أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فهد ياسين - نافورة الكوت ( الراقصة ) على جراح العراقيين ..!














المزيد.....

نافورة الكوت ( الراقصة ) على جراح العراقيين ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 20:48
المحور: كتابات ساخرة
    



في خضم المواجهة الشرسة التي يخوضها العراقيون ضد التنظيمات الارهابية على أمتداد الساحة العراقية منذ سيطرة داعش على المدن العراقية في حزيران الماضي وارتكابها أفضع الجرائم بحق سكان المدن التي استباحت حرماتها وعاثت ومازالت فيها فساداً وقتلا وتشريداً , وفي ظل الاستنفار السياسي والامني العراقي والتطورات المتلاحقة في الموقف الدولي باتجاه اسناد العراق ومواجهة الاخطار التي باتت تهدد وحدته السياسية والجغرافية التي تؤثر على عموم المنطقة والعالم , تعلن بلدية الكوت اليوم البدء بالتشغيل التجريبي لـ ( أكبر نافورة راقصة ) في العراق , في مفارقة غريبة تبدو فيها ادارة البلدية تنفذ مشاريعاً استثمارية خارج العراق ! .
مدير بلدية الكوت الذي أعلن ذلك , أشار الى أن كلفة المشروع ( 16 ) مليار دينار , في الوقت الذي تؤكد حكومة الكوت المحلية على أن عدم اقرار الموازنة أثر سلباً على الواقع الخدمي للمحافظة وأدى الى تأخير ( 700 ) مشروع كان من المفترض احالتها على الشركات المحلية والاجنبية لتنفيذها , وهذا يعني أن بلدية الكوت أعتبرت مشروع نافورتها (الراقصة ) أهم من باقي مشاريعها , لأسباب يجهلها المواطن الذي يسكن في بعض أحياء المدينة التي لازالت خدمات التبليط والمجاري لم تصلها بعد عشرة اعوام من الانتظار .
كلفة نافورة الكوت (الراقصة ) ربما تكفي لتشييد ( 320 ) داراً واطئة الكلفة , أذا اعتبرنا أن ( 50 ) مليون دينار عراقي كافية للدار الواحدة , ليكون هذا العدد من العوائل المستفيدة من المشروع السكني قد ضمنت الحياة الكريمة لأبنائها بدلاً من مشاهدتهم ( رقص ) نافورة البلدية التي لاتقيهم حر الصيف ولابرد الشتاء وهم يعيشون في أكوخ الصفيح منذ سنوات .
الملفت في تصريح مدير بلدية الكوت هو اشارته الى ثلاث جهات مصممة ومنفذه للمشروع , هي ( شركة اماراتية كندية , وخبراء صينيون , وشركة محلية ) , كل واحدة من هذه الجهات قال مدير البلدية انها هي التي انجزت المشروع , دون ان نعرف تبريراً لهذا التوزيع الغريب للمسؤولية على تلك الجهات .
أن هذا المشروع وتوقيت تنفيذه والاعلان عن البدء بتشغيلة , هو نموذج واضح الابعاد لنوعية المشاريع التي تختارها الادارات وعلى مستوى تفكير تلك الادارات خلال العشرة أعوام الماضية , لأن كفاءة الادارة تأتي ( من بين صفات أخرى ) من خلال ترتيب اولويات المشاريع حسب اهميتها للمواطنين , ومشاريع النافورات والنصب وبعض المجسرات والمتنزهات وغيرها , كانت مجالات مفتوحة لهدر المال العام في جميع المحافظات العراقية خلال العقد الماضي , وهناك ملفات مكدسة في رفوف هيئة النزاهة وباقي الجهات ذات الصلة تقدر الاموال التي هدرت فيها بمئات المليارات بالدينار العراقي , اضافة الى ظاهرة هروب المقاولين الذين منحوا تسهيلات غير مسبوقة ولم يقوموا بانجاز المشاريع الموكله لهم تحت ذرائع شتى , ولازالوا محميين من جهات نافذة تتقاسم معهم المال العام المسروق .
لاشك بأن نافورة بلدية الكوت( الراقصة) ستكون حافزاً لباقي بلديات المحافظات لتنفيذ شقيقات لها , فقد بات تقليد الادارات لبعضها في العراق أحد اساليب الادارة الفاشلة , وطالما كان المشروع منفذ في احداها فان تكاليفه ونسبة الفائدة منه لاتحتاج دراسات اضافية , وعلى هذه الشاكلة نجد ان ( اشقاء الادارة ) يتبادلون الخبرات لاختصار الطرق للوصول الى الغايات , والمشروع المنفذ في محافظة ولم تعترض عليه الحكومة المركزية تنفذه المحافظات الاخرى وهي ضامنة عدم التعرض للمسائلة حتى لو كان غير مناسب في الجدوى والتوقيت , وهذه واحدة من مصائبنا التي باتت لاتعد ولاتحصى .
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقيع الوزير
- من يعتقد أن قائده ( ضرورة ) .. يرفع له صورة في بيته ..!
- وزارة الحزب ..!
- دور الشلل السياسي في عودة شلل الأطفال الى العراق ..!
- انهم يشتمون العراق وشعبه ..!
- مساعد وزير صيني يدير شؤون العراق ..!
- الشعب يواجه المصائب والقادة يتفاوضون على المناصب ..!
- النخبة الحاكمة و ( سن الرشد السياسي ) ..!
- جيران العراق .. تجارة مفتوحة وسياسة مغلقة
- عمال النظافة في ذي قار يتحملون أوزار الفساد ..!
- حاوية ألغام في حضن المتنبي ..!
- حكومة أحزاب .. حكومة خراب
- أسياد الدواعش يطيبون خواطر ضحاياهم ..!
- تقارير ( هيئة النزاهة ) توفر موجبات الغائها ..!
- لايجوز طرد الدواعش من العراق ..!
- سفينتان في العراق ..!!
- الشعب يقاتل والسياسيون يجتمعون في المنازل ..!
- نفاق الرئيس ..!!
- أطباء عراقيون .. أطباء وطنيون
- اخوان ( حليمة ) ..!!


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فهد ياسين - نافورة الكوت ( الراقصة ) على جراح العراقيين ..!