|
خُذوا المناصِب .. بس خلولي الوطَنْ
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 17:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معظم شعوب العالم ، إحتفلتْ بالسنة الجديدة ، بالمهرجانات والأضواء والألعاب النارية والرقص والموسيقى والغناء .. مارستْ حرية التعبير عن الفرح ، بمُختلف الأشكال .. أما نحنُ العراقيين ، فحالنا مُختَلِف . فخيرة أبناءنا وأجمل شبابنا ، منتشرون في جبهات القتال الطويلة ، من القائم وحديثة الى الحويجة وبيجي وتكريت وتلعفر والموصل وجلولاء ، الى الفلوجةِ وبعشيقة وسنجار .. الخ . منذ سنواتٍ طويلة ، باتَ طقسنا اليومي ، يشهد القتل والنحر والتفجير والتهجير . رؤساء الدُول والحكومات والوزراء ، في البلدان المتحضرة .. شاركوا مواطنيهم ، الإحتفالات ونزلوا الى الشوارع والساحات .. ورؤساءنا ذهبوا الى جبهات القتال ، في رحلاتٍ أستعراضية إعلامية .. فحيدر العبادي ، زارَ الضلوعية في أطراف بغداد ، ورفع العَلم العراقي فيها .. ونيجيرفان البارزاني ، زارَ الكوير في أطراف أربيل ، تحت راية العلم الكردستاني . رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المُسلَحة ، يحتفل فرحاً ، ب " تحرير " بلدةٍ قريبة من العاصمة بغداد .. ورئيس وزراء أقليم كردستان ، يُؤكِد ان العدو بات بعيداً عن العاصمة أربيل . وقبلهم ، قام الرئيس السوري ، بزيارة قطعات الجيش في أطراف دمشق ، وتناول لقمةً معهم أمام عدسات الإعلاميين . نصف سوريا مُحتَلة من قِبَل الإرهابيين ، وأكثر من ثُلث العراق بيد عصابات ما يُسمى بدولة الخلافة الإسلامية ... عشرات المُدن الكُبرى ومئات القصبات وآلاف القُرى أيضاً ، مُدّمَرة بالكامل ... والبُنى التحتية الهزيلةِ أصلاً ، باتتْ مُحَطَمة .. الجيش والشرطة ، في أسوأ حال ، بعد خيانة وتواطُؤ القادة وفقدانهم للشرف العسكري وهزيمتهم المُذِلة ، لاسيما بعد حزيران 2014 . فقدَ العراق مئات المليارات من الدولارات ، خلال السنين القليلة الماضية ، في دهاليز الفساد المعتمة المنتشرة كالسرطان في كل مفاصل البلد . منذ عقود ، وفي كُل رأس سنةٍ جديدة ، كُنا نخدع أنفسنا ، ونتأمل ان يكون العام الجديد ، عام الإستقرار والأمان والإزدهار .. وكُنا في قرارة أنفسنا ، نعلم علم اليقين ، بأن ذلك لن يحدث ! . واليوم .. في بداية هذه السنة أيضاً : 2015 .. لانتوقع أن تحدث مُعجزات ، أو تتبدل الأحوال رأسا على عقب ، ولا نتأمل ان يظهر الحَق ويزهق الباطل ، ولا ان يعم السلام أرجاءنا المنحوسةِ هذه .. لا ننتظر أن تنفرج الأوضاع وتتحرر المدن ويُعاد البناء ويعم التعمير ، ولا أن يعود ملايين المهجرين والنازحين ، الى بيوتهم .. كلا .. فان كُل هذه الأشياء ، بحاجةٍ الى إرادةٍ قوية من الحاكمين ، ونِيَةٍ صادقة والقليل من النزاهة والشرف .. وذلك كما أعتقد ، غير مُتوفر حالياً ، بالقَدَر المطلوب ! . كُل الذي نرجوهُ في الواقع : هو ان لاتتدهور الأوضاع أكثر . كُل الذي نأمله : ان لاتنهار ما تبقتْ من مظاهر الدولة . كل ما نطمح إليهِ : أن يتوقف نزيف الدم ونزيف المال في هذا الوطن .. فالدم المُراق والمال المصروف .. يذهبان هدراً : ... تنتفخ جيوب الشركات العملاقة متعددة ومتعدية الجنسيات / يزداد تحكم الطبقات الحاكمة الفاسدة في بلدنا / يزداد الفقراء بُؤساً وتزداد مافيات تُجار الحروب وتُجار الدين ، ثراءاً وغِنىً / يُقتل آلاف الشباب في ساحات المعارك والعمليات الإرهابية ، ويُجرح عشرات الآلاف غيرهم . .............................. ما دُمنا شعوباً من الدجاج ، في هذه المناطق من العالم ، فمن الطبيعي ان تحكمنا ثعالب ، وما دمنا مجموعة من الخرفان ، فمن المنطقي ، ان تتحكم فينا الذئاب . ماذا أقول في العام الجديد ؟ .. يا قادة يا حُكام : رضينا بكم ، تقبلنا رواتبكم الكبيرة وإمتيازاتكم الضخمة ومكاسبكم الباهرة .. أفلا تشبعون بالله عليكم ؟ على الأقل : حافظوا على الأرض والوطن فقط ، صونوا الكرامة والشرف ، ولتكُن السلطة لكم . وكما يقول الشاعر التونسي " مازن الشريف " : لَنْ أكون في يوم مِنكُم ... يَشهَد الله والزَمَنْ أنتم أصحاب الفخامة والزعامة ... وتريللنْ أنا حِلمي ، بَس كِلمة : أن يظل عندي وَطَنْ لا حروب ولا خَراب .. لا مَصايب لا مِحَنْ خذوا المناصِب والمكاسِب .. بس خلولي الوَطَنْ ! لكن المصيبة ، هي إحتمال أن نفقد الوطن ، رغم رضانا أن تأخذوا المناصب والمكاسب ... حينها يصح قول " مُظفر النواب " : فيكم وفينا : " ..أي تُفو على أولِ مَنْ فيها .. إلى آخرِ مَنْ فيها .. من الملوكِ والشيوخِ .. والخَدَمْ !" .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( البيشمركة ) .. وإضاعة الفُرَص
-
ليستْ لديّ مَشاكِل
-
تحرير مناطق واسعة في سنجار
-
الحكومة و - رَغيف حَمُو المزوري -
-
المسؤولين .. والسابقين والأسبقين
-
مِنْ الحَيفِ أن يُذَلَ عزيز القَوم
-
الففتي ففتي .. والفورتي فورتي
-
اليوم العالمي لمُكافحة الفساد
-
- مُلتقى الأربعاء - في برلين
-
عسى ان يكون العبادي جريئاً وصادقاً
-
كُرد الداخل .. كُرد الخارج 3
-
مفوضيات وهيئات أحزاب .. وليست - مُستَقِلة -
-
كُرد الداخل .. وكُرد الخارج 2
-
كُرد الداخل .. وكُرد الخارج
-
كلماتٌ عن - أوسلو -
-
اللاجئين الكُرد في اوروبا .. ملاحظات بسيطة
-
طرائف من برلين
-
فضائية جِرا والعمل التطوعي
-
على هامش - لقاء برلين لحقوق الإنسان - 2
-
على هامش - لقاء برلين لحقوق الإنسان - 1
المزيد.....
-
-جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد
...
-
زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
-
نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
-
بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
-
عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
-
بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا
...
-
واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية
...
-
مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري
...
-
الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني
...
-
حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|