أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - سفينتان في العراق ..!!














المزيد.....

سفينتان في العراق ..!!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سفينتان في العراق ..!!
تجاوزت المخاطر التي يتعرض لها العراق , كل الخطوط الحمراء التي كانت رسمتها أطراف الصراع وجهات الاسناد التي تقف خلفها طوال العشرة اعوام السابقة , بعد اجتياح عصابات داعش للموصل وصلاح الدين وتمددها الى مناطق أخرى في الرمادي وديالى وكركوك , وتهديدها بالتحضير لاجتياح العاصمة , قبل أن تبدء بجريمة تهجير المسيحيين على نطاق واسع ثم تشريد الايزيديين والشبك , حتى تجاوزت أعداد النازحين المليوني نسمة , دون أن تحرك جرائمها ساكناً على مستوى المنطقة والعالم , خاصةً حكومات البلدان التي تدعي الدفاع عن التحضر والمدنية وحقوق الانسان , التي هي أصلاً حكومات لشعوب مسيحية , تكاتفت منذ مطلع القرن الحالي لمحاربة القاعدة في افغانستان ثم غزو العراق وبعده المشاركة الفعالة في التخطيط والاسناد في أحداث المنطقة العربية التي اسقطت فيها الانظمة الدكتاتورية تباعاً في تونس وليبيا ومصر واليمن , ولازالت تدعم حرباً دموية منذ اكثر من ثلاث سنوات في سوريا , تشارك فيها نفس هذه التنظيمات الدموية التي اجتاحت الاراضي العراقية , بنفس الوقت الذي تدعي دعمها للحكم القائم في العراق الذي تستهدف اسقاطه تلك المجاميع !.
لقد تأسس على هذه التناقضات في المواقف الدولية والاقليمية , أداء سياسي مرتبك وضعيف لجميع أطراف السلطة في العراق , حتى كأن مواقف القادة والاحزاب والتكتلات التي ينتمون اليها , خلقت بيئة مناسبة للتدخلات الخارجية في القرار العراقي , وزادوا على ذلك بتحول بعضهم الى وكلاء لتلك الجهات بدلامن أن يكونوا أصلاء يمثلون شعبهم .
أن مستويات الفوضى التي وصلت اليها الحالة العامة للبلاد في هذا الوقت بالذات , ربما لن يكون مناسباً أن نشبهها بـ ( السفينة التي يقودها أكثر من ملاح ) , لان واقع المشهد العراقي يشير الى أخطر من ذلك بكثير , وهو أن في العراق سفينتان , الأولى للشعب وبلا طواقم ملاحية والثانية للقادة وبطاناتهم من المنتفعين بكل عناوينهم التي يعرفها العراقيون , ولمن يعتقد غير ذلك , نسوق بضعة تساؤلات نعتقدها كافية لتأكيد هذا التقسيم , وهناك الكثير منها في عقول العراقيين .
لقد تجاوزات قوائم ضحايا الارهاب في العراق مئات الآلاف من الشهداء وأضعافهم من الجرحى والمعاقين وأضعاف أضعافهم من اليتامى والارامل , ماهي نسبة المنتمين لعوائل المسؤولين والمتنفذين واقاربهم واصدقائهم وحماياتهم ومسانديهم من هؤلاء الضحايا. ؟ وفي المواجهات الشرسة بين القوى الامنية وقوى الارهاب الآن , وفيما يقدم الشعب اعز ابنائه للدفاع عن العراق , وتعود قوافل الشهداء ولافتات النعي السوداء الى الشارع العراقي مرة اخرى بعد كوارث الحروب البعثية القذرة , وهذه المرة من الموصل وتكريت والرمادي , ماهي نسبة ابناء المنتفعين من السلطات في هذا النزيف المستمر بسبب أهواء السياسيين وصراعاتهم .؟
تصاعدت نسبة العراقيين الذين يعيشون دون مستوى خط الفقر بوتائر عالية منذ عشرة أعوام , وأزدادت اعداد المتسولين والباحثين عن مايسد الرمق في المزابل وأنتشرت ( احياء التنك ) في أطراف المدن العراقية وتقاسمت العوائل غرف السكن في البيت الواحد , فيما انتشرت ظاهرة القصور والفلل العامرة في العاصمة وباقي المدن العراقية , ناهيك عن العمارات والقصور التي يتملكها الآن ( زبائن سفينة السلطات ) خارج العراق , وبعضها في بلدان تساند الارهاب وتدعم المجرمي الذين يستهدفون ابناء الشعب العراقي , عربيةص كانت ام اجنبية .
ان ركاب ( سفينة السلطات ) يحضون بارقى المواقع الوظيفية في دوائر الدولة , وفي أغلب الحالات من دون أن يتمتعوا بأية مؤهلات يتطلبها اشغال تلك المواقع , التي توفر لهم ليس الراواتب الضخمة فقط , انما المنافع الاخرى التي ليس أقلها ماتدره عليهم من مبالغ يتم تحصيلها عن طريق عصابات الرشوة المنتشرة في جميع مفاصل النظام الاداري في العراق , فيما يعاني العراقيون عموماً من البطالة الضاربة في كل مكان , خاصة بين ابناء الفقراء ممن انهوا دراساتهم الجامعية او من الذين تركوا الدراسة اصلاً ليعيلوا عوائلهم , ان لم يكونوا منتمين الى احزاب السلطة او قادرين على دفع الرشوة التي تقصم ظهورهم .
وهناك الكثير من التساؤلات والمقارنات التي تفرضها الاحداث المأساوية التي تعصف بالعراق و يعرفها القاصي والداني وليس العراقيين وحدهم , وهي التي تفسر بجلاء وبدون لبس , أن هناك سفينتان في العراق , سفينة الشعب العراقي التي تعصف بها الاهوال والآلام منذ عقود , وسفينة السلاطين الذين يتحكمون بمقدراته وثرواته ومستقبل أجياله , كانوا خلال القرن الماضي يقبضون على مناصبهم بالحديد والنار , وأصبحوا منذ مطلع هذا القرن يتربعون عليها من خلال الانتخابات , التي سيمر وقت طويل قبل ان يدرك الفقراء بأن التحكم بها والتلاعب بنتائجها ليس عصياً على جهات وافراد تستقل سفينة أخرى غير سفينة الشعب .

علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يقاتل والسياسيون يجتمعون في المنازل ..!
- نفاق الرئيس ..!!
- أطباء عراقيون .. أطباء وطنيون
- اخوان ( حليمة ) ..!!
- عندما يقف القادة خلف شعوبهم ..!
- اقالة المستشارين !
- بستان الفن يفقد مصدراً من رذاذه المنعش .. وداعاً محمد جواد أ ...
- الغشاشون يتصدرون المشهد ..!
- جهاد كفائي ضد ( دواعش ) البرلمان ..!
- لعبة النصاب في مجلس النواب ..!
- دواعش الأسواق العراقية ..!
- المواجهة مع الارهاب .. تريد العلم العراقي ..!
- الحساب ليس مع داعش فقط ..!!
- كُل العراقيين ضد الطاعون ..!
- الرحلة الثانية للقطار الامريكي .. الموصل محطة التزود بالوقود ...
- زها حديد تضع بصمتها على جبين بغداد ..!
- رسالة الى زكريا ..!
- مقابلة مع القنصل ..!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..9
- برلمان ( سانت ليغو ) .. الفاشلون في الأنتخابات نواباً ..!!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - سفينتان في العراق ..!!