أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - الديموقراطية الامريكية بلون الدم . . .















المزيد.....


الديموقراطية الامريكية بلون الدم . . .


جمال عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انها كذبة استعمارية كبرى . . .
انهم برابرة منافقون يقتلون الشعوب باسم الديموقراطية وحقوق الانسان والحرب على الارهاب . . .
كتب الى احد الاصدقاء يطلب راْيى فى تحليل احد الاشخاص لامريكا من الداخل . يبداْ كلامة بهذة الفقرة الكاشفة " (الناس اللي بتتكلم عن أمريكا ككتلة مصمتة لها إرادة موحدة يرتكبون خطأً كبيرا ... أمريكا مش أوضه وصاله زي عندنا ولا توجد جهة مركزية تسيطر على كل القرارات والسياسات فيها وإنما هناك رئيس ومجلسي شيوخ ونواب وحكام وبرلمانات ولايات وعمد ومجالس مدن ينتخبون مباشرة من الناس وهناك آلاف جماعات الضغط ومنظمات المجتمع المدني الممثلة لمصالح قطاعات متنوعة وهناك وسائل إعلام حرة ومراكز أكاديمية وبحثية مستقلة عن الإرادة الحكومية وهناك فوق كل ذلك مجتمع قوي ونشط . " يبدو ان صاحب التحليل يعتمد نظرة شكلية , بان هناك مؤسسات للحكم مختلفة ومنتخبة , ومن جماعها تكون القرارات والسياسات . ونساْلة بنفس المعيار الشكلى : هل نظام مبارك الذى كان يحتوى على برلمان ومجلس شورى ومحافظين ومجالس محليات كان ديموقراطيا ؟ بالطبع سيجيبنا على الفور لا , " اش جاب لجاب " فما هو الفيصل بين ما نقولة ؟ ان من يحكم امريكا ديكتاتورية ايضا , وان تباينت فى الاشكال والاساليب بعض الشئ عن ديكتاتورية مبارك والسيسى . والفيصل بيننا ان نغوص فى المضمون لنكتشف حقيقة الشكل , فنساْل : اين هى مركز او مراكز القرار الحقيقيى فى اى حكم ؟ وما هى دور وحدود الاشكال المختلفة ؟ وعن اى الطبقات الاجتماعية تعبر سياسات الحكم القائم , وما هى الاليات التى تاتى بمن يحكمون فى السلطات المختلفة , تنفيذية وتشريعية وتنفيذية وغيرها ؟. وسنبداْ الاجابة من النهاية , عن الاليات والاساليب التى تاتى بالسطات الثلاثة بامريكا , لنعرف عن مصالح اى الطبقات يعبرون ؟ ثم كيف يديرون آلة الديموقراطية الاستعمارية ولمصلحة من محليا وعالميا ؟ واين تقع مراكز القرارالفعلية من تلك الاشكال المختلفة التى تتصدر المشهد السياسى الامريكى ؟, والتى تروجها آلتهم الاعلامية الضخمة كسلعة ديموقراطية براقة , على كل بلدان العالم ان تتعلق بها وتستهلكها قى كل الاوقات .
