أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 7 ج1














المزيد.....

الشرطي عريف 7 ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 10:41
المحور: الادب والفن
    


((7))-1
عريف يتابع بصمت وثقة كل ما يطلبه المعاون منه وينفذ كأنه إنسان ألي مما يشعره بالسعادة والأطمئنان خاصة وأنه لم يعد يختلط بالكثيرين فهو بين الواجب الرسمي وبين داره وأحيانا يذهب إلى رئيس عرفاء محمد الذي يمكث غالب وقته في الجامع ليستفسر عن بعض الملاحظات بشأن ما يجري من تحقيق صامت في قضية والدته ,سأل أيضا العم غانم وحاول جادا أن يجمع الكثير من المعلومات دون أن يثير أحد حتى كانت المفاجأة الكبرى عند الحاجة أم علي الخياطة .
كثيرا ما صدمته بعض المعلومات وأخرى مرت عليه دون ان تثير فيه كرها أو حقدا على والدته ,كان الحاج محمد وهكذا طلب منه أن يناديه بدلا من رئيس عرفاء محمد صريحا جدا معه ولكن أيضا يبرر له الكثير من الأخطاء والخطايا :.
_أنت رجل وشرطي وأبن دولة وتعرضت للظلم والأنهيار وكدت أن تقع تحت وطأة هذا الظلم في جريمة عسكرية فكيف بها وهي فتاة وحيدة وفقيرة ومسحوقة والكل كان يطمع بها ويجري خلفها كأنهم قطعان من القطط الجائعة أو سرب من الكلاب الضالة, أحيانا يقبل عنها التبرير ويترحم عليها وأحيانا تأخذه الأفكار بعيدا ليسرح بهذا العالم المتوحش.
_ألم يكن هناك بشر خيرون يساعدونها ويحمونها من كل هذا الظلم .
_الخيرون أكثر ولكنهم أيضا واقعين تحت نفس الظلم في مجتمع لا يحترم الخير إلا اذا كان قويا أو ذا سلطة وأنت تعرف أن السلطة نشأت أيضا على الظلم ومصادرة الحق .
_ألم تمنعها أنت من تذهب بعيدا ؟.
_أمك كانت تخشى مني ولا تواجهنني أبدا ,كانت تعتبرني الأب الذي تخافه وتهابه ,حاولت مرارا أن أنصحها لكنها كأي فرس جامعة لا تستجيب إلا للسوط.
_هكذا أيضا أخبرتني الحاجة أم علي اليوم أنها كانت تحاول على فعل ذلك ولكن لا جدوى , كانت المرحومة كالطير المحبوس الذي فر من قفصه , لا يثق بأحد.
_تكلمت معها لكنها كانت عصية وعنيدة ولا تسمع إلا لصوت جسدها ,فقد عرضت عليها أن يتزوجها رجل محترم ولو أنه كبير بالسن لكنه كان مقتدرا وقد بذل لها ما تريد ....أبت بغباء عتاد كالبغل كانت ...هي تقول ذلك رأسها أصلب من حجر الصوان .
_كان بمقدورها أن لا ترتمي بالزواج من أبيك الذي لا يعلم أحد أين ذهب وأين أختفى ............ فلم يدم زواجهما أكثر من أيام قليلة وبعدها لم يعد من يراه هنا أو في أي مكان أخر ,كان رجلا مسكينا أقرب من شحاذ ,جاء هنا للعمل في موسم التمر وتعرفت عليه والدتك وتم زواجهما سريعا حتى أن الكثيرين ذهلوا عندما عرفوا ما جرى .
_ألم يكن أبي من أهل المنطقة أو المدينة ؟.
_لا أبدا لم يكن معروفا قبل ذلك الموسم الذي عادة ما يأت بالغرباء هنا للعمل .
_وكيف أمكنه أن يقنع أمي أمام تلك العروض الكثيرة وهو لا يملك أي شيء؟.
_يمكنك أن تذهب لقبرها وتسألها فهي من تملك حق الإجابة .
الكلمات الأخيرة نزلت على عقله قاسية وهي تخفي أشياء وأشياء وأسرار خلف القضبان الحديدية المؤصدة بإتقان ,حاول أن يعرف أكثر لكن الرجل تهيأ لصلاة المغرب بعد أن أستعاذ من الشيطان من هذه السيرة ,ترحم على روحها وسأل الله لها العفو والمغفرة ..........وقال له الرب وحده من يعلم مَن منا المخطيء ومَن منا المظلوم والظالم .
أخرج مفاتيح الباب ليدخل سمع صوت فاضل القصاب يناديه ,رحب به وطلب منه الدخول ,أعتذر لأنه مر بالصدفة من هنا وأحب أن يسأله عن الورقة التي سلمها له قبل فترة فهو يريد تجديدها وربما تعديل صغير فيها :.
_لا أعرف أين ذهبت تلك الورقة ولم أهتم بها أظنها ضاعت مني أو تمزقت عندما دخلت السجن .
_متأكد أنك أضعتها ؟.
_هذا فيما يبدو ولعلني لا أعرف بالتحديد أخر مرة متى كانت معي .
_أمتأكد أن الورقة ليست معك الآن ولا في البيت ؟.
_لا يهم ذلك فسوف تعمل لي واحدة أخرى هذا حق لن ولم تنكره وانت فعلته من تلقاء نفسك .
_بالطبع (ذهب مسرعا دون أستئذان أو توديع).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 7 ج2
- الشرطي عريف 6 ج1
- الشرطي عريف 6 ج2
- الشرطي عريف 5 ج1
- الشرطي عريف 5 ج2
- الشرطي عريف 4 ج1
- الشرطي عريف 4 ج2
- الشرطي عريف 3 ج1
- الشرطي عريف 3 ج2
- الشرطي عريف 2 ج1
- رواية الشرطي عريف 1 ج1
- الشرطي عريف 1 ج2
- الحرية والتجربة الدينية وأشتراطات الطبيعة
- الفكر وإشكالية المنتمي
- تحرير الفلسفة ...تحرير للقوة الإنسانية المفكرة
- الدين خيار حر
- الفقراء ورائحة الخبز
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال
- يا عمال العالم قبلوا يد السيد وصلوا وراء الشيخ.


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 7 ج1