أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة الاهوار-















المزيد.....

كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة الاهوار-


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تقول الانباء ان الحزب الشيوعي العراقي، قرر اقامة حفل استذكاري لانتفاضة الاهوار المسلحة عام 1967/ 1968، الاحتفال الذي تضطلع اللجنة المحلية في محافظة "ذي قار" ـ الناصريةـ بالتهيئة له، سوف تحضره وفود من المحافظات العراقية جمعاء، وسيجري في المكان الذي قامت فيه اخر معركة بين المجموعة المسلحة المنتفضة، و قوات السلطة من الجيش والسراكيل على اطراف جزيرة سيد احمد الرفاعي، قرب قضاء الشطرة يوم 3/6/ 1968، الاحتفال دعيت له ايضا شخصيات على صلة بالحدث، والأنباء تشير الى ان التحضيرات في قضاء الشطرة القريب من هوري الدواية والغموكة، تتركز الان على استطلاعات تحديد المكان المقصود، كما ذكر ان عملا مسرحيا سوف يعرض بالمناسبة، اما في الشطرة، او في مركز محافظة "ذي قار"،هذا بينما افتتحت منظمة الحزب بالمناسبة، موقعا على النت اطلقت عليه اسم "ثوار الغموكه"، كما ان عضوا في "اللجنة المركزية" للحزب، حضر الى الناصرية للاشراف على التحضيرات.
لماذا الان، ولماذا بمثل هذا الحجم الملفت، وبأية صفة؟ تساؤل الاجابة عليه واضحه، خاصة مع صدور كتابنا "إنتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب العراق 1967/ 1968 : 45 عاما ومايزال القتال مستمرا" ولتاكيد الصلة بين الحدثين، نذكّر بالمقال الذي سبق ونشر لنا قبل قرابة شهرفي "الحوار المتمدن" عن الكتاب ومضامينه، وبما كتبناه قبلها على "الفيسبوك" لاكثر من مرة، كما سبق وعرضنا صورة الكتاب وغلافه في صفحة "البديل العراقي" على " الفيسبوك"، وفي جريدة "البديل العراقي" الالكترونية. وفي المرات المذكورة تلقينا تعليقات ومواقف بدت مذعورة، ومشحونة بالإنفعال والعصبية، معبأة كالعادة بسيل الخرافة والكذب المعتاد بحق الحدث الذي امضى حزب الافندية "الشيوعي" الرسمي، كل هذه المدة في التجني عليه، وتشويه صورته، وصورة من ينتسبون له، وبالاخص من ظلوا يعملون على إحيائه والابقاء على جذوته. غير ان حزب الافندية فشل في ان يحقق اغراضه، وفي الاونة الاخيرة، مال هؤلاء الى اتباع نهج جديد يتطابق وطبيعتهم، فلقد بدأوا العمل على مصادرة الحدث، ونسبته لهم، ولنضالاتهم الوهمية، ونهجهم الذي قامت الإنتفاضة ضده بالاصل، وبهدف تخليص الحركة الوطنية والثورية، من هيمنته المدعومة دوليا.
ردة فعلهم الاخيرة تبدو كخطوة متقدمة على طريق الايغال في مسعى المصادرة، وهي في اقل مايمكن ان توصف به، عمل معيب، دلالته الوحيدة، الافلاس والخوف،ومحركه العقم الشامل، مع انه كان يمكن ان ينطوي على مردود ايجابي فيما لواتخذ منحى آخر، فالحركة الوطنية واليسارية العراقية، التي تعاني من الانحسار والعزلة، والافلاس الفكري والسياسي، بامس الحاجة لمناسبات حيه كهذه، هذا في الحالات الصحية، عندما لايقام احتفال من هذا النوع الان،تحت ضغط ردود الافعال والتشاطر المكشوف، فالفضل في إقامة هذا الاحتفال لايعود للحزب الذي يقيمه ولا لروح المبادرة لديه، بل لمن اجبروه على اللجوء لهذا التصرف، وجعلوه يقرر استباق انتشار الكتاب،في محاولة يائسة ومفضوحة للتغطية عليه، مع ان الفرصة لم تفت بعد حتى يتم تدارك هذا التصرف المليء بانعدام الامانة التاريخية، فالاجدر في حالة تمجيد عمل ثوري كانتفاضة الاهوار، ان يميل من قامت الانتفاضة ضدهم لابداء القدر اللازم من الاستقامة السياسية والتاريخية، فيعترفون بخطل سياساتهم، وتهافت نهجهم المنحرف والمدمرلآمال الحركة الشعبية العراقية، خاصة وانه انتهى اسوأ نهاية، ولم يعد له اي اثر او فعل يذكر،لابل واصبح من الناحية الرمزية مقرونا بعار الجلوس في احضان المحتلين، وقبول سياساتهم ونهجهم الطائفي المدمر للحمة الوطنية وللعراق ووجوده.
ولايعد ايقاظ روح الانبعاث الثوري مجرد امنية بلا اساس، فالاتجاه المتصاعد المتوقع في الحياة الوطنية في العراق، بدا يبشرفي الاونة الاخيرة، بتنامي ضرورة والحاح الحاجة للتغيير، بما يعيد زخم التيار اليساري الوطني والعلماني، كي يستعيد مكانه في تعيين مصير ومسار العراق في الظرف الكارثي الحالي، واذا قرأ هؤلاء الذين سيحتفلون على اطراف هور الغموكة، وهم يتناوبون على القاء الخطب الفارغة، اذا قرأواالكتاب، وتمعنوا فيه، فانهم سيجدون ماهو اكثر بكثير من مجرد التذكير بحدث كبير، لطالما طعن وجرت محاولات دؤوبة فاشلة، ارادت طمسه ومحوه من الذاكرة دون جدوى، بدليل الاحتفال الذي يقومون به هم اليوم، فالإحتفال الحالي هو اعلان انتصار الانتفاضة، ومن اصروا على ابقاء جذوتها، وجعلوا "القتال مستمرا طيلة ال 45 سنة الماضية" فاحيوها في "وليمة لاعشاب البحر" لحيدر حيدر،و "بوش في بابل" لطارق علي، و " الحلم العظيم" لاحمد خلف، كما في "قصر الضابط الانكليزي" لكاتب هذه السطور، وصولا الى الكتاب الاخيرالذي نتحدث عنه، وهو الذي اثار حمية السادة الذين قرروا الإحتفال بالحدث.
لقد انتصرت الانتفاضة المسلحة، وانتصرنا نحن اخيرا، وهاهو الدليل، فاعداء الانتفاضة اجبروا اخيرا على الاحتفال بها، معلنين رضوخهم لاحكامها، حتى لو انهم ادعوا بخسه بانهم اصحابها. فأي حصيف قادر بسهولة ان يتخيل مآل نزعة المصادرة المفضوحة، فهي ستمحى من سجلات الحياة والمستقبل، في حين سيواصل تيار التغيير الكبير طريقه، سواء في البحث عن اسباب وعلل الموات الوطني الذي بلغه العراق، او في المسؤولية التاريخية التي يتحملها اولئك الذين تبنوا افكارا مستعارة، وجانبوا الخاصيات الوطنية المشاعية التاريخية، التي هي اهم ميزة في تكوين وبنية العراق.
الذي لم يتوقعه هؤلاء المجدبون فكريا وسياسيا،هو ان الكتاب الحالي عن انتفاضة الاهوار، لايتوقف عند التمجيد السمج الممل والعقيم، بل يذهب الى اعادة انتاج الرؤية الثورية على اساس الخصائص الوطنية، وبما يتجاوز حقبة الشيوعية المستعارة الفهدية الاولى، فالكتاب يحتوي على الجانب الرئيسي من موضوعات الكشف عن الخاصيات المطابقة للطور الحالي من الوطنية العراقية، مابعد الحزبية الايديلوجية، وهو مقدمة تتبعها وسبقتها كتابات تستكمل الرؤية المذكورة، اي ان مهمة الكتاب الرئيسية، منصبة على فتح باب الإجهاز على البقايا العقيمة من هيكل اصبح باليا وميتا، فمن ياترى يهمه احتفال صادر عن جهة كهذه.
ترى هل يكون الكتاب ايضا، واكثر فاكثر، محورا لايقاظ نقاش منتظر ضمن عالم اليسار والعلمانية، وعموم تيار العقلانية في العراق، وبالذات حول الخصائص الوطنية الكونية، ولبدء نهضة ومسير يعبر عالم الوطنية الحزبية الايديلوجة الميته، نحو افق وطن كوني جديد، يبعث الروح الكونية الوثابة للعراق والعراقيين، ويعيد معانقتهم للافق؟، هذا الاحتفال الذي نتحدث عنه، له فضيلة انه عزز فينا الامل وجعله يحتل مكانه في السياق الجديد كبداية ومنطلق. ما جعلنا نتطلع لمابعده بثقة، على الاقل هو سيزيد من لفت الانظار لتلك النقطة من جنوب العراق، حيث يزدحم التاريخ، ويتالق موضع هو الانسب كمكان حتمي لبناء "بيت الله الثالث" الوارد الحديث عنه في الكتاب بالتفصيل.
فالوطن كونية العراقية الجديدة، تجد من اهم ركائز رمزيتها الراهنة، ان يرفع في الافق، مشروع "بناء بيت الله الثالث" في الموضع الاصل، وفي المكان نفسه الذي انفجرت فيه انتفاضة 1967/ 1968، حيث تاريخ مجتمع اللادولة المشاعي، وثورة كوراجينا 2355 قبل الميلاد في "لكش"، يوم ظهرت لاول مرة في التاريخ في وثيقة مكتوبة، كلمة ( حرية/ امارجي)، وكل ماهو معروف اليوم من حقوق الانسان، كما عرفت كلمة "عدالة"، ومفهوم الانتصار للفقراء والمحرومين، ضد الطغاة والمستغلين، وحيث يتجدد على اسس راهنة، جوهر مفهوم الرؤية الكونية الاولى مجددة ب"الابراهيمية الجديدة"، المنطلقة من موضع القرمطية المساواتية، والبؤرة المتقدمة لبعث الثورة العالمية، على مشارف انهيار الراسمالية ونظامها.
عصر آخر بدا يلوح في افق الثورة والحرية في العراق والمنطقة، هاهي اولى علاماته تلوح في الافق، اما عالم العقم والخواء الفكري والروحي، فلن يظل له اي مكان بعد اليوم.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد العثمانية ومابعد الغرب
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق
- الموقع يفتقر الى الحيويه وهو لايساهم في تحفيز واثارة النقاش
- اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه.. ...


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة الاهوار-