الوقائع الامريكية المريرة تقول ان الممول الرئيسى لحملات التسويق الضخمة لملئ كل هذة الاجهزة بالانتخاب والتى ينفق عليها مئات المليارات هى الشركات الاحتكارية العملاقة , ولك ان تتصور كيف يمكن لاى شخص عادى ان يرشح نفسة لمنصب رئيس الجمهورية وتكلقة حملة اوباما الاخيرة تجاووت مليار دولار , وكذلك حملة منافسة , دون ان تختارة اولا مجموعة من الشركات الاحتكارية الكبرى , وتدعمة ماديا واعلاميا قبل ان يعرض للتصويت , ودائما ما تنحصر المنافسة بين مرشحى الحزب الديموقراطى الاستعمارى والحزب الجمهورى الاستعمارى بشرطة . ودائما الفرق بين سياسات الحزبين الاستعماريين على قضايا ثانوية , من قبيل حرية المثليين والاجهاض بالنسبة للمرءة , والهجرة غير الشرعية . اما القضايا الكبرى الحاسمة لمصالح الشركات الحتكارية العملاقة ـ فلا خلاف بينهم تقريبا ـ كالحروب الاستعمارية ومردودها الاقتصادى والسياسى , واخضاع الامم المتحدة لارادتهم , والتجارة العالمية , وحركة تدفق رؤوس الاموال عبر العالم , وتقديم الدعم الواسع للشركات الكبرى عندما تتعرض لازمات مالية من صناديق المعاشات والتامين الصحى , اى من جيوب الطبقة الوسطى والفقراء دون اسيئذانهم قى اموال تخصهم . . الخ الخ . ونفس الامر يتم فى حملات انتخابات اعضاء مجلسى البرلمان وحكام الولايات وبرلماناتها , اذ تتكلف حملة العضو الواحد للوصول للبرلمان ما يتجاوز ال60 مليون دولار فى اخر انتخابات من سنتين , واذا علمنا ان عدد اعضاء مجلسى البرلمان وحكام الولايات 600 عضو , لعلمنا ان تكلفة حملات الناجحين 36 مليار دولار , وتصور لو اضفنا اليهم تكلفة حملات من سقطوا فى الانتخابات لوصلنا لارقام فلكية , لا يقدر عليها غير الشركات الراسمالية العملاقة . ثم نسال , ومن يشكل ويصرف على جماعات الضغط الخاصة بمصالح شركات البترول والسلاح والمزارعين والحقوق المدنية والصهيونية وغيرها , سوى تلك الشركات العملاقة ايضا ؟ , وهل بعد ذلك يمكن ان تصدر اجهزة الحكم ومؤسسات الدولة المختلفة من برلمان وادارة فدرالية وخلافة قرارات , او تتخذ سياسات ضد من اوصلوهم للحكم ؟ واليكم مثل عملى حى على ذلك تدفع ثمنة العديد من الشعوب , ملايين القتلى والدمار حتى هذة اللحظة .
مع احداث الحادى عشر من سبتمبر قام نظام الحكم الديكتاتورى الامريكى بالصراخ والعويل , ومن خلفة امبراطوريات الاعلام الاستعمارية عبر العالم , على ان الامن القومى الامريكى قد اخترق , وبات مهددا فى عقر داره , وان الامة الامريكية فى خطر داهم , واعلن الرئيس الامريكى الحرب المقدسة على الارهاب الاسلامى , طالبان والقاعدة فى افغانستان , ومحور الشر فى العراق وكوبا وكوريا الشمالية وفى اى مكان آخر من العالم تحوم فية تلك الاشباح ! ! . وقامت مراكز ابحاثة واعلامة بحملة تخويف شرسة على الشعب الامريكى , وتصنيع العديد من الاستبيانات لتزييف وعية , وتشكيل ما يسمى بالرأى العام الامريكى , على ان امريكا مهددة بوحش خرافى كاسر يهدد الاراضى الامريكبة والامريكان فى اى مكان , ولاخراس اى اصوات شعبية تقف ضد العدوان الاجرامى على الشعب الافغانى بزعم محاربة الارهاب ! ! وكيف لعاقل ان يرى . . ان الامن القومى الامريكى ياتى من ضرب الارهاب على بعد الاف الاميال من حدود الولايات المتحدة , ويستمر بهذة الحرب العدوانية لخمسة عشر عاما حتى الان , وقد طورتها بالحرب الهمجية على العراق عام 2003 , والمستمرة حتى الان فى محطتها الراهنة باسم الحرب على داعش والنصرة والقاعدة وخراسان وغيرها , لتدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا , وابادة شعوبها من اجل اجهاض الثورات العربية وفى مقدمتها الثورة المصرية والمقاومة الفلسطينية المسلحة , واعادة ترتيب اوضاع المنطقة على اسس طائفية ومذهبية وعرقية لاستمرار نهبها للنفط , والتحكم فى الممرات المائية ’ قناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز وجبل طارق , وضمان امن وتطور "اسرائيل" . . فاين هو "الامن القومى" الامريكى المزعوم من هذة المخططات الاستعمارية المعادية لكل قيم الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان والشعوب . انها اولا واخيرا مصالح الشركات الامريكية العملاقة عبر العالم .
