أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد ابداح - فقه النزاعات الطائفية العربية














المزيد.....

فقه النزاعات الطائفية العربية


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 00:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



تنمو الطوائف والعرقيات في الوطن العربي أفقياً وعمودياً، فيما تزداد الهجرة الداخلية والخارجية بعد كل نزاع داخلي مسلح، ويتغير البعد الديموغرافي تبعاً لتكتلات التعداد السكاني والتوزيع الجغرافي للطوائف، ولهذا فإن النزاعات الأهلية في كل من سوريا ولبنان واليمن وليبيا والمغرب والصومال والسودان والعراق وغيرها، هو جزء من الصراع حول التاريخ والجذور، أي دفاع تلك الأطراف التنازعة عمّا كان لها في الماضي الغابر، وكيف سلبهم الآخرون إياه!.
إن الطائفية المزعومة، قد أثبتت بأنها أقل خطورة من مثيلاتها من دول العالم كدول البلقان مؤخراً، بل إن ما يميز الطائفية في الوطن العربي هو انقسامها على ذاتها منذ أمد قديم، فلا تكاد تدرس جزءاً من تاريخ الخلاف في طرف ما، إلا وتجد لدى كل طرف في الأزمة تمثيلاً نسبياً لأغلب الطوائف والعرقيات، مما يعني تحميل الطائفية أكثر مما تحتمل، وبعبارة أخرى تشخيصاً خاطئاً للعلة، كما هو الحال مع تاريخ النزاع الطائفي اللبناني نفسه، حيث يتم استنساخ الحروب الأهلية اللبنانية الدامية ، فرغم تأثرها بعوامل خارجية ، إلا أنها أزمات داخلية بامتياز فلا وجود للسوريين أو الإسرائيليين أو الفلسطينيين فيها بشكل مباشر.
فمصالحات التهدئة الهشة والصورية، تجسيد واقعي لنوع الضبابية التي تلف اللبنانيين والأزمة اللبنانية برمتها، فعلى السطح يبدو الخلاف حول تشكيل الحكومة، وقانون الانتخابات، ولكن هذه هي نصف الحقيقة، فالموالاة ترفض التوقيع على أي اتفاق لا تتعهد فيه المعارضة وبالذات حزب الله، على عدم استخدام السلاح داخلياً، والمعارضة ترفض أي انتخاب لرئيس توافقي إلا بتأمين فرعها الضامن في الحكومة، وأن لا تمر أي قرارات سيادية أو غيرها بما فيها قانون الانتخاب عبر الحكومة وحدها بل أن يكون لهم كلمة فاعلة بكافة القرارات، فضلاً عن جملة التحديات الأخرى كالمحكمة الدولية، والمخيمات الفلسطينية والسلاح، وعدم قدرة الجيش اللبناني الوطني على تأمين الاستقرار والحماية الحقيقية.
ولو افترضنا أن هذه المسائل هي أصل الأزمة فقط ، لأمكن القول بأنها ممكنة الحل، ولكن الحقيقة هي أنها ليست كذلك، والسبب لا يعود إلى تأثير التدخل الخارجي رغم أهميته وحساسيته، بل إلى اعتماد الأطراف اللبنانية على الدعم الخارجي في المقام الأول، وهنا يمكن تشخيص الأزمة اللبنانية باستخدام فقه الواقع، على أن جوهر النزاع الأهلي في لبنان، قائم على رغبة معظم الأطراف في أن لا تغلق وبشكل نهائي مسائل الخلاف، كي لايتوقف الدعم الخارجي باشكاله المختلفة، وأن يكتفى الأطراف بكل مرحلة باتفاق مؤقت، متذرعين بالضغوط الخارجية، والسبب هو إيمانهم بأن قبول التسوية ليس في صالحهم، بل يجب ترك التسوية مفتوحة وخلافية.
وكافة الطوائف في لبنان لا يشعرون انهم شركاء حقيقيين في الدولة اللبنانية، فصحيح أن لكل جانب من الأطراف المتنازعة في لبنان قاعدته الشعبية، ولذا فلا احد غيرهم يتحمل مسؤولية الوضع المتأزم الذي وصل اليه اليوم الوضع في لبنان، فالديون المتراكمة على الدولة ليس مسؤولية حزب ديني أو سياسي لوحده، والملايين التي تُدفع الى المحكمة الدولية هي التي أزمت الوضع المتأزم اصلاً، كما أن وجود اكتر من مليون ونصف المليون نازح سوري نتيجة الحرب الأهلية السورية الدامية منذ عام 2011م، قد خلق أزمات مالية متلاحقة في لبنان ووضع العيش المشترك تحت شعار المسائلة للدين يتبجحون بالعيش المشترك، وبإكذوبة سياسية تدعى سياسة النأي بالنفس، والتي هي في الواقع خلاف ذلك تماماً، وتجسيداً لأزمة الفكر السياسي العربي .
المحامي محمد ابداح



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحدود العربية جغرافية أم فكرية !
- أنتِ فايروس !
- أخبروني حين أحببتكِ
- أرجوحة القمر
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الرابع
- فك النحس وعدم التوفيق
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الثالث
- دعيني
- قرية بيت دجن الفلسطينية
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الأول
- قرية لفتا الفلسطينية
- دعوها فإنها مأمورة !
- الأشياء الخفية
- سقوط إسرائيل
- النفط العراقي من كردستان العراق لإسرائيل وأمريكا !
- عقود النكاح في الجاهلية
- هل تذكريني رفيقتي
- حقيقة القلوب
- سوق الأحوال
- فقه الطحالب- قراءة في أزمة الفكر العربي


المزيد.....




- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد ابداح - فقه النزاعات الطائفية العربية