصاب .. من أمير الشعراء الى أُمراء داعش ..!!
- كوباني .. طاولة قمار القرن ..!!
- سقطة الرئيس الذي كان شاطراً ..!!
- الطابور السادس ..!!
- معرض بغداد الدولي .. دورة ( داعش ) ..!!
- غادر محسن الخفاجي دون ان يؤذي أحداً ..!
- لاجديد في حقيبة الوزير ..!
- سقوط أقنعة المستشارين وأصحاب الدرجات الخاصة ..!
- نافورة الكوت ( الراقصة ) على جراح العراقيين ..!
- توقيع الوزير


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - ظاهرة تغيير الاسماء .. مصفى بيجي مثالاً