أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - بطل عادي جدا ..!! بالإشتراك مع وجد قاسم














المزيد.....

بطل عادي جدا ..!! بالإشتراك مع وجد قاسم


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 08:50
المحور: سيرة ذاتية
    


بطل عادي جدا ..!! بالإشتراك مع وجد قاسم
صغيرتي التي تهوى القراءة والكتابة أرادت كتابة مقالة بعنوان "مشهد من سيرة ذاتية " لتشارك بها في مسابقة إبداعية ما ... قضت وقتا طويلا في التفكير والإستعداد لهذا الحدث الهام ، فهي تحتفظ في جعبتها بدفتر ملاحظات ، أو "صندوق أدوات " كما أُطلقٌ عليه أنا ، ومن بين ما يحويه من أدوات ، هناك قسم خاص بالتعابير المجازية ، ويحوي على ما يقارب ال 400 تعبير مجازي ، تستطيع أن تستعمل منها ما تشاء وقتما تشاء ... لكن الفكرة اللعينة أو الإسم المطلوب ينزلق كسمكة صغيرة من الفتحات ألواسعة لشبكة صيد..
-أبي ..!! أعطني إسما فقط ، وليكن من المشهورين لأكتب مشهدا من سيرته الذاتية .. الإسم فقط ... ماذا جرى لك يا أبي ؟! تكتب وتقرأ يوميا عن شخصيات مشهورة ، هات إسما فقط ..!! توجهت لي إبنتي طالبة العون .
-لكنك تستطيعين الكتابة عن مشهد من سيرتك الذاتية أو من سيرة أخيك وأخواتك ، خذي مثلا مشهدا من سيرة حياة يارا عندما سافرت إلى أمريكا ...
لكنها قاطعتني قبل أن أُتم كلامي ...
-أُريد شيئا دراميا ..!! قالت بوضوح وحزم.
-إذن أُكتبي مشهدا من سيرة عمك أحمد ..!!
أجبتُها وأنا على ثقة بأنها ستُوافق ..
سهمت قليلا ومسحة من الحُزن تعتلي تقاطيع وجهها ، وبدأت بالكتابة ... لم تمر أكثر من عشر دقائق وإذ بها تناديني وتقول : أُريد أن أنهي المقالة بكلمات مقطعة وغير مفهومة ..!!
-يا لها من فكرة هائلة وعبقرية ..!! أجبتُ علي إقتراحها بنبرة إعجاب شديد .
وعمها أحمد ، والذي هو أخي البكر ، ليس بطلا من أبطال الأساطير ، لكنه بطلها وصديقها . إنه بطل عادي ، كأي عامل بسيط من أبناء شعبنا ، يكسب لقمة عيشه بكد ساعده وعرق جبينه .. عاش وكبر .... إلى أن وبدون مقدمات ... وهكذا كتبت إبنتي ... بدأت بالقراءة وأنا أستمع، إلى أن بلغت النهاية وهي تتسائل بلسان عمها : ماذا يحصل ؟ ! ثم أجهشت في بكاء شديد... عانقتُها وكفكفتُ دموعها . وهذا هو النص الذي كتبته صغيرتي ، مشهد من سيرة ذاتية (بلسان عمها ):
عندما كنتُ في السابعة من عمري ، هُجرت قريتنا الأصلية ، كنتُ حينها ألعب مع أخي الرضيع ، وإذا بوالدي ووالدتي يختفون عن أنظاري ، تبعتهم بحثا عنهم والتقيت بهم بعد فترة . وصلنا إلى هنا ... وعشنا في خيمة ثم إستأجرنا بيتا . تركتُ المدرسة في الصف السابع لأُعيل أخوتي وأدفع تكاليف تعليم أخي الصغير ، تزوجتُ وانا في الرابعة والعشرين من عمري .
هذه لمحة سريعة عن حياتي ، أنا الأن في الخامسة والسبعين من عمري ، وقد اشتعل رأسي شيبا ، لدي أولاد ، أحفاد وأولاد أحفاد ، أُصلي جمعتي في الجامع ، وأسرد بعض الحكايات والأحاجي على أحفادي وأولاد أخي ، هذا أنا ..
لكن ، ما أثقل وطأة حياتي هو عندما جاء ذلك الشيطان – المرض – وفتك بي بعد عمر طويل .
أول أيام جلطتي الدماغية .
كان بعيدا عني ولكنه أمامي . تسمر في مكانه وتسمرت عيناه في عيني... ثقُل لساني ، أستطيع الكلام ، أُخطيء في بعض الحروف ، بدأ الأمر يزعجني ، لكن لا بأس !! ألحمد لله على كل شيء .
مرّ شهران على جلطتي ولا أحد يفهمني ، أصبحتُ بطيء الحركة ، ثقُلت يداي وقدماي ، لا أجيد إمساك القلم والكتابة ، فقدتُ الرغبة في مواصلة العلاج .... لماذا لا يفهمني أحد ؟؟!!
إنه الشهر الثالث !! أنا خائف ..!! ماذا سوف يحدث ؟؟
بالكاد أمشي.. ماذا يحصل ؟؟
نلبه!!5-$-3هىلابيؤؤ !!!! تن خكةعبييط تاالب !
انتهى النص الذي كتبته صغيرتي

ألسنا أبناء الصدفة ، وهل تلعب الصدفة دورا في مسيرتنا الحياتية ومصائرنا ؟؟ وهل موقفنا من الموت والحياة هو نتاج لواقعنا المعيشي والحياتي ؟كيف عرفتت صغيرتي بأنهُ خائف ..؟! وهل حقا هو خائف ؟! لربما أحست بتغير في قبلته التي يطبعها على جبينها كلما زارته ، أو لربما أحست ارتعاشا في روحه ..؟؟!!
يا "لمحاسن " الصدف ...!! يقولها من كانت صدفته خيرا من الف "ميعاد " ، لكن كم من صدفة قبيحة ألقت "بصاحبها " في مهاوي التشتت ، الضياع والحرمان ؟؟!! ماذا سيقول هذا المُبتلى ب"مقابح " الصدف ؟؟!! لماااااااذا أنااااااااااااا؟؟


بدأتُ أقتنع بأن مواقفنا من القضايا ، والتي قد تكون خلافية وشائكة ، هي نتاج للظروف التي نمر بها ، وهي قابلة للتغيير والتحوير منسجمة مع التغيرات في الظروف الحياتية .
لماذا هو بالذات ؟؟ فقد كان رياضيا ومُحافظا على نظام حياتي في كافة مناحي الحياة ... !!
لم أكن في يوم من الأيام من أنصار الموت الرحيم ، لكنني الأن لا أرفضه كحل يُحافظ على إنسانية الإنسان ...
لكم تمنيتُ من أجلي ومن أجله ، أن يكون قد لاقى حتفه في حادث طرق ... بدلا من إنسحاب الحياة أو قوة الحياة ، منهُ ببطء متسارع ..!!
لم يخطر لي ببال بأنهُ سيخاطبني فلا أفهمه !! أُناولهُ القلم ليكتب ، فتخونه يده المرتجفة والضعيفة العاجزة عن الإمساك بقلم !!
من نحن ؟؟ كثيرا ما نتسائل ، نتفذلك ونتفلسف ... هل نحن سادة الكون حقا ؟؟ وما قدرة الإنسان الفرد قياسا بقدرات الطبيعة ؟
أقصى ما أتمناه لهُ ، ميتة نبيلة ...قبل أن يفقد ما تبقى لديه من نُبل إنساني ...!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى رقصا على الدماء .
- نجاح هدّام ..!!
- ذكريات من زمن فات
- حوار ماركسي ..؟؟!!
- النيابة والاعتداء..
- استاذة فاطمة ناعوت : زودتيها شوي ..أبجديات الحياة أولا !!
- إعدام أم دفاع عن النفس ؟؟ وكوفية ..!!
- ألغني والفقير ..
- ألروبوتات القاتلة ..
- واحة الديموقراطية تغرق في وحل العنصرية ..
- نتالي فاكسبيرغ تذبح الأبقار المقدسة ، أو لم يعُد العَلَمُ رم ...
- عاشوراء وتغييب الحقيقة ..
- الحوار وراشد الغنوشي :جدلية التمدن والشعبوية ..
- بين ألنظرية والتطبيق.. .
- ألعلوم بأثر رجعي ..
- ريحانة كوباني ..
- ألروح ألحائرة .. مهداة بحب للزميل وليم نصار
- ألله معك يا كحلون ..!!
- وفي الليلة ألظلماء ..
- ريحانة وبيسان محكومتان بالإعدام ..


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - بطل عادي جدا ..!! بالإشتراك مع وجد قاسم