أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ماذا قال السلفُ القديم














المزيد.....

ماذا قال السلفُ القديم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


[تبدأ الأسفار بسفر "رؤيا مانيتون السمنودى" وفيه يحكى مانيتون كيفية صعوده للسماء وتكليفه من قبل رب الأرباب «رع» بكتابة «الجبتانا»، عن طريق رؤيا للإله حورس الذى أيقظه من النوم وقدّم له "جبّار" أحد معاونى الإله رع الذى حمله على ظهره وتوقف به عند الجميزتين السماويتين وأعطاه أجنحته، وفهم منه مانيتون أنه لا يستطيع أن يتقدم وإلا احترق. وتقدم مانيتون وأخذ التكليف. حيث قال له الإله رع: "إنك مكلفٌ من قبلى بأن تكتب الجبتانا بحيث تجمع فيها كل أسفار التكوين المصرية"]


هل قرأتم كتاب "الجبتانا" (أسفار التكوين المصرية) الذي جمعه من مئات البرديات المؤرخُ المصري القديم "مانيتون السمنودي" الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد، أي قبل الديانات السماوية الثلاث؟ صدر الكتاب باللغة العربية عن دار "روافد" عام 2011، ولم يأخذ حقه من الذيوع لأسباب مريبة. تعالوا نقرأ من الإصحاح الأول:
[في البّدء لم يكن إلا ماءٌ وضباب. ولم تكن حياةٌ. ولم تكن نباتات ولا دبابات. طبقتان متلاصقتان من المياه بينهما فاصلٌ فِضيّ من النور. الطبقة العليا من المياه هو "نون" المحيط الأزلي. ومياه وضبابٌ وظلمة. فالشمس لم تكن قد تكونت بعد. على سطح المحيط الأزلي نون طفت بيضة ذهبية في حجم ألف بيضة. وخرج "أتوم" أول الآلهة من تلك البيضة ودفع الطبقة العليا فارتفعت وانفتقت عن الطبقة السفلى التي هي بحار. “...” ولما رأي أتوم زرقة السماء وقتامتها، حيث لم يكن ليلٌ ولا نهار؛ أمر "نوت" ربة السماء: أيتها الربة زيني السماء، فاجعلي فيها مصابيح بالليل ونورًا في النهار. فاستجابت نوت فكان صباحٌ وكان مساء. ولكي يكون صباح صنعت نوت قرصًا كبيرًا من ذهب لينير النهار، وقرصًا أصغر من الفضة تعاونه مصابيحُ صغيرة لإنارة الليل. وفجأة تحرك قرص النهار الذهبي وصارت له الكلمة فقال: أنا "رع" رب الأرباب. صارت لي الكلمة ولم تعد الكلمة لأتوم. وفي الليل اهتز القرص الفضي ونطق بالكلمة قائلا: لم أعد مجرد مصباح بل أنا "خنصو" إله القمر الشجاع. صارت الكلمة للإله رع وأمر أن يظهر الوجود فاهتز الكون وكانت انفجارات ونيران وزلازل. فارتفعت أجزاء على سطح جب (الأرض) فكانت القارات. وانخفضت أجزاء فكانت البحار والمحيطات. ولما تأمل رع كل هذا وجده حسنا: أرضٌ تحوي جبالا ومرتفعات وبحارًا ووديانًا، وسماءٌ تزينها شمسٌ وقمر ونجوم، وفكر رع قائلا: وماذا بعد؟ إنني محتاج للحكمة. ووجِد تحوت إله الحكمة.]
الكتاب، كما ترون، يتناول تصور جدّنا المصري القديم عن بداية الخلْق، ثم ظهور الآلهة والخليقة، وصعودها للسماء، ثم تتوالى العصورُ والحقبُ حتى رصد أحداثا تاريخية حقيقية وقعت قبل أربعة آلاف سنة من مولد المؤلف، أي قبل أكثر من ستة آلاف سنة من وقتنا الحالي، إلى أن ينتهي الكتاب باتحاد الأراضي المصرية (الشمال والجنوب) للمرة الثانية وتأسيس الدولة المصرية وبداية ما عُرف بـعصر الأُسرات المصرية القديمة، أو عصر بُناء الأهرامات. ونتعرف من الكتاب على الوجود الأول لكل من أوزوريس وإيزيس وسِت (سِتان ومنها Satan وشيطان ). ويتكون من الأسفار التالية: "سفر رؤيا مانيتون السمنودي"، "سفر انبثاق الآلهة و العالم"، "سفر المهد”، "سفر النار والعالم الآخر"، "سفر التـثـنـيـة"، "سفر الاستئناس والتدجين"، "سفر المسوخ وشياطين الظلام"، "سفر القمح والكوشير"، "سفر المتحدين بالقلب واللسان"، "سفر رُسُل من أرض الآلهة"، "سفر أوزوريس"، "سفر آبو"، "سفر إعطاب السفينة"، "سفر آلام العائلة المقدسة"، "سفر صراع العائلة المقدسة"، "سفر الاتحاد الثاني".
يذكر "علي الألفي"، محقِّق الكتاب، أن تلك الأسفار كانت متداولة شفاهةً باللغة القبطية، بين أجدادنا على مدى خمسة وخمسين جيلاً، وكان الكهنة المسيحيون يتلُون نصوصًا منها في القُداسات. ثم نُسخت منسوخات الكتاب بالخط الديموطيقي في الفترات الأولى ثم باللغة القبطية في أزمانٍ تالية. ولعل بعض هذه المنسوخات لا تزال موجودة وسط أكداس البرديات التي لم يُكشف عنها بعد.
اقرأوا الكتاب لتتعرفوا أكثر على أجدادكم وسلفكم الطيب الذي لم يترك شأنًا من شؤون الدنيا والآخرة إلا وأدلى فيه بدلو.
***
* من كتاب: "الجبتانا" أسفار التكوين المصرية" |تحقيق علي علي الألفي | دار "روافد" 2011



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالمُ يفقدُ ذاكرتَه
- العالم في مواجهة داعش
- دواعشُ بلا سكين
- الذهبُ على قارعة الطريق
- آن للشيطان أن يستريح
- المرأةُ الأخطر
- حبيبي الذي جاء من سفر
- الأقباط الغزاة
- ما أدخل داعش حدّ الحرابة؟!
- عزيزي المتطرف، أنت مالك؟!
- بجماليون بين البغدادي ومورتون
- قلمي أمام سوطك
- ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل
- إن كنتَ إنسانًا، اندهشْ
- لحيةُ الشيخ
- في انتظار رد الأزهر الشريف
- دواءٌ اسمُه القراءة
- في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 | الجمهورُ هو البطل
- هل نتحدث إلى الله؟
- معرض الكتاب.... ومحاكمتي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ماذا قال السلفُ القديم