وقد فضحت تلك الحرب الواسعة على الارهاب الطابع الفاشى للديموقراطية الامريكية . فمنذ احداث 11 سبتمبر والحريات الشخصة للمواطنين الامريكان وكل الداخلين لامريكا تتعرض للمصادرة , اذ اصدر الرئيس الامريكى , بوش الابن , القانون الوطنى الذى يعطى للشرطة حق اعتقال اى شخص على الاراضى الامريكية وخارجها , تحت زعم الاشتباه فى اضرارة بالامن الوطنى الامريكى ولمدة ستة شهور دون العرض على النيابة او المحاكمة , ودون الحق فى زيارة اهلة لة , او معرفة مكان اعتقالة . وحقيقة الامر ان القانون الوطنى الامريكى لايختلف عن قانون الطوارئ المصرى الذى يعطى للشرطة حق الاعتقال لاى مواطن بمجرد الاشتباة دون محاكمة او اى حقوق طبيعية للتقاضى , كما ان الاداره الامريكية بفرضها لحالة التخويف العامة بشبح الارهاب الذى صنعتة اجهزة المخابرات المركزية فى افغانستان لمحاربة السوفيت , ونشرتة فى العديد من البلدان الاخرى لتعطى لنفسها حق العدوان على اى شعب من الشعوب كما حدث فى افغانستان والعراق والصومال واليمن وسوريا وبلادنا واغلب البلدان الافريقية والاسيوية واللاتينية تحت زعم الدفاع عن الامن الوطنى الامريكى الذى اصبح مهددا من اربعة اركان الارض . كما اعطت الادارة الامريكية لنفسها الحق فى التنصت ومتابعة حياة وتحركات مئات الملايين من الامريكان وغيرهم فى كل بلدان العالم عن طريق الاقمار الصناعية , وحتى رؤساء الدول ! . وتجاوزت المتابعة والتنصت الى اخضاع كل المسافرين من والى امريكا عبر مطاراتها الى الكشف على اجسادهم باجهزة اشعة تظهرهم كما لو كانوا عراة تحت نفس المزاعم الفاشية المقيتة , وما فعلتة فى معسكر جوانتانمو وسجن ابوغريب من فظائع يكشف الطبيعة الحقيقية للديموقراطية الامريكية ؟ وهل حربها على العراق وقتلها مليون ونصف عراقى بدم بارد , وتدمير البيئة باستخدامها للقنابل النووية التكتيكية بكل فظائعها والتى سيستمر تاثيها الوحشى لاجيال قادمة من الديموقراطية فى شئ ؟ اليست بربرية ؟ وكذلك ما تفعلة طائراتها بدون طياريوميا من قتل واسع فى باكستان وافغانستان والعراق واليمن والصومال وغيرها من الدول الافريقة اليست فاشية ؟ هل هذة هى الحقوق والحريات الديموقراطية فى جنة الراسمالية الموعودة , ناهيك عن نهب الشركات الكبرى الاحتكارية لثروات كل بلاد العالم عبر قرون منذ بداية الاستعمار العسكرى المباشر على مدى ثلاثة قرون واستمرارة حتى الان برغم تغير اشكال وتصاعد النهب الامبريالى العنصرى الذى ادى الى تدمير عشرات البلدان وافقارها المستدام فى قارات العالم المختلفة اليس ذلك بربرية وعنصرية وفاشية راسمالية ؟

ان كلمات الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان التى يتشدق بها اوباما والاعلام الامريكى الكاذب ليست اكثر من نفاق فاجر يخدع به الشعب الامريكى وشعوب العالم التى اصبحت تعى جيدا , خاصة مع الثورات العربية والمقاومة الفلسطينة البطلة , مدى زيف الديموقراطية الدموية الامريكية , التى تعبر وتحمى مصالح الشركات الاحتكارية العملاقة على حساب الشعوب العربية وشعوب العالم والشعب الامريكى ونهب ثرواتها ومستقبلها , وتعمل وحلفائها المحليين على اجهاض عصر ثورات الشعوب الرهن مهما كان الثمن .
