أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - البديل الثورى















المزيد.....



البديل الثورى


جمال عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 07:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جماعة من المصريين شاركوا فى الثورة منذ بدايتها . اختبرتهم الثورة وخبروها فى كل معاركها النضالية , وينتمون للكادحين والفقراء من شعبنا , ويدافعون عن مصالحهم الاجتماعية والسياسية , وحقهم فى حياة انسانية تختلف جذريا عن البؤس الذى نعيشة . ويدافعون عن حقهم فى الثورة من اجل العدالة الاجتماعية والحرية واستقلال الوطن عن التبعية الاستعمارية , ويناضلون فى جميع الاوقات وبكافة الوسائل والاساليب لبناء بديل ثورى تمتد جذورة عميقة بين العمال والطلاب وسكان العشوائيات وفقراء الفلاحين والعاطلين عن العمل فى مواجهة العسكر ورجال دولة مبارك من جهة , وضد جماعة الاخوان الرجعية وحلفائها من الجماعات الارهابية من حهة اخرى .
واذا كانت مشكلة الثورة الاولى منذ بدايتها غياب البديل الثورى , عقل الثورة المنظم , المؤثر والمنتشر بين اوسع الجماهير , فقد دفعت الثورة ثمنا فادحا لغياب هذا البديل , حتى استوعب العديد من المجموعات والعناصر الثورية , ضرورة بناء هذا البديل من خلال تجربتهم الخاصة . لذالك يصبح هذا النداء العملى لكل القوى والعناصر . الثورية بالمشاركة فى بناء هذا البديل الثورى على الاسس السياسية والنقاط البرنامجية التالية , دون التقيد بايدولوجية محددة



قوى الثورة وطبيعتها :
............................
فى عالم يسيطر علية النظام الراسمالى العالمى سواء فى البلدان الاستعمارية المتقدمة , او المتخلفة والتابعة كما هو حال بلادنا . فان اى ثورة اجتماعية فى هذا العصر لابد ان تكون خصما من النظام الراسمالى ومصالح الطبقات الراسمالية السائدة , سواء كانت ثورات ديموقراطية شعبية كما ثورة يناير الشعبية , او ثورات اشتراكية فى بلدان حققت فيها الطبقات العاملة وحلفائها احزابها الثورية , وقادرة مع نضج الازمات الثورية على قيادة الثورات الى الاشتراكية والديموقراطية العمالية .
ان الطبقات والفئات الاجتماعية التى حسمت معارك الثورة الاولى , والاطاحة بالطاغية مبارك ورجال حكمة يوم جمعة الغضب العظيم 28 يناير , هم التعبير الحقيقى عن المحتوى الاجتماعى للثورة وهم : قطاعات من الطبقة العاملة والحرفيين والطلبة والعاطلين عن العمل والشرئح الدنيا من الطبقة الوسطى وفقراء المدن والفلاحين الفقراء . وقد اكد هذا الطابع الاجتماعى للثورة الاضراب العام الناجح الذى قامت بة الطبقة العاملة من يوم 9 يناير وحسمت بة عملية الاطاحة بمبارك يوم 11 فيراير . وبرغم نزول قوى رجعية كجماعة الاخوان المسلمين الى ميدان التحرير للمشاركة من يوم 30 يناير , ومجموعات من رجال الاعمال الذين نزلوا الى الميدان لتصفية حسابات خاصة مع حكم ورجال مبارك مثلهم مثل الاخوان , فكانو اول من تحالف مع مجلس مبارك العسكرى , ولعبوا على الوعى المنخفض او الاصلاحى للجماهير الشعبية ـ بحكم المصالح المشتركة ـ على حساب الثورة وتصفيتها فى النهاية .
وقد تعمق الفرز والاستقطاب الاجتماعى مع تقدم التجربة الثورية , وقد ظهر ذلك جليا فى اعتصام 8 / 7 اذ غاب عنة اغلب قوى الثورة المضادة الرئيسة , والذاهبون الى المسار الشرعى المزعوم , الاخوان المسلمون ومجمل التيار والجماعات الدينية , ورجال اعمال تصفية الحسابات , وجزء ضخم من اللبراليين والناصريين واليسار الانتهازى , والاعلام الرسمى والنخبة التى التحقت بالمجلس العسكرى . وتاكد هذا الوجة الاجتماعى للثورة فى معارك محمد محمود ومجلس الوزراء ومذبحة استاد بور سعيد والعباسية , واتهام الاف الاحتجاجات العمالية وصغار الموظفين والمدرسين والاطباء بالفئوية وتعطيل عجلة الانتاج , لمجرد انها تطالب بالحق فى الحياة الانسانية , اى بتحسين الاجر ووضع حد ادنى وحد اقصى يتناسب مع اسعار السلع التى ترتفع بشكل يومى تقريبا , والضرائب التصاعدية , وحل ازمة السكن والتعليم والصحة للجمع , وضمان العمل للعاطلين واعانة بطالة حال التعطل . . الخ . واستمر الاستقطاب الاجتماعى والمعاناة مع تفاقم ازمات الكهرباء والبنزين والسولار واسعار المواصلات والسلع الاساسية لغالبية الشعب الساحقة فى المجتمع ايام حكم المجلس العسكرى , واثناء حكم الاخوان وحتى الان . مما يبشر ان الموجة الثورية القادمة بعد التجربة المريرة مع الاطاحة بثلاث سلطات لنظام مبارك ـ مبارك والمجلس العسكرى ومرسى ـ والمسار الشرعى المزعوم من انتخابات واستفتاءات متوالية دون طائل , وتصاعد متوالية الافقار والجوع والمرض, والاستبداد والقمع الذى لم يتوقف حتى الان , انما يعمق الطابع الاجتماعى والسياسى لثورة يناير الشعبية , ويحدد طبيعتها الديموقراطية الشعبية من اجل سلطة ثورية تغير وجة الحياة فى بلادنا وتحقيق العدالة الاجتماعية بمصادرة الثروات المنهوبة لعقود طويلة واعادة توزيعها على اسس عادلة من حيث الملكية الاجتماعية , وادارة العملية الانتاجية , وتوزيع العائد لصالح الكادحين والمفقرين , الاغلبية الساحقة من الشعب .
ومن الاخطاء التاريخية القاتلة , ان يطرح البعض فى مثل ظروف ثورتنا الراهنة , ان لاتفكر قوى الثورة فى الاستيلاء على السلطة واجهزة الدولة , وازاحة حكم الراسمالية السائدة وسياساتها , لتبقى كما هى بنظامها وبملكياتها المنهوبة من ثروات وعرق الشعب , ولتمنح الفقراء والكادحين بعض الفتات او الاحسان , لتحسين بعض شروط حياتهم المادية شبة المستحيلة . مقابل دماء الشهداء والتضحيات الجسيمة من قيل الشعب على مدى سنى الثورة . بمعنى ان تنتهى الثورة بشكل مجانى كما يريد السيسى لصالح عودة نظام مبارك , ويكفينا الاطاحة بحكم جماعة الاخوان , وفزاعة الدولة الدينية التى كانت ستغرق البلاد فى حرب اهلية دينية مهلكة ؟


من هى قوى الثورة المضادة ؟
........................................
مجتمعنا قبل الثورة فية اوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية سيئة جدا جدا , هى السبب فى الثورة , الفقر والجوع والبطالة والاستغلال والقهر والتعذيب والقمع وفساد الحياة السياسية , والمرض وازمة السكن والتعليم اللى مابيعلمش حاجة تقريبا , طيب مين السبب فى هذة الاوضاع البائسة اللى مخلية المصريين ميتين بالحيا ؟ اعتقد كلكم توافقونى ان الاغنياء فى بلادنا بياخدو لنفسهم كل حاجة فى الحياة الطيبة فى الاكل والشرب والسكن والتعليم والعلاج والفسح . . الخ , ومش سايبين حاجة للشقيانين اللى بيبنوا البيوت , وممكن مايبقاش عندهم سكن يليق بالبشر , بينتجوا الاكل والشرب , ويدوبك بيتحصلوا على اللى يخليهم بالكاد عايشين , عشان ينزلوا تان يوم الشغل حتى لا تتوقف الحياة , وقس على ذلك العمال فى المصانع والسواقين اللى بيوصلولنا السلع وبيوصلونا لاعمالنا , والفلاحين وغيرهم من اصحاب الحرف المختلفة , اللى هما بينتجوا كل اسباب النعيم اللى عايش فية الاغنياء فقط , والمنتجين لهذة النعم مش وخدين حقهم , وعشان كدة بيظهر تناقض فى المصالح بين الكادحين والفقراء المنتجين لكل السلع والخدمات , وبين الاغنياء المالكين لوسائل الانتاج اللى هى الارض والمصانع والمكن والمواصلات . . الخ , والبنوك اللى بينظموا من خلالها الحياة الاقتصادية كلها ويزودوا ثرواتهم . . وتيجى الدولة باجهزتها المختلفة , وفى مقدمتها اجهزة الارغام والعنف الرسمى , اللى هى الجيش والشرطة والقضاء تبقى فى صف الاغنياء ـ والقوانين بتعملها برلمانات الاغنياء ـ ويصبح قادة هذة الاجهزة ـ بيروقراطية الدولة ـ جزء من الطبقة الغنية المسيطرة على المجتمع خاصة فقراءة وكادحية من خلال اجهزة الدولة . ونتيجة لهذا التناقض القائم على الظلم الاجتماعى للاغلبية الساحقة من الشعب , والصراع الدائم من قبل الطرف المظلوم من اجل حياة انسانية افضل , سكن صحى , وغذاء كافى , وتعليم وصحة مجانى يكون حق للجميع , وقبل كل ذلك حق الجميع فى العمل المناسب لمواهب كل انسان , وباجر عادل . ونتيجة لكل تلك الاوضاع الظالمة , وتراكم تاثيرها المؤلم عبر الزمن , تاتى لحظة من الاحساس العميق بالظلم , والغضب الواسع لدى الشعب الكادح والمفقر , لا يستطيع عندها الاستمرار فى نفس الحياة البائسة , القريبة من الموت عند قطاع واسع من الفقراء والعاطلين عن العمل , فتتعاظم الازمة الاجتماعية والصراع بين الفقراء والاغنياء , وازمة الحكم القائم الى حد غير مسبوق , ويصبح عندها الوضع اقرب للحريق الذى ينتظر الشرارة . ساعتها تكون الثورة حتمية كما حدث فى 25 يناير العظيم . وانطلاقا من هذة الاوضاع الملموسة التى لا تخطئها عين , تكون النتيجة الواضحة , ان قوى الثورة المضادة تتحدد بالاساس فى كل الاغنياء الكبار , المليارديرات الذين نهبوا ثروات البلاد وعرق الشغيلة فى المصانع والزراعة والموصلات والتعليم والصحة . . الخ , لعقود طويلة , وهذا ينطبق على كل رجال دولة مبارك ورجال اعمالة , واغنياء الاخوان زى حسن نشاْت والشاطر وسعودى وعيلة حداد وغيرهم الكثير من الراسمالية الاسلامية ـ واللى بتكون جماعة الاخوان التعبير السياسى عنهم ـ ولواءات الجيش والبوليس اللى لسة فى الخدمة او براها , بيتحكموا فى مؤسسة اقتصادية تتحكم فى 40 % من اقتصاد البلاد , دول همة قوى الثورة المضادة . ويتميز العسكر وراسمالية الكاكى بانهم العمود الفقرى لطبقة الاغنياء , مهما حدث بينهم وبين اى من الشرائح الراسمالية الاخرى من خلافات او صراعات على السلطة , او حجم النهيبة اللى حيحصل عليها كل منهم , ومن حولهم الخدم من النخبة السياسية والاعلام والفن والثقافة . واذا كنا قد حددنا عدونا , قوى الثورة المضادة , علينا ان نحدد فى الممارسة العملية ثقل كل منهما والصراعات بينهما وانعكاسات الثورة على ازمتهم , والماذق الدى وضعتهم فية , وفشل القمع ومسارهم الشرعى فى تصفية الثورة حتى الان , وعلاقتهم بقوى الثورة المضادة اقليميا وعالميا خاصة امريكا و"اسرائيل" . . . لتحديد اشكال واساليب النضال والشعارات الصحيحة فى اللحظة الراهنة من الثورة



المضمون الاجتماعى للديموقراطية والحرية
.........................................................
الديموقراطية التى تعنى فى اللغة اليونانية القديمة حكم الشعب , اصبحت فى واقع النظام الراْسمالى , حكم القلة من الطبقة الراسمالية ومن يعبرون عن مصالحها بفرض سلطتهم من خلال اجهزة الدولة على باقى طبقات المجتمع من عمال وفلاحين وحرفيين ومهنيين والمهمشين عموما لاستمرار الاستغلال الراسمالى . ولا معنى لحكم القلة فى اى مجتمع الا الديكتاتورية ـ ايا كان شكلها ـ على الاغلبية من الطبقات الشعبية , ولا يبقى من كلمة الديموقراطية غير الاسم دون محتوى حقيقى لحكم الشعب , فالبرلمان لم يعد لة قيمة تمثيلية ـ بعد ان اصبح الدخول الية سلعة يتحكم فيها المال السياسى والاعلام والتزوير الدائم من قبل الاجهزة الرسمية ـ فى اى دولة فى عالمنا المعاصر , بل اصبح البرلمان ملحق للسلطة التنفيذية باجهزتها القمعية والقضاء ايضا وينفذ اوامرها . وبذلك تحتكر الطبقة الراسمالية السائدة وخدمها مراكز القرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى . والديموقراطية فى هذة الحالة ان وجدت هى ديموقراطية الاغنياء والحرية لهم دون سواهم , وفى نفس الوقت ديكتاتورية على باقى طبقات المجتمع لحصاد الفائض الاقتصادى ورفاهية الاغنياء . ومن ثم ضبط الصراع الطبقى الناجم عن هذا التناقض الدائم لصالح الطبقات السائدة اجتماعيا . فالديمقراطية فى العصر الراسمالى هى فى الحقيقة , دكتاتورية الطبقةالمالكة لوسائل الانتاج ولا علاقة لها بالحريات والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للطبقات الشعبية . وانما فى مجرى الصراع تنتزع الطبقات الشعبية تلك الحقوق والحريات من بين انياب الديموقراطية البرجوازية ! وسرعان ماتلتف ديكتاتورية راس المال لتصادر ما انتزعة الفقراء والكادحين من حقوق وحريات , فمن يملك يحكم ويفرض شروط وادوات حكمة على الطبقات غير المالكة برغم انها المنتجة للسلع والقيمة , وتمثل غالبية الشعب الساحقة . وهذة الفوارق بين الحقوق والحريات المنقوصة اوالمصادرة فى احوال كثيرة , وبين ديموقراطية الراسمالية المعادية لها , هى اللعبة القاتلة للثورة الشعبية , فى ان تستمر السلطة كما هى فى يد الطبقة الراسمالية , وكل ما على ثورة يناير الشعبية ان تفعلة , انتزاع الحريات وبعض الحقوق الاقنصادية والاجتماعية فى العمل والاجر والسكن والتعليم والصحة . .! !
ان الحقوق والحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لم تكن فى يوم من الايام جزء اصيل من ديكتاتورية الراسمالية , انما هو نتيجة نضال الطبقات العاملة والكادحة عموما تنتزعها فى سياق الثورات الاجتماعية والسياسية على الاقطاع وفى زمن الراسمالية , وتستمر فى انتزاعها حتى تصل الى محطة صراعها الاخيرة مع الطبقة الراسمالية بانتصار الثورة الشعبية , وانتزاع السلطة والدولة لتقيم عليها ديموقراطيتها الشعبية حقا وفعلا من اعلى ومن اسفل , لانها تمثل قى هذة الحالة ديموقراطية ودولة الاغلبية الشعبية ضد الاقلية الراْسمالية المطاح بها

.

الديموقراطية الثورية
...........................
فى قراءة لواقع مايسمى الديموقراطية التمثيلية ـ البرلمانية ـ الهزلى فى كل بلدان العالم المختلفة , ارى ان عمرها الافتراضى قد انتهى منذ سنوات طويلة , بعد ان اصبح اكئر من نصف البشرية التى لها حق التصويت لا تذهب للانتخاب , لفقدان الثقة فى لعبة صنادبق الاقتراع , وتراجع ثقتها فى اى دور للبرلمان , وتغول السلطات التنفيذة التى يختبئ ورائها الحكام الحقيقيين , الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسيات , والبيروقراطية العسكرية فى البلدان المختلفة . وقد تحولت الاحزاب الى جزء من آلة ضخمة تقوم على تسويق عملية الانتخابات , مهما تباينت ايديولوجياتها , وقد حولت المواطن الى مستهلك للديموقراطية كما فى باقى السلع , ولكن اكثر من نصف القوة التصويتية فى المجتمعات المختلفة ترفض دور المستهلك , وكل البائعين من اليمين الى اليسار الشرعى , فتقاطع كل اشكال الانتخابات , الكرنفالات العامة , وتقوم بممارسة النضال الحقيقى من اجل حياة افضل , خارج الاحزاب والنقابات والاسواق البرلمانية فى مناهضة العولمة الراسمالية ودفاعا عن البيئة المدمرة , وهى تبحث عن ديموقراطية ثورية مباشرة اساسها العدالة الاجتماعية والتحرر الانسانى . ومن تجربتى فى اعتصامات التحرير فى الثمانية عشر يوما الاولى من الثورة , رايت كيف كانت عشرات الآلاف الواسعة من البشر تدير حياتها اليومية , وتتخذ قراراتها , وتدافع عن اعتصاماتها فى وجه آلة القمع , ومنها ارى ان الشعوب تبدع فى الثورات الحالية ديموقراطية الميادين واللجان الشعبية للدفاع عن الثورة فى الاحياء والمصانع والجامعات وفى القرى والمدن المختلقة , واذا قراْنا جيدا دور شبكات التواصل فى الثورة المصرية والثورات العربية , سنعرف كيف ستولد وتكتمل اشكال واساليب الديموقراطية الثورية المباشرة فى هذة اللحظة المتقدمة من تطور قوى الانتاج عالميا , والفارقة فى مسيرة الثورة العالمية

. .

عنف الدولة الرجعى , والعنف الثورى
....................................................
العنف والسلاح الرسمى فى بلادنا الان , ترفعة اجهزة الدولة الرجعية ضد الثورة والثوار والشعب المصرى , وكل من يقف فى وجهها , باسم الدستور والقانون والشرعية المزعومة . قبل الثورة , واثنائها , وبعدها , لاكراة واخضاع الجميع لارادتها فى كل الاحوال , وتحقيق مصالح العسكر ورجال دولة مبارك وكل الاغنياء بما فيهم اغنياء الاخوان , اى الحفاظ على النظام الراسمالى القائم على حساب عرق ودم الفقراء والكادحين , ونهب ثروات الوطن , واخماد الثورة فى النهاية ودفنها . . .
ومع رفضنا القاطع لعنف الدولة الرجعى بكل اشكالة ومؤسساتة , والنضال ضدة بكافة الاشكال والاساليب , الا اننا فى نفس الوقت نقف ضد العنف والارهاب الفردى على طريقة الجماعات الارهابية , ايا كانت شعاراتها . ونؤكد ان الموقف الثورى مع عنف الجماهير الواسعة كما حدث يوم جمعة الغضب العظيم 28 يناير 2011 , اى عنف الملايين التى تدافع عن نفسها, وحقها فى الحياة , وعن ثورتها فى مواجهة عنف الدولة الرسمى الرجعى , او اى قوى رجعية اخرى , وهنا اتساءل : اهو حلال عليهم حرام على الثورة ؟ . وهل من العقل ان تقابل الجماهير المنتفضة القتل الواسع من قبل اجهزة الدولة بالسلمية , وتقديم رقبتها للذبح ؟


المسار الشرعى والثورة
.................................
ما ان وضعت الانتفاضة الاولى اوزارها فى 11 فبرير حتى بداْ اعداء الثورة لجر القوى الثورية والشعب الى مارثون مسارهم الشرعى المزعوم بقصد انهاكهم واستهلاك طاقتهم الثورية فى معارك لا طائل من ورائها غير اختطاف شرعية لنظام انهارت شرعيتة مع الاطاحة براْسة , وتصفية الثورة ما امكن . . فالذهاب للانتخابات والاستفتاءات خدعة يحاولون بها اضفاء شرعية زائفة لحكم العسكر المعادى للثورة والشعب , ويقوية فى مواجة الثورة , ويساعد على تدجين الثورة والشعب , واعادتهم الى حظيرة الاستقرار الذى لن يتحقق فى ظل النظام الراسمالى القائم على الفوضى, حظيرة القهر والاذلال والعبودية من جديد , والتى فشلت فيها كل محاولات الثورة المضادة حتى الان . . وعبر التجربة الخاصة للقوى الثورية والشعب للمسار الشرعى المزعوم ونتائجة المرة , بداْ انفضاح حقيقتة , والتراجع الشعبيى عن المشاركة فية شيئا فشيئا , وظهر ذلك جليا فى الاستفتاء على دستور الاخوان الرجعى ديسمبر 2012. .
وجاءت النتيجة الملهمة اكثر فى المقاطعة الشعبية الواسعة للاستفتاء على دستور الثورة المضادة يناير 2014 , وقد تاْكدت فى الاستفتاء على الديكتاتور الجديد , مما اصاب المسار الشرعى برمتة فى مقتل . . ووضعته فيما يشبة حالة موت سريرى , فافقد حكم العسكر وكل قوى الثورة المضادة احد اْهم اْسلحتهم فى تصفية الثورة ودفنها على مدى اكثر من ثلاث سنوات , وسيظهر ذلك جليا لمدعى الثورية والانتهازيين والعجزة وضعاف البصر من كل صنف ولون فى مقاطعة شعبية واسعة لانتخابات برلمان الثورة المضادة القادم , لعلهم ينتحرون , فيستريحوا ويريحوا . .
ان طريق محمد محمود , وجمعة الغضب , والزحف الملايينى العظيم فى 30 / 6, طريق الثورة , طريق النضال المكشوف , طريق انتفاض الملايين من الكادحين والفقراء من اجل سلطتهم الثورية , طريق يتقاطع دائما مع طريق الثورة المضادة ايا كان منهم فى السلطة , عسكر ام اخوان , طريق المسار الشرعى لتصفية الثورة , طريق الدستور اولا ام الانتخابات اولا , طريق معاداة الفقراء اولا . انه الحقيقة الوحيدة لانتصار الثورة وسلطتهاعلى كل اعدائها , وغيره انحراف عن مسار الثورة الطبيعى , طريق الفقراء والكادحين للعدالة الاجتماعية والتحرر الانسانى

..

الدولة والثورة
.................
فى الحقيقة دولة كل الشعب اكذوبة كبرى . يروج لها الاغنياء ومفكروهم فى كل دول العالم المتقدم منها والمتخلف على حد سواء , وعلى مر العصور المختلفة , منذ نشاْة الدولة القديمة على يد الفراعنة والآشوريين وغيرهم . . وحتى الان .
ففى الفترة الاخيرة تعلو نغمة الدفاع عن دولة كل الشعب , لتغطى على ضرورة الاستمرار بالثورة حتى تحقيق سلطتها الثورية , واهدافها الكبرى فى دولة العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة والاستقلال الوطنى . لتصبح القضية الملحة ان يدافع الثوار وغير الثوار عن الدولة الراهنة ـ جيش وشرطة وقضاء واعلام ومؤسسات النهب والجباية ـ بالحق او بالباطل , تحت زعم محاربة الارهاب الدينى , الوجه الاخر لارهاب الدولة الرجعى . والهدف الحقيقى للارهابين ـ عسكر ودينى ـ تصفية الثورة ودفنها منذ اندلاعها . وكاْن الدولة الراهنة وجيشها تعبر عن جميع المصريين , بما فيهم الفقراء والكادحين من عمال وفلاحين وحرفيين والمهمشين بالتساوى مع السادة الاغنياء .
ويتسابق فى حملات التضليل وتزييف الوعى هذة , الاعلام الرسمى والخاص , اعلام السيسى والعسكر , والمجموعات السياسية المرتبطة مصالحها وافكارها بالدولة والجيش , الناصريون , واللبراليون , ومجموعات من اليسار الرسمى , ومثقفى السلطة . والحقيقة ان الدولة كما علمتنا تجربة دولة مبارك التى عشنا مرارتها , وقسوة الحياة فى ظلها وما زلنا , والتى ثورنا عليها , انها جهاز ارغام وسيطرة بيد الاغنياء على كل طبقات المجتمع , ونهب ثروات الوطن وعرق كادحية , وامتصاص دم فقرائة , والدفاع عن الملكية الخاصة , قدس اقداس المجتمع الراسمالى , وسياسات التبعية للاستعمار العالمى . اى انة لا توجد دولة على وجة الارض بكل اجهزتها بما فيها الجيش والشرطة, وعبر التاريخ الانسانى , غير منحازة اجتماعيا للطبقات السائدة والنظام الاجتماعى ـ الاقتصادى القائم . حتى دولة الثورة القادمة ستكون منحازة للطبقات الفقيرة والكادحة اصحاب المصلحة فى الثورة الراهنة على حساب الطبقات الغنية , وبيروقراطية الدولة والعسكر المهزومة حتما , حال انتصار الثورة الشعبية المصرية . فالحديث اذا عن ان الدولة ومؤسستها العسكرية , دولة وجيش كل الشعب , محض وهم وهراء تستفيد منة السلطة الحاكمة , سلطة السيسى والمتحالفين معها فى توطيد اركانها , واعادة انتاج نظام مبارك من جديد , وتكريس اساليب النهب والاستغلال والدولة البوليسية , وان باشخاص مختلفين . المهم نفس المصالح ونفس السياسات الظالمة التى لم تتغير منذ الاطاحة بمبارك او مجلس طنطاوى ـ السيسى العسكرى , او حكم الاخوان الرجعى المعادى للشعب والثورة وحتى الان . فكيف يمكن لادعياء الثورية ان يدافعوا عن الدولة القائمة والحكم العسكرى القائم , ولم تتوقف جرائمة اليومية ضد قوى الثورة والشعب , فهناك مئات القتلى غير قتلى الاخوان , وهناك الاف المعتقلين والمعذبين والمصابين غير الاخوان . . كل ذلك بنفس اجهزة دولة مبارك وبنفس رجالة وبشكل ابشع . فهل علينا ان ننتظر حتى تكون الجرائم والقتل ابادة جماعية لملاين المصريين حتى ندرك انة ليس هناك دولة لكل الشعب ؟ ! وان على الثورة ان تنتصر لدولتها واهدافها الكبرى

. .

اهداف ثورة يناير الشعبية
.....................................
1 ـ استعادة كل الثروات المنهوبة من اسرة مبارك ورجال حكمة وراسمالية المحاسيب امثال عز وهشام طلعت مصطفى وابو العنين واحمد بهجت وفريد خميس وحسين سالم وغيرهم , واستعادة شركات القطاع العام المخصخصة , وكل الاراضى المباعة باقل من قيمتها , وكل الشركات الاقتصادية التابعة للمؤسسة العسكرية , على ان تكون الملكية للشعب وليس للدولة , والادارة للمنتجين فى الشركات المختلفة .
2 ـ استكمال سد النهضة الاثيوبى فى منتصف العام القادم سيمنع وصول الحصة المائية , الحق التاريخى لبلادنا , مما سيترتب علية جفاف النيل وموت الحياة بكاملها , حيث تستهلك الزراعة 85 % من الحصة المائية , وتستهلك الصناعة ومياة الشرب الباقى , ومعنى ذلك الموت المحقق لاغلب المصريين او الهجرة الجماعية الى الصحراء الافريقة . . وفى مواجهة هذا الوضع الكارثى لم يحرك حكم السيسى الرجعى والمعادى للثورة وكل الحكام السابقين من اخوان ومبارك ساكنا امام اصرار العصابة الحاكمة فى اثيوبيا على سرقة حقنا فى مياة النيل لصالح الشركات الامريكية والاوربية والخليجية والاسرائيلية وشركات مصرية لزراعة الوقود الحيوى على 100 مليون فدان من الاراضى الاثيوبية , على حساب الحقوق التاريخية للشعب المصرى , ولا حل لهذة الكارثة الا بتدمير سد النهضة , ومنع السفن من المرور فى قناة السويس بالنسبة للدول المشاركة فى تمويلة , وفى تاجير او شراء الاراضى الاثيوبية , المشاركة فى المشروع الاستعمارى للوقود الحيوى . ومحاكمة اى من رجال الاعمال المصريين الذين يستثمرون اموالهم فى المشاريع الاثيوبية بتهمة الخيانة العظمى , ونكوين اللجلن الشعبية للدفاع عن نهر النيل فى القرى والاحياء .
3 ـ تحرير اسرى الثورة , وتكوين محاكم ثورية من خارج جهاز القضاء الفاسد والمعادى للثورة لمحاكمة قتلة الثوار , وكل من عذب واهان وقمع الشعب قبل واثناء الثورة حتى انتصارها , وكل من سرق ثروات البلاد وافسد الحياة السياسية والاجتماعية , وخان الوطن .
4ـ حسب المعلومات الرسمية توجد اربعة ملايين شقة بلا سكان فى مصر المحروسة ! منهم ثلاثة ملايين فى القاهرة الكبرى وحدها , وفى نفس الوقت يوجد اربعة ملايين اسرة بلا سكن , اغلبهم يقاسمون الموتى سكناهم , او عشش الصفيح وخيام الايواء بالعشوائيات , والحل الثورى الوحيد ان تصبح هذة الشقق الفارغة ماْهولة بالسكان اللى بل سكن . هذة هى العدالة الثورية , وليكن ذلك اول قرارات الثورة عند انتصارها .
5 ـ لتحقيق العمل والاجر العادل حق للجميع , ان يكون الحد الادنى للاجر بمعايير اللحظة الراهنة 3000 جنية على ان يرتبط باسعار السلع والخدمات, وان يكون الحد الاقصى للدخل 20000 جنية , ورفع الضريبة على الدخل فى الشرائح العليا تدريجيا الى نسبة 70 % , وفرض ضريبة على الارباح الراسمالية 20 % .
6 ـ مصادرة كل الاراضى المباعة والمستصلحة على مدى العقود الاربعة الماضية للافراد والشركات باقل من قيمتها , وتحويلها الى مزارع تعاونية للفلاحين الفقراء والمعدمين وكذلك اراضى الوقف والاصلاح القديمة , واقناع الفلاحين الفقراء فى اراضى الوادى الزراعية القديمة الى تكوين تعاونيات انتاجية بشكل طوعى لتطوير الانتاج , لتحسين حياتهم وحياة ابنائهم .
7 ـ الغاء اتفاقيات العار كامب ديفيد , وكل اشكال التطبيع مع العدو الصهيونى , وبناء استقلال وطنى حقيقى , ومساندة الشعب الفلسطينى لتحرير كامل ارضة , ودعم نضال الشعوب والثورات العربية لتحقيق نتصارها النهائى على قوى الرجعية المحلية والعالمية .
8 ـ اسقاط كل الديون الاجنبية , سواء لبلدان عربية او اوربية او امريكية . . الخ .



#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقلال القضاء بين الحقيقة والوهم
- العدوان الصهيونى الهمجى على غزة . . . الشرعية الدولية . . . ...
- حاصر حصارك لا مفر . . استراتيجية ثورة
- بعض القول حول مفهوم الامة الاسلامية
- هل الشعوب العربية فى غيبوبة
- من المقاطعة الى المشاركة . . . اعلان افلاس
- حوار لة دلالات مفزعة . . .
- مغزى ملصق : هل صليت على النبى اليوم ؟
- ثورة يناير الشعبية الآن . . والى اين ؟
- نتائج المقاطعة الشعبية , والثورة الى اين ؟
- محمد محمود عام 2013
- هل -الجيش -حمى الثورة ؟
- عامان على معارك محمد محمود المجيدة . . والتكتيك الثورى
- فضيحة كبرى لحكومة السيسى البلاوى . .
- الاستقلال الوطنى الان , . مهمة من ؟
- رؤية اشتراكى مصرى فى الانتخابات البرلمانية الكردية
- عن اى دستور يتحدث هؤلاء الاعداء
- العسكر ومعركة الثورة ضد الاخوان والامريكان
- سيادة القانون بين الوهم وارادة الثورة
- فض اعتصامى رابعة والنهضة واحتمالات الحرب الاهلية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - البديل الثورى