أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد الصلعي - كيف نستثمر ردع المقاومة لاسرائيل















المزيد.....

كيف نستثمر ردع المقاومة لاسرائيل


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 06:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لو اطلعنا على أدبيات الكتابات التي رافقت الصراع العربي الااسرائيلي ؛ قبل أن يتحول الى صراع فلسطيني اسرائيلي ، ويتقلص الى صراع غزي اسرائيلي ، فلن نعثر كما كتب الكثير ، امثال مطاع صفدي وياسين الحافظ ، وعزمي بشارة ، وغيرهم كثير ، الا على كتابات رومانسية حالمة ، تحول الهزيمة الى كبوة عابرة ، أو تجعل من ردع بسيط انتصارا كونيا ووجوديا . الأمر الذي أفقد شباب العرب النظرة الواقعية ، والقراءة الموضوعية ، وجعل كتابات معظم الكتاب العرب مجرد لغو يلعب على العاطفة الجامحة للعرب ، اما صعودا أو نزولا ، افراطا أو تفريطا ، عوض العمل على تحليل معطيات الواقع والاكتفاء بالنتائج الموضوعية لكل حرب أو معركة او نزال . ثم محاولة تطوير وتحصين المكتسبات ، والقطع مع الأخطاء والهنات وتجاوز الاخفاقات .
ما يهمني من هذه التوطئة ، هو محاولة استثمار ما حققته المقاومة الفلسطينية من ردع للطغيان الاسرائيلي وهمجيته التي أصبحت على صعيد الرأي العام العالمي خارج سياق العصر ، ولا تمث الى حضارة القرن الواحد والعشرين بصلة . وهذا ما حدّث به كثير من مفكري ومشاهير العالم المعاصر .
وأول اخفاقات الكيان الصهيوني ، هي الهزيمة الأخلاقية التي منيت بها في هذه الحرب التي لم يكن لها موجبا ولا سببا ؛ اللهم عدوان غاشم على منطقة تعاني من حصار شامل من قبل هذا الكيان نفسه وبمباركة من دول عربية ودعم مكشوف ومفضوح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي يرأسها رجل حاز زورا وبهتانا على جائزة نوبل للسلام .
ولا يمكن الاستهانة بتشوه صورة النظام الصهيوني أمام الرأي العام العالمي . وهذا ما لا يحسن استثماره العرب . لكن غباء بعض العرب الاعلامي ، وانبطاح واستسلام البعض الآخر ، يهون أمام الحس الانساني الذي تابعه العالم في مختلف المنابر الاعلامية العالمية ، والتنديد غير المسبوق من شخصيات عالمية لها تأثيرها الانساني والفني والعلمي على الرأي العام العالمي .
بمنطق المقاومة ، وبمنطق القوي والضعيف ، وامكانيات الطرفين ، وأهدافهما المعلنة والخفية ، وقوة الدعم الخارجي ، وتاريخ الصراع بينهما . يمكن القول ان غزة انتصرت .
وما يلفت انتباه المحلل في الصراع العربي الاسرائيلي ، وخاصة منه جانب المقاومة ، انه كلما تخلت الأنظمة العربية الرسمية عن المقامة العربية ، الا وحققت انتصارا نوعيا غير مسبوق ، وكلما انخرطت جوقة الحكام العرب الرسميين في صف اسرائيل ، الا وخرجت المقاومة مرفوعة الرأس . وكأن سر انتصار العرب الشعبي وكلمة السر فيه ، هو موالاة الأنظمة العربية لاسرائيل . ففي سنة 2006 ، حين أعلن النظامان السعودي والمصري عن ادانتهما لاختطاف حزب الله للجنديين الاسرائيليين ومطالبتهما باعادتهما الى الكيان الصهيوني ، وشجبهما لاعتداءات وتجاوزات حزب الله ضد اسرائيل ، رد عليهما السيد حسن نصر الله ، أن يساعد الحكام العرب بالصمت ، فقط بالصمت . والنأي عن العتاب الأخوي الذي يحمل في طياته خنجر الغدر والهزيمة والانبطاح . وكان النصر الباهر ، وكان تحقيق فينوغراد الشهير الذي أعلن هزيمة اسرائيل في مواجهة حزب الله .
ونفس السيناريو يتكرر في حرب 2014 ضد غزة وضد المقاومة حيث لم تكتف بعض الأنظمة العربية بدعم اسرائيل ومباركة عدوانها على غزة ، بل عملت على تمويل الحرب ، وفرضها على الشعب الأعزل ، وغلق معبر رفح ؛ الشريان الوحيد الذي يربط غزة بالعالم ، فباتت غزة مقطوعة عن العالم ، الا من صواريخ وقاذفات وطيران العدو الاسرائيلي .
لنستخلص أنه كلما والى النظام العربي اسرائيل ، كلما انتصرت المقاومة . وعلى هذه القاعدة التي تكررت مرتين في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ، يمكن تأسيس قاعدة أخرى تستطيع الشعوب العربية استثمارها ، وهي العمل على خلق تحالف شعبي وان على الصعيد الداخلي ، لتغيير مواقف الأنظمة العربية ، او عزلها بعد تهميشها وتقليص علاقاتها الداخلية التي تتميز بنفور جماهيري حاد من كل ما هو رسمي .
أول مرتكزات التفوق والردع المقاومي تجلى في توحيد قيادة المقاومة الميدانية داخل غزة ، لتنبعث مقولة الوحدة من رمادها العربي ويبرز جلاؤها واضحا في بؤرة عربية صغيرة ونخالها ضعيفة ، لكنها تجسدت عن قوة ردعت رابع جيش عالمي، وبأسلحة معظمها بدائية . وهو ما فرض على القيادة السياسية أن تتبع خطوات وانجازات القيادة الميدانية ، مما أحدث تغييرا في أولويات القيادة والتخطيط والمفاوضات .
وثاني مرتكز تفوقي كان الاعداد الجيد والاستعداد الدقيق لحرب أحد طرفيها مكشوف ، والآخر خفي . فاسرائيل تعتمد في جميع حروبها على القوة الجوية ، لكنها تستعمل هذه القوة في غير موطنها ، فهي لاتحطم جيوش العدو ، ولا مطاراته كما حدث في حرب النكسة 67 ، ولا طيرانه أو أسطوله الحربي ، وانما تعمد الى تحطيم وتدمير كل ما هو مدني ، بما فيه الانسان وخاصة الأطفال . وهذه بالطبع ليست أهدافا عسكرية ، ولا يمكن بأي حال أن تقود الى تحطيم العدو . وهو ما يشكل كابوسا مرعبا للكيان الصهيوني ، ويفرض عليه منطقا لايشتهيه ، ولكنه يدخله مرغما ، كورقة ضغط على جماعات لا تؤمن الا بالدفاع عما تبقى من بكارة كرامتها ، وتعودت على الحروب والاستشهاد والدمار ، الى درجة أصبحت معها مشاهد الحروب وتجلياتها مظهرا عاديا من مظاهر حياتها اليومية . بينما جيوش المقاومة البسيطة تعمل في الخفاء على تغيير وتبديل احداثيات حربها القادمة مع اسرائيل الظالمة ، بحفر الأنفاق ألتي أصبحت معادلة يستحيل تجاوزها ، وبتطوير منظومة الأسلحة على بساطتها وقلة الموادر والاليات والسيولة المالية ، وبتجديد الايمان بالقضية العادلة وتحصين الروح القتالية .
ويبقى ثالث مرتكز هو النأي بالنفس عن النظام العربي ، وهو درس استخلصته المقاومة من حرب 2006 ، فالأنظمة العربية هي نفسها عاجزة عن استرداد الأراضي التي ما تزال تحتلها اسرائيل الى يومنا ، ومكبلة باتفاقيات -كامب دايفد و ووادي عربة - مجحفة في حقها ، ومنبطحة لأساب تحكمية وتسيدية تحت أقدام الراعي الأول لاسرائيل . فكيف ستدافع أنظمة بهذه الطبيعة والجبلة على أرض محتلة منذ عقود ؟ . بل والكل يشهد على ذلك ، بل عملت هذه الأنظمة على استثمار القضية الفلسطينية وتضييع أهلها ، الى درجة لم يبق فيها من فلسطين التاريخ ، الا أجزاء صغيرة من أرض ممدودة وشاسعة . لكن المقاومة الميدانية استطاعت أن تعيد الحصان أمام العربة بعدما كان خلفها لعقود طويلة .
ورابع مرتكز هو توفير الحاضنة الشعبية ، فبدونها ، لانهارت المقاومة في الأسبوع الأول ، غير أن التفاف الجماهير والشعب الغزي حول المقاومة منحها قوة مضاعفة ، وجعلها تحس بالسند الطبيعي الذي يفتقده كل مناضلي الدول العربية الأخرى ، وان في أبسط القضايا .
وخامس مرتكز هو الابداع ، ابداع أشكال جديدة وغير مسبوقة في تاريخ الحروب بين الفلسطينيين واسرائيل ، وقد تجلت هذه الأشكال الجديدة في الأنفاق وفي الصواريخ البعيدة المدى وفي كميتها ، وفي القدرة على تصنيع بعضها محليا ، الى درجة أن حماس مثلا أصبحت هي ايضا تتوفر وتصنع طائرات بدون طيار للتجسس .
فهل يستطيع الشباب العربي استثمار جميع هذه المعطيات ، وهذا الصمود الخرافي ، وهذه الاستراتيجيات المقاوماتية ، وهذا الحس الوحدوي الجديد ، وهذا العنفوان الرؤيوي ، الذي تبدى بجلاء باصرار المقاومة على تنفيذ شروطها لوقف الحرب منذ الأسبوع الأول ؟ .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الرد على الشيخين
- من يفرض شروطه هو المنتصر
- هل يموت المطر
- اسرائيل وشرط الردع
- غبار ولا ريح
- التطرف الأوروبي يهدد المغرب
- الانتصار لارادة المجتمع -1-
- هيا نرقص على وقع الفساد
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-5-
- ثقافة الانهزام -1-
- فقه الأولويات يارجال الدين قبل فقه العشوائيات يا رجال الفكر
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-4-
- محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي
- جرائد ليست للقراءة -3-
- قراءة فنية لقصيدة - مري بذاكرتي -
- برلمان او بر أمان
- مدونة تبحث عن -أنا -
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-3-
- لا بلاد لي
- جرائد ليست للقراءة -2-


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد الصلعي - كيف نستثمر ردع المقاومة لاسرائيل