والمؤكد ان بربرية الامبريالية الامريكية المتصاعدة الان . . لانها فى اضعف حالاتها واشرسها فى نفس الوقت , نتبجة لتمدد الامبراطورية الامريكية لاقصى مدى, وتعدد حروبها , وانتشار قواعدها العسكرية فى 120 دولة حتى اصبحت التكلفة الاستعمارية تشكل عبئا على قدراتها وقدرات حلفائها الفعلية باكثر مما تحتمل , وهو نفس ما حدث فى حالات انهيار الامبراطوريات القديمة كالامبراطورية الرومانية والفارسية , وكل ما تفعلة الولايات المتحدة الان محاولة لاعادة عجلة التاريخ الى الوراء بعيدا عن خط النهاية . . فلا يعنيها قتل ملايين البشر فى العراق وسوريا وافغانستان وباكستان واليمن وغيرها فى حروب الابادة جماعية وتدمير البيئة والبيوت على رؤوس ساكنيها , انها تمارس العقاب الجماعى على الشعوب المضطهدة تحت زعم القصاص من افراد او منظمات ارهابية ـ خرجت على طوعها ـ هى فى الاصل صنيعتها منذ البداية . . فهل هذه هى واحة الديموقراطية الزاهرة التى يحدثنا عنها الكاتب ؟ وهى حتى لم تنصت لمظاهرات عشرات الملايين من البشر فى العديد من المدن الامريكية والاوربية فى وقت واحد من مارس عام 2003 تحت شعار " اوقفوا الحرب العدوانيةعلى العراق " . ولم تنجح الشعوب فى فرض ارادتها على ذلك الغول الراسمالى الديموقراطى الدموى حتى الان . .
ومن ناحية اخرى فان الشعب الامريكى والشعوب الاوربية قد نجحت عبر نضالاتها من اجل الحرية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية ـ على مدى القرن العشرين ـ الى انتزاع العديد من الحقوق والمكاسب لتحسين شروط حياتها غصبا عن القلة الغنية , والدكتاتورية الحاكمة , وقد فرضت موازين الصراع الطبقى فى بعض اللحظات بعض التعديلات فى شكل الحكم الراسمالى , تترك بها السلطات الفدرالية بعض السلطات المحدودة للولايات والمدن لتنظيم شئون الحياة اليومية , دون ان يكون تاثيرها الا فى اضيق الحدود على عمليات نهب الشركات الاحتكارية العملاقة لثروات وعرق الشعب الامريكى وشعوب العالم .
ان هذة المشاركة المحدودة فى الحكم فى الولايات والمدن ممكنة , طالما لا تهدد مصالح الاحتكارات الكبرى ولا ضير منها , بل تفيد فى تجمل وجة الديكتاتورية القبيح فى الداخل والخارج . ولنا ان نسال الكاتب , ما قيمة الديموقراطية الامريكية مع وجود 16 مليون عاطل فى اغنى دول العالم , ووجود اكثر من 50 مليون امريكى تحت خط الفقر , اغلبهم من السود والملونين , ووجود شخص واحد "بيل جيتس" تبلغ حجم ثروتة مقدار دخل 106 مليون امريكى فى العام من الذين يقعون فى ادنى السلم الاجتماعى .
لقد حولت ديكتاتورية راس المال الديموقراطة الى سلعة تعطى للمواطنين حق الصراخ دون تاثير يذكر عل القرارات التى تحدد مصير الشعب الامريكى وحياتة . ويزيد من خداع امثال كاتبنا , مقارنتة الدكتاتورية الامريكية , بديكتاتورية الطاغية الفرد فى بلدان العالم الثالث كما هو الحال قى بلادنا والبلدان العربية . ونساْله عن مغزى انصراف اكثر من 50 % من الكتلة التصويتية فى امريكا وبلدان اوربا ولعقود خلت عن المشاركة فى اى انتخابات فى بلدانهم ؟ وفى نفس الوقت لا يكفون عن الخروج فى مظاهرات واعتصامات ضد سياسات حكوماتهم الظالمة . ودفاعا عن اجورهم وحقهم فى العمل والصحة والتعليم , ودفاعا عن البيئة التى دمرتها الراسمالية لمضاعفة ارباحها . وخرو ج الملايين الواسعة منهم تضامنا مع صمود ومقاومة الشعب الفلسطينى , ضد العدوان الصهيونى الاجرامى على غزة , فاين هى اليموقراطية الامريكية من حقوق الشعب الامريكى الاقتصادية والاجتماعية , والمشاركة الواسعة فى القرارات من خلال الاليات المتوهمة التى يتحدث عنها الكاتب ؟
وبعد ان تناولنا ماهى الاليات التى تاتى بمن يحكمون امريكا فى السلطات المختلفة , وعن الطبيعة الدموية لهذة الديموقراطية محليا وعالميا , وكذلك عن اى الطبقات الاجتماعية تعبرسياسات الحكم القائم , وماهى دور وحدود اجهزة الحكم المختلفة , ليبقى لنا ان نناقش اين هى مراكز القرارالفعلية فى تركيبة الحكم الامريكية .
من الطبيعى ان يكون الرئيس المنتخب و اعضاء مجلسى الشيوخ والنواب وحكام الولايات الخ اسرى من اْوصلهم الى الحكم , اى الشركات الاحتكارية العملاقة التى انفقت على حملاتهم المليارات وبدون حدود , والتى نجحت بامبراطورياتها الاعلامية العملاقة فى تسويق المرشحين لمستهلكى هذة السلعة , بعد ان حولت الراسمالية كل الاشياء الى سلع حتى المشاعر والروحانيات , وحولت الجميع الى مستهلكين , لا يستطيعون بسهولة مقاومة شلال الاعلانات البصرية والسمعية المتدفقة دون توقف , حتى اصبحت حياة البشر مرتبطة بعجلة جهنمية , تسديد اقساط ما حرضتهم الاعلانات على استهلاكة , من ابسط الاشياء حتى المتعة الذهنية والجسدية والانتخابية حتى تاتى لحظة النهاية . . وتلتقى مصالح الشركات الاحتكارية العملاقة بمن يقوم بحماية هذة المصالح ويسهرون على توسعها فى اركان العالم الاربعة عبر الحروب والانقلابات , الا وهو القلب الصلب للدولة , المؤسسة العسكرية , وقد امتد نفوذها فى العقود الاخيرة من تطور الراسمالية , بان اصبح العشرات من جنرالاتها باستمرار اعضاء فى مجلسى الشيوخ والنواب , والمئات منهم اعضاء فى مجالس ادارات الشركات الراسمالية , وغيرهم فى اجهزة الدولة المختلفة , ومراكز البحوث ووسائل الاعلام , مما جعل البنتاجون المركز الثانى للقرار السياسى فى الحكم الامريكى بعد الشركات الاحتكارية الكبرى , ويندمج معهم فى هذة الظاهرة المركبة , مراكز البحوث وامبراطوريات تزييف الوعى والهيمنة الايديولوجية والسياسية على الشعب الامريكى وشعوب العالم , ومن هذة المراكز الثلاثة للقرار, تتشكل الحكومة الخفية والفعلية فى النظام الامريكى , وتبقى الادارة الامريكية هى الواجهه المرئية للحكومة الخفية , ومجلسى البرلمان منتدى للثرثرة ومركز للتضليل الديموقراطى , اكثر منة مكان لاصدار التشريعات . فالقوانين يتم اعدادها من قبل الحكومة الخفية , لتقدمها السلطة التنفيذية فى معظم الاحيان لمجلسى الشيوخ والنواب لاصدارها , حتى لو اضافوا اليها بعض التعديلات فكلهم ماْجورون . اليس هذا شكل من اشكال الديكتاتورية المعقدة بحكم طبيعة المجتمع الراسمالى المتطور والمعقد ايضا , ولكنة فى النهاية ديكتاتورية من يملك الثروة ويحوز السلطة اولا واخيرا للسيطرة على المجتمع الامريكى والامبراطورية الاستعمارية , من اجل لتحقيق مصالحهم الانانية , ولتذهب البشرية الى الجحيم . . .

الراسمالية التى تحكم امريكا الان ذات طابع فاشى واضح . منذاحداث 11 سبتمبر وهى تضرب الحريات الشخصة للمواطنين الامريكان وكل الداخلين لامريكا فى مقتل , من اول قانون الوطنى الذى اصدرة بوش الابن ليعطى للشرطة حق اعتقال اى شخص على الاراضى الامريكية وخارجها , تحت زعم اضرارة بالامن الوطنى الامريكى ولمدة ستة شهور دون العرض على النيابة او المحاكمة , ودون الحق فى زيارة اهلة لة اثناء اعتقالة . يعنى لايختلف عن قانون الطوارئ المصرى الذى يعطى للشرطة حق الاعتقال لاى مواطن دون محاكمة او اى حقوق طبيعية للتقاضى , كما ان الاداره الامريكية بفرضها لحالة نخويف عامة من شبح الارهاب على الشعب الامريكى الذى اوجدتة اجهزة المخابرات المركزية فى افغانستان امحاربة السوفيت , ونشرتة فى كل انحاء العالم لتعطى لنفسها حق العدوان على اى شعب من الشعوب كما حدث فى افغانستان والعراق والصومال واليمن وسوريا وبلادنا واغلب البلدان الفريقية والاسيوية واللاتينية باسم الدفاع عن الامن الوطنى الامريكى , ووصل الامر بالتنصت ومتابعة حياة وتحركات مئات الملايين من الامريكان والناس فى كل بلدان العالم , وحتى رؤساء الدول ! . وتجاوزت المتابعة والتنصت الى اخضاع كل المسافرين من والى امريكا عبر مطاراتها الى الكشف على اجسادهم بالاشعة كما لو كانوا عراة تحت نفس المزاعم الفاشية المقيتة , وما فعلتة فى معسكر جوانتانمو وسجن ابوغريب فى العراق , هل هذة ليست اساليب فاشية ؟ وهل حربها على العراق وقتلها مليون ونصف عراقى بدم بارد , واستخدامها للقنابل النووية التكتبكية بكل اجرامها والتى سيستمر تاثيها الوحشى لاجبال قادمة , اليست فاشية , وما تفعلة طائراتها بدون طياريوميا من قتل واسع فى باكستان وافغانستان واليمن وغيرها من الدول الافريقة اليست فاشية ؟ هل هذة هى الحريات والديموقراطية فى جنة الراسمالية الموعودة , ناهيك عن نهب الشركات الكبرى الاحتكارية لثروات كل بلاد العالم مع بداية الاستعمار العسكرى المباشر منذ ثلاثة قرون واستمرارة حتى الان , وقد تغير اشكال النهب الامبريالى العنصرى الذى ادا الى تدمير عشرات البلدان وافقارها المستدام فى قارات العالم المختلفة تحت راية التحضر والديموقراطية وحقوق الانسان ! ! اليس ذلك بربرية وعنصرية وفاشية راسمالية ؟



#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديل الثورى
- استقلال القضاء بين الحقيقة والوهم
- العدوان الصهيونى الهمجى على غزة . . . الشرعية الدولية . . . ...
- حاصر حصارك لا مفر . . استراتيجية ثورة
- بعض القول حول مفهوم الامة الاسلامية
- هل الشعوب العربية فى غيبوبة
- من المقاطعة الى المشاركة . . . اعلان افلاس
- حوار لة دلالات مفزعة . . .
- مغزى ملصق : هل صليت على النبى اليوم ؟
- ثورة يناير الشعبية الآن . . والى اين ؟
- نتائج المقاطعة الشعبية , والثورة الى اين ؟
- محمد محمود عام 2013
- هل -الجيش -حمى الثورة ؟
- عامان على معارك محمد محمود المجيدة . . والتكتيك الثورى
- فضيحة كبرى لحكومة السيسى البلاوى . .
- الاستقلال الوطنى الان , . مهمة من ؟
- رؤية اشتراكى مصرى فى الانتخابات البرلمانية الكردية
- عن اى دستور يتحدث هؤلاء الاعداء
- العسكر ومعركة الثورة ضد الاخوان والامريكان
- سيادة القانون بين الوهم وارادة الثورة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - الديموقراطية الامريكية بلون الدم . . .