هل الشعوب العربية فى غيبوبة

جمال عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الشعب المصرى والشعوب العربية لم تعد فى غيبوبة على عكس ماتقول الصديقة اللبنانية فى تعليقها على ردود الافعال العربية على العدوان الوحشى على غزة . فثورة يناير والثورات العربية انهت تلك اللحظة المؤلمة من حياتنا . ان الثورة الشعبية المصرية والثورات العربية وما يحدث على ارض غزة فلسطين من معارك بطولية يغير تاريخ المنطقة والعالم . لقد انتقل مركز الصراع الطبقى العالمى بين الراسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة وكل الطبقات والشعوب الكادحة فى العالم الى عالمنا العربى . وبالنتيجة هناك صراع بين الشعوب الكادحة الثائرة والحكام والانظمة الرجعية التابعة , صراع بين وعى ثورة يتخلق من التجربة الثورية ووعى ثورة مضادة يصر على الانتكاس بالثورة . هناك اعلام رسمى مضلل , واشكال جديدة من الوعى الثورى يتصاعد لصد هجمات تضليلية وتزييفة للحقائق الجديدة , وصد ايديولوجيات دينية رجعية فاشية الطابع ذات جذور اجتماعية وثقافية عميقة , واستعمار امريكى صهيونى يوظفها , واصحابها من تيار الاسلام العميل للقضاء على الثورة والعقلانية بنت العملية الثورية الممتدة والمعقدة , كل ذلك لاستعادة غيبوبة الشعوب من جديد . انها معارك طويلة وصعبة , اجتماعية وسياسية وثقافية وعلى القوى الثورية ان تتفهم اسبابها وتعقيداتها والشعارات والمواقف الصحيحة لتطوير حالة الصراع والثورة دون الوقوع قى التعميمات السهلة . الصراع ضد العدو الصهيونى والامريكة وتابعية من الحكام العرب يحتاج لرؤية واستراتيجية ثورية وادوات وآليات فى الدعاية والتنظيم فى مواجهة الالة الضخمة التى يمتلكها الاعداء , ومن الواضح لكل من يريد ان يرى ان الثورة المصرية والشعوب العربية وفى مقدمتهم الشعبين الفلسطينى والمصرى يتقدمان فى هذا الطريق الثورى رغم ما قد يحدث من ارتباكات يستخدمها الاعداء لاعادة سيطرتهم على الشعوب من جديد , كما حدث بعد الاطاحة الثورية لحكم الاخوان والتيار الدينى الرجعى فى مصر وتراجعة فى البلدان العربية حتى داخل فلسطين المحتلة , وتوجية ضربة قاصمة لتحالف امريكا العسكر الاخوان فى مركز الثوارات العربية مصر , وفى مواجهة هذا التقدم للثورات العربية تدفع الامبريالية الامريكية بمسلسل الحروب الاهلية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا , وتحيك لمصر المؤامرات فى هذا الاتجاة ـ ولم تنجح حتى الان ـ وقد صنعت لتلك المهمة الخطرة منظمات الارهاب الدينى كداعش والنصرة والكتائب الاسلامية المسلحة تحت مسميات مختلفة بعد ان فقدت قدرتها للسيطرة على المجتمعات العربية فى عصر الثورات من خلال اجهزة الدول التابعة من جيش وشرطة , فى زمن تتراجع امكانيات التدخل الاستعمارى العسكرى المباشر .
وعلى عكس الواقع من انخراط الشعوب فى العملية الثورية وتحقيق العديد من الانتصارات على اجهزة الدولة والسلطات الحاكمة , وتصاعد وعيها وتجربتها الثورية تبيع اجهزة الاعلام الرسمية الداعرة الوهم للشعوب , بانة لولا العسكر ما اطاح الشعب المصرى بحكم مرسى وجماعتة وهو نفسة ما حدث مع الطاغية مبارك على حد زعمهم . وكان الثورة مجرد وهم مر من ميدان التحرير وامام قصر الاتحادية فاطاح العسكر براْسى النظام ! ! , والحقيقة ان العسكر خافو من اطاحة الشعب بهم لو تمسكو بوجود الاخوان فى السلطة , فالعسكر والاخوان قوى ثورة مضادة ولم يكونا عدوين قى يوم من الايام , وصراعهم على السلطة حدث مثلة فى كثير من الثورات , ووقائع تحالف العسكر والاخوان منذ 25 يناير لاجهاض الثورة , ومصالحهم المشتركة , وتبعيتهم لامريكا ووصولهم للحكم , وعدم الحكم على اى من قياداتهم المسجونة حكم نهائى حتى الان يؤكد مانقولة , ويؤكد ان حجم ما تتعرض لة الثورة المصرية والثورات العربية من مؤامرات وحروب ابادة بحجم القوى المعادية لها وعلى راسهم امريكا و"اسرائيل" فى ظل غياب تنظيم ثورى قيادة لهذة الجماهير الثائرة فى مصر والبلدان العربية , مشكلة الثورة الاولى الان , والتى تؤدى لكثير من الارتباك وعدم وضوح الرؤية فى اللحظة المناسبة للمهمة المطروحة , وبدون انجازها من شبه المستحيل انتصار هذة الثورات العربية الهائلة والمستمرة لقرابة الاربع سنوات . وان كنت واثق من ان قوى الثورة فى بلادنا تملك من الرؤية والتجربة الثورية والامكانيات لحل هذة المعضلة برغم كل الصعوبات التى تواجهها , وهى كثيرة وخطرة .

#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل