أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى مدينة حمص السورية.. أو ما تبقى منها...















المزيد.....

عودة إلى مدينة حمص السورية.. أو ما تبقى منها...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عـودة إلى مدينة حمص السورية.. أو ما تبقى منها...
وهــامــش من هــنــا...

شـاهدت يوم الخميس 13 تشرين الثاني 2014 مساء من هذا الأسبوع, وأعدت مشاهدته يوم الجمعة 14 منه, برنامجا على قناة الميادين اللبنانية, يدعى " عــلــى الأرض "... وكلماتي هذه مهداة إلى المواطنين الذين ظهروا بهذا البرنامج.. السيد أيمن الأخرس والسيدة التي كانت معه (شقيقته أو زوجته) والآخر هو الأب خليل, راعي الكنيسة الأرثوذكسية في مدينة حمص السورية, أو ما تبقى منها... بعد تفجيرها وتمزيق آثارها التاريخية التي لا تقدر بثمن...
عندما شاهدت هذه الصور المرعبة المتفجرة المهدمة المحرومة من كل آثار الإنسانية والتاريخ والحضارة.. شــعـرت بأن شيئا ما يتمزق بأفكاري ومشاعري وأحشائي.. وأنني مريض.. وأريد أن أصرخ ألــمــا. أريد أن افجر أبشع الشتائم وصرخات الحرب بوجه هؤلاء الوحوش الداعشية الذين لم يتراجعوا عن أبشع الفظائع بهذه المدينة الخالدة.. أريد أن أصرخ بوجه من تعاون معهم من أهل البلد.. وما يـسـمـى ألف مرة خطأ " الحاضنات الشعبة " لأنهم لا يمكن أن يحملوا لقب حضن أو حاضنة أو شعب أو شعبية.. وهم ركام حثالة الإنسانية, لأدنى قبولهم ومشاركتهم بتدمير بلدهم بهذا الشكل القميء الدنيء الذي يتساوى مع أسفل الخيانات... وإني أذكرهم حتى يفهموا ولا مجال للمقارنة... بأنه في سنة 1944 من القرن الماضي وأثناء الحرب العالمية الثانية.. لما حلقت وقذفت آلاف الطائرات الأمريكية والبريطانية وقذفت آلاف الأطنان من القناب المتفجرة والحارقة فوق مدينة بوتسدام الألمانية الصناعية والتي اشتهرت بصناعة الصواريخ المستحدثة التي هددت لندن العاصمة البريطانية آنذاك.. ولما تهدمت مدينة بوتسدام بالكامل... كان أول المتظاهرين في شوارع نيويورك ضد محو هذه المدينة الألمانية التاريخية... هم المهاجرون الديمقراطيون وغيرهم من الألمان الهاربين من النازية.. والذين تمكنوا من اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية, منذ بدء هيمنة النظام النازي نهائيا على السلطة في ألــمــانــيــا بمنتصف الثلاثينات من القرن الماضي...
ليتساءل وليفكر وليحلل وليقارن.. من تبقى من هؤلاء الذين خانوا بلدهم ومواطنيهم وآثارهم وحضارتهم.. في سوريا عامة.. وفي مدينة حمص السورية على الأخص.. وخاصة الذين حاربوا واختطفوا وغزوا واغتصبوا أهل بلدهم.. ممن لا يحملون نفس المعتقد (بالولادة والوراثة).. والذين على التأكيد, وعبر تاريخ وبقية المدن السورية وسائر المشرق.. هم سكان البلد الأصليون.. ولم يكونوا أبدا مستوردين.. كما نعتهم ــ زورا وبهتانا وغباء ــ أحد الداعشيين المستوردين... لدى لقاء له مع المواطن أيمن الأخرس بإحدى شــوارع حمص المنكوبة المهدمة المهجورة... والتي لم تعد تحمل سـوى علامات الموت واليأس والحزن... كالمدن السوفيتية أو الألمانية بنهايات الحرب العالمية الثانية من القرن الماضي...
وكنائس حمص التاريخية؟... كنائس حمص التاريخية.. والتي كانت تحمل أفـدم الآثار الحضارية التاريخية.. أسائلكم أنا العلماني الراديكالي... لماذا فجرتموها وخربتموها.. وأردتم محو كل آثارها التاريخية التي تثبت وجود المسيحية بهذا البلد التاريخي.. وعلى أي نصوص من دينكم اعتمدتم على تدميرها.. وعاديتم وقتلتم وسبيتم وغزوتم واغتصبتم.. يــا أهـل داعــــش... لا يمكن أن أصدق أن أي دين في العالم.. مهما كانت ابتداعاته واحتقاناته وتطرفه والتزاماته بالدفاع عن وحدويته وعلاقته مع الله.. له حقوق إلهية بـتـفـجـيـر هذا التراث التاريخي.. هذا التراث القومي الأكيد... لأن أغبى الحاقدين, لا يمكنه أن ينكر أنه عبر مئات السنين كانوا أول ركــائز الحضارة السورية والثقافة والعلوم والتمسك بالوطن وحماية سلامته... أي دين يسمح بتدمير دور عبادة الآخرين وحرقها... إنــي ومدينة حمص المنكوبة المخربة نلعن فكركم المخرب الهدام... ولا بد أن جرائمكم سوف تحاسبون عليها.. مهما تغيرت الأحداث وطال الزمن..
عرفت هذه المدينة الرائعة الجميلة, وكيف كانت مزدهرة معطاءة... وعندما رأيت كيف أصبحت جورة موت وسواد وخراب... بهذا البرنامج المحزن الواقعي.. تــمــزقــت أحشائي.. وضاعت كلماتي.. وشعرت أنني فقدت إمكانية التنفس.. وأردت أن أصرخ يا للجريمة... ولكن.. ألف مرة ولكن... لأن كل صرخات الحق والحقيقة...والعقل والحكمة والمنطق.. ضــائــعــة في وادي الطرشــان.
من سيبني هذه المدينة الحزينة المتفجرة.. ومن سيداوي جراحها وآلامها التي تدوم من أربعة أعوام رهيبة... ولم تنته حتى هذه الساعة؟؟؟!!!...
*********
لا بد أن بعض محترفي التعليق الآني المتخصص بالشتيمة والحقد والتكفير, سوف يساءلني بغبائه المعتاد.. كيف تدافع عن كنيسة مسيحية وأنت علماني.. ولا تلتزم بأي معتقد ديني... فجوابي لمحترف الغباء والخبل والحقد الجيناتي.. يا رجل (إن صحت التسمية) أدافع عن كنيسة حمص الأرثوذكسية, لا من الصيغة التيولوجية المذهبية.. إنما لأنها تراث خالد من تاريخ سوريا, حيث كانت فيها رسومات وأيقونات من القرنين الرابع والخامس وفيما بعد بسنين, وحوامل أيقونات محفورة بأياد عاملة حمصية من سكان حمص من مئات السنين, بمهنية لم تعد معروفة بأي مكان في العالم... قيمتها التاريخية والمهنية والحرفية والهندسية لا تقدر... كانت تستقطب تقنيين من العالم كله جاءوا للاطلاع عليها... قبل أن تفجروها يا جحافل داعش.. ومن بايع شريعتكم وخلافتكم...لأنكم شــركــاء إلى الأبد بجرائم لا حدود لها ضد الإنسانية...
**********
على الهامش
ــ تــــســــاؤل
حدثتكم بمقالي السابق عن محاولات من بعض السوريين المحايدين من أصدقائي, لإقامة سهرة لقاء سموها " لجمع الشمل ".. يعني جمع شمل الجالية السورية في مدينة ليون الفرنسية, وخاصة أنه خلال السنتين السابقتين حتى اليوم, كانت هذه المدينة وما زالت تستقبل العديد من اللاجئين السوريين, باتجاهاتهم ومعتقداتهم وآرائهم وأسبابهم السياسية وأشكالهم وإشكالاتهم الاجتماعية المختلفة...
قبل الأحداث كنا نجتمع, كعادتنا بمطعم مشهور خارج مدينة ليون بحوالي عشرة كيلومترات على بحيرة.. صاحبته سيدة سورية رائعة.. تقدم مطبخا فرنسيا وإيطاليا.. وأحيانا بعض المقبلات والمأكولات السورية.. حسب الطلب... وكان اختلاف غالب المشتركين السوريين, على نوع الخمر الفرنسي الذي سيقدم على الطاولة بالوجبة الثابتة للكل... هل هو Côtes du Rhône أم Bordeaux أم Bourgogne ؟... أما اليوم فالمشكلة الرئيسية التي تــشــغــل الاهتمام وقبل الدخول بالسماح ببعض النقاشات السياسية الحساسة.. أو لا ســمــاح على الاطلاق... هي منع الخمر نهائيا مع وجبة العشاء التي سيدور حولها اجتماع جمل الشمل.. حيث أن العديد من المشتركين بهذه الأمسية.. يرفضون الجلوس أو المشاركة على أية طاولة يوجد عليها أي نوع من أنواع الخمر... تغيير جذري من ذيول الأحداث السورية... والتي قد تــؤدي إلى تأجيل اجتماع لـم الــشــمــل.. إلى أجـل غير مــســمــى... مع مزيد الحزن والأسى والأسف... ومما يدفعني للعودة والتساؤل إلى أهالينا بمدينة حمص المنكوبة.. هل خلال هذه السنوات الأربعة الماضية.. حيث كان غالبهم لا يجد سوى الحشيش النابت في الشوارع المهدمة القذرة كطعام.. ولا يجد حتى نقطة ماء للشرب..ولا يجدون أبسط طاقات التساؤلات بمعيشتهم المخنوقة المحرومة من أبسط أنواع الحياة... وعن التساؤلات التي نطرحها هنا.. بمجالات اجتماعاتنا أو عدم اجتماعاتنا وخلافاتنا... والتي أصبحت عجيبة غريبة.. بعودات بعيدة سنوات إلى الخلف هــنــا بهذا البلد.. لا أريد تعدادها... حفاظا على الحساسيات... حتى لا أتهم بمحاولة إفشال " سهرة جــمــع الـــشـــمل " المنتظرة المأمولة!!!... من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟!!!.............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات صريحة لأصدقائي...وغيرهم...
- التعايش المشترك؟؟؟!!!...
- التقسيم.. وعتمة الموت...
- اتجاه معاكس... اتجاه مغلق...
- وعن ندوة نقاشية... وهامش عن الحياد.
- ماذا أصاب ربيعكم.. يا عرب؟؟؟!!!...
- جهادستان Djihadistan
- وانتهت الحكاية!!!...
- عودة أخيرة إلى بيان الحوار
- عودة إلى جائزة ابن رشد...
- رسالة إلى صديقي الفنان المتفائل... وهامش عن جائزة أبن رشد.
- رسالة إلى السيدة ناهد بدوية
- خمس سوريين... وأردوغان المنقذ؟!...
- عودة داعش إلى القمقم؟؟؟...
- تصريحات أوغلو وصرخات دي ميستورا
- عودة قصيرة للأسبوع الماضي... تفسير.
- عين العرب كوباني... فاجعة الفواجع...
- بايدن وأردوغان... والخراب...
- أردوغان... يبيع عضلاته...
- خواطر سياسية عن -قبول الآخر-... ولفت نظر.


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى مدينة حمص السورية.. أو ما تبقى منها...