|
هل تتخلى قطر عن قوتها الاعلامية الجبارة ؟
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 17:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تتخلى قطر عن قوتها الاعلامية الجبارة ؟ ******************************* عاهل السعودية يطلب من السيسي أن يتجاوز عن الماضي ، ويشارك في أجواء تهييئ المستقبل للعائلات الحاكمة . طبعا يتعلق الأمر هنا تحديدا بدويلة ركبت حصان الاعلام والمال البترولي ونغصت حسب استراتيجيات غربية دقيقة حياة البلاطات العربية وخنقت صنابير العبيد من الاعلاميين والمثقفين . وما دام لكل سالب موجب ، والعكس صحيح .دعونا نفكك التوافق والتصالح الخليجي الخليجي بالاضافة الى مصر السيسي .الى هنا يبدو الأمر عاديا .لكن حقيقة الأمر ليست كذلك . فالقضية تتعلق برهان قوة بين بلد يشكل ماليا أقوى عشرين دولة عالمية وهو السعودية ، وبلد لعب أدوارا قيادية في التاريخ العربي المعاصر ؛ وهو مصر ، وبلد يعتبر بمثابة أصغر محافظة في دولة عربية كمصر أو السعودية ، لكن طموحها يتجاوز بكثير حجمها الجغرافي والسكاني . غير أنها وظفت بشكل غير مسبوق في العالم العربي مجالا من أخطر المجالات في التاريخ الانساني ، هو مجال الاعلام ، الذي صار القوة الضاربة لهذه الدويلة القطرية التي استغلت الربيع العربي استغلالا بشعا و مفضوحا وتدخلت من خلاله في تغيير أوراق العديد من الدول . ويبقى دعمها للأخوان المصريين أهم اشكالية تؤرق الأنظمة الخليجية ودولة مصر . سواء من حيث الدعم المالي أو اللوجيستي أو من حيث استضافة العديد من قيادات الاخوان بقطر . وهي الاشكالية التي يمكن حلها بطلب التزام الصمت من الاخوان المقيمين في قطر ، حيث سبق أن تم اخراس صوت يوسف القرضاوي ، كأهم منظر للاخوان المسلمين على الصعيد الديني . مما أعطى اشارات قوية على أن معارضة الاخوان للنظام المصري ومن ثم ، للأنظمة الخليجية وخاصة الامارات العربية المتحدة والسعودية؛ انطلاقا من الأراضي القطرية سهلة الحل ،ولا تشكل عائقا أمام النظام القطري . لكن قضية اخراس صوت شبكة قناة الجزيرة هو الاشكال الذي يصعب تجاوزه ، بحكم القوانين والمعاهدات الدولية المنظمة لمهنة الاعلام ، كمهنة حرة وداعمة للديمقراطية ، على قاعدة "الرأي والرأي الاخر " ، وهو الشعار الأثير الذي تعتمده قناة الجزيرة كحق مكفول للجميع ، وقد نجحت فيه الى حد كبير ، بالنظر الى فراغ فؤاد الأنظمة العربية الديكتاتورية بما فيها النظام الداعم والكفيل لشبكة الجزيرة التلفزية من ثقافة ديمقراطية ومن حرية شعبية . القمة المرتقبة في قطر الشهر القادم كان لابد لها وأن تنعقد في مكانها الدوري وفي وقتها المحدد ، اذ لايمكن لقطر أن ترضى بهذه الاهانة وهي التي تعودت على استضافة أكبر المنتديات العالمية ، سياسية كانت أو رياضية أو ثقافية .فكيف لدولتين أو ثلاث دول ان تعرقل استضافتها للقمة الخليجية ؟ . كان اذا لزاما على قطر أن تتنازل ولو مرحليا . وهذا ماحدث . عاد السفراء الى مواقعهم بعد ثمانية أشهر من الأزمة ، استطاعت فيها قطر أن تبرز مرة أخرى كأول دولة مضيفة للتظاهرات الدولية المختلفة ، كان آخرها تغلبها على دولتين بارزتين في التنظيم الدولي اسبانيا والبرازيل لألعاب القوى سنة 2019 . الأمر لا يتعلق بالصدفة أو بتفوق تنظيمي كوني ، هناك أسباب أخرى وراء فوز واعتماد دويلة كقطر كمحج لمختلف التظاهرات العالمية . تحاول اذن قطر اللعب على امتدادات دولية متنوعة ومختلفة ، وهو ما يمنحها قدرا من التمويه والمراوغة على الصعيد السياسي ،عكس الدول الخليجية الثلاث ؛ السهودية والامارات والبحرين التي تقلص نفوذها الى داخل ملاعبها ، وان نتوشت بشكل غريب مجالات خارجية أهمها ليبيا ، بالنسبة للامارات ومصر بالنسبة لنفس الدولة والسعودية . لكن هل يمكن أن تذعن قطر وتخفف من صوت الجزيرة المزعج ،؟ وخل يمكن أن نغير بين عشية وضحاها من الخط التحريري لهذه القناة ؟ .الأمر يبدو صعبا ، ان لم يكن مستحيلا .فلا يمكن ان تطلب من القنفوذ أن يتخلى عن شوكه . مهما كان الأمر فان اللعب الحر الذي يميز السياسة الدولية المعاصرة ، يعطي لقطر نقط قوة أمام دول الخليج المحافظة ،وأمام مصر السيسي الانقلابية . وتاموضوعية تقتضي قراءة الخرائط بما فيها من جغرافيا ، دون اضافة ملمح جغرافي طارئ .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية -9-
-
نصوص تقابلية
-
هل يستطيع أوباما توريط ايران ؟
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-8-
-
الدولة ضد الوطن
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -7-
-
المكون الوجودي في قصيدة -داروها لحروف وحصلت فيها المعاني - ل
...
-
قراءة أخرى لخطاب الملك محمد 6 بتاريخ 10--10--14
-
مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -6-
-
أمريكا تطيل عمر داعش
-
عالم من الألوان
-
كيف نستثمر ردع المقاومة لاسرائيل
-
في الرد على الشيخين
-
من يفرض شروطه هو المنتصر
-
هل يموت المطر
-
اسرائيل وشرط الردع
-
غبار ولا ريح
-
التطرف الأوروبي يهدد المغرب
-
الانتصار لارادة المجتمع -1-
-
هيا نرقص على وقع الفساد
المزيد.....
-
غروزني تشهد افتتاح معرض لغنائم العملية العسكرية الروسية
-
ماذا تخفي الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إ
...
-
ألمانيا- تأييد لتشديد القانون الجنائي لتحسين حماية السياسيين
...
-
-ليس وقت الاحتفالات-.. رئيس بلدية تل أبيب يعلن إلغاء مسيرة ا
...
-
روسيا.. العلماء يرصدون توهجا شمسيا قويا
-
برلماني روسي: الناتو سيواصل إرسال عسكريين سرا إلى أوكرانيا
-
كيم يهنئ بوتين بالذكرى 79 لانتصار روسيا في الحرب العالمية ال
...
-
-في يوم اللا حمية العالمي-.. عواقب الصيام المتقطع
-
اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وصربيا تدخل حيز التنفيذ في ا
...
-
للمرة الـ11.. البرلمان الأوكراني يمدد -حالة الحرب- والتعبئة